أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جابر احمد - رؤية في الخطاب القومي الايراني المعادي للعرب















المزيد.....

رؤية في الخطاب القومي الايراني المعادي للعرب


جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 08:23
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


مقدمة :
لكي لا يتهمنا احد جزافا بأننا نحاول النيل من اطروحات القوميين " الفرس " فان ما هو وارد هنا ليس من بنات افكارنا وانما هو عبارة عن ترجمة مجتزة من بحث طويل للكاتب الايراني الاستاذ احمد حسن مبلغ يتناول من خلاله موضوع معاداة العرب في الخطاب القومي الايراني " الفارسي " وذلك منذ بداية منتصف القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا و الذي نشرعلى المواقع التي تستخدم اللغة الفارسية تحت عنوان " نظري به گفتار ناسيوناليسم در ايران " اي " رؤية في الخطاب القومي الايراني" .
ان ظاهرة معاداة العرب في الادب الايراني العنصري طرحت بشكل جلي وواضح منذ منتصف القرن التاسع عشر على يد شخص يدعى " آخوند زادة " الا انها انتشرت و استفحلت من بعده على يد انصاره وذلك أثر ظهور الافكار التي تنادي بافضلية العرق الآري والتي اتخذت فيما بعد طابعا رسميا في ايران وذلك بعد فشل ثورة الدستور و ظهور رضا شاه البهلوي على المسرح السياسي اوائل القرن العشرين وتشكيل ما يعرف " الدولة – الامة "، في ايران والتي هي دولة ديكتاتورية يسندها العسكر وامة " آرية " عنصرية بامتياز تتكون هويتها من ثلاث عناوين رئيسة وهي كالتالي :
1- التاريخ الايراني القديم وهوتاريخ من صنع مخيلة المستشرقين الغربيين ومن سار في فلكهم من المثقفين القوميين الفرس بعد ان تم الغاء تسمية " البلدان الايرانية المتصالحة " .
2- اللغة الفارسية ، والذي خصوا بها الفرس دون سواهم في حين هي لغة يتكلم بها غير الايرانيين مثل بعض الهنود و الطاجيك و الافغان " الهزارة " والتي تسمى قبل اطلاق اسم الفارسي عليها اللغة "الدرية " وفرضوها على جميع الشعوب الايرانية .
3- الفكر الشيعي " الصفوي " وهو عبارة عن اسلام " مزردش " كما يقول عنه بعض الباحثين وفيما يلي مختصر لترجمة ما جاء في الجزء الاول من هذا البحث .
***
اذا قرأنا الخطاب القومي الفارسي الايراني منذ نشأته ومن ثم تبنيه رسميا من قبل الانظمة المتعاقبة على دفة الحكم في ايران نراه يتصف بخاصتين اساسيتين كونه صديق للعنصرية و لا يجد نفسه خارجا عن اطارها .
ان معادة الاسلام و العرب ( الاسلام "كثقافة " و العرب كعرق " سامي " ) مقابل الفرس ( كعرق آري " ) وكذلك الحديث عن الاثنين فيما يتعلق بالموضوع المراد بحثه نجد اصدائه في خطاب احادي الجانب (الاسلام = العرب ) و تتموضع تعبيراته في مواقف معادية للعرب تحديدا ، الامر الذي يحملنا على القول ان ظاهرة العنصرية في الخطاب القومي الفارسي تكمن اولا واخيرا في معادة العرب دون غيرهم فمعادة الاسلام لوحده لا يمكن ان تكون ظاهرة عنصرية .
وقد نشأ الخطاب القومي عموما اثر المواجهة المباشرة و غير المتكافئة التي حصلت بين الشرق والغرب اوائل القرن التاسع عشر ، حيث ادرك المسلمون بداية في تركيا العثمانية ومن ثم البلدان العربية وخاصة مصر وسورية عجزهم و تخلفهم المخيف وقد طرحوا على انفسهم سؤلا على قدر كبير من الاهمية لايزال حتى اليوم مشغولين وحائرين بالاجابة عليه وهو "لماذا الغرب تقدم في حين بقي الشرق متخلفا ؟" . (1)
وفي لجة هذه الأحداث اكتشف المثقفون الحداثويون القوميون الفرس أن تخلف بلادهم يكمن في وجود الدين الاسلامي ولم يكتفوا بذلك وحسب بل رأوا انهم لا يمكن لهم تحقيق اهدافهم في بناء ايران الحديثة الا بالعودة الى ماضي ايران القديم ، اي ايران ما قبل الاسلام وهذا بحد ذاته خداع خلقوه لانفسهم حيث اعتبروا ان هجوم " العرب الحفاة و الجياع " ( كما يقول اخوند زاده ) و حسب قول( أرامش دوستدار انهم " الشعب الوحيد من بين الشعوب السامية الذي لا ثقافة له) " هو السبب الرئيس الكامن وراء تخلفهم عن ركب الحضارة الغربية وسرعان ما اصبحت هذه النظرة و بسرعة تغلف بالكامل خطابات المثقفين القوميين الحداثويين العنصريين الفرس .
كاتوزيان ينتقد .
وينتقد الباحث الايراني محمد علي كاتوزيان استمرارية هذه " الظاهرة المخترعة " قائلا :
"اذا اردنا البحث في الجذور الموضوعية لظاهرة نشوء فكرة القومية و الحداثة في المجتمع والادب الايراني الفارسي يمكن القول أن هذه الفكرة نشأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر .... ويعد فتح علي آخوند و الذي عرف فيما بعد بأسم آخوند زاده ) هو اكبر رائد للقوميين الحداثويين الفرس ، حيث يعتبر هذا الرجل في تلك المرحلة بنظر العديد من انصاره رجلا تقدميا ، ولكن أي من المثفقين القوميين في ايران لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث حول معرفة الاسباب الحقيقية التي جعلت اوروبا تتقدم في المجالين الاجتماعي و الثقافي وبنوا نظريتهم على الفكرة القائلة بمحو الثقافة و الحضارة الاسلامية العربية التي سادت ايران بعد الاسلام ، هذه الفكرة التي لاتزال وحتى يومنا هذا يعتقد بها الكثير من الحداثويين الايرانيين" العنصريين الفرس" وهي رائجة بين اوساط العديد من مثقفيهم ، حيث يرون ان التخلف التاريخي الطويل الذي لحق بايران في مقابل التقدم لدى الاوروبيين انما مرده يرجع بالاساس الى " الهجوم العربي و النفوذ الاسلامي في ايران " . (2) .
وفي الواقع كان اخوند زاده( 1812 -1878 ) والذي عاش في منتصف القرن التاسع عشر هو اول من وضع اللبنة الاولى لهذا النوع من التفكير القومي العنصري الفارسي و الذي هو باختصار يكمن في معادة العرب و الاسلام (معادة الاسلام = معادة العرب) وقد نجح في ادخال مثل هذه الافكار اليمينية المتطرفة في الخطاب الثقافي الفارسي المعادي للعرب والاسلام معا . (3 )
لقد كتب آخوندزاده قبل ما يقارب من القرن والنصف قائلا :
"وا اسفاه عليك يا ايران ، اين عظمتك ، ان سطوتك ، اين سعادتك ـ لقد جوعك العرب الحفاة والجياع ولمدة 1280 سنة ، خربوا ارضك و جعلوا اهلك يجهلون التطورات الكبرى التي حدثت في العالم ومحرومون من نعمة الحرية وملكهم رجل جاهل .... " ( 4)
كما كتب وبعد قرن من وفاته احد تلامذة هذا المفكر العنصري وهو آرامش دوستدار مايلي :
" ... تلك الثقافة التي بدأت مع زرداشت و ذلك باسم أهورا مزدا ومن ثم تبلورت ونمت على يد نبي ك "ماني " وخاصة الثورة الدينية و الاجتماعية التي قام بها مزدك كيف ينتهي امرها منحدرة الى هاوية السقوط على يد رسول ينتمي الى شعب هو الوحيد من بين الشعوب السامية الذي لا ثقافة له وذلك عبر شعار لا اله الا الله ." (5)
"...هذا الاسلام الذي لا يحتوي حتى على اي رائحة للابداع و الذي تنسجم اطروحاته مع ظروف الحياة التي انبثق عنها و ضمن اطار حدوده المقرونة بالبداوة و العوز يخرج من طبيعته الفاقد لاي مظهر ثقافي " . (6 ) ".
نظرة الى المصطلحات التي يستخدمها كل من آخوند زاده وآرامش دوستدار :
الف آخوند زاده :
- ايران قبل الاسلام = ( العظمة ، القوة ، السعادة التطور ) بينما العرب = ( حفاة جياع )
- ايران بعد الاسلام = ( الفقر ، الدمار ، الجهل ، المذلة و التخلف عن ركب التطور . بينما العرب = ( حفاة جياع )
ب : آرامش دوستدار .
- ايران قبل الاسلام ( = ( لديها ثقافة و نبي اسمه اهور مزدا وانبياء اخرين مثل ماني ومزدك ... بينما العرب = ( الشعب السامي الوحيد الذي لا ثقافة له ، انهم بدو ينشدون السلطة وبسسب صعوبة الحياة و الطبيعة الصحراوية يفتقدون لاي مظهر ثقافي )
- ايران قبل الاسلام = ( لها ثقافة بدأت مع زرداشت و ذلك باسم أهورا مزدا ومن ثم تبلورت ونمت على يد نبي ك "ماني " . بينما العرب (=... الشعب السامي الوحيد من بين الشعوب السامية الذي لاثقافة له شعب صحراوي يعيش الضيق وطبيعة خالية من الثقافة )
ايران بعد الاسلام = ( الانحدار الى هاوية السقوط ويصبح مصير شعب مثقف تحت سيطرة رسول وذلك عبر شعار لا اله الا الله .. .
ومن خلال ما ورد نرى ان كل من آخوند زادة و آرامش دوستدار يتكلمون بلغة و احدة وما يميز الاثنين كون آخوند زاده لم يطلع على نظرية العرق الاري الذي اطلع عليها وتشربها ارامش دوستدار .
انتهي الجزء الاول من هذه الدراسة ويليه الجزء الثاني منها وهو تحت عنوان الفكر القومي الفارسي " الايراني" بعد الحرب العالمية الاولى حيث نعد الاخوة القراء العرب بترجمته اذا ما سنحت لنا الفرصة .
مصدر المقالة : من بحث مطول للاستاذ احمد حسين مبلغ للاطلاع راجع الروابط التالي :
http://www.topiranian.com/maghalat/archives/003958.htm
http://www.naqd-wa-jaameah.org
المصادر بالفارسية "
1. دکتر کاظم علمداري با کتاب "چرا ايران عقب ماند و غرب پيش رفت؟" (چاپ اول 1379، چاپ ششم 1380) به دنبال پاسخ رفته است. شش بار چاپ کتاب در يک سال نشان مي دهد که اين پرسش تاچه حدي در مرکز توجهات در ايران قرار دارد.
2. کاتوزيان، محمد علي همايون: صادق هدايت. از افسانه تا واقعيت. مترجم فيروزه مهاجر. 1376 ش (چاپ دوم). ص 9
متن اصلي انگليسي اثر:
Katouzian, Homa: Sadeq Hedayat. The life and literature of an Iranian writer.
London1991.
3. دوستدار، آرامش: در خششهاي تيره. پاريس 1999(چاپ دوم)
4. آخوند زاده، ميرزا فتحعلي: مکتوبات. تصحيح از م. صبحدم. (انتشارات مرد امروز) 1364.
(ص 20-21)
5. دوستدار، آرامش: درخشش هاي تيره. پاريس 1999، ص 244
6. آخوند زاده، ميرزا فتحعلي: مکتوبات. تصحيح از م. صبحدم. (انتشارات مرد امروز) 1364.



#جابر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدامات بالجملة والمفرق تطال نشطاء الشعب العربي الاهوازي
- نداء عاجل للتضامن مع سجناء الشعب العربي الاهوازي
- تاريخ الاهواز –عربستان - منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ، ...
- تاريخ الاهواز –عربستان - منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن - ...
- تاريخ الاهواز - عربستان - منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن - ...
- الموجز في انتفاضات الشعب العربي الاهوازي 1925-2005 الجزء الث ...
- الموجز في انتفاضات الشعب العربي الاهوازي 1925 - 2005 الجزء ا ...
- مؤسسات المجتمع المدني الاهوازي تتضامن مع الشعب البحريني
- نظرية الاستبداد الايراني
- المرأة العربية الاهوازية وظاهرة تجارة الممنوعات
- صورة المرأة العربية الاهوازية في السينما الايرانية
- القوميات الايرانية ، الهوية و الوحدة الوطنية
- وضع القوميات الايرانية عشية الذكرى 31 للثورة
- فضح التمييز العنصري ضد الشعب العربي الاهوازي من على منبر الا ...
- الاقتصاد الايراني بين وقائع الارقام وتصريحات احمدي نجاد
- النظام الايراني وداء الرهاب من المواطنيين
- انقذو حياة المناضل الايراني رئيس دانا
- الهدف الحقيقي وراء الاعدامات الاخيرة في بلوشستان
- قضية القوميات الايرانية على طاولة هيئة الامم المتحدة *
- بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية ،الوضع الراهن للغة العربي ...


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جابر احمد - رؤية في الخطاب القومي الايراني المعادي للعرب