أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين جمو - الجبهة التركمانية : الإصلاح أو الإفلاس














المزيد.....

الجبهة التركمانية : الإصلاح أو الإفلاس


حسين جمو

الحوار المتمدن-العدد: 1032 - 2004 / 11 / 29 - 04:07
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لم يكن مفاجئاً إعلان الجبهة التركمانية مقاطعتها للانتخابات العراقية القادمة في ظل سياساتها القديمة التي لم تستطع التكيف مع التطورات الجديدة في الشرق الأوسط .
ولكن ما يدعو إلى لفت الانتباه هو أن الجبهة تنطلق في مقاطعتها لهذه الانتخابات من الهوس ب" خطر كردي " يهدد وجود التركمان .!
لا أحد يستطيع أن ينكر أن التركمان قد تعرضوا إلى الظلم في كركوك و غيرها في ظل النظام السابق أسوةً بغيرهم من أبناء الشعب العراقي , لكن ما لا يمكن لعاقل أن يستوعبه هو محاولات الجبهة التركمانية على تبديد فرص الديمقراطية السانحة أمام الجميع ل" إعادة النظر في عدالة توزيع الحقوق" و لملمة ما تناثر منها لمجرد أن قومية أخرى ستكون شريكة في استثمار هذه الفرص.
وهذا التناسب العكسي الانتحاري الذي خلقته الجبهة التركمانية بمعارضتها كل ما يمكن أن يتوافق مع الأكراد حتى دون النظر في أغلب الأحيان إلى المصلحة التركمانية , أدت بها إلى التقوقع و الانغلاق و أضحت نموذجاً تعاني من الاضطراب النفسي.
وهناك حقائق على الجبهة عدم تجاوزها إذا ما أرادت أن ترتقي إلى واقعية الطرح , فليس بإمكان الجبهة أن تقارن دائماً ما تطالب به بما سيطالب الأكراد , لي س فقط للعوامل الديمغرافية التي هي لصالح الأكراد بطبيعة الحال , بل لأنهم ليسوا بنفس الوضوح على خارطة العراق الجغرافية , و بالتالي ليست من الحكمة أن يتقمص المرء حقوق الآخرين وهو لا يزال على قيد الحياة .!!
و أهم ما في الأمر هو أن الجبهة التركمانية لا بد أن تعتمد على أسس جديدة إصلاحية , تنتشلها من حافة الإفلاس السياسي الذي تجلى بوضوح في كيفية تعاملهم مع طرح الفيدرالية , يحث هددوا تارة بإعلان فيدرالية تركمانستان , و اتخذوا تارة أخرى من " وحدة العراق " ذريعة لرفض الفيدرالية , لأن التركمان حسبما أكد فاروق عبد الرحمن رئيس الجبهة التركمانية " يتخوفون من المستقبل والمؤامرات التي يمكن لأن تؤدي إلى جعل المناطق التركمانية تحت وطأة جماعات عنصرية "!! لكننا نشعر بحيرة كبيرة ما إذا كان علينا أن نشكر الجبهة التركمانية على و طنيتها هذه و هي أول من دعت إلى احتلال تركي لشمال العراق ضماناً لوحدته !.
هذا التخبط السياسي لم يقتصر على سياسات الجبهة الخارجية , بل انعكس على بيتها الداخلي أيضاً , حيث انشق عنها رئيس الدائرة السياسية و العلاقات الخارجية سامي شبك , و قام بتشكيل تيار جديد باسم " الجبهة الليبرالية التركمانية " متهماً الجبهة بإثارة الفتن و الأحقاد و جهلها بالمجتمع العراقي.
و التحدي الأكبر للجبهة في هذه المرحلة هو التخفيف من تبعيتها لتركيا , فقد أثبتت التطورات الجارية أن من لا يستطيع تكييف نفسه معها فإن التطورات ستهضمه حتماً . هذه التبعية التي تجعل حتى أصدقاء الجبهة ينفرون منها , الأمر الذي دفع الكاتب سليم مطر الذي لا يتردد في الدعوة إلى طرد مليون كردي من بغداد و الموصل إذا ما تم إعادة العرب الذين تم توطينهم في كركوك إلى مناطقهم إلى القول بأن " هناك حقيقة جغرافية واضحة على الجبهة التركمانية أخذها بعين الاعتبار , و هي أن كركوك و تلعفر و طوزخورماتو تقع كلها في العراق و ليس في تركيا ..!!
و التبعية نفسها يجعل الأتراك غير واثقين بالجبهة لأن الجبهة أثبتت لتركيا أنها لا تملك غير ردود أفعال على الأحداث أكتر ما يشكلون الأحداث نفسها . لذا فإن أمن و استقرار شمالي العراق يتوقف على اقتران القوى السياسية الكردية و التركمانية بعضها ببعض, وهذا يتطلب من الجبهة أن تقدم على خطوات إصلاحية تخرجها من حالة الاضطراب النفسي الذي تعيشه , هذا إذا أرادت أن تتفادى تحقيق الهزائم للأقلية التركمانية .
لكن لا تغفل هنا المسؤولية الكردية للمساعدة على إنجاح مثل هذه الخطوة إن تحققت , فالحنكة السياسية تقتضي أحياناً ترميم موقع الخاسر , و عدم الإيحاء بهزيمته .
في النهاية هناك سؤال لا أستطيع منع نفسي من عدم طرحه , وهو لماذا لا تزال الجبهة التركمانية على قيد الحياة بالرغم من كل سلوكها المضطرب؟
و لماذا لم ينجح الأكراد حتى الآن من إظهار معارضة شعبية تركمانية لسياسات الجبهة إذا كانت على حد ما يعتقدون أنها لا تمثل الشعب التركماني ؟







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا: بين تصاعد إسلامي ويمين أوروبي
- تركيا ...أزمة اقتصاد أم أزمة دولة ؟
- القضية الكردية بين تركيا و الاتحاد الأوروبي


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين جمو - الجبهة التركمانية : الإصلاح أو الإفلاس