أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يوسف - المزيد من التآلف الوطني















المزيد.....

المزيد من التآلف الوطني


فيصل يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1031 - 2004 / 11 / 28 - 05:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المزيد من التآلف الوطني
والتضامن الإنساني لإنقاذ العراق من محنته
لم يعد سراً أن مفتاح الرقي والتقدم لأي شعب في العالم، يكمن في مدى تمتعه و ممارسته لحقوقه كفرد وكمواطن ،دون أي وصاية ،أو استبداد ، أو قمع ، أو تدخل في شؤونه ، و إن عكس ذلك هو الانحطاط عينه، وهذا ما يلمسه المرء في أكثر من منطقة في العالم ، ودون أي لبس أو غموض، أو شرح تفصيلي ,لإثبات ذلك ، ولهذا فإنه كثرت ،وتكثر المنظمات والجمعيات الأهلية وغير الحكومية, المطالبة بتعزيز وتوسيع دائرة حقوق الإنسان ،واحترامها ،وعولمتها كما يصطلح الآن لذلك ، ويتشكل منها شبكات عابرة للحدود ،بغية التعاون معا ،لفضح الانتهاكات التي تحصل لها هنا، وهناك ، ومعاقبة مرتكبيها كمدخل أساس للاستقرار ،واستئصال بؤر الإرهاب والتوتر من العالم. وقد انتصرت الإرادات الخيرة من خلال إلزام أكثرية الدول ،للتوقيع على نصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين الملحقين بها ،إضافة إلى عدد من الاتفاقيات والمواثيق المطالبة باحترام حقوق البشر، وتكلل كل ذلك بإحداث محكمة الجنايات الدولية .
أجل ،يجري ذلك في وقت مازالت فيه بعض الشعوب رهينة لأنظمتها المتخلفة عن ركب الحضارة والعصر ، وترى نفسها قوية بقدر إذلال مواطنيها بشتى صنوف الفقر, والعوز, والمرض ، وتتبع من أجل ذلك أشد أنواع الاستبداد والقهر, ووسائل التعذيب القديمة, والحديثة, بحق شعوبها ، وبحيث لا تترك لها سوى حرية الولاء والطاعة العمياء، ناهيك عن ظاهرة النفاق الكاذب ،والوشايات المغرضة، والنمائم المرضية، إلى ما هنالك من ظواهر اجتماعية سلبية ،تستدعي المعالجة الحقيقية .
إن ما يجري على مقربة منا، وتحديدا في أرض العراق, ليشكل أسوأ نموذج لاانساني متبع في العصر الحديث، من خلال درجة حالة الاستهتار المقيت بحقوق الشعوب والأفراد تسهم في ترجمته جهات متشابهة عديدة تتفق في جوهرها على هذا المنهج وذلك على مرأى ومسمع العالم المتحضر ،حيث يمارس الدمار, والقتل, والتشريد بحق الشعب العراقي اليوم و كامتداد لما تم منذ عشرات السنين ، كل ذلك تم ويتم عبر تحالف وثيق بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين الغربيين والشرقيين ( الشيوعيين منهم سابقاً قبل الانهيار) ، مع الأنظمة المتعاقبة على" دست" الحكم في العراق ،وبشكل خاص مع النظام الدموي الديكتاتوري الصدامي والقوى الداخلية الموالية له من القومجيين والأصوليين في مواجهة الديمقراطية وحق تقرير المصير لأبناء العراق ،بغرض إبقائه تحت نير الظلم والإرهاب،وحرمانه من الحياة الحرة الكريمة من خلال المزيد من الظلم والطغيان وتخريب السلم الأهلي ،فالضحية دوما هو: المواطن العراقي دون استثناء والدولة بمفهومها كأداة لخدمة مواطنيها، مما يستوجب ويستدعي تحالفاً إنسانياً واسعاً للتضامن معه لخلاصه وتحريره من مأساته المزمنة .
ولا شك بأن انتصار الشعب العراقي بقواه الخيرة المتمسكين بنهج الديمقراطية والمشاركة السياسية وروح التسامح وتعزيز الكرامة الوطنية وإنهاء الاحتلال الأجنبي لأرضه سلميا وبالإجماع الوطني ،سيفتح الباب واسعا أمام تقدم المنطقة والعراق نحو فضاء الحرية والقضاء على الإرهاب والطغاة وعلى كل القوى المعادية لحقوق الإنسان وحرية الشعوب والوقوف في مواجهة سياسات الهيمنة على مقدراتها

إن استعراضاً لتاريخ العراق -ومنذ تأسيسه وبوصاية دولية - يجعلنا نستدل عليها في ضوء كل الاتفاقيات التي بنيت عليها الدولة العراقية بأنها لم يؤخذ بالاعتبار والحسبان مصالح الشعوب العراقية ،بل إنها تنطلق من مصالح الدول المهيمنة في العالم قديما وحديثا، وبشكل خاص بريطانية العظمى ، وفرنسا، ولاحقا الاتحاد السوفيتي ، والولايات المتحدة ، وعندما تضاربت مصالحها للاستئثار بثروات العراق ، تنافست من خلال تقديم الدعم لأنظمته المتعاقبة منذ بداية القرن الماضي للحصول على ما يمكن الحصول عليه من الغنائم، حيث تم غض يد الطرف عن المجازر البشعة بحق الأكراد والشيعة... الخ،بل وماكان يلاقيه السنة وباقي الأقليات الأخرى ، من اذلال وعبودية على يد الأنظمة، وراح ضحية ذلك مئات الآلاف قتلاً ، وجرحاً ،وتشريداً ،وتشويهاً، وفي أبشع صور للجريمة ، يندى لها جبين البشرية ويعتبر وصمة عار في تاريخها .
و عندما رأت أمريكا وأوربا ومن خلفهما إسرائيل استخدام النظام العراقي في مواجهة الدول المجاورة، كان لها ما أرادت وأعلن الحرب على إيران والكويت ، والمزيد من الأعمال التخريبية داخل سوريا ولبنان لا بل في مناطق أخرى في العالم ، وبعدما انتفت حاجة تلك الدول لهذا النظام أسقطته وأخرجت رمزها"اللاميمون" من دهليز تحت الأرض ، ذليلاً ، خائفاً ،ورعديدا ،وممتثلاً لإرادة معتقليه ، غير آبه إلا على حياته.........
لقد نهبت ثروات العراق الغنية ، والتي كانت كفيلة أن تجعل من المواطن العراقي قدوة لغيره في الحياة الرغيدة ، وأصبحت تباع البقية الباقية من موارده النفطية ، بوساطة أوصياء من المنظمات الدولية ، يقومون بالإشراف على توزيع المخصصات على أبناء الشعب العراقي ،بعد أن افقده النظام البائد شرعية السلطة والدولة معا ،وجعله تحت الوصاية الدولية بتصرفاته اللامسؤولة .كما وانتهكت هيبة مزاراته، ومرجعياته الدينية التي كان يتجه إليها الأتباع والمريدون من الدول المجاورة والعالم أجمع ، وأصبحت بحاجة للعون والحماية ممن كان يفترض أن يستظل ويحتمي بها ، وتحولت التعددية الثقافية والإثنية العراقية، من عامل قوة لها في المنطقة ، إلى عنصر ضعف، بل وعامل تفتيت لوحدتها الوطنية فمثلا: الدولة الإيرانية تزعم هي الأخرى بأحقيتها في حماية المرجعيات الدينية الشيعية ومزاراتها ، كما أن تركيا تزعم أحقيتها في الحماية والتدخل في بعض المناطق العراقية أيضا تحت ذرائع واهية كاريكاتورية وبات السلم الأهلي في خطر حقيقي على أيدي الإرهابيين....... ناهيك عن بؤر توتر تكاد تتعدد بتعدد العشائر والبطون والأفخاذ والمذاهب والأهواء
إن مصلحة الشعب العراقي يكمن اليوم في التأسيس لعقد اجتماعي ، يأخذ بالاعتبار حقوق العراقيين جميعاً ، مثلما تتطلب تضامناً حقيقياً معه، للخلاص من تبعات أنظمته الفاسدة ،والتي تآزرت مع مصالح القوى العالمية المهيمنة سابقاً ولاحقاً ؛ من أجل المحافظة على بقائه ، دون مراعاة لمستقبل العراق وأبنائه ،عبر عقدٍ يلغي كل الاتفاقيات القديمة والدساتير التي بنيت عليها دولة العراق ولم تراع مصالح شعوبها ،بل وضعت من أجل مصالح الدول التي خرجت من الحرب العالمية الأولى والثانية منتصرة ، وتقاسمت الغنائم فيما بينها وترجمتها في اتفاقيات عديدة
لابد أن يتجاوز شعب العراق محنته ، كي يستعيد دوره الطبيعي سيداً لنفسه ، مطالباً ،ومعه العالم الإنساني ،بمحاسبة مرتكبي الجرائم بحقه ، عبر التاريخ من أنظمته الفاسدة والموالين له في الداخل، وبعض الأنظمة العربية ،والقوى الدولية، التي لم تضع غير مصالحها الوقتية بعين الاعتبار وذلك عبر بعض رموزها مثل كسينجر وبريماكوف وشيراك وسواهم....الخ
إن وحدة كل مكونات الشعب العراقي ، في ظل برنامج عمل وطني سلمي ،يرتكز على تعزيز وتأكيد خيار التعايش السلمي والديمقراطية وتداول السلطة والفيدرالية ، والمطالبة برحيل القوات الأجنبية، سينهي الاحتلال لأرضه، ويعيد لأطفاله ألق الحياة ضمن عراق ديمقراطي, تعددي, فيدرالي ،بعيداً عن الحروب والتدمير، فالعراق بحاجة للتوحد،ومن خلال جهود الجميع ،كي يتم الاتفاق على القوا سم المشركة بين هؤلاء ، أكثر من أي زمن مضى ، ناهيك عن ضرورة توافر المزيد من التآلف الوطني والوحدة الوطنية ،ومداواة الجراح القديمة، أو التي أحدثها النظام البائد ، ولما يزل أزلامه يتابعونه بالدرجة نفسها من الغل والأحقاد ، لأن الشعب العراقي يستحق نمطاً من الحياة ،أفضل بكثير مما هو فيه الآن،وبإمكانه أن يعيش قدوة لشعوب ا لمنطقة، في كل شيء ، فهو يمتلك من الثقافة، والاقتصاد، والسياسة ،ما يمكنه من ذلك إن استثمرت طاقاته البشرية والطبيعية ،بالعقل والحكمة,ولشعب العراق تجربته الغنية في تجاوز المحن والصعاب, كما يشهد له التأريخ بذلك .....
فيصل يوسف
ناشط سياسي كردي –سوريا



#فيصل_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لابديل عن الحوار الوطني
- نحو فهم جديد للوحدة الوطنية في سوريا يستوعب متغيرات الواقع
- نعم للحقيقة في التصدي لخصم جارف القوة
- في مواجهة الرياح العاتية: لابدّ من تمتين التآخي العربي – الك ...
- الطاولة المستديرة الثانية في دمشق حول القضية الكردية في سوري ...
- لابـد من إصـلاح شـامل في سوريا يعالج المسألة الكردية كقضية ر ...
- الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة عام 1962م انتهاك صارخ لح ...
- مساهمة في الحوا ر الوطني الجاري في سوريا وجهة نظر كردية
- حقوق الأكراد السوريين هي حقوق وطنية ثابتة وليست طارئة
- فلنتفق من أجل مصلحة شعبنا المظلوم
- الأكراد وحقوق المواطنة


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يوسف - المزيد من التآلف الوطني