أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جرجيس كوليزادة - صعود وهبوط نجم برهم صالح















المزيد.....

صعود وهبوط نجم برهم صالح


جرجيس كوليزادة

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 01:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو لكل مراقب كردي لاعمال الكابينة السادسة لحكومة اقليم كردستان برئاسة برهم صالح انها لم تحقق انجازا كبيرا ولم يحمل برامج عمل جادة لمعالجة الأزمات التي يعاني منها المواطنون في الاقليم خاصة الطبقة الفقيرة منهم الذين يعانون من مشاكل اقتصادية ومعيشية كبيرة، والسبب في ذلك إن السلطة التنفيذية لم تأخذ على عاتقها بجدية إيجاد حلول ميدانية وعملية جذرية لمجابهة الأزمات المستفحلة ومعالجة المشاكل بشفافية وواقعية لأن أساس تشكيل البرلمان والحكومة يستند الى تمثيل حزبي اعتمادا على محاصصة الشراكة في الحكم وفقا للاتفاقية الاستراتيجية بين الحزبين الحاكمين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني التي خرجت الى الوجود نتيجة اتفاق البارزاني والطالباني على اقتسام السلطة في الاقليم، وقد استغل البارزاني الاتفاقية لتمرير خططها لتقوية حزبه ودوره في السيطرة على كردستان وموارده الاقتصادية والتجارية حتى بات الكيان الكردستاني مركبا من سلطنات اقطاعية للمسؤولين اعادت العبودية والاستبداد من جحورها في القرون الوسطى الى الواقع الراهن الكردستاني في ظل رئاسة البرزاني.

المهم في الأمر ان برهم صالح بدأ صعودا سريعا غير موزونا في السابق وبدأ نجمه بالهبوط والغروب من المشهد السياسي للسلطات الرئاسية في الاقليم، والمعروف عن هذا السياسي الصاعد دون نضال يوم واحد في الجبال ضد نظام صدام حسين فانه لا يتمتع بشعبية ولا برصيد حزبي مثل زعماء الكرد البارزاني والطالباني وكوسرت رسول علي ونوشيروان مصطفى، وقد وصل الى هرم قيادة الاتحاد الوطني من خلال تبنيه من قبل الطالباني لاسباب خاصة به لمواجهة نائبيه مصطفى ورسول قبل سقوط نظام البعث، وتم ترشيحه لرئاسة حكومة الاقليم دون مبررات موضوعية واختير على اساس انه رجل دولة وتكنوقراط من الطراز الاول ولم يدرك الكرد في حينه انه كان فاشلا خلال ممارسته واداء عمله في الحكومة الاتحادية كنائب لرئيس مجلس الوزارء والدليل على ذلك انه لم يتبنى تمرير قانون النفط والغاز لصالح الاكراد ولم يقدم على اي خطوة لحل المشاكل العالقة بين بغداد واربيل ويقال انه عمل ضد الكرد في العاصمة الاتحادية اكثر مما عمل لصالحهم.

من هذا المنطلق نجد ضرورة عرض النواحي الايجابية والسلبية لمسيرة هذا الرجل الذي جمع فئة غير كفوءة اطلاقا من المستشارين الخاملين وغير المؤهلين بتاتا والكوادر الفاشلة في مجلس الوزراء لادارة الحكومة من مكتبه الخاص، وبهذه الكوادر غير الكفوءة فشل صالح فشلا ذريعا في ادارة حكومته، والمصيبة الكبرى انه جعل من الحضور المستوحش للراسمالية الجشعة احد السمات البارزة لولايته الرئاسية للسلطة التنفيذية امتدادا من الحكومات السابقة، ولهذا نجد ان برهم صالح لم يكن بالمستوى المطلوب بالرغم من بذله لأقصى جهد ليكون محل ثقة البرزاني والطالباني للاستمرار في النصف الثاني من ولايته .

لهذا وبعد كشف اختيار نيجيرفان البرزاني صهر رئيس اقليم كردستان للنصف الثاني من رئاسة الحكومة حسب الاعلام الكردي سقطت ورقة التوت من برهم صالح لتثبيت نفسه في واقع المشهد السياسي الكردي وبات قريبا للخروج من المعادلة التركيبية للقيادة الكردستانية، ولكن بالرغم من فشله فانه يعتبر من افضل من قاد حكومات اقليم كردستان بعد كوسرت رسول.

استنادا الى هذه الرؤية نجد ضرورة سرد الاعمال الايجابية والسلبيات التي لاصقت عباءة برهم صالح كثقوب سوداء في حكومته مما دفع بأدائها ان تتسم بدرجة كبيرة من الفشل.

وأهم الايجابيات التي برزت في فترة رئاسة صالح هي : تحديد واعلان الحصة الشهرية المخصصة للحزبين الحاكمين من ميزانية الاقليم بعد ان كانت مجهولا ومحسوبا من الاسرار الكبيرة للسلطة في كردستان، وتبني برنامج "الطاقات التعليمية الشابة" لخريجي الجامعات من الشباب للحصول على الشهادات العليا في الخارج على حساب الميزانية، وتقديم سلف الزواج بالرغم من تعقيد اجرائاتها الروتينية المعقدة للشباب الكردستاني بغية تسهيل الزواج وتشكيل الحياة الاسرية، وتبني برنامج تقديم القروض الميسرة بمبالغ قليلة للمشاريع الصغيرة المعدة من قبل خريجي الكليات والمعاهد العاطلين عن العمل، وتقديم القروض الصغيرة لغرض بناء السكن من خلال صندوق حكومي ولو ان المبالغ المخصصة من الميزانية قليلة جدا لهذا الغرض، وتقديم القروض الميسرة للقطاع الزراعي لغرض تنمية الواقع الانتاجي للزراعة والثروة الحيوانية في الاقليم ولو ان اجرائاتها معقدة وميزانية الصندق ضئيلة مقارنة بالحاجة الفعلية، وتنزيل الصلاحيات الادارية والمالية من المراجع والاعلى الى ما دون لتفعيل دور الدوائر والمؤسسات الحكومية.

أما أهم السلبيات فهي: غياب الخطط الحكومية الفعالة لحلحلة الأزمات الحياتية للمواطنين مما تسببت في ارتفاع رهيب بالأسعار بالعقارات والايجارات وغلاء في أسعار المواد الغذائية ومستلزمات المعيشة لعدم قدرة الغالبية العظمى من أبناء الشعب على تحمل الأعباء المتزايدة للأسعار التي تشهدها الأسواق بارتفاعات جنونية، وغياب البرامج لتقليل أعباء البطالة المتزايدة وبرنامج الحكومة لتعيين 25 الف مواطن في الوظائف الحكومية لا تقدر على معالجة مسالة البطالة بل تزيدها سوءا بسبب الفساد، وسوء توزيع الثروة من أهم السلبيات حيث نجد ان الاقلية المتسلطة في الحكم من المسؤولين والتجار تصيبهم ثروات بالمليارات ومئات الملايين من الدولارت بينما افراد الطبقة الفقيرة لم تصيبهم دولار واحد، وتكرار تجربة اختيار الشخصيات الوزارية لاعتبارات حزبية ومحاصصة مراكز القوى كما هو معمول بها في العراق، وارساء المصالح الشخصية والحزبية على الحسابات الوطنية، وعدم اختيار شخصيات تتسم بالوطنية وبالقدرة العالية على تنفيذ أعباء المرحلة التي يمر بها الاقليم، والسيطرة الحزبية على الحكومة بحسابات غير وطنية دون مراعاة المصلحة العليا للشعب.

باختصار هذه هي الايجابيات والسلبيات التي تتراءى لنا مشاهدتها من بعيد في العباءة الحكومية لبرهم صالح، وانطلاقا من هذه المشاهدة فإن الواقع الذي نعيشه المليء بمظاهر الخلل والأزمات الخانقة والمعترف بها من قبل الجميع يفرض على القيادة الكردستانية ان تستخدم اقصى درجات الحكمة والتعقل لادارة المرحلة الراهنة، وبذل جهود استثنائية للخروج من المرحلة التي تمر بها المنطقة، ولا شك ان هذا العرض المطروح برؤية عراقية كردية وواقعية مستخلصة من المعايشة الحقيقية لواقعنا الحياتي.

ونأمل أن يتحول النصف الثاني من رئاسة حكومة اقليم كوردستان الى فترة عمل حقيقي من خلال برامج وطنية بغية أيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والازمات لتأمين حياة آمنة لائقة وكريمة لكل ابناء الشعب الكوردستاني، وان غدا لناظره قريب.

كاتب صحفي – اقليم كردستان



#جرجيس_كوليزادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة الى الرئيس البرزاني وكوسرت رسول
- المطلوب مبادرة وطنية من مسعود البرزاني
- العراق ومنافع الإحتلال الأمريكي
- عرب كركوك والتقارب الكردي التركماني
- مبادرة الى حكماء العراق
- زعيمان لم يتفقا على إمرأة واحدة
- أم الثورات العلمية في نهاية العقد القادم
- الموازنة وحقائق غامضة عن تعداد سكان العراق
- المالكي وتجويع العراقيين بميزانية 2008
- إعلام الرئاسة العراقية واجهة فاشلة
- أراء القراء عن آليات مناهضة جرائم الشرف
- المالكي واحتياجات المواطنة العراقية
- إقليم كركوك ضرورة عراقية وكردستانية
- ألا يَا نَخْلَةَ الوادي
- حياةُ بِلادِ الكُردِ مماتٌ
- سَوادُ الفَسادِ في كُردِسْتان
- الأقاليم العراقية
- جَرائِمُ الشَرف
- آليات مناهضة ومنع جرائم الشرف في العراق
- قَنديلُ كُردستان نَخلَةُ العِراقِ


المزيد.....




- قضية مقتل فتاة لبنانية بفندق ببيروت والجاني غير لبناني اعتدى ...
- مصر.. تداول سرقة هاتف مراسل قناة أجنبية وسط تفاعل والداخلية ...
- نطق الشهادة.. آخر ما قاله الأمير بدر بن عبدالمحسن بمقابلة عل ...
- فشل العقوبات على روسيا يثير غضب وسائل الإعلام الألمانية
- موسكو تحذر من احتمال تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل
- -تهديد للديمقراطية بألمانيا-.. شولتس يعلق على الاعتداء على أ ...
- مصرع أكثر من 55 شخصا في جنوب البرازيل بسبب الأمطار الغزيرة ( ...
- سيناتور روسي يكشف سبب نزوح المرتزقة الأجانب عن القوات الأوكر ...
- ?? مباشر: الجيش الإسرائيلي يعلن قتل خمسة مسلحين فلسطينيين في ...
- مصر.. حكم بالسجن 3 سنوات على المتهمين في قضية -طالبة العريش- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جرجيس كوليزادة - صعود وهبوط نجم برهم صالح