أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الزيني - عندما يكون الوطن أحمق!..














المزيد.....

عندما يكون الوطن أحمق!..


ابراهيم الزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 03:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما تحمل الوطن في قلبك طوال عمرك .. تتغني به وتحلم بمستقبله وتشم رائحه طينه وتستحم بحرارة شمسه ثم تصحو من حلمك لتجد الوطن وقد لفظك وألقي بك في ظلام جوف حمار ميت.. تدرك ساعتها أنك تعيش في وطن أحمق.
وعندما تضع أولادك علي كتفك وزوجتك علي الكتف الآخر بحب وحنان وعطاء طوال الوقت وبعد أن يكتشفوا أن جيبوك فارغة فإنهم يضغطون بشدة وبدون رحمه علي أكتافك حتي تنحني، ثم يتخذون قراراً بطردك من جنتهم التي صنعتها لهم بعرقك وكفاحك ... تكتشف ساعتها أن الحياة أصبحت " هبلة ".
وعندما تقرأ في أمهات الكتب وتدرك الحقيقة وهي أن كل ما تعلمته في المدراس والجامعة وأن ما تقرأه من الكتب الحديثة كله أكاذيب ونقل غبي ومنتقى من كتب التراث، وأن كل ما تراه وتسمعه وتقرأه في وسائل الإعلام ما هو إلا نوعاً جديداً من " فقه المصلحة " فأنك تكتشف أنك تعيش في وطن أحمق.. وعندما تفرح ويفرح جميع المصريين بثورة 1952 حيث يحكم مصر لأول مر بعد ألفين سنة رجال مصريون وفجأة نجد هؤلاء الرجال وقد أنقضوا علي مصر وأفرغوا عقولها ونهبوا ثرواتها وأزالوا رجالها وتحرشوا بنسائها وأنهم الأسوأ ألف مرة من المستعمر، فإنك تكتشف أنك عشت حياة هبلة.. وفي وطن أحمق.. وعندما تكتشف أنك حملت البندقية وحاربت سبع سنوات لتزيل آثار هزيمة يونيو وتفقد من عمرك أزهي أيامك بسبب قرارات غبية لرجال كذبوا ما عاهدوا الله عليه وأدخلوك في حروب لا ناقة لك فيها ولا جمل، فإنك تتأكد أنك تعيش في وطن أحمق.
وعندما تنهار القيم وتسيطر الغيبوبة علي كل الشعب المصري من ملح الأرض الي نخبته ويرتدي المصريون عباءة ثقافة دخيلة عليهم من صنع صحراء الجزيرة العربية وثبت دعائمها الحكومة من ناحية ورجال الدين بشقيه من ناحية أخري، فإنك تدرك أنك تعيش في وطن أحمق.
وعندما يتعامل المصريون مع العقل علي أنه رذيلة، وأن من يستفتي عقله هو علماني وكافر ولا مكان له في وطن يستفتي قلبه.. فإن التعامل معهم يصبح درباً من الجنون، حيث تخجل من أن تكون مفكراً تفعّل العقل وتحترمه وسط قوم يدسون عليه بالأقدام ويتبرزون من عقولهم بدلاً من أن يفكروا بها.. في هذه الحالة تكون الحياة مستحيلة وتعرف أنها حياة " هبلة ".
وعندما ينقض أصحاب العمائم واللحى علي ثورة الشباب ويجهضون فرحة الشعب المصري بثورته ويقفون في طوابير أمام الميكروفونات وهم يمسكون لحاهم المدهونة بالزيت الوهابي يهددون ويكّفرون ويستغلون علي الآخرين ويوسعون الوطن ليصل الي أفغانستان تدرك أنه لم يعد هناك وطن حتي لو كان أحمقاً ولم تعد هناك حياة حتي لو كانت " هبلة " .



#ابراهيم_الزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسنا كفار قريش
- اسرائيل ترحب بصعود التيار الديني في مصر
- مصر بين نزار قباني.. وابن خلدون


المزيد.....




- كنيسة السيستين.. قبلة سياحية ومسرح لانتقال السلطة بالفاتيكان ...
- الكونكلاف: ما هي طقوس انتخاب -الحبر الأعظم- بابا الفاتيكان ا ...
- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة على نايل سات وعرب سات 2025 ...
- عشية انتخاب بابا جديد.. مسيحيون عراقيون يريدون منه عدم نسيان ...
- هل سيلعب لوبي ترامب دورًا في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟
- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الزيني - عندما يكون الوطن أحمق!..