أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - علي شفيق الصالح - الشريعة باقية وعلينا نحن التغيير














المزيد.....

الشريعة باقية وعلينا نحن التغيير


علي شفيق الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 15:57
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ان مرونة علمائنا في الماضي وقدرتهم على إستنباط الأحكام من الشريعة الإسلامية بفكر يسابق الزمن قد أثرت حضارتنا والحضارة الغربية بالمفيد من التشريعات المتطورة التي تدعونا للفخر, وبعضها أخذت منها القوانين الأوربية الحديثة وقواعد التشريع الدولي.
وكان قد تم الإعتراف بهذه الأحكام كمصدر عالمي لمقارنة التشريع والقانون في عدد من المؤتمرات الدولية العلمية, منها مؤتمرات القانون الدولي المقارن في لاهاي عام 1932م وعامي 1937م و 1938م, والمؤتمر الدولي بواشنطن عام 1945م, وشعبة الحقوق بالمجمع الدولي للقانون المقارن, وتمثيل الشريعة في القضاء الدولي ومحكمة العدل الدولية.
كما كان قد اشاد بذلك العديد من الفقهاء الأوربيين ومنهم الفقيه "لامبير أدوارد" الذي قال عن هذه الأحكام في مؤتمر لاهاي لعام 1932م: "أنها عناصر متميزة ولو تولتها يد الصياغة فأحسنت صياغتها لصنعت منها نظريات لا تقل في الرقي والشمول عن أفضل النظريات التي نتلقاها اليوم ", وهذا الفقيه هو من أكبر رجال القانون في فرنســا فـي ذلك الوقـت.
ولا أدري ماذا حل بنا الآن؟ إننا نعيش في نفق مظلم لوجود قصور في معرفة حقيقة الشريعة ولوجود فهم خاطيء للنصوص نتجت عنها قوانين وفتاوى لا تمت بصلة لموروثاتنا الحضارية وتعطي صوراً مشوهة عنها, ونسينا كيف وصلت حضارتنا من رقي في ابتكار أفضل الحلول والمعاملات الإنسانية المتطورة, وكيف كانت خلال عصور عديدة منارة للحق والعدل, تعتبر من روائع التشريع.
نحن لا نريد أن نضعف الشريعة أمام المعاهدات الدولية والقوانين المعاصرة بمواقف قانونية تقلل من شأن حقوق الإنسان أو كرامة المرأة, وهي تنسب للشريعة تجنياً لها بل يغلب عليها أصل من موروثات جاهلية تسيء الى الشريعة والى موقفنا في الأسرة الدولية.
لذلك لا بد من متابعة ما يجد من أحداث واستمرار الإجتهاد والتفاعل مع متطلبات العصر حتى لا ينصرف الناس عن الشريعة. كلنا نريد قوانين عادلة ومحاكم تحفظ حقوق الإنسان وكرامته وتوفر الآمان للجميع.
لقد نسينا بأن أهم ما يميز الشريعة هو أنها تتسق مع سنن الحياة وحركة المجتمع لأن فيها من نصوص ما هو "قطعي" ويشمل الأحكام الصريحة, وما هو "محتمل" ويشمل الأحكام الأخرى التي يحتمل معناها أكثر من وجه, وهذا مجال الإجتهاد.
ولولا المرونة ونمو حركة الترجمة والإجتهاد, لما شهد العالم الإزدهار المتميز للحركة الفكرية في العصرالعباسي وبعده من عصور مضيئة نتجت عنها روائع من التشريعات والأحكام القضائية التي أبهرت الغرب وأخذ منها الكثير.
من المؤسف إننا غالباً ما نفّوت علينا فرص الإستفادة من المهارات القانونية الحديثة في مجال التفسير والصياغة المحكمة والتبويب, نتيجة الخوف دون مبرر من أن تتسرب الى ديارنا القوانين المخالفة لعقائدنا وأعرافنا.
إن ميراث العلوم عام مشترك بين جميع البشر, وان الأمم تتوارث وتتبادل الآراء والتجارب , وما أعظم الحكمة في معرفة ما رآه الآخرون من قواعد ونظم نافعة للبشر, لا سيما ما كان من تجارب أمم أجمع العالم على تقدم العلوم والتدوين لديها.
يؤكد علماء الإجتماع والتنمية البشرية بأن الإنسان لكي يواجه تحديات العصر عليه أن يتسلح بالمهارات اللازمة للمواجهة ويكتشف طاقاته الأصيلة.
نحن بحاجة الى أن نتغير وبحاجة الى إعادة قراءة نصوص الشريعة من جديد دون المس بثوابت الأحكام. وأن السبيل الوحيد لذلك ولمواجهة مشكلات حاضرنا هو "الإجتهاد المعاصر", والذي نقصد به الإجتهاد القائم على أحدث ما توصل اليه الفكر البشري من علوم متسلحين بينابيع الفقه وبأدوات هذا العصر ومفاهيمه العلمية في التفسير والتدوين.
ومن الضروري أن لا تنحصر آفاق إهتمامنا بالاجتهاد وتجديد الفكر القانوني بالمستوى الوطني فقط بل تمتد إلى المستوى الدولي أيضاً، لان التفرقة بين ما هو شأن داخلي وما هو شأن خارجي أصبحت صعبة في ظل التطورات على الساحة الدولية.
لقد حث الكتاب الكريم على الإجتهاد حسب ما تعرض الحياة من أمور متجددة, فقال تعالى "يَعلَمهُ الذين يستنبطونه منهم"( النساء, آية 83), وقال "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"(النحل, آية 43). وقد مهد النبي وأصحابه من بعده طريق المرونة وإستنباط الأحكام (مثل حديث زيارة القبور), والتفريق بين ما هو تشريع وما هو من أمور الدنيا متروك سبيلها للتدبير الإنساني (مثل حديث تأبير أو تلقيح النخيل).
وأفضل وسيلة تناسب هذا العصر, في اعتقادنا, هو اللجوء لاجتهاد الجماعة وهو ما نطلق عليه "الإجتهاد الجماعي المعاصر", ويكون هذا عن طريق لجان ومجامع بأعلى المستويات وبمختلف الفروع, تضم فقهاء وعلماء وخبراء ذوي سعة كبيرة في العلم والتجربة وموثوق بهم بدلاً من الإجتهاد الفردي, وذلك لمتطلبات هذا العصر ولإن تفاعل عدة عقول أفضل من إلهام عقل واحد.
(*) استاذ القانون العام والمقارن



#علي_شفيق_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإهتمام الدولي بنشر القوانين العادلة أفضل وسيلة لتقارب الثق ...
- تقارب النظامين الفرنسي والعربي في رقابة القضاء على الإدارة: ...
- من بلاد الرافدين وحوض النيل الى ضفاف السين
- هذا العدل الذي نريده
- القوانين العراقية القديمة أول من كرم المرأة


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - علي شفيق الصالح - الشريعة باقية وعلينا نحن التغيير