|
رؤية في الخطاب القومي الايراني المعادي للعرب - القسم الرابع
جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 12:07
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
للكاتب الاستاذ احمد حسن مبلغ ترجمة : جابر احمد معادة العرب و الساميين : هنا سوف نتطرق الى آراء بعض من الكتاب الايرانيين " الفرس " المعادين للسامية والعرب و الذين تأثروا الى هذا الحد أو ذاك بالافكار العنصرية والنازية و نؤكد على "مينوي " الذي ورد ذكره في القسم الثالث من هذه الدراسة الذي يقول : " منذ عهد ونداد هرمز الى عهد مازيار تغير نسلان ونتيجة للأمتزاج مع العرب فقد فسدت دماء أهل طبرستان ووجدت الوساخات السامية مكانا لها بينهم " (1) اما آرامش دوستدارفي كتابه " إمتناع التفكير في الثقافة الدينية " يذكر عدة امور معادية للعرب و المسلمين والساميين منها قوله " الاسلام من نطفة سامية " (ص‘ 145) ،" العرب يفتقدون الى الحضارة و الثقافة" ( ص 76 ) ، " الاسلام في الأساس دينا معتدياً " ( ص ، 78) ، " تاريخنا الاسلامي سبب لأيام غناءنا الفكري اليوم " (ص 69 ) "، العربي يستأنس دائما بالحرب و السرقة " اضافة الى ذلك " كونه تربى على القتل و النهب الاسلامي لبلاد الغير " (ص 226 ) ، " الفرس احد اول الشعوب الكبرى ذات الأهمية الأسياسية ... (ص 88 و89 ) ، البدواة التي تنشد السلطة و الضيق الجبلي الاسلامي " و العربي " الناهض من بيئة لا تعرف الثقافة " (ص ،30 ) " رسول من القوم الساميين الوحيدين الذين لا ثقافة لهم " " ( درخششهاي تيره ، ص 244 " الخ ... سبق وان اجرينا مقارنة بين المصطلحات اليمينية " لأرامش دوستدار" مع المصطلحات التي استخدمها "آخوند زادة "و الآن دعونا نقارن ما يقوله " دوستدار مع ما يقول " مينوي " : مينوي : " نتيجة للأمتزاج مع العرب فقد فسدت دماء أهل طبرستان واخذت الوساخات السامية مكانا لها بينهم " ارامش دوستدار : " الاسلام من نطفة سامية " ، " امتناع التفكير في الثقافة الدينية " (ص 145 ) " العرب يفتقدون الى الحضارة و الثقافة" " ( 76 ) الاسلام في الاساس دينا معتديا " ( ص ، 78) وغيرها من العبارات التي ورد ذكرها آنفا . ان احد الاساطير المتدوالة و المنتشرة كثيرا بين أوساط المثقفين القوميين الايرانيين الفرس و التي انتقلت الى المثقفين القوميين الافغان وتركت اثرا عميقا عليهم هي الأسطورة التي وردت في كتاب " دو قرن سكوت " قرنين من السكوت " ومخترع هذه الاسطورة هو عبد الحسين زرين كوب و قد صدرت بكتاب يحمل نفس العنوان وكانت طبعته الاولى قد صدرت عام 1951 . وهنا الزاما علَي ان اشير بأن المقدمة القصيرة التي كتبها زرين كوب في الطبعة الأولى و التي جاءات تحت عنوان " اعتراف عدد من الكتاب " و مقدمة اخرى للطبعة الثانية التي صدرت عام ( 1957 ) ترينا انه كيف كان زرين كوب آنذاك متقدما اكثر من نصف قرن على آرامش دوستدار وآخرون كثيرين وذلك على ضوء نظرية المعرفة (Erkenntnistheorie ) يعني هنا المسئلة تعود الى امكانية معرفتنا للتاريخ ، ولكن مع الاسف الشديد لا المؤلف نفسه و لا اولئك الذين استعاروا اطروحة " قرنيين من السكوت " لم ينتيهوا الى تلك المقترحات لأنها لا يمكن ان تنسب الى اطروحات كتابه . على اية حال هذه الاسطورة التي قرأت من خلالها اللغة الفارسية قراءة تاريخية موسعة انحدرت لكي تكون آلة للنيل من العرب " قاطعي الصحارى الذين لا ثقافة لهم " (زرين كوب ) " ، " العرب الفاقدون للثقافة و الحضارة " ، في الواقع ان مثل هذه المواقف ما هي الا انعكاس لاحداث الماضي على الواقع القومي والذي لايزال و بعد ستة عقود من صدور الطبعة الأولى وكانها انطباعا " علميا " ل " واقعية تاريخية " حيث يعتقد بها طيف واسع من المثقفين الايرانيين " الفرس " والافغان معا و هذا ما يذكرنا بمقولة موسوليني التي تقول " الاسطورة ليست بحاجة لكي يكون لها جذور في الواقع ، فالأعتقاد بها يكفي لكي تتبدل الى سلطة ذات روح قوية " . وبهذه الاسطورة يحاول بعض الكتاب " الفرس " ان يبينوا الاسباب الكامنة وراء الانقطاع الدراماتيكي للتاريخ الايراني وبأن الاسلام ( = العرب ) ومع ظهوره " من العدم المطلق الى التاريخ "( دوستدار ) ، فصل ايران عن ثقافتها و حضارتها الماضيتين ،ونتائج هذا الانقطاع " هو اذ بقي " الشعب "الايراني قرنين من الزمن دون لغة " و " خيم خلالهما على تاريخ ايران الظلام و الوحشية الممزوجة في الدم " (2) كما خيم خلال هذين القرنيين الصمت على اللغة الايرانية و لايقول احدا قوله الا بلغة السيف ( 3) لأن العرب كانوا يعتبرون الابجدية و اللغة الايرانية كالحربة الموجهة ضدهم ، لانها اذا اصبحت بيد المغلوب ممكن ان يستخدمها في صراعه ضد الغالب " (4 ), وبعد خمسين عاما على انتشار كتاب " قرنين من السكوت " استند شاهرخ مسكوب في كتابه " القومية و اللغة " على اطروحة زرين كوب واعتبر ان بداية التأليف باللغة الفارسية بدء مع اول ترجمة لتفسير قرآن الطبري الى اللغة" الفارسية -الدرية " اي منذ القرن العاشر و حتى ثورة الدستور" في العقد الاول من القرن العشرين حيث كان التفسير تفسيرا قوميا و حسب الرغبة . ان ( " الشعب " الايراني ) و بعد اربعمائة عام ، عندما فشلت جميع مساعيه و سدت كل السبل الاخرى بوجهه من اجل ألأنفصال عن العرب - بعض من هذه المساعي كانت مقرونة بالانفصال عن الاسلام ايضا - عاد الى تاريخه و تمسك بلغته " (5) . واذاكانت اللغة حسب مواقف اخرى " بيت الوجود " فإن اللغة الفارسية لدى مسكوب هي " مأوى القومية الايرانية " وجزء لا يتجزأ منها . "كما تعلمون نحن و في سبيل تكوين وايجاد هويتنا القومية يجب ان نستفيد من جميع هذه العوامل ( مثل الرقص و الموسيقى في الهند و الصين ، عمارة التماثيل و ايضا الموسيقى و الرسم في اروبا ما عدى (العمارة ) لان الاسلام يحرٌم الفنون التي ذكرناها من هنا فإن عملنا صعب و ليس لشعبنا مأوى غير اللغة " (6) . ان البيان الفلسفي لهذا الوجود ((Ontologisierung) فيما يخص لغتنا وقوميتنا نراه اليوم يستخدم في مفهوم "الروح الايرانية " من قبل رامين جهانبقلو وهومفهوم مقتبس من " الروح الجرمانية " (der germanische Geist) و "الروح العالمية " (der germanische Geist) الهيغيلية و " روح الشعب "(Volksgeist) لدى المفكرين الرومانطيقين الالمان وهنا يكتب جهانبقلو قائلا : " الآن يتبادر الى اذهاننا السؤال التالي يا ترى هل الروح الايرانية ( الفارسية ) تشكل جزء من الروح العالمية ؟ " (7 ) . يتبع في الحلقة القادمة مصادر الحلقة الرابعة : 1 - دوستدار، آرامش: امتناع تفکر در فرهنگ ديني. پاريس 1383، ص 163 . 2 - زرين کوب، عبدالحسين: دو قرن سکوت. سرگذشت حوادث و اوضاع تاريخي ايران در دوقرن اول اسلام از حملۀ عرب تا ظهور دولت طاهريان. تهران چاپ ششم 2535 ، ص 19 3. همان، ص پنج 4 همان، 28. ص 113 5 . مسکوب، شاهرخ: مليت و زبان. نقش ديوان، دين و عرفان در نثر فارسي. پاريس 1368ش (چاپ دوم)، ص 24. من در سال 1993 در دانشگاه بمبرگ (Bamberg) در سمينار ايران شناسي به نقد اين اثر پرداخته بودم که در فرصت مناسب برگردان آن به فارسي تقديم آماده خواهد شد. 6 . همان ص 31 7 . جهانبگلو، رامين/ بهنام، جمشيد: تمدن و تجدد (گفتگو). 2003 (چاپ دوم)، ص 4-5 انتهت الحلقة الرابعة وتليها الحلقة الخامسة وهي مخصصة للقومية الحكومية في ايران ترجمة : جابر احمد
#جابر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رؤية في الخطاب القومي الايراني المعادي للعرب ،القسم الثالث
-
تاريخ الاهواز- عربستان- منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ، ا
...
-
تاريخ الاهواز- عربستان- منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ، ا
...
-
تاريخ الاهواز- عربستان- منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ، ا
...
-
تاريخ الاهواز- عربستان- منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ، ا
...
-
المتشددون ومستقبل الحكم في ايران
-
500 شخصية عربية بينهم يوسف عزيزي
-
القضية الاهوازية وكيفية طرحها على الاشقاء العرب
-
تاريخ الاهواز- عربستان- منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن- ال
...
-
رؤية في الخطاب القومي الايراني المعادي للعرب - القسم الثاني
-
رؤية في الخطاب القومي الايراني المعادي للعرب
-
عدامات بالجملة والمفرق تطال نشطاء الشعب العربي الاهوازي
-
نداء عاجل للتضامن مع سجناء الشعب العربي الاهوازي
-
تاريخ الاهواز –عربستان - منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ،
...
-
تاريخ الاهواز –عربستان - منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن -
...
-
تاريخ الاهواز - عربستان - منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن -
...
-
الموجز في انتفاضات الشعب العربي الاهوازي 1925-2005 الجزء الث
...
-
الموجز في انتفاضات الشعب العربي الاهوازي 1925 - 2005 الجزء ا
...
-
مؤسسات المجتمع المدني الاهوازي تتضامن مع الشعب البحريني
-
نظرية الاستبداد الايراني
المزيد.....
-
اتصال جديد بين وزير دفاع أمريكا ونظيره الإسرائيلي لبحث -فرص
...
-
وزير الخارجية العماني يدعو القوى الغربية لإجبار إسرائيل على
...
-
يوميات الأراضي الفلسطينية تحت النيران الإسرائيلية/ 1.11.2024
...
-
المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة يحذر: -جدري القردة- خرج عن ا
...
-
جنرال أمريكي: الدول الغربية لا تملك خطة بديلة لأوكرانيا بعد
...
-
الهجمات الإسرائيلية على لبنان وجهود التسوية / 1.11.2024
-
أوستن وغالانت يبحثان فرص الحل الدبلوماسي ووقف الحرب في غزة و
...
-
زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية
-
حسين فهمي يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب صورة وحفل عشاء مع وفد ص
...
-
ارتفاع إصابات جدري القردة في أفريقيا بنسبة 500% وتحذيرات من
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|