أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يوسف - نعم للحقيقة في التصدي لخصم جارف القوة















المزيد.....

نعم للحقيقة في التصدي لخصم جارف القوة


فيصل يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 945 - 2004 / 9 / 3 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في مقال: د . الخيمي
في مقال للدكتور سامي الخيمي ،نشرت في جريدة الحياة بتاريخ 23/7/2004م، وجريدة تشرين بتاريخ 31/7/2004م، بالإضافة إلىنشرة" كلنا شركاء في الوطن "لمحررها الأستاذ أيمن عبد النور ,كان لافتاً مدى الاهتمام الواسع - من جانب مجموعة من المثقفين السوريين -بالأفكار الواردة في المقال المذكور ، وبخاصة ، معتنقو الأفكار الإيديولوجية اليسارية والقومية الكلاسيكية، منهم على حد سواء، حيث حاول هؤلاء دحض المحاور الرئيسة لأفكاره ، بذرائع مختلفة ، ففي الوقت الذي رأى فيه الكاتب العائد من بيروت ،أن دمشق بدت له بأوضاعها الاقتصادية المتراخية ، وألوانها القاتمة ، وطرقاتها المحفورة ، وأظن أنه يرمز إلى دمشق العاصمة ، كنموذج لواقع بلادنا ،عموماً ، فقد اعتبره بعضهم هواجس لا علاقة لها بالزمان والمكان ، في حين أن الأوضاع الاقتصادية ، والخدمية ،والجمالية ، والسياسية، والبيئية في بلادنا ، تستدعي معالجة فورية، يتفق عليه الجميع ، دون استثناء إلا من له مصلحة في إبقاء الحالة الراهنة : من فساد وإفساد ، وتسيب ، وتحلل وظيفي ، ابتلى بها وطننا دون معالجة.
أما الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة من الركود ، والتخلف ،فيرجعها الكاتب إلى مواجهة جبروت الصهيونية ، وجبروت أميركا ، ثم العامل المحلي ، أو الأنظمة السياسية المتتالية التي أربكتها مجابهة هذا الجبروت فاتخذت، منذ خمسينيات القرن الماضي، مسارات اقتصادية متشنجة وقاصرة. أما العامل المحلي فقد انطلق من ديمقراطية التعليم التي أخذت أوسع مدى لها في سورية إلى إخراج كثير من الفئات المحرومة من القمقم الاجتماعي ؛ وجعلها تصعد بثبات في سلم الارتقاء الوظيفي ،والاجتماعي ،وبالتالي السياسي ، والاقتصادي.ولكن الارتقاء السياسي المشروع للحركات الممثلة لهذه الفئات المحرومة ، لم يتزامن مع ارتقاء مماثل في المهارات أو نوعية التعليم ، و دفع بالتالي إلى سدة المفاصل التنفيذية في الدولة ، بكوادر محدودة الثقافة ، والإمكانات ، قليلة الطموح والأحلام ، في كثير من الأحايين. وقد حاولت هذه الكوادر إخفاء محدوديتها ، من خلال "المزايدة" السياسية القوموية، أو المزايدة في التصريحات الاقتصادية ، القاصرة ،المتخفية ، وراء ستار الهيمنة شبه الكاملة للدولة على مناحي الحياة بحسب الكاتب.
ربما هناك أسباب جوهرية أخرى ، قد أدت إلى هذه الأوضاع غير السليمة في بلادنا ،بيد أن العامل الخارجي ، وما- أسماه الكاتب مواجهة جبروت أمريكا والصهيونية - والذي تم تحت شعار: كل شيء من أجل المعركة ، ودحر الإمبريالية الأمريكية ، قد أفرز نتائج سلبية ، واضحة ،على الأصعدة ،السياسية ،والاقتصادية، والثقافية........وأملت ظروف المواجهة ، بناء علاقة استراتيجية مع المعسكر الاشتراكي ، الذي كان في طريقه إلى الزوال ، مماانتفى إمكان أي استفادة من المعسكر الغربي المتقدم ، تكنولوجيا ، واقتصاديا ، ومن هذا المنظور أيضا . فقد تم إقصاء شرائح وطنية مهمة من المجتمع السوري ، من دائرة الفعل السياسي ، والاجتماعي ، إذوصفت بالرجعية ، وصودرت أموالها ، وأراضيها الزراعية . وتمّت محاربتها بكل السبل ، مما نجم عن ذلك سيادة فكر أحادي ، دفع بالكثير من الفعاليات الحيوية لمغادرة البلاد ، أما الآخر" المختلف "برأيه فقد اعتبر معادياً ، واستوجبت محاسبته ، وفق أعراف المشروعية الثورية للنظام ، مما أثر سلباً على حيوية المجتمع المدني الناشئ حينذاك ، ودوره في اتخاذ القرارات المفصلية ، أما العامل المحلي ، فهو وصول كوادر غير مؤهلة للمفاصل التنفيذية الرئيسة للدولة ، اختفت معها تدريجياً المرجعيات المهنية ، لأن" المناصب" والأقسام المهمة ،كلف بإدارتها أناس معينون، لم يعرفوا المسابقة المسلكية المعتادة ، ولا الكفاءات ، ولا الامكانات ، ولاالتنافس الوظيفي العادل في الارتقاء: ( سنوات الخدمة – الشهادة العلمية – الكفاءة ) بل اعتماداً على قرارات سياسية تتم عبرها الأولوية في اسناد المهمات المتنوعة ، حيث الغي سلم الارتقاء الوظيفي المؤسساتي ، في معظم مؤسساتنا ،وشركاتنا ، إن لم نقل جميعها . وهنا لابدّ من التذكير بقرارات المؤتمر القطري التاسع ، وقرار القيادة القطرية /408/ ، بغية وضع حد لتدخل الحزب في السلطة ، و ترك تسلم المناصب والمسؤوليات للتسلسل الإداري ،والوظيفي. لكنه بقي حبراً على ورق ،لم يعمل به أحد، وسبب ذلك ضعفا" في الأداء والانتاجية. انعكس على أوضاع البلاد عموماً ، بحيث لم تنفع معها زيادة أعداد أصحاب الشهادات العلمية في منع تردي الأوضاع الاقتصادية ، والمعاشية ،على صعيد المجتمع ، والفرد وبات المواطن العادي يلمس مدى التخبط في إصدار القرارات ، وتعديلاتها ، نظراً لضعف المرجعيات الإدارية والمهنية ، من ذوي الخبرة والكفاءة .
وبالعودة إلى ما يطرحه الخيمي من أفكار جريئة( وجديرة بالاهتمام )فإنه يرى وجوب العمل على أكثر من محور ، للتصدي لما أسماه بالخصم جارف القوة ، ففي المحور الأول يطالب بتحقيق سلم أهلي حقيقي في مجتمعنا ، وذلك من خلال تعميق مفهو الحوار الوطني ، وإشراك كافة القوميات والثقافات ، والأديان ، في بناء استراتيجية الوطن ، وكذلك دعم فعاليات المجتمع العربي ، وإزالة أسباب التطرف ...
أليس جفاء أن يتوقف عند هذه النقطة - تحديداً- بعض الكتاب ،من خلال الادعاء بأن ذلك متحقق في المجتمع السوري؟ ، في حين أن الواقع يشير إلى بقاء العديد من القوى السياسية والاجتماعية ، خارج دائرة المشاركة السياسية ؟،لاسيما وأن القوميات الأخرى في سوريا غير معترف بها حتى الآن !!، ومنها ما تتعرض لسياسات تمييزية واضحة، كالأكراد ، حيث يشكلون القومية الثانية في البلاد. ويعيش زهاء ربع مليون منهم دون جنسية منذ عام1962، ولا يتمتعون بحقوقهم الثقافية والسياسية ،ويتعرضون لمظالم مختلفة ، وعلى أكثر من صعيد هنا، وهناك أما هيئات ومؤسسات المجتمع المدني ، فهي متماهية مع أجهزة السلطة ، وتفتقر للحيوية اللازمة والنابعة من طبيعة عملها المستقل ..
وفي المحور الثاني يطالب الكاتب ببناء اقتصاد وطني منفتح ، يسهل الانطلاق إلى اقتصاد السوق المنافس ، مع المحافظة على الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية .. ويبرز الإصلاح الاقتصادي : إصلاح القضاء ، تشريع عمل مصرفي حقيقي ، سوق الأوراق المالية – الضمان الصحي – التأمين الاجتماعي .
إن أي متابع لأوضاعنا الاقتصادية ، والحكم على نتائجها ، وليس بترتيب للكلمات النظرية ، سيصل إلى نتيجة ، مفادها أن سبب تفشي حالة الفساد والإفساد ، وتدني المستوى المعيشي ، وحالة اللامبالاة بين المواطنين ، هو بسبب النموذج الاقتصادي الذي كان معمولاً به في بلادنا خلال المراحل السابقة ، مما يستوجب على كل المعنيين المهتمين في البلاد وقفة جادة ومسؤولة؛ لتجاوز النتائج الاجتماعية المخيفة في الوسط الشعبي، حيث بات الفقر سيد الموقف لمعظم أبناء المجتمع السوري ، في مقابل فئة قليلة اكتنـزت المليارات من قوت الجماهير ، مستفيدة من قوانين الاقتصاد ( الموجه ) و يمكن القول بعيداً عن المبالغة :إن أعداداً كثيرة من الأسر، باتت تتسول من أجل لقمة عيشها ، ولا تملك أجور معالجتها لدى الأطباء ...!!.
وفي المحور الثالث ، يطالب الخيمي بدراسة المجتمع السوري ، من خلال قراءة متأنية لنقاط القوة والضعف فيه ، تبدأ هذه الدراسة ، بإعادة صياغة تاريخنا ، لكي نسمح للحضارات التي صنعته بالمشاركة الفاعلة فيه .
إن كل ذلك لو تحقق ، فإنه سيعيد التوازن النفسي لأبناء الوطن جميعاً ، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار لهم كشركاء حقيقيين في الوطن ، ولابد من ترجمة ذلك في المناهج التعليمية ، بدلاً من القراءات التاريخية الإيديولوجية الأحادية ، التي كرست فهماً لدى الجيل ، بأولوية "الكل" العربي على حساب الجزء السوري ، وبات من الضروري إعادة النظر في هذه المفهومية ، وتركيز الجهود ،لاستكمال بناء سورية اقتصاديا، وسياسياً..... ؛ لتكون دولة الحق ، والقانون، وبلد الحضارات، وكل الأعراق والقوميات القاطنة فيه ، وحينئذ ، فلتقدم المعونة ، والمساعدة ، لمن يطلب من الأشقاء ...
أما المحور الرابع ، فيطالب فيه الكاتب ، باعتماد سياسة واقعية ، تأخذ بعين الاعتبار أن إمكانات الخصم ، أكثر من إمكاناتنا ،بمراحل ،وأنه مصمم على الحصول على الكثير . ..
لم يعد مجديا التغني بالماضي ، للدلالة على الحاضر ، فالتفاعل مع الوقائع من خلال بناء أوسع العلاقات مع الدول المتقدمة في العالم ؛ بغية الاستفادة منها في إصلاح أوضاعنا الاقتصادية، واسترجاع أراضينا المغتصبة هو الأهم ، وكذلك التخلي عن بعض المقولات التي عفى عليها الزمن ،وهي من نتائج ثقافة الحرب الباردة والإيديولوجيات القومية القديمة ...
لقد شكك بعضهم بالألقاب التي يحملها الدكتور الخيمي (مستشار -باحث -أكاديمي) ومدى أهليته في التعبير عن الخطاب الرسمي للبلاد في الخارج ،باعتباره ، قد أصبح سفيرنا في بريطانيا! ،وهذا بحد ذاته خطاب إقصائي، ينتمي للفكر القديم ،فكل مواطن من حقه أن يكون باحثاً،ومستشاراً ، وفاعلاً في الدولة، إذا كان يملك المؤهلات اللازمة ، ومعبراً عن سياسة بلاده على الصعيدين :الرسمي والشعبي ،حسب مقتضيات المصلحة الوطنية ، وحاجة البلد إليه ، وليس من العدل ،ونحن في أوائل القرن الحادي والعشرين ، اللجوء إلى أساليب قديمة في بتر كل جديد، للإبقاء على السائد ومستفيديه، ولن أكرر ما قاله الخيمي، بخصوص مزايا متوافرة في بلادنا .لكنني أضيف بأننا نملك أكثر من ذلك بكثير، إن رفعت القيود على العقل، والإبداع ،في بلادنا .فسورية درة المنطقة ، هكذا كانت على مر العصور، والأزمان ، وهكذا ستكون ،شامخة مدعاة فخار ،بتاريخها المضيء...، وذلك بقوة أبنائها ،أحفاد أعظم الحضارات التي عرفها تاريخ البشرية.......
31-8-2004
سوريا-القامشلي



#فيصل_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجهة الرياح العاتية: لابدّ من تمتين التآخي العربي – الك ...
- الطاولة المستديرة الثانية في دمشق حول القضية الكردية في سوري ...
- لابـد من إصـلاح شـامل في سوريا يعالج المسألة الكردية كقضية ر ...
- الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة عام 1962م انتهاك صارخ لح ...
- مساهمة في الحوا ر الوطني الجاري في سوريا وجهة نظر كردية
- حقوق الأكراد السوريين هي حقوق وطنية ثابتة وليست طارئة
- فلنتفق من أجل مصلحة شعبنا المظلوم
- الأكراد وحقوق المواطنة


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يوسف - نعم للحقيقة في التصدي لخصم جارف القوة