أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وائل فاضل علي - الأرهاب والارهابي في المفهوم النفسي















المزيد.....

الأرهاب والارهابي في المفهوم النفسي


وائل فاضل علي

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 13:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الارهاب والارهابي في المنظور النفسي
وجهة نظر تحليلية نفسية
د. وائل فاضل علي /نفساني واستاذ جامعي
كثيراً ما أسئل هذا السؤال وكثيراً ما يطرح علي بحكم طبيعة العمل والتخصص عن الارهاب وكيف يقوم الارهابي بعمله او كيف يمكن للشخص إن يفجر نفسه ويقصدون بذلك الأرهابي . وقبل إن أجيب على هذه التساؤلات لابد أن اوضح نقطة مهمة غائبة عن أذهان الكثيرين فيما يتعلق بمفهوم الأرهاب . إن جميع التعريفات التي وضعت لهذا المفهوم وحتى تعريفات القانون الدولي ومجلس الامن وكل المنظمات قصرت مفهوم الارهاب على العمل اي السلوك الفعلي واتخدته من الناحية الاجرائية القانونية فقط ، وهم اجتمعوا على التعريف ولم ياخذ الجانب النفسي في الاعتبار ، وهذا طبعا وبالتاكيد خطأ وقصور كبير في تحديد مفهوم أو معنى الأرهاب ، كما أنها تعد من يفجر نفسه أرهابياً وهذا أيضاً فيه جانب من الخلط لانها اي التعاريف لاتشير الى أنه مجر أداة للتنفيذ وكما سنرى في أستعراضنا هذا والذي هو مكمل للجانب القانوني للارهاب ولكن من الناحية النفسية.
الأرهاب من الناحية النفسية لايقتصر على القيام بالفعل فقط بل هو في الحقيقة أشمل وأعم من مجرد القيام بالسلوك لكي نعده ذلك الفعل أو السلوك أرهاب ، وهو كما في العدوانية فتعريف العدوان يكون بانه يعرف العدوان بأنه "أي سلوك يصدره فرد (أو جماعة)، صوب آخر (أو آخرين) أو صوب ذاته، لفضيا كان أم ماديا، اِجابيا كان أم سلبيا، مباشرا أملته موافق الغضب أو الإحباط ، أو الدفاع عن الذات الممتلكات، أو الرغبة في الانتقام أو الحصول على مكاسب معنية، ترتب عليه إلحاق أذى بدني أو مادي أو نفسي، بصورة متعمدة بالطرف الآخر. (حسين، 983 ؛المغربي،1987؛1991 ،Baron ) . ولو نلاحظ هذا التعريف نجد إنه يشير إلى إن العدوان يمكن ان يكون قولاً (لفظياً) كما في السب والشتم وإستخدام العبارات غير اللائقة وغيره ، وقد يكون إتجاهاً عدوانياً نحو الغير يجعله يستخدم الفاظاً أو القيام بسلوك فيه أذى لمشاعر الغير أو أذى مادياً وهنا وما اريد الاشارة والتاكيد عليه هو الشعور بالعدوان يعني ما يمكن إن يسببه السلوك العدواني سواء كان باللفظ او العمل من مشاعر خوف وقلق وتوتر وحالة نفسية غير مريحة للشخص الواقع عليه العدوان ، لفرد أو جماعة يقع عليهم العدوان.
ولنأتي الآن لتعريف الأرهاب لغةً وأصطلاحاً، لغةً أتت كلمة الإرهاب من رهب ، رهبا ورهبة، ولقد أقر المجمع اللغوي كلمة الإرهاب ككلمة حديثة في اللغة العربية أساسها “رهب” بمعنى خاف، وأرهب فلانا بمعنى خوفه وفزعه، والإرهابيون وصف يطلق على الذين يسلكون سبل العنف لتحقيق أهدافهم السياسية . سنتطرق الآن للتعريف الاصطلاحي للإرهاب ، إذ دخلت فكرة الإرهاب عالم الفكر القانوني لأول مرة في المؤتمر الأول لتوحيد القانون العقابي الذي انعقد في مدينة وارسو في بولندا عام1930 .ولا يوجد تعريف واحد للارهاب وسناخذ مثلين يفيدان الغرض من هذا الموضوع ، الاول تعريف الدكتور حسنين عبيد “الإرهاب” بأنه “الأفعال الإجرامية الموجهة ضد الدولة والتي يتمثل غرضها أو طبيعتها في إشاعة الرعب لدى شخصيات معينة أو جماعات من الأشخاص، أو من عامة الشعب وتتسم الأعمال الإرهابية بالتخويف المقترن بالعنف، مثل أعمال التفجير وتدمير المنشآت العامة وتحطيم السكك الحديدية والقناطر وتسميم مياه الشرب ونشر الأمراض المعدية والقتل الجماعي”. إن ما يميز العمل الإرهابي في هذا الاتجاه هو طابعه الإيديولوجي، فقد عرف Eric David الإرهاب بأنه “عمل عنف إيديولوجي، يرتبط بأهداف سياسية. واعتمد Soldana في تحديده لمفهوم الإرهاب على أعمال العنف السياسي، حيث يعرف الجريمة الإرهابية بأنها “كل جناية أو جنحة سياسية يترتب عنها الخوف العام” . وينحاز إلى هذا الاتجاه معظم الكتاب والسياسيين في الغرب، حيث عرف Lesrer، وهو أحد كبار المسؤولين الأمريكيين المكلفين بدراسة موضوع الإرهاب، عرفه بأنه “النشاط الإجرامي المتسم بالعنف الذي يهدف إلى التخويف من أجل تحقيق أهداف سياسية” .
ومن خلال مقارنة بين تعريف العدوان وتعريف الآرهاب نجد ومن البداهة إن الأرهاب هو سلوك عدواني وهذا يعني أنه لا يعني بالضرورة إن يكون السلوك الأرهابي عملا أو فعلاً بل يمكن إن يكون قولاً أولفظاً مما يجعل هناك حالة من الرعب أو الخوف الشديد مما يمكن إن يتعرض له شخص أو مجموعة أشخاص من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص . فما يستخدم من لغة تهديد أو وعيد لفرد أو جماعة من الأفراد بقصد أخافتهم هنا يعد عملاً إرهابياً ايضاً خاصة إذا ما أرتبط بغرض تحقيق أهداف أو مصالح سياسية. وهذا نجده بشكل واضح وكبير لدى معظم أو غالبية الساسة العرب -مع تحفظي الكبير على كلمة (ساسة عرب) لاننا في الحقيقة لا نملك من نطلق عليهم هذه الكلمة –
عندما يتعامل مع شعبه بلغة الوعيد أو التهديد بقصد إرهابهم أو إخافتهم، أو إستخدام الميشيات المسلحة والتهديد باستخدامها أو أستعراضها عسكرياً (مثل ما تفعله ميليشيا مقتدى الصدر في العراق ) ، بل حتى أن الاستعراضات للقوة العسكرية للدول يعد ترهيباً وتخويفاً واستعراضاً للقوة من إجل إخافة وترهيب الغير من دول الجوار أو الدول الأخرى فإذن وعلى وفق ما جاء في القانون الدولي وتعريفات الأرهاب يعد هذا كله عملاً إرهابياً يعاقب عليه القانون الدولي المتعلق بالأرهاب وليس بانتظار ان يقوم هؤلاء بالتفحير لنقول أن هذا عملاً إرهابياً!!!!!
ولننتقل بسرعة إلى التساؤل الآخر المتعلق بمن هو الأرهابي ؟ فهل من يفجر نفسه إرهابياً ؟ نقول هنا إن هؤلاء ليسوا بالضرورة إن يكونوا إرهابيين فهم أدوات لتحقيق الأرهاب . غسيل الدماغ يجعلهم يقومون بهذا العمل دون وعي منهم ، الثأر لنفسه أو للغير أو مغرر بهم فالأرهابي هو صاحب الخطة والعقلية والأيديولوجية أما المنفذ فلايكون على الأغلب والأعم إلى كأداة للتنفيذ والسؤال المهم هنا لو كان عمله بطولياً أو جهادياً أو نضالياً أو صحيحاً لما لايقوم بذلك بنفسه من إجل دخول الجنة مثلاً أو مصلحة البلد العليا ؟!!!! إن الأرهابي ليس المنفذ من هذا المنطلق ولكن كما أسلفنا فهو المخطط لهذه العمليات والمنفذون لها من المغلوب على إمرهم في أغلب الأحوال وليس هذا المر بالمطلق طبعاً. السياسيون المتحدثون هم الأرهابيون فهم من يتوعدون ويهددون ويريدون مصلحة البلد ويستخدمون إناساً من إجل تنفيذ تهديداتهم وتحقيقاً لمصالحهم الشخصية أو السياسية عن طريق إرهاب الآخرين وبيان مدى قوتهم وقدرتهم على تنفيذ ما يصبون إليه ويستخدمون الخطب والكلمات السحرية لإيهام الآخرين ولإبعاد الشبهات عنهم عن طريق إلصاق تهمة الأرهاب بالآخرين وهم بهذا يعملون على وفق مبدأ الاسقاط النفسي أي إسقاط ما بداخلهم على الآخرين .



#وائل_فاضل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالمون ام كاذبون ؟ الفرق بين احلام اليقظة والكذب
- الارهاب.... كيف ولماذا .. وجهة نظر نفسية في مفهوم الارهاب
- لماذا دمرنا تجربة التعليم الالكتروني
- ازمة الهوية عند الاباء قبل الابناء
- العنف ضد المراة ...موضوع العصر


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وائل فاضل علي - الأرهاب والارهابي في المفهوم النفسي