أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فيصل يوسف - حقوق الأكراد السوريين هي حقوق وطنية ثابتة وليست طارئة















المزيد.....

حقوق الأكراد السوريين هي حقوق وطنية ثابتة وليست طارئة


فيصل يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 349 - 2002 / 12 / 26 - 15:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

أخبار الشرق - 25 كانون الأول 2002

لم ينقطع النشاط السلمي الديمقراطي لأكراد سورية من اجل حقوقهم القومية والديمقراطية في البلاد طيلة السنوات الماضية وهي موجهة للرأي العام السوري لإفهام قضيتهم باعتبارها مسالة وطنية وديمقراطية ولا تنفصل عن مجمل القضايا الأخرى التي تستوجب حلا عادلا وان على القوى الوطنية والديمقراطية ان تتجاوز سياسة تجاهل وجود الأكراد وقضيتهم القومية وأن تدافع عنهم بحزم ومبدئية بعيدا عن الأباطيل والأوهام التي تبثها جهات شوفينية في السلطة وخارجها حول نشاطات الأحزاب الكردية والذي مارسته مؤخرا من خلال الهامش النسبي لحرية الرأي والتعبير في البلاد مثل الاحتفال المركزي الذي أقامه الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لميلاده في 14 حزيران بشكل علني وبحضور ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية السورية وكذلك الطاولة المستديرة في دمشق بتاريخ 27 أيلول لبحث معاناة الأكراد وتجمهر عشرات الأكراد المجردين من الجنسية أمام وزارة الداخلية في 18 آب مطالبين برد الجنسية إليهم في عريضة قدمت للسيد وزير الداخلية والطاولة المستديرة في مدينة القامشلي بتاريخ 22 تشرين الثاني بمشاركة أحزاب من الجبهة الوطنية والتجمع الوطني الديمقراطي وشخصيات مستقلة ومنظمات حقوق الإنسان والتواصل الدائم من قبل لجنة العلاقات الوطنية في المجلس العام للتحالف بكل المهتمين بالشأن الوطني، بمن فيهم عضوان من القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم وتسليمهما مذكرة تطالب بإيجاد حل للمعاناة التي يتعرض لها أبناء الشعب الكردي في سورية وتوجيه 111 شخصية ثقافية وسياسية واجتماعية من جميع أنحاء سورية في العام الماضي رسالة إلى رئيس الجمهورية تطالب بإعادة الجنسية لضحايا الإحصاء الاستثنائي الذي جرى في محافظة الحسكة حصراً في عام 1962م وإلغاء الغبن اللاحق بهم من جراء ذلك.

لقد هدفت الأنشطة المذكورة إلى تسليط الأضواء مجددا على واقع المواطنين الأكراد المواطنين لإشراك القوى الديمقراطية والوطنية في السعي لرفع الظلم عنهم وإيجاد حل لمعاناتهم المزمنة ومساواتهم مع باقي المواطنين. وقد جاءت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى محافظة الحسكة في آب الماضي، كأول رئيس جمهورية يزورها منذ عشرات السنين، ليخلق مناخاً وانطباعاً لدى أبناء المحافظة عموماً والأكراد منهم خاصة بأن قضاياهم باتت على جدول عمله وهي في طريقها للحل، ونقل عنه في سياق حديثه أثناء اجتماعه ببعض الشخصيات في محافظة الحسكة: "إننا والأكراد أبناء تاريخ واحد وحضارة واحدة ويحق لهم ما يحق لغيرهم من المواطنين وسنسعى لإيجاد حل لمسألة المجردين من الجنسية".

ومنذ زيارة السيد الرئيس للمحافظة وحتى الآن فإن القوى الكردية بأطيافها الاجتماعية والسياسية والثقافية تنتظر إجراءات عملية لإلغاء السياسات التمييزية المتبعة بحق المواطنين الأكراد بدءاً من تسجيل الولادات عن طريق شعبة الأمن السياسي ومسألة المجردين من الجنسية والمحرومين من الأراضي الزراعية وصولاً إلى نـزع حالة الإحباط واليأس التي يعيشها المواطن الكردي وإشعاره بأن ثمة نور في نهاية النفق وأنه لم يعُد أسير النظرات القومية الضيقة والتي تضعه في قفص الاتهام دائماً، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث حتى الآن لا بل إن مصادر من السلطة وعبر صحف عربية، تشكك دوماً في النشاطات الكردية وتعتبر الأكراد مجموعة متسللين قدموا من تركيا نتيجة الاضطهاد القومي الذي كان يُمارَس بحقهم وتتهم جهات خارجية بتمويل أطرافٍ كردية متطرفة في سورية (لإثارة القلاقل وشراء الأراضي وتربط ذلك بالظروف الإقليمية أو المؤتمرات العالمية ذات الصلة بقضايا حقوق الإنسان) وإلى ما هنالك من الاتهامات التي تطول وتطول وهي بمجملها أباطيل لا أساس لها من الصحة إذ ليس من الحكمة والموضوعية تجاهل حقيقة أن المواطنين الأكراد هم عنصر أصيل من النسيج الوطني السوري منذ تأسيس الدولة السورية وأن التشكيك في أصالتهم الوطنية هو إضعاف للوحدة الوطنية وأن كيل التهم لبعضهم دون تحديد وشواهد يجعل من الكل مداناً وتحت الطلب وهذا نقض لمادة دستورية تقول إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.

ان إحالة الأكراد السوريين للجغرافيا وللتاريخ المشوهين ولمزيد من التهم الزائفة والباطلة بغية عزلهم عن المجتمع السوري سياسة بائدة في عصر تغيرت فيه مفاهيم كثيرة في ما يتعلق بسيادة الدول وان الكثير من الشعارات باتت تسقط أمام المفاهيم، فحقوق الإنسان والأفراد والمجموعات أصبحت ذات أبعاد عالمية إلى حد باتت فيه المطالبة بمبدأ المواطنة العالمية وتفعيل دور محكمة الجنايات الدولية جزءاً أساسياً من أهداف بعض المنظمات التي تناضل من اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وإن الادعاء بأن الأكراد متساوون مع غيرهم والاستشهاد بشخصيات سورية من أصل كردي في مواقع معينة بالدولة من أجل ذلك، لا تحجب الرؤية عن معاناة مئات الآلاف من الأكراد المجردين من الجنسية والمحرومين من الأراضي الزراعية وحرمان الأطفال من التعلم بلغتهم الأم وإبقاء معظم الفلاحين الأكراد على طول الحدود التركية دون أراض زراعية وجلب الفلاحين العرب إلى مناطق سكناهم من أجل امتلاك تلك الأراضي وثمة عشرات الأمثلة الأخرى التي تبين عدم مساواة الأكراد مع غيرهم.

إن البحث عن الذرائع والمبررات لاستدامة السياسات التميزية بحق الأكراد السوريين بسبب مواقف هذا الحزب أو ذاك الشخص تتعارض مع حقوق المواطنة التي يتوجب على الدولة توفيرها لكل المواطنين بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس، أو ولاء أيديولوجي معين، وأن حقوق الأكراد هي حقوق وطنية ثابتة مثل حقوق باقي المواطنين السوريين ومن العدل أن يتمتعوا بها من منطلق أن الوطن للجميع وأخيراً يحدونا الأمل، وفي ظل الأوضاع العالمية، والإقليمية وما يُراد من إصلاح شامل لأوضاع البلاد أن تلتفت القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، لمعالجة أوضاع المواطنين الأكراد فهم سوريون قبل أي صفة أخرى ولهم حقوق قومية ووطنية وعلى الدولة تأمينها وحمايتها من الأوساط الشوفينية في السلطة، التي تعكر الأجواء، وتستثمر ردات الفعل، للإبقاء على حرمان الأكراد من حقوقهم المشروعة في البلاد والاستمرار في المشروعات التمييزية نحوهم، والمحافظة على مواقعها السلطوية في الدولة.

__________ 

* كاتب وقيادي كردي سوري - القامشلي



#فيصل_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلنتفق من أجل مصلحة شعبنا المظلوم
- الأكراد وحقوق المواطنة


المزيد.....




- خبير بريطاني: تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا تظه ...
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- مأساة -ريان المنيا- تتكرر.. مصرع شاب وعمه إثر سقوطهما في بئر ...
- مصرع أكثر من 29 شخصا في فيضانات البرازيل (فيديو)
- العراق.. مقتل طبيب معروف بطريقة مروعة في محافظة النجف (صورة) ...
- الجزائر تجلي أطفالا جرحى من غزة
- نائب أمريكي: الحفاظ على ما لديها الآن سيكون نجاحا لأوكرانيا ...
- قوات روسية تدخل قاعدة في النيجر تتمركز فيها قوات أميركية
- تأكيد مقتل أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة
- وزراء إسرائيليون يجتمعون بشأن الرهائن وخطة رفح


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فيصل يوسف - حقوق الأكراد السوريين هي حقوق وطنية ثابتة وليست طارئة