أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محيي عيدان - وظيفة الفن عند هيجل














المزيد.....

وظيفة الفن عند هيجل


محيي عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 01:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا يفصل فيلسوف المثالية المطلقة الألماني هيجل (1770 ـــ 1831) الفن عن فكرة الروح المطلق الذي هو المرتبة العليا للفكرة المطلقة أساس الوجود، والذي هو دائما في سياق عملية تطور واغتناء وذلك من خلال عملية تعرفه على (ذاته) والتي تتم من خلال ثلاثة مظاهر: الأول هو الدين إذ فيه يتعرف الروح المطلق على نفسه من خلال عملية التأمل أما المظهر الثاني فهو الفلسفة وفيه يتعرف الروح المطلق على نفسه في صيغة الفهم، أما المظهر الثالث فهو الفن وفيه يتعرف الروح المطلق على نفسه في صيغة معرفة. هيجل حدد ثلاثة أهداف رئيسة يتوجب على الفن إن يعبر عنها، إذ يقول: “إن أجدر الأشياء هدفا للفن هو التعبير عن شكل الله،وإذا لم يكن مستطاعا فالتعبير عن روحه ثم التوصل إلى التعبير عما هو ألهي، وروحي عموما” لقد أعطى هيجل للفن مقاما مساويا إلى الدين والفلسفة، واعتبره نشاطا موحى به، ونسبة إلى (الروح المطلق). الدين، الفلسفة والفن هي المظاهر التي يتجلى فيها ( الروح المطلق) وذلك من أجل وعي ذاته ومن ثم التطابق معها، وهذا الهدف هو غاية (الفكرة المطلقة) والموجودة أصلا (على رأي هيجل) في مكان ما منذ والأزل وبشكل مستقل. ثلاثة مراحل أو عهود فنية قديمة متقدمة، لا يكف (الروح المطلق) من النظر إليها محاولا استعادتها ليتمثل مسيرة (الفكرة المطلقة) فالروح المطلق لا يتخذ موضوعاته من الحاضر ولا من المستقبل وإنما من الماضي، لذا فأن (الروح المطلق) دائم النظر إلى الوراء، ومما يذكر التنويه إليه هو أن الفن عند هيجل ليس شكل خاص من أشكال معرفة العالم المادية، وإنما هو أول صيغ المعرفة الذاتية للروح المطلق. لقد ربط هيجل درجات تطور ( الفكرة المطلقة) بالمراحل (العهود) الفنية المتقدمة القديمة أو بالأشكال الفنية الرئيسة الثلاثة والمختلفة فيما بينها في موضوع المضمون والشكل، لقد حدد هيجل هذه الأشكال الفنية كما يلي:.
1.الفن الرمزي: في هذا الشكل الفني تكون العلامة بين الشكل والفكرة (المضمون) متغيرة أي غير متطابقة، فالشكل له الأولوية على المضمون الفن الشرقي والمصيري بالتحديد هم من يمثل الفن الرمزي.
2. الفن الكلاسيكي: في هذا تأخذ الفكر التعبير المطابق لها، ويكون المضمون والشكل متوازنان، هذا الفن الإغريقي المنشأ قد وصل إلى مرحلة الكمـــال الذي سيكون من المستحيل على فن أي مرحلة تاريخية في المستقبل من الوصول إلى نفس مستوى كماله.
3.الفن الرومانسي: ويتمثل في فن العصور الوسطى والفن الحديث من موسيقى وشعر ورسم ونصوص دينية مسيحية وفلسفة، وفي هذا الفن يكون الاهتمام بالشكل مفقود لصالح المضمون وحريته.
ضوء على وجهة نظر هيجل في فروع الفن:
لم يقف تحليل هيجل على إن الفن بشكل عام، بل تجاوزه إلى فروعه كالنحت والرسم مبديا وجهة نظره في قدرة كل فرع على النحلق الفني ومن ثم التعبير عن الفكرة والروح، لقد قدر هيجل فن العمارة التي هي فن رمزي حيث الشكل له الأسبقية على المضمون (الفكرة) ولأنها تمثل (بداية الفن الحقيقية) أما فن النحت فقد قدره هيجل تقديرا عاليا لأنه (أسمى شكل من أشكال الفن) لأنه ذو قدره على إظهار ما أسماه هيجل ب(الروحية الحرة) بوضوح خصوصا في أشكال (تماثيل) جسم الإنسان، وبالرغم من أن هيجل قد أنكر على فن النحت القدرة على التعبير عن ( الملامح الدقيقة في الحياة والروحية) إلا انه أن فن النحت قد شغل مكانة خاصة في الفن الكلاسيكي، وان هذا الأمر يمكن تحقيقه فقط من خلال ثلاثة أشكال من الفن الرومانسي: الرسم، الموسيقى، والأدب، فالرسم إمكانية التحرر من (فراغية وحجمية الجسم المادي)، وإمكانية (التعبير عن مختلف المشاعر وتصوير الحوادث الدرامية). أما الموسيقى فقد وجد هيجل عندها القدرة على تحقيق الابتعاد الكامل عن الفراغية من خلال مادتها كالصوت واللحن فهي (أي الموسيقى) تدخل في مجال الحياة العاطفية الداخلية، فهي بالنتيجة شكل من أشكال الفن الرومانسي.إما عن الشعر فان هيجل رأى فيه القدرة على تصوير كل شيء وذلك من خلال مادته التي تشكل عبر الترابط اللفظي المقيد أي الغير حر والغير عرضي فالشعر يخضع لقواعد الأوزان الشعرية وموسيقاها. وإما عن أنواع الشعر، فقد حدد هيجل ثلاثة أنواع لا شعرية رئيسة: الأول هو الشعر الملحمي الذي وجده هيجل يتوافق مع الفنون التشكيلية، وهذا الشعر يحكي تاريخ الشعوب وإبطالها. وأما الثاني فهو الشعر العاطفي الذي يعبر عن المشاعر والنزعات الروحية والعاطفية، فهذا الشعر مثل الموسيقى يحدث تأثيرا على مشاعر الإنسان الداخلية. أما النوع الثالث من الشعر فهو الشعر الدراماتيكي والذي هو عند هيجل توحيدا بين الشعر الملحمي والشعر العاطفي .والذي مثل عنده الشعر مرحلة انتقالية إلى الدين تتكشف (الفكرة المطلقة) بشكل تصور.



#محيي_عيدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقبلية.. إعلان موت لفن الماضي
- نيتشه.. الحياة والميتافيزيقا
- الحياة مرة أخرى وأخرى والى الأبد ..


المزيد.....




- -تبتسم- و-تغمز-.. صور مرحة توثق جانبًا غير متوقّع لطيور البو ...
- المؤثّرة الافتراضية ميا زيلو -تخطف- الأضواء في لندن وتُربك ا ...
- شاهد.. عملية إنقاذ لشخصين من قارب صيد تندلع فيه النيران بالك ...
- تجدد الاشتباكات والقصف الإسرائيلي في السويداء، والعشائر السو ...
- بعدما وصفها بـ -القمامة-.. ترامب: كوكا كولا وافقت على استخدا ...
- ردًا على التهديد بفرض عقوبات جديدة.. إيران: الأوروبيون لا يم ...
- دمشق تتهم مقاتلين دروز بخرق الهدنة في السويداء وأنباء عن اشت ...
- إسرائيل تأسف لقصف كنيسة في غزة بـ-الخطأ- وباريس تندد
- مائة عام على كتاب هتلر -كفاحي- - أفكاره لا تزال تتردد
- ضخ إعلامي كبير بتجدد الاشتباكات الدامية في السويداء.. ما حقي ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محيي عيدان - وظيفة الفن عند هيجل