أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبد الأمير - الطفل ع وتلفيق تهمة التنصير لأكاديمية جورج واشنطن














المزيد.....

الطفل ع وتلفيق تهمة التنصير لأكاديمية جورج واشنطن


نادر عبد الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 01:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكل يعرف ربما الحملة المستعرة التي يشنها هذه الأيام أب غاضب على أكاديمية جورج واشنطن بالدار البيضاء، ملفقا لها تهمة التنصير، ومستغلا الحملة الحالية على التنصير بالمغرب.

أصل الحكاية أن أحد أطفال هذه المدرسة الأمريكية التي تضم 700 تلميذ، وتخرج منها لحد الآن 1500 تلميذ حازوا فيها على الباكالويا وهم يدرسون الآن في أرقى الجامعات. هذا الطفل تأثر ربما بأحد أصدقائه الأمريكيين بالمدرسة لدرجة أنه أصبح يعتبر نفسه مسيحيا.

لكن الأب عوض أن يأخذ بيد ابنه ويفتح حوارا حميما وجادا معه، سجل دعوى ضد المدرسة متهما إياها بزعزعة عقيدة ابنه، ولكي يعزز ملف الدعوى أخذه إلى طبيب نفساني، والأنكى من ذلك أنه وكل محاميا ذا ميول سياسية إسلامية قوية هو مصطفى الرميد. للمدرسة موقفها وحججها أن أيا من الأساتذة لم تكن له يد في إعجاب التلميذ بالديانة المسيحية ولهم الحجج الدامغة في ذلك. وستقول العدالة كلمتها في ذلك.

لكن الذي يوجع القلب حقا والذي لم ينتبه له أحد لحد الى الآن هو حالة الطفل،
ليس لأنه يبدي إعجابا مطلقا بالمسيحية كديانة، بل بسبب ما يعانيه حتما الآن من شعور بالمهانة لكون أبيه عرضه كمختل على طبيب نفساني وعلى الملأ بسبب نزوة عقائدية كان يمكن للأب أن يقاربها بالاستماع والفهم والحب ومقارعة حجة الإبن الصغير بالحجج التي تبين القيم السامية للإسلام. مسؤولية تقصير الأب في تربية ابنه واضحة للعيان. وأكيد أن كل أصدقاء وجيران وأهالي الطفل يعتبرون الطفل شخصا يعاني من خلل نفسي، وكلنا يعرف الصورة النمطية للخلل النفسي في المغرب! نقول لهذا الأب المفروض أنه أب شاب، ومن فئة راقية من المجتمع، متى كان التساؤل حول العقيدة سواء من طرف شخص راشد أو طفل مدعاة إلى زيارة أخصائي نفسي؟ إن رد الفعل المتخلف هذا مؤشر واضح لتنامي الشعور بالكراهية والرعب تجاه العقائد الأخرى، خصوصا المسيحية، والأمر يعتبر نازلة اجتماعية على المجتمع المدني الوقوف عندها وقفة تأمل عميق.

المسألة الأخرى هي أن الأب اختار موكلا ذا نزوع سياسي قوي وواضح. وهو المحامي الذي سيركب القضية مطية لصنع قضية تخدم حزبه في أفق الانتخابات القادمة. وكأني بالأب يقدم طفله قربانا سهلا ومهيضا لأسماك القرش. فهل لم يجد الأب غير هذا المحامي المثقل بأوفاق السياسة. أكيد أن للأب نية مبيتة، لكن ما ذنب الطفل الصغير؟ ذلك أن المحامي وجد في القضية مناسبة ذهبية للدفع تجاه صنع حدث كبير يحسب له في ميزان الانتخابات القادمة، ألا وهو إغلاق مدرسة رائدة لقيم الحداثة كأكاديمية جورج واشنطن، ومن تم تسجيل هدف في شبكة الخصوم الحزبيين، وهدف آخر في شبكة الحداثيين من مختلف مشاربهم. أعود وأقول ما ذنب وما شعورهذا الطفل الذي زج به أبوه كرأس رمح في بؤرة صراع مصالح سياسية حقير.

ربما ختاما، أتمنى لو تلتفت الجمعيات والهيئات التي تهتم بالطفولة إلى هذا الطفل وتتبنى حالته، وفوق كل شيء تستمع إليه، وإلا اغتصب الأب وأسماك القرش طفولته.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نتنياهو أبلغ بابا الفاتيكان بقرب التوصل لاتفاق لإطلاق الأسرى ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على كل الأقمار الصناعية بجودة عا ...
- بعد استهداف الكنيسة في غزة.. اتصال بين البابا ونتنياهو ووفد ...
- قادة مسيحيون في زيارة -نادرة- للكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في ...
- الفاتيكان يكشف ما قاله البابا لاوُن لنتنياهو حول الكنيسة في ...
- بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس يدينون قصف الاحتلال كنيسة الل ...
- دول الساحل تشتعل مجددا و-نصرة الإسلام والمسلمين- تهدد عواصمه ...
- واشنطن تقبل تفسير نتنياهو أن قصف الكنيسة في غزة حدث بالخطأ
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...
- إدانات دولية لاستهداف إسرائيل كنيسة العائلة المقدسة والفاتيك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبد الأمير - الطفل ع وتلفيق تهمة التنصير لأكاديمية جورج واشنطن