أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الزغبي - إشكالية الهوية و الاختلاف في السينما العربية














المزيد.....

إشكالية الهوية و الاختلاف في السينما العربية


سمير الزغبي
كاتب و ناقد سينمائي

(Samir Zoghbi)


الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


تمثل السينما المولود الأخير للفنون ، و لكنها خلافا للإبداعات الستّةالسابقة لها، تتميز بكونها سريعة الانتشار ، هي مجال ليست له هوية ثابتة ، لأن عرض الفيلم ، غير محدود أو مشروط بزمان أو مكان . السينما تتميز بسعة جماهيرها، و تجاوزها لكل الحدود ، فهي كونية من حيث أنها تتحول إلى آلية للتواصل في أعمق معانيه ، إذ أنها تتوجه للإنسان بتنوع انتمائه الفكري و الحضاري. هذا الإبداع ، و هذه التقنية الفنية المتميزة ، هي في واقع الأمر أداة للتعبير ، عن معيش الإنسان ، و عن مشاكله ، و أزماته . وقد انخرطت السينما العربية عموما في هذا التوجه ، أي معالجة المسائل الكونية ، وهو ما يبرر انتشارها ، وتميزها في محفل المهرجانات العالمية ،مثال ذلك فيلم" المصير " للمخرج الراحل يوسف شاهين ، فمثل هكذا فيلم يعالج مسالة كونية ، وهي قضية " الإرهاب والتسامح " . إلا أن كونية الإبداع السينماتوغرافي تطرح إشكالا في مستوى التأرجح مابين الهوية و الاختلاف ؟ هل أن البعد الكوني للسينماتوغرافيا ينفي انتمائها القومي و الفكري ؟ أ لا ينطلق المخرج من قناعاته الفكرية وانتمائه إلى هوية محددة ليترجمها و يعيد إنتاجها سينمائيا ؟ لمعالجة هذه الإشكالية لا بد من تفكيك بنية السينما العربية و الانطلاق من أمثلة محددة تكشف عن التأرجح ما بين الهوية و الاختلاف . لم تبدأ السينما العربية إنتاجها، بأفلام روائية، بل بتصوير أفلام قصيرة سجلت أحداثاً ذات طابع وطني استقلالي أو احتفالي، تزدحم فيه الجماهير حول حاكم، أو زعيم شعبي، يمثل لها رمزاً للطموح إلى التخلص من الاستعمار. وظل هذا الدور للسينما في لاوعي الفنان، يستدعيه كلما حلت بالأوطان كارثة، مدركاً أهمية سحر "الفن السابع"، وتأثيره في الجماهير ، ولكنه وجد في الفن السينمائي ديمقراطية، لا تتيحها له الفنون الستة السابقة. ولأنه في الفن لا شيء اعتباطي، بل تنطوي الأعمال، حتى لو كانت تهدف إلى المتعة، على رسائل ورموز وقضايا ودلالات ذات مضمون حضاري، يجسد الثقافة الخاصة بصانعيها، فإن السؤال الذي يجب طرحه هو: هل توجد هوية قومية للسينما العربية أم أنها سينما كونية؟ و إلى أي مدى يمكن الفصل بين ما هو كوني و ذاتي في السينما ؟ إن الهوية القومية للسينما لا تعني أن يتبنى المخرج- وهو المسؤول الأول عن الفيلم- شعارات وطنية أو تضمين الفيلم بقضايا فكرية تحول دون المتعة الجمالية ، وهو الشرط الأول للفن،أعني التحرر من وظيفة نقل الواقع كما هو. الإبداع السينمائي يجب أن يترجم عن القدرة الإبداعية للمخرج حيث يجب أن يمتلك حدّاً أدنى من الوعي، بشروط الفن والحرفة والانتماء معاً، فالفيلم الجيد وطن وهوية، مادام يتمتع بالصدق الفني، فما يقوله الفيلم هو شيء جميل يتذوقه أي إنسان مهما كان انتماؤه الفكري والعقائدي ، إن السؤال الذي يجب أن يطرحه الناقد السينمائي هو "كيف" يحبك المخرج البناء الدرامي في الفيلم لا ما هو موضوع هذا الفيلم وهل يعكس الواقع الذي ينتمي إليه الفنان؟ ولا يكتسب الفيلم، أو الفن عموماً، صفة "الكونية " ـ التي تتردد بلا معنى- إلا من قدرة مخرجه على التوجه إلى الإنسان عموماً، بغض النظر عن لغة الفيلم. فالسينمائي هو أولا إنسان وذلك لا يحول دونه ودون انتمائه إل وطن خاص ويلتقي في أحاسيسه وذوقه مع غيره من الناس. لذلك نقول أن الكونية لا تتحقق إلا من فائض الوعي بالهوية القومية، حين يستوعب المخرج تراثه الحضاري وقضاياه الآنية، في رؤية لا تتشابه مع غيرها، وإنما تكون هي ما هي، أي تدل على نفسها. االفنان دريد لحام ، لا يزال حلمه تقديم فيلم "وطن في السماء" مع الفنان عادل أمام .تجسيدا لحلم الوطن العربي المشترك. هنالك نمطية جمالية ينكشف ضمنها البعد القومي للسينما ، سينما تحمل في داخلها هموم الوطن و أزماته ورهاناته . سينما الهوية لا تعني بالمرّة رفض الآخر وطرد الإختلاف ، بل بالعكس ، هنالك قناعة لدى المنشغلين سينمائيا بمسألة الهوية ، بأن السينما لا بد لها أن تكون منفتحة على محيطها السياسي و الجغرافي ، لكن دون تزييف للقضايا و تهميشها . الفنان دريد لحام ، و في ظل مسيرة طويلة ، و حافلة بالإبداعات ، جسد همومه الوطنية ضمن أكثر من عمل سواءا في المسرح أو السينما . حيث جسدت مسرحية " على نخبك يا وطن" موقفا و اضحا و صريحا من ما يسمى بإتفاقية "السلام" "كامب دافيد ". لتتواصل المسيرة الفنية في فيلم "الحدود" الذي يعالج قضية التقسيم مجسدة لمعاناة المواطن العربي. هذا الفيلم يعارض وجود حدود سيّما بين البلدان العربية. وهكذا فهو يسعى ويعبّر بعمق عن معنى الكونية بدءا بفكرة القومية.( نال عليه جائزة جمعية نقاد السينما في مصر عام 1985وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان فالنسيا).والعديد من الأفلام العربية الأخرى تميزت بوضوح إنتمائها إلى الهوية العربية ، من حيث مقاربتها لمواضيع تجسد القضايا العربية الراهنة. كما أن هنالك شكل آخر للسينما ذات الطابع المتمسك بالهوية ، مجسدة في الأفلام التي تمثل بيوغرافيا رموز وطنية مثل فيلم "ناصر"1956" بطولة أحمد زكي وفردوس عبدالحميد وطارق دسوقي واخراج محمد فاضل.وهو يترجم سينيمائيا عن كفاح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وتأميمه لقناة السويس.



#سمير_الزغبي (هاشتاغ)       Samir_Zoghbi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية النهاية و دكتاتور جديد يحذف من التاريخ نهاية القذافي
- ساحة للشهيد محمد البوعزيزي في باريس.كيف نفهم هذا الحدث؟
- الإستهلاك و إستراتيجية الهيمنة الليبرالية
- الثورة التونسية : صعود البروليتاريا الجديدة و تأزم البورجواز ...
- مشهد الثورة و إيتيقا الصورة


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الزغبي - إشكالية الهوية و الاختلاف في السينما العربية