أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - علي شفيق الصالح - موروثاتنا التشريعية تسابق الزمن والغرب يشهد لها














المزيد.....

موروثاتنا التشريعية تسابق الزمن والغرب يشهد لها


علي شفيق الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 02:06
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


أُحي قراء الحوار المتمدن وكل الذين طلبوا أمثلة على موضوع تأثر القوانين الغربية بأحكام الشريعة المذكور في مقالتي بعنوان الشريعة باقية وعلينا التغيير, وأود أن أشير الى أن هذا هو موضوع قديم وتشهد على ذلك العديد من المدونات والقوانين ومنها مدونة القانون المدني الفرنسي الذي أصدره نابليون بعد حملته في مصر واطلاع مساعديه على تشريعاتنا, كما تشهد العديد من القوانين الأوربية العصرية على ذلك.
وبالإمكان الرجوع الى ما نشر عن هذا الموضوع , ومنها مقالة لنا بعنوان لمحات من روائع تشريعاتنا نشرت في مجلات إلكترونية كالألوكة في 03/01/2010 , وفي 31/10/2010, فيها العديد من الأمثلة, فضلاً عما كتبه الأوربيون والعرب, ومن ذلك ما كتبه المرحوم الدكتور عبد الرزاق السنهوري عميد الفقهاء العرب سابقاً والذي حضر عدة مؤتمرات للمجمع الدولي للقانون المقارن في لاهاي.
وأكتفي هنا بالإشارة الى بعض الأمثلة لضيق المجال:
مثال ذلك إن بطلان سوء استعمال الحق بقصد الإضرار بالغير هو تطبيق استقرَّ عليه الفقه الإسلاميُّ، وأخذتْ به غالبيةُ التقنيات الحديثة، وقد أشارت إلى هذه الحقيقة المذكرة الإيضاحية للقانون المدني الكويتي. وإن العديد يعرف قضية تشييد أول مطار في باريس، وسعى أحد أصحاب الأراضي المجاورة للمطار للضغط على السلطات، بهدف شمول أرضه بالأراضي التي سيقام عليها المطار؛ بأنْ عمد إلى نصب عمود هوائي مرتفع جدًّا يعرقل حركة الطائرات، وكان القضاة قد احتاروا وبعد عناء اتبعوا النظرية المعنوية لسوء استعمال الحقوق، التي أساسها ما توصَّل إليه بعضُ فقهاء المسلمين منذ زمن بعيد، وبالأخص أبو إسحاق الشاطبي، أحد فقهاء الأندلس.
وهناك ثمة حقيقة لا تقبل الجدل، وهي أن الشريعة الإسلامية فرضت مبدأ المساواة أمام القضاء، وذلك قبل أن يَعرف طريقَه إلى إعلانات حقوق الإنسان وكل الدساتير في العالم بما يزيد على ألف عام.وكان يعتبر طفرة مقارنةً مع ظروف العصر. هذا في حين أن أكثر الأنظمة الغربية لم تسمح حتى وقت قريب بعرض ظلامة من يريد مخاصمة إدارات الدولة على القضاء.
ومن الفخر أن نذكر بأن الشريعة الإسلامية قد أقرَّت أهلية الزوجة في التصرف بأموالها، كما أقرت لها حقوق الإرث، وحقوقًا أخرى كثيرة كانت محرومةً منها في الجاهلية وفي الشرائع القديمة، وإلى وقت غير بعيد في التشريعات الأوربية - لا تملك أهليةَ التصرف في مالها أو التعاقد إلا بإذن زوجها.
ففي فرنسا، قد نص القانون المدني الصادر في عهد نابليون على عدم أهلية الزوجة، ولا تصح تصرفاتها وعقودها إلا بإذن زوجها، أو بإذن القاضي.

ولم تُلغَ قاعدةُ عدم أهلية الزوجة إلا منذ عهدٍ ليس ببعيد بموجب القانون الصادر عام 1936م، وفي إنجلترا كذلك لم يُلغَ هذا التضييقُ إلا في أواخر القرن التاسع، وفي معظم البلاد الأوربية قد ألغي في هذا العصر.
وعرَف نظام الرقابة القضائية المستقلة على إدارات الدولة طريقَه في الأنظمة الإسلامية المختلفة في صورة تقترب من النظام الفرنسي في القضاء الإداري, الذي اسسه نابليون بعد حملته في مصر, وقبل أن يولد هذا النظام بأكثر من ألف سنة، وكان يعرف بـ"ولاية المظالم"، والتي هي نوع من القضاء ذي السلطة القضائية العليا، للنظرَ في تعدِّي الولاة وسائر حكام الدولة وذوي الشوكة، انطلاقًا من تعاليم الشريعة التي تنهى عن أي ظلم، حتى لو كان من الحكام وكان يعتبر طفرة مقارنةً مع ظروف العصر.
وهناك نظرية الجوائح في الفقه الإسلامي التي تكاد تتوافق مع النظرية الحديثة لاستحالة تنفيذ العقد بسبب القوة القاهرة أو الظروف الطارئة، إن لم تكن أكثر دقةً في التعليل. وقد اعتنقت القوانين الأوربية الحديثة نظريةً تُشابه نظريةَ استحالة تنفيذ العقد بسبب آفة سماوية او قوة قاهرة مقارنة مع التي عرفها أجدادنا قبل مئات السنين تحت مسمى الجوائح.
ويشهد فقهاء القانون الدولي سَّبق حضارتنا في العديد من المبادئ, منها مبدأ إعلان الحرب أو الإنذار بالقتال, وتُعَدُّ قضية فتح سمرقند دليلاً على المبادئ المتمدِّنة والإنسانية في الحروب والقتال في تراثنا, ففي زمن الخليفة عُمر بن عبدالعزيز وفَد عليه قوم من أهل "سمرقند" ورفعوا إليه شكوى تفيد أنَّ القائد المعروف قُتَيبة بن مُسْلم قد دخل مدينتهم، وأَسكنَها قومه على غَدْر دون أن يُنذِرَهم كعادة المسلمين في القتال، فكتب الخليفة إلى والي المدينة يَأْمره بأن يُنَصِّب لهم قاضيًا, لينظر فيما ذكَروا وينفذ حكمه, وتم نصب القاضي فحَكَم بإخراج جيش الفاتحين كلِّه، على أن يُنابذوهم على سواء, أيْ يُنْذِروهم قبل القتال، وهو ما يسمُّى في القانون الدَّولي المعاصر "إعلان الحرب".
ومن آداب الحرب أيضاً نشير الى أن العديدُ من الفقهاء الغربيِّين قد أقَروا بأهمِّية وصايا الخلفاء الرَّاشدين في آداب الحرب وبِفَضْل حضارتنا على القانون الدولي، وأقروا بالأخص بالقِيَم الإنسانية في وصيَّة الخليفة أبي بكر التي يُوصي فيها أمير أوَّل بعثة حربيَّة في عهده، ومنهم البارون "ميشيل دي توب"، أستاذ القانون الدَّولي بمعهد الدراسات الإسلامية بـ"لاهاي" في هولندا، وأورد هذه الوصية وكيف استفاد العالَمُ منها ، وذلك في الجزء الأول من مجموعة دراسات لأكاديمية القانون الدولي.
ومن الأمثلة أيضاً معاملة الأَسْرى, حيث أن الكل يشهد بتفوُّق تشريعاتنا في, هذا المجال, وبأن القانون الدوليُّ المعاصر قد تأخَّر كثيرًا في الأخذ بضوابط الحروب الموجودة في حضارتنا قبل أربعة عشر قرنًا، حيث لم يبدأ بالأخذُ بهذه الضوابط إلاَّ في القرن التاسع عشر.
ولولا ضيق المجال لضاعفنا الأمثلة, والمهم أن نتذكر بأن الانفتاح الفكري كان من أهم أسباب ازدهار القيم التي نتجت عنها روائع الأحكام, وبأن كافة الثقافات تتقاسم اليوم التشريعات العادلة والمتحضرة.



#علي_شفيق_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسيلتنا القادمة لحوار الحضارات
- متحف اللوفر والولع الفرنسي بآثار الرافدين
- الشريعة باقية وعلينا نحن التغيير
- الإهتمام الدولي بنشر القوانين العادلة أفضل وسيلة لتقارب الثق ...
- تقارب النظامين الفرنسي والعربي في رقابة القضاء على الإدارة: ...
- من بلاد الرافدين وحوض النيل الى ضفاف السين
- هذا العدل الذي نريده
- القوانين العراقية القديمة أول من كرم المرأة


المزيد.....




- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال
- الأمم المتحدة: مقتل نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- موقع: عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين ...
- ??مباشر: مجلس الأمن يعقد جلسة للتصويت على عضوية فلسطين الكام ...
- لازاريني: حل الأونروا يهدد بتسريع المجاعة وتأجيج العنف بغزة ...
- الأونروا تحذر من حملة خبيثة لإنهاء عملياتها
- اقتحام بلدتين بالخليل ورايتس ووتش تتهم جيش الاحتلال بالمشارك ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - علي شفيق الصالح - موروثاتنا التشريعية تسابق الزمن والغرب يشهد لها