أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حرب الرمحي - مسرحية - أنا فهمتكم - تقتحم ذاكرتي !














المزيد.....

مسرحية - أنا فهمتكم - تقتحم ذاكرتي !


محمد حرب الرمحي

الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 01:55
المحور: الادب والفن
    


هاتفتني ذات ليل ، على حين سهرة ... همَسَتْ : هل تقبل دعوتي – يا سيدي - على فنجان نشوة !!! في الكونكورد !... بصراحة أعجبتني الدعوة ! ولكني بادرتها بالقول وأنا أبتسم وكانها تقف أمامي بكل جمالها : اقبل بالتأكيد ، ولكن مَن معي لطفاً !!! ( أقفلتْ الخط ! ) ...............
في اليوم التالي ، ساقني الشوق إلى المكان ,أخذت أتلفت حولي عن فتاة جميلة هناك ، وإذ بعيني تتلحف لوحة إعلان كبيرة " أنا فهمتكم " وكان اسم الفنان موسى حجازين يتصدر اللوحة ! فأدركت فوراً أن الدعوة كانت من المسرحية نفسها ، وأن الفنان حجازين قد سرق لهفتي كما سرق اسم الرئيس المخلوع زين العابدين بقوله " أنا تفهمتكم " ! ( حركت رأسي مبتسماً ... وهمستُ : هكذا إذن ! ) الحقيقة أنني أحتاج في خضم هذا الواقع العربي الذي يجلس على طاولة القمار أن أراهن ولو من بعيد على استباق نتيجة الأحداث في الخسارة والربح ! بالنهاية أنا لن أخسر سوى ثمن البطاقة لحضور المسرحية العربية التي نقلها حجازين من خارطة الوطن العربي إلى " الكونكورد " الذاكرة الفنية ! آخر ما نملكه من حصاة لنلقي بها في بركة النسيان الراكدة ! .... ودخلت الذاكرة والشوق يحذوني لفنجان النشوة المنسي ، فهل سيسعف الشوق فضولي ويشفي غليلي أو يتماثل الفن – على الأقل – أمامي عافية لطالما أغرقها الدواء بلا شفاء ؟ وهل المسرح الفني ينقذني من واقع المسرح العربي وما يحدث فيه ؟!
أعترف ، أنني وفور جلوسي على المقعد ، شعرت بالنشوة ! رغم أن الستارة ما زالت مغلقة الأهداب ، فأنا أؤمن بحاسة السمع أكثر من البصر ! فريد الأطرش يمر على الحاضرين ويدور في أسماعهم بأغاني الزمن الجميل ! وأي أغاني ؟ أغاني العروبة والكرامة والمجد والسؤدد !!
تنفست قليلاً وهيأت نفسي لمسرحية ستتفهّم حاجتي للكرامة والسلامة من كل ما يشعرني بالعجز ... وبدأ العرض !!! وسيدة المسرح التي دعتني لفنجان النشوة تراقبني ، وأنا أراقب جمالها من بعيد ! وأخذت السيدة تسرد الحكاية لي ... أبٌ متسلط وأبناء يصرخون من الفقر والقهر وهو لا يكترث لهم ، وفجأة يظهر شقيقه القادم من كندا بعد سنوات طويلة ليدور الحوار الجميل ! كل سؤال من الشقيق كان يقابل بكلمة واحدة ! كلمة رغم خروجها من فم موسى بطريقة كوميدية إلا أنها كانت حمماً تخرج من فوهة بركان ! ( باااااعوووها !!! ) أنا أؤكد أن الجمهور كان يضحك ويضحك ويضحك ، والسيدة تلك كانت تبكي وتبكي وتبكي !

موسى حجازين ! لم يترك هذا الفنان أمراً قابلاً للحديث إلا وتحدث عنه ، وكان العنوان الأبرز هنا ( الأردن ) قاسم الحب الأعظم لكل القلوب الوطنية التي ما تعودت إلا محبته . بل وعشقه المبرح الممتد من الوريد إلى الوريد ومن السوسن إلى السوسن ! لم يترك هذا المبدع شيئاً يدور في خلد الناس إلا وتناوله بكل شفافية وموضوعية ! أخذنا في رحلة فنية غنية ، أضحكنا لدرجة البكاء ، وأبكانا لدرجة التأمل ! أمسك عوده أكثر من مرة وغنى بحزن وعاطفةٍ مُرة ! جعل الوطن يغتسل بدموعنا ، ويفك ظفائر حزنه على راحات القلب ! أعادنا للمشهد الغائب الحاضر في الذاكرة العربية ! أعادنا للخبز الذي كان يشاهد فيه صورة والده الطيب ، ورائحة أمّه الجالسة على ناصية الشرف ! نقلنا من دهشة إلى أخرى ، ومن خوف إلى آخر ، وفتح كل ستائر القضايا وأدخل شمس الحقيقة عبر نوافذ المشهدية المسرحية إلى ذاكرتنا ! ولم يكترث للحارس الواقف ما بين الجرح وقول الآه ! ... وانتهى العرض ... ولم ينتهِ أبداً ... ليبقى السؤال هل مصير كل ولي أمر ظالم الرحيل ؟ كما حدث مع زين العابدين ، ومبارك ، والقذافي ... والمرشحين الآخرين للرحيل قريباً !!
لن أتحدث في السنوغرافيا والنستولوجيا والديكور والإخراج الفني وإن كان هناك الكثير للحديث عنه ، فقد حرمني موضوعية العرض وأحداثه من الدخول في ذلك ، فالجائع لا ينظر لشكل المائدة ! وليس على الكريم حرج ! ... خرجت ككل الذين دخلوا ، ولم نخرج ! كأنا بقينا في صحبة تلك السيدة ، ليس منا من يستطيع أن يغادر جمالها ! فيا لها من سيدة مسرح جميلة ، ويالفنجان نشوتها ما أطيب مذاقه !






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة ديوان (رنين الغياب ) للشاعرة ميمي احمد قدري


المزيد.....




- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”
- المجتمع المدني بغزة يفنّد تصريح الممثل الأوروبي عن المعابر و ...
- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حرب الرمحي - مسرحية - أنا فهمتكم - تقتحم ذاكرتي !