أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علال البسيط - بَيْنَ بَيْنْ














المزيد.....

بَيْنَ بَيْنْ


علال البسيط

الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا نظرنا إلى ما بين أيدينا من أحوال السياسة الدولية نجد اختلافا ظاهرا يشخَص لنا حول مواقف الدول الكبرى تلقاء الربيع العربي وثورات الشباب الشرقوسطي. يبدو لوهلة أن الربيع العربي قد أعلن نهاية زمن الواقعية السياسية، بسقوط الديكتاتوريات في تونس ومصر والآن ليبيا، وتبلور ميلاد جديد للحرية يفترض أن يقود الواقعية إلى مثواها الأخير.


لكن في المقابل نجد أن باراك أوباما ومن خلال مشاركته النسبية والمحدودة في العمليات العسكرية دون تزعمها وقيادتها لا يمكن قراءة ذلك منه، إلا في دائرة وسياق الواقعية التي درجت عليها الإدارات الأمريكية المتعاقبة.


إن الواقعية باعتبارها نظرية في العلاقات الدولية، تقرر بأن التراجيديا أو المأساة لا يعبر عنها انتصار وغلبة الشر على الخير، وإنما غلبة أحد (الخيرين) (باعتبار الخير هو محض المصلحة التي تعود على الدول المعنية) على الآخر الذي تسبب في مفاسد وأضرار .
لقد كانت هذه الرؤية الواقعية للرئيس أوباما المبنية على تلمح موقع المصلحة في الشؤون الخارجية، هي التي دعته إلى لعب دور ثانوي في العمليات العسكرية لحلف الناتو، ضد نظام القذافي دون التهيء والتوثب لقيادتها.


السياسة الواقعية كذلك جعلته لا يعارض أي تدخل عسكري للدول المتحالفة ضد نظام العقيد الذي يعد في أحسن أحواله وأتمها صحة، نظاما مهلهلا ومدخولا.


في حين الواقعية في السياسة الروسية دفعت الرئيس (مدفيديف) إلى اتخاذ موقف سلبي عموما تجاه الربيع العربي، والوقوف بوجه أي مشروع قرار لمجلس الأمن من شأنه الضغط على الديكتاتوريات، أو شن هجومات عسكرية ضدها، وخاصة موقفه تجاه سوريا حيث تتقاطع المصالح الروسية السورية على مستويات متنوعة .


إننا نرى (أوباما) في الأحداث الراهنة داعما للديموقراطية حيث (أمكن)، ومؤيدا للأنظمة الشمولية حيث (يجب). فهو يقدم دعما دبلوماسيا للثورة السورية، لكنه ينأى بنفسه عن أي تدخل عسكري. وهو يؤيد التمرد الديموقراطي في إيران، بينما يخشى أي حراك ذو نفس ثوري في السعودية.


لقد شهدت هذه السياسة القائمة في أساسها على اعتبار المصلحة الذاتية للدول تراجعا كبيرا بنهاية الحرب الباردة، إبان انتشار مبادئ المجتمعات الحرة على امتداد أوربا الغربية مقيمة صرحها على المثالية في ما يخص السياسة الخارجية. لكن هذا التدافع بين الواقعية باعتبارها سياسة المصلحة والأنانية، وبين المثالية باعتبارها سياسة القيم والمبادئ الغربية الديموقراطية، لا يلبث حتى يميل لصالح الواقعية مرة أخرى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاه من احتلال العراق، لنرى الواقعية تُبعث من جديد، لتفرض نفسها على الساحة الدولية.


لقد غنمت الولايات المتحدة من واقعيتها مكاسب لا حصر لها، فهي وإن خذلتها في توفير الدوافع العقلية والأخلاقية لتأييد الثورات العربية على الاستبداد والديكتاتورية، واتهمت بكونها (واقعية هجومية) توسعية ولا تمثل القيم الغربية، فهي بالمقابل في خدمة المصلحة الوطنية باستمرار تجعلها نصب أعينها، ومناط أعمالها، وغاية مرامها، مع اعتماد دائم للمقاربات الانسانية في النوازل السياسية، إذ أن الواقعية في جوهرها هي تجنب الحروب والصدامات العسكرية، من خلال التحكم في موازين القوة.

إن الذين يتفاءلون اليوم بموت الواقعية بسبب موقف غربي داعم للربيع العربي، يتجاهلون منازع شتى في السياسة الدولية من بينها المسألة الآسيوية. فدول شرق آسيا اليوم تموج بتيارات وطنية يشتد أزرها يوما بعد يوم، وتتزايد دولها في الرفع من إمكاناتها العسكرية، وتعاظم أساطيلها البحرية(الصين بدرجة أولى) يجعل القيم والمبادئ المثالية تتراجع أمام عالم تحكمه الحسابات والمنافسة التي تحفظ للدول الكبرى مواقعهم المتقدمة في ضبط موازين القوى لصالحهم.


إن سقوط بعض الأنظمة الشمولية في منطقة غنية بالموارد على اختلافها في الشرق الأوسط، يفقد بعض الدول المستفيدة، من امتيازات خولها الاستبداد، ويُكسب أخرى مواقع أشد قوة، وأمكن قدرة من ذي قبل، وفي هذا السياق ينبغي قراءة مواقف تلك الدول وهاته بالنسبة للثورات في العالم العربي، إقداما وإحجاما، فمدار المنافسة إنما على تملك مستقبل موازين القوى في القرن (21)، واحتكار الوسائل والأوضاع الكافلة لذلك، فهم حولها يتخالفون ولا يتفقون ، يتقاتلون ولا يتناصرون ، يتناهبون ولا يتناصفون ، كل يستعد للوثبة ، ولا ينتظر إلا مجيء النوبة .

أما الضعفة في شرقنا المتدين فبين فك يطحن، وسكين يحز، ودين يبث خدره في العروق، كان أبدا سببًا في الشقاق، ومضرمًا للضغينة، حتى جعل الشرق أضحوكة للغرب، وملعبا للعمائم والجبب، ومصنعا للتمائم والقبب، تعيث فيه خطبائها، وتتخرط فيه فقهائها، وتصدرت فيه كتب الأساطير كتب السياسة والعلوم، وأغلتْ فيه تعاليمُ الأنبياء المداركَ والفهوم، والعلم أمامنا طريقه مسلوك، فتنكبناه وأخذنا في المعابر الوعرة نطلب الوهم من السماء والنصرة من الهباء، فلا جرم نتردى إلى الهاوية، ونقع تحت رحمة المثالية تارة، والواقعية تارة أخرى، ولقد يقوم للمسلمين من العقل والحس ألف دليل على فساد الدين وتهافت الوحي، ثم يخالفون تلك الدلائل الظاهرة ، ويطلبون لحياتهم ما فيه موتهم وهلاكهم، وينكبون في مهاوي الشقاء، يعبون من نهر الجهل المقدس، ويغترفون منه ما يفسح لهم الأمل في مجد الآخرة، بعد أن أضاعوا دنياهم في مدارسة اللغو والشعوذة والتراتيل الباطلة.



#علال_البسيط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جناية الإسلام على الفنون والآثار
- الراعي والنساء
- الدامغ للقرآن
- متى تعود الأصنام إلى الكعبة ؟
- اثبات تحريف القرآن
- حاسبوا الله على سوء توزيع الأرزاق
- في المسلمات الاسلامية.. الحديث النبوي وتخرصات الحفاظ -1
- قبلة فرنسية...
- صعصعة الديموقراطي
- جيوش الصائمين وكتيبة المفطرين


المزيد.....




- وجهة واعدة في الشرق الأوسط.. كيف أصبحت السعودية رائدة في قطا ...
- أذربيجان تطالب وزير الداخلية الفرنسي بالاعتذار
- -قوات دولية وتطبيق حل الدولتين-.. هل توصيات القمة العربية قا ...
- من هم قضاة محكمة العدل الدولية في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائ ...
- في محكمة العدل الدولية: إسرائيل تعتبر قراءة جنوب إفريقيا للق ...
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من ...
- مبادرة تسلق جبال ويليز..طفل في السادسة يحاول إنقاذ عائلته في ...
- بوتين من الصين: لا خطط حاليا لتحرير خاركوف
- وزير الخارجية الأمريكية يمنح سلطات كييف حرية قصف الأراضي الر ...
- حزب تركي يدعو لتجمعات جماهيرية ضد محاكمة قيادات كردية بارزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علال البسيط - بَيْنَ بَيْنْ