أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وائل فاضل علي - ازمة الهوية عند الاباء قبل الابناء














المزيد.....

ازمة الهوية عند الاباء قبل الابناء


وائل فاضل علي

الحوار المتمدن-العدد: 2553 - 2009 / 2 / 10 - 07:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعد مصطلح ازمة الهوية من المصطلحات النفسية المهمة التي تكاد تكون قد اشبعت دراسة وبحثاً من قبل الباحثيين النفسانيين والاجتماعيين ، ولكن ما تم دراسته او بحثه في هذا المجال بل يمكن لنا القول ان جميعه يتعلق بمرحلة الشباب العرب سواء كانوا في الداخل او الخارج اي داخل بلدانهم الاصلية او في بلدان المهجر ، وخصوصا المراهقين من الجنسين والقليل منها تناول الكبار ، وهنا نقول ان الكبار اي الاباء هم الذين يعانون من ازمة الهوية قبل ابنائهم.
ولابد لنا هنا من سرد شيء مختصر بسيط عن معنى ازمة الهوية لكي ندخل في صلب موضوعنا الاصلي ... فازمة الهوية والتي نادى بها اريكسون تعكس تساؤل الفرد( في مرحلة المراهقة بالتحديد) عن الاتي : من أنا ؟ ومن اكون ؟ وهي حالة نفسية غير مريحة ، حيث اريكسون على التطور النفسي الاجتماعي اكثر من مجرد الاعتماد على الدوافع الغريزية وحدها ، فهو يتناول في المرحلة الخامسة من نظريته الارتقائية الشهيرة ، مرحلة البلوغ والمراهقة من (13- 18 ) اي بداية الرشد ، مرحلة الاحساس بالهوية ، فعندما تتعرض اية هوية الى تحديات وردود افعال يبدأ هاجس الخوف على الهوية، ويبدأ الحديث عن (ازمة الهوية) ونحو ذلك، غير ان الازمة ليست في ذات الهوية دوما، بقدر ما هي في خارجها لانها نتيجة للمتغيرات التي تحدث حولها والتحديات التي تواجهها. وحين نتكلم عن (ازمة) فاننا لا نحسها مباشرة، وانما نلاحظها ونشعر بها من نواحي عديدة وبخاصة في العلاقات الاجتماعية والثقافية التي ترتبط بالآخر .
ان الازمة التي يعيشها الشباب هي ازمة هوية "Identity crisis " وهي تلك الازمة التي يؤدي فيها التساؤل : " من انا " الى اهتزاز في كل مفاهيمه السابقة عن تصوره لذاته . ان النجاح في هذه المرحلة يؤدي الى اكتشاف الشاب لهويته ، واذا فشل في ذلك فانه يضع في حالة ارتباك الدور ، اي محور صراعه هو الهوية في مقابل ارتباك الدور identity v/s role confusion ، وهذه تنعكس بدورها ليس فقط على الشباب ، بل ايضا عندما تختلط الادوار لدى البالغين بسبب الانتقال القسري او الهجرة الاجبارية من مكان لآخر بسبب عدة عوامل في الوطن الاصلي رغم ان الدراسات الانسانية والاجتماعية ترى ان بناء الهوية يتم خصوصاً في التراتبية التي ينظم عبرها كل شخص انتماءاته المختلفة، فإنه من جانب آخر يمكن لبعض الهويات الجماعية أن تهيمن على هذا الشخص وتتحكم فيه . وهذا هو محور حديثنا اليوم حيث ان ما نلاحظه من ازمة للهوية لايكون عند المراهقين بل عند الكبار والراشدين في مجتمعنا العربي وخصوصا المهاجرين منهم او المغتربين ، فالغاالبية منهم قد فقد هويته ويعيش الان ازمة هوية حقيقية بين من انا ومن اكون ؟ نعم ان الغالبية الان تعيش هذا الواقع وياليتها كانت مقصورة على الفتية او المراهقين بل الطامة الكبرى اننا نجد هذه الازمة الان عند الراشدين ، فهؤلاء يعانون اكثر من ابنائهم بل ان سبب معاناة الابناء من ازمة الهوية هو الاباء لانهم – اي الاباء – هم انفسهم قد فقدوا هويتهم وضاعت عليهم هم انفسهم قبل ابنائهم ، فنجدهم مرة متدينين يقومون بتعاليم الدين الاسلامي على سبيل المثال والعادات العربية والقيم والمثل وفي موقف اخر قريب منه جدا نراهم بعيدين كل البعد بل ويدعون ويعلنون بكل صراحة عن ان سبب تخلفنا وجهلنا وما آل اليه حالنا هو هذه التعاليم الدينية والتقاليد الفانية البالية !! وامام من امام الابناء وابناء الاقرباء وابناء الاصدقاء ، وهنا لا نقول ان مثل هؤلاء مزدوج الشخصية بل على العكس ان شخصيته واحدة لكنه بالحقيقة فاقد للهوية فمن جهة يحاول ان يتعلم ويقلد الاخرين من عرب وغربيين ويحاول اشباع دوافعه وغرائزه المكبوتة ومن جهة اخرى يقف حاله عند ما تربى وعاش عليه لفترة طويلة من تربية وتعاليم وقيم ويا له من صراع افقده هويته فهو يريد ولا يريد وبدلا من تحديد خط محدد وهدف معين للسير فيه نجده قد ظل طريقه وضاع هو نفسه بين من انا ومن اكون وماذا اريد .. وهنا لابد ان نقول وبموضوعية ان واحدة من اسباب ضياع هويتنا هو ضياع فكر موحد يجمعنا وهدف سامي نسعى من خلاله الى تحديد انفسنا وهويتنا فتعصب الكثيرين منا الى قومياتهم وطوائفهم ومذاهبهم الدينية جعل الاخرين ينفرون منها كلها ويبحثون عن ما يمكن ان يكون بديلا لها وهذا اصعب ما في الامر ، ولعل الكثير من القراء سيلقي الائمة على النظام السابق او ازلامه الان لانهم السبب لما وصلنا اليه ووصل اليه حالنا ، ويالها من شماعة جاهزة مقبولة لنلقي عليها اخطائنا وتجاهلنا لحالنا وحقيقة امرنا.. انظروا لحال الكثير من العوائل المغتربة وانظروا واستمعوا لكلام الغالبية منها ماذا ستجدون وماذا ستفهمون منه غير ان الكثير من هؤلاء وعلى مختلف بقاع العالم اصبح بلا هوية واصبح يعاني من ازمة فعلية لهويته المفقودة ولو كنت الان حيا ترزق استاذي الكبير اريكسون لعدلت من نظريتك الكثير الكثير ولشرحت لنا وبينت لنا الحال اكثر ...لننتبه الى حالنا قبل فوات الاوان ولننتبه الى ابنائنا ومستقبلهم فهم امانة في اعناقنا ولنحدد هويتنا قبل ان يفوت الاوان ولاباس ان حددناه بالعربية او الغربية بل المهم ان نعرف من نحن ومن نكون اليس ذلك افضل من ان نبقى بلا هوية ؟؟!



#وائل_فاضل_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف ضد المراة ...موضوع العصر


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظة الضربات التي شنتها الهند في باكستان
- السعودية والإمارات من بين دول أطلعتها الهند على الخطوات المت ...
- رد باكستان على الهند -لا مفر منه-.. محللون يحذرون مما يقع عل ...
- إعلام لبناني: مقتل عنصر من حماس بغارة إسرائيلية على سيارة جن ...
- ما هي خطة مارشال؟ وكيف حاولت إيران محاكاتها في سوريا؟
- سوريا: سكان جرمانا يرفضون تسليم الأسلحة الخفيفة وسط مخاوف من ...
- قطر ومصر تؤكدان أن جهود الوساطة الخاصة بغزة مستمرة
- الإمارات تدعو إلى ضبط النفس بين الهند وباكستان
- واشنطن تعلن تهريب خمسة معارضين فنزويليين من داخل كاراكاس
- تفجير تحت الأرض.. لحظة حسمت مصير جيش كان -لا يُقهر-


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وائل فاضل علي - ازمة الهوية عند الاباء قبل الابناء