أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مدحت صفوت محفوظ - الطوطمية وصينية التحرير














المزيد.....

الطوطمية وصينية التحرير


مدحت صفوت محفوظ

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 03:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من جملة المشكلات التي تواجه مسيرة الثورة المصرية: مشكلة استحالة رموز الثورة وأركانها إلى "أيقونات"، أو "طواطم"، ونعني بها اعتبار جماعة ما لفكرة ما أصلا وحقيقة، ودون هذه الفكرة، أو الرمز، تتوقف عجلة الزمن، وربما تقوم قيامة الكون. وتكتسب الفكرة/ الأصل بعدًا مثيولوجيًا وسحريًا، مع انتقال جزء من الطوطمية عن الفكرة إلى كل ما ينتج عنها من أفكار فرعية أو رموز هامشية.
الملاحظ، منذ سقوط مبارك، وتعالت الأصوات في تمجيد ميدان التحرير تحديدًا، وكأن الثورة المصرية قد اختزلت في هذا الميدان الكائن بوسط العاصمة، وظل الإطراء في تزايد حتى بلغ حد التقنيم. وشيئًا فشيئًا يكتسب الميدان بعدًا قدسيًا، تجاوز فكرة الرمزية.
ومثلما يرى د.محمود إسماعيل أن الميثيولوجيا تنطوي على بعد ديني، خصوصًا ما تعلق بالكرامة، التي تتمحور حول بطل ذي قدرات خارقة تتجاوز منطق الواقع وقوانين الزمان والمكان؛ ليحقق الحلم الجمعي وفق إرادته المطلقة. وفي حالة ميدان التحرير، انتقل مفهوم الكرامة من الدين إلى السياسة، ومن الشخوص إلى الأماكن. فغدى الميدان وليًا خارقًا للعادة، ومن غير المقبول الاختلاف معه أو مع الأصوات التي تخرج منه، وقد حاول البعض، في بداية تعيين حكومة د.عصام شرف، نقل هذه "الكرامة" إلى حكومة شرف باعتبارها حكومة "منبع التقديس"، أي حكومة ميدان التحرير. وفي واقع الأمر، الحياة السياسية عبر التاريخ لم تخلو من المثيولوجيا، إذ غالبًا ما اختلط نصف الحقيقة بنصف الخيال على نحو متفرد، لتكتسب الأفكار بعدًا أسطوريًا، والذي يعرفه أرنست كاسيرر بالمزج بين السحر والواقع والذي يحمل منطقًا خاصًا، لا مجرد عفوية خاضعة للمصادفة.
أظن أن هذه الطوطمية، والمكانة السحرية للميدان، هي التي دعت نحو 30 متظاهرًا، في صباح الخميس الموافق الأول من أيلول/ سبتمبر الجاري، إلى التسلل إلى "صينية" ميدان التحرير، وظلوا يرددون "يا مشير قول لعنان.. 9/9 في الميدان" في إشارة إلى المظاهرة المليونية التي دعت إليها جماعة ثورة الغضب الثانية، وائتلافات وقوى سياسية متعددة. ويرى البعض أن هذا التصرف بمثابة رد فعل على قيام جنود وعساكر الشرطة العسكرية "باحتلال" الصينية منذ فض الاعتصام الأخير في الأول من آب/ أغسطس الماضي.
بلا شك، عملية العسكرة داخل قلب ميدان التحرير مسألة مرفوظة ومستفزة؛ إذ تشير بشكل مباشر إلى تجريم التظاهر والإضراب والاعتصام، وهي الحقوق التي دافع عنها المصريون، وناضلوا من أجل الحصول عليها، منذ صباح الثلاثاء/ الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير. لكني، وعلى المستوى الشخصي، لا أستطيع تفهم اقتحام الصينية من قبل الـ30 متظاهرًا المشار إليهم. ويزيد من عدم تفهمنا للفعل، بخاصة وأنه يأتي قبيل مليونية تم الاتفاق عليها من قبل عدة ائتلافات وقوى سياسية. وبافتراض حسن النية، نؤكد أن مثل هذه التصرفات "الصبيانية" تعيق تحقيق مليونية التاسع من أيلول، التي تهدف إلى تحقيق بقية مطالب الثورة، وعلى رأسها إلغاء قانون تجريم التظاهر، ومنع المحاكمات العسكرية للمدنيين، ووضع حدين أقصى وأدنى للأجور.. إلى آخره من مطالب الثورة المصرية.
وبالنظر في تصرفات المتظاهرين، نلاحظ إعادة إنتاج للأزمة بين المجلس العسكري والمواطنين، والتي توترت العلاقة بين الطرفين فترة ليست بالقصيرة، وأظن أن الأيام السابقة قد تم فيها احتواء الأزمة بعدة تحركات وخطوات، ليست كافية، لكنها ملاءمة على أية حال. واعترف أنني لا اتفهم أن يتبادل عدد من المواطنين الموجودين بالميدان التراشق بالحجارة وزجاجات المياه وهم يهتفون: سلمية سلمية.
فليحتل جنود الشرطة العسكرية الصينية كما شاءوا حتى جمعة التاسع من أيلول، ولنحشد نحن الناس للتكاتف حول تحقيق مطالب الثورة المصرية، واستكمال المسير ة الثورية، بعيدًا عن طوطمية الأماكن والشخصيات، والاستعاضة عن ذلك بنشر الوعي، ورفع درجة ثقافة الجماهير، مركزين على أهم مطلب من مطالب الثورة؛ ألا وهو بتر علاقة التبعية للغرب والقوى الاستعمارية، ومناهضة ذلك على كافة المستويات: السياسية، الاقتصادية، الثقافية، والعسكرية، ...الخ.



#مدحت_صفوت_محفوظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركات المقاومة الوطنية في مصر البطلمية
- تفكيك الاستبداد في -الحارس- لعزت القمحاوي


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مدحت صفوت محفوظ - الطوطمية وصينية التحرير