خبر عاجل

خلود محمد بدار

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 07:53
المحور: القضية الفلسطينية
    

الخبر العاجل في العديد من دول العالم إما أن يكون عسكريا أمنيا أو سياسيا بالدرجة الأولى، فنجد أن أخبار الارهاب العالمي تتصدر مصاف الأخبار العاجلة. وربما نجد اغتيال احد القادة السياسيين أو انقلابا عسكري في احدى الدول يتصدر هذه النوعية من الأخبار. لكن الجميل في دولتنا الناشئة - وربما لا يجدر بي أن أقول دولة لأننا ما زلنا على أعتابها ولم نحسب على الدول بعد - الجميل أن الخبر العاجل الذي أصبح يتردد صداه كل شهر هو خبر الرواتب.

نعم ... الرواتب أصبحت من الأخبار العاجلة والهامة في دولتنا الفلسطينية، بل إنها من الأهمية بمكان بحيث يطالب رئيس السلطة الفلسطينية الحكومة بسرعة صرفها (خلال 72) حتى يتسنى للشعب العيش في كرامة. هذا الخبر المفرح لكافة قطاعات الشعب أصبح عادة شهرية ولكنه ما زال خبرا رئيسيا، حتى أنه اصبح خبرا يطغى على توجه سلطتنا الى الأمم المتحدة في محاولة نحصيل الاعتراف الدولي بدولتنا الفتية. بل وأصبح هذا الخبر يطغى على أخبار الربيع العربي وخريفه.

رغم طرافة هذا الخبر العاجل إلا أنه يحمل في طياته العديد من الجوانب المحزنة بل والمقلقة أيضا. فكيف لحكومة لا تقدر على صرف رواتب موظفيها بانتظام أن تقاوم أو أن تحرر أو على الأقل أن تواجه!! إن كانت خزينة الدولة مفرغة من الأموال اللازمة لبناء الدولة فكيف لنا أن نكمل المسيرة بعد توقف الدعم الأجنبي التي أصبح سيفا مسلطا على رقاب أمتنا!! وخاصة إذ نحن أقدمنا على خطوة استحقاق الدولة !!

وهنا أيضا يظهر سؤال جديد جليا وبوضوح أكبر ... لماذا تتنصل الدول العربية من واجباتها تجاه الحكومة الفلسطينية!! أهو عقاب جماعي من قبل الحكومات لشعوب باتت تحدد مصيرها!! أم هو تخاذل عربي متكرر في ذات السياق !! أهو محاولة ضغط على الحكومة الفلسطينية للتنازل عن مطلبها الحالي في الاعتراف بالدولة الفلسطينية!!! أم أن جيوب الحكومات العربية قد أفرغت بسبب دعم الربيع العربي من خلال الناتو والحكومة الأمريكية!! كلها تساؤلات مشروعة ولكن تبق الإجابات غير معلنة وغير معروفة.

وهنا يجدر بنا التساؤل من جديد ... الى متى سيستمر هذا الخبر العاجل في التكرار والظهور على كافة صفحات الجرائد المحلية والعالمية؟ الى متى سيبق المواطن الفلسطيني رهن لقمة العيش وراتب لا يكفيه كفاف يومه!! ألم يحن الوقت لوقف هذا النزيف للكرامة الإنسانية!! أم أن أوان "الاستحقاق الإنساني" لم يحن بعد!!

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل