حسون الامريكي

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 17:33
المحور: كتابات ساخرة
    

حسون الامريكي

كان هذا في الخمسينات من القرن العشرين........
ومن منا من لا يعرف من هو حسون الامريكي ...على الاقل من هم في عمري الان ..0000كان هذا الرجل ظاهرة بغدادية بملابسه الغريبة في ذالك الوقت
حيث كان يرتدي احدث الموضات التي تظهر في هوليود(عاصمة السينما العالمية) وكان يضع في جاكيته وردة حمراء او بيضاء ويرتدي قبعة كتلك التي كان 0000000
يرتديها اشهر الممثلين في عاصمة السينما العالمية امثال 00كلارك كيبل او فرانك سيناترا 00المهم كان لحسون جولة يومية تبدا من شارع الرشيد0000000 اشهر
شارع في بغداد ...وتمتد الى كورنيش ابو نؤاس ومن ثم حدائق بارك السعدون وكان دوما مصطحبا كلبه الصغير(الا اذا توعك الكلب) 00يمشي مقلدا مارلون براندو بمشيته الشهيرة 0
كان حسون الامريكي انيقا جدا يختار ملابسه بعناية فائقة...بالوانها المميزة وحذائه الجمجم ....
وقد اعتاد البغداديون على رؤيتة في بارك السعدون مصطحبا كلبه الصغير 00 وكثيرا ما كانت العوائل التي ترتاد هذا المنتزه تنتظر روؤيته بشغف....
لتحيته والسلام عليه وهو يبتسم ابتسامة خفيفة ملوحا بيده 0000كاحد النجوم وكثيرا ما كانوا يلتقطون الصور معه 0000 وتشعر بحياء هذا الرجل حيث يشيح بنظره عن النساء فينحني هامسا لكلبه ...بالتحرك ..ليكمل جولته وليراه اكبر عدد من الناس000ولكن
كان بعض البغدادين وهم في حالة السكر عندما يمرون بحسون الامريكي يتجاوز عليه بعضهم ويضربه (بزيج) يخيطه خياط00 كما يقول البغادة .
ولم يكن الرجل يتصرف باكثر من ايمائة من راسه وحركة من يده 00معاتبا من وجه له هذه الاهانة بحياء وعتاب صامت وهو يبتعد ليكمل جولته اليومية 0000000000
لم يكن لهذا الرجل المؤدب اي ارتباط بالامريكان او بالسفير او حتى ببواب السفارة00000 والمسكين كان لا يمر يوم دون ان يسمعه احد البغادة ذالك (الزيج)
الذي كان يعتبر اهانة كبيرة توجه لرجل00الا انه كان يتصرف بادبه الرفيع وخلقه الدمث وصمته الخجول00ويبلعها للاهانة ويمشي000000الغريب اليوم هناك الكثير
من الذين يتجولون في بغداد ممن لهم علاقات حميمة مع السفير والوزير والغفير الامريكي ولكن لم اسمع ان (ضربهم) احد البغادة00بزيج00 من السكارى (على الاقل) ....
مثلما كان يحدث لحسون00رحم الله حسون الامريكي 00 لقد تحمل الكثير ....!!!!


حامد الزبيدي

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل