المرأة في الملتقى الإفريقي الأول بالرباط 2011

نادر عبد الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 17:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

ما من شك اليوم في العلاقة الوثيقة بين تمدرس المرأة ومسألة التنمية الشاملة للمجتمع. فمقولة حافظ إبراهيم الشعرية من أن الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق والتي أطلقها كنبوءة في مستهل النهضة الحداثية العربية قد برهنت تماما على صحتها، إذ كل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تؤكد اليوم بالملموس العلاقة بين مستوى تعليم المرأة ودرجة التنمية في المجتمعات.

ولقد قطع المغرب أشواطا هامة في مجال تمدرس المرأة مقارنة مع باقي الدول العربية حيث انتبه مبكرا إلى ضرورة إشراك المرأة على قدم المساواة مع الرجل في كافة مناحي الحياة كشرط أساسي للانخراط في المسار التنموي للمجتمع المغربي. وفي نهاية التسعينات عمل المغرب على ترشيد السياسة التربوية في أفق تعميم التعليم، وتحقيق المساواة بين الجنسين في مجال التمدرس في جميع مستويات النظام التربوي ، بالإضافة إلى توفير الشروط اللازمة لولوج الفتاة القروية للتعليم.

ففي الملتقى الإفريقي الأول للتعليم الذي جرت أشغاله هذه السنة بالصخيرات، والذي كان من تنظيم المنظمة غير الحكومية الدولية "أفريكان برينز" African Brainsتحت إشراف وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي قدمت السيدة ديبورا ماكارثر رئيسة منظمة (غلوبل إيدوكيشن المغرب) عرضا هاما جدا عن نجاح مسار تمدرس المرأة بالمغرب. ورافقت عرضها القيم بشريط عن بعض القصص الناجحة لتمدرس المرأة بالمملكة. كانت القصة الأولى عن الولوج الأول للفتاة إلى المدرسة، حيث اختارت عملية نهوض الساكنة المحلية بتشجيع حكومي ومساندة المجتمع المدني بإحداث مدارس في قرى نائية من منطقة درعة بجنوب المغرب. همت القصة الثانية تمكن المرأة من مواصلة الدراسة عبر تقديم نموذج بالأطلس المتوسط حيث تظافرت جهود الساكنة في تلك المناطق الباردة جدل لجعل المدرسة محيطا دافئا يشجع التلميذات على الحضور والتحصيل وكذا المعلمين على التواجد والعطاء، وهمت القصة الثاثة تحفيز الفتيات لكي تصبحن من النساء الرائدات في ظل العولمة وتعدد الثقافات، وقد قدمت السيدة ديبورا نموذج أكاديمية جورج واشنطن بالدار البيضاء وهي المدرسة التي تعمل ليس فقط على تكوين أجيال من التلاميذ وتخريجهم بنجاح ليلجوا أرقى الجامعات، بل تعمل أيضا بصفة خاصة على زرع ثقافة ومبادئ القيادة الرشيدة في تلاميذها وتجعل ذلك جزءا لا يتجزأ من برامجها وأنشطتها مقدمة بذلك نموذجا لما ينبغي أن تكون علية المدرسة الرائدة في عصر العولمة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل