أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راسل كاظم - مسلسل (الحسن والحسين ومعاوية) محاولة لترقيع التاريخ باسلوب ساذج















المزيد.....

مسلسل (الحسن والحسين ومعاوية) محاولة لترقيع التاريخ باسلوب ساذج


راسل كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 18:45
المحور: الادب والفن
    



ما بين التأريخ كمادة والفن كإبداع، هناك مساحات جمالية تتشكل وتتأطر على وفق ما يرتأيه المؤرخ أو الفنان، وبلا شك إن التأريخ والدراما يلتقيان في مناطق ويختلفان في مناطق أخرى، فالتأريخ يؤرخ الفعل الإنساني، أما الدراما فتحلق في مدارات هذا الفعل، فالدراما بحث في وجدان الذات “ذات الفرد وذات الجماعة” وبذلك فهو يؤرخ الحقيقة والحلم والفرح والألم والخوف والغضب، لذا فهو يكامل التأريخ في تكوين صورة أو لوحة كلية عن الإنسان تراعي في أحداثها ما تخلف أوبطن، كما أن التأريخ ينقل الأحداث عبر الوصف والسرد ويرتبط بالماضي، أي بما حدث وإنقضى، أما الدراما فهي حياة تنبض “الآن وهنا” وبذلك فهي تتجاوز “كان” السردية إلى “يكون” أو “يمكن أن يكون” والدرام تأريخ لما أهمله التأريخ لأنه حفريات في ماورائيات الحدث والفعل والشخصية، إنه يؤرخ للمخفي والمستتر، والماضي في الدراما قبل أن يكون وقائع، فهو مبادئ وقيم وحقائق وبذلك فهوقافز زمنياً، لأن القيم وجدت يوماً وتوجد الآن ويمكن أن توجد مستقبلاً.
وبنظرة فاحصة ونقدية لمسلسل الحسن والحسين ومعاوية سنجد الكثير من المغالطات التاريخية فضلا عن بؤس الانتاج والاخراج والمعالجة الدرامية. هذا اذا استثنينا الاعتراضات الاجتماعية والدينية والمذهبية, ومن اجل هذا يجب ان نضع القاريء والمشاهد في قلب المعادلة ويكون هو الحكم.
اولا- لقد جاء انتاج المسلسل في وقت تشهد فيه المنطقة العربية والعالم الاسلامي مماحكات وانقسامات واختلافات فكرية ومذهبية, وهذا وهذا ما يؤكده ارض الواقع في احداث العراق ولبنان والبحرين وايران واليمن وغيرها من الشعوب التي شهدت وما زالت تشهد احداث ومساجلات كثيرة . والمنطق يفترض هنا ان التصدي لمثل هذه المواضيع ومن جانب احادي دون فهم عميق لبنية المجتمع العربي فانه سيكون بمثابة صب الزيت على النار. فتبرز الغاية هنا والتي تتمثل بالسؤال الاتي لماذا انتج هذا المسلسل؟ ولفائدة من سيكون؟ ومن هي الجهة المنتجة وغايتها من انتاجه؟ وحين نعرف ذالك سنتلمس اطراف الحقيقة ونصل الى جادة الصواب.
في البدء وحين شرعت الجهة المنتجه نحو انتاج هذا المسلسل وهي تعرف انه ستكون اعتراضات يمكن ان توقف التصوير او عرض المسلسل , فقد قامت الجهة المنتجه بجمع عدد من الموافقات الشرعية والتاريخية سواء من رجال الدين او من كتبة التاريخ , لاضفاء الشرعية الدينية والحقائق التاريخية على المسلسل, وهذا ما نشاهده في المجموعة الكبيرة من الاسماء الواردة في بداية تايتل المسلسل, وهنا لابد من التعرض الى مسلمتين بديهيتين الاولى تتعلق بالجانب الشرعي , ونحن نعرف ان الازهر هو في صدارة من يمثل مسلمي الطائفة السنية عند الاستشكال هول مسالة تخص الشرع الاسلامي والديني, الا اننا نرى ان الازهر قد رفض وبشده انتاج هذا المسلسل واعتراضه يكمن في عدم جواز تجسيد الصحابة او اهل البيت المحمدي في شخصيات حية كما كانت لديه ملاحظات حول الوقائع والاحداث التاريخية, هذا من جانب ومن الجانب الاخر فالقاصي والداني يعرف ان مرجعية مسلمي الشيعة تتمثل في الحوزه العلمية الرئيسة وهي في النجف او في الحوزات الدينية الاخرى مثل قم اوغيرها لكننا نرى ان الرفض لديهم اشد واقوى بل وصل الامر بالبعض الى رفع دعاوى قضائية ضد الجهة المنتجة هذا اذا استثنينا التهديدات التي صدرت من قبل هذا الطرف او ذاك....اذن من هي الجهة الشرعية التي افتت بجواز عرض المسلسل ,,, انهم محموعة اسماء ليس لها علاقة مباشرة بالتشريع او الفتوى لكني لا انكر هنا اهمية هذه الاسماء في الوجدان العربي الاسلامي, كما ان البعض قد قبض سلفا مقابل وضع اسمه على لائحة الموافقون.. اما من الناحية التاريخية فالاسماء الواردة هي شخصيات لها علاقة بتدوين التاريخ لكنها لا تنضوي تحت مسمى التاريخية العلمية فكانت اسماء لبعض المؤرخين وهؤلاء يعتمدون الى رايهم اكثر مما يعتمدو على مصداقية التاريخ.. لذا فقد خلا التايتل من اسماء المجمعات العلمية الموجودة في اكثر من بلد عربي وهذه المجمعات هي التي تكون في راس الهرم العلمي لكل العلوم ومن بينها التاريخ فاين المجمع العلمي العراقي او السوري او المصري من هذا....من خلال ماسبق نتوضح ان انتاج هذا المسلسل جاء لمصلحة جهة معينة لاتمثل الشرع الاسلامي الموجود على ارض الواقع كما انها لاتعتمد الحقائق التاريخية والعلمية الموجودة في بطون الكتب التاريخية وهنا يكمن (بيت القصيد) ان جاز التعبير.
ثانيا- لقد نقل بعض الكتاب التأريخ حرفياً. وكثيراً من الدراما التأريخية تكاد تخلو من البعد الدرامي بسبب تركيزهم على إ حياء الحدث التاريخي أكثر من دراميته، أما البعض الآخر من الكتاب فقد إعتمد على إسلوب وثائقي سردي لا يحمي التأريخ، لكنه يكتفي بأن يحكيه وذلك إعتماداً على الوثائق والبيانات، أما النوع الثالث من الكتابة للدراما فهو لا يحيي ولا يحكي الأحداث والوقائع، إنما يعيد كتابتها وصياغتها من جديد، إنه لا يتعامل مع التأريخ بجمود إنما يكتفي بعناصره الأساسية، تلك العناصر التي يعيد تركيبها داخل أطر جمالية تختزل وتشذب كل ما هو غير فني، فالأساس إذن ليس التأريخ في حد ذاته،إنما موقف الكاتب وهو موقف ينطلق من رؤية معاصرة ترى الماضي بعين الحاضر، وتقرأ التأريخ قراءة إنتقائية جمالية، والحدث التأريخي يفقد هويته “كما يقول أرسطو” بمجرد دخوله في إطار العمل الأدبي والفني فيكتسب عندئذ هوية جديدة تنتمي إلى السياق الفني، والتأريخ “كأحداث مدونة” يحتاج إلى قراءة وكل قراءة بحاجة إلى منهج معين تسير في ضوئه، أي إنها بحاجة إلى أدوات معرفية أو إستراتيجية قراءة، لهذا يختلف وتتباين القراءات ومن هنا ينشأ التشتت في الرؤية والقراءة والتقييم، فهناك من يعتمد التفسير المادي الجدلي، وبذلك فهو يربط الوقائع بالإنتاج ووسائل الإنتاج، وهناك من يقرأ التأريخ قراءة سايكلوجية “فرويدية” منطلقاً من “الجنس” ومن عقده بإعتباره المحرك الأساس في صناعة الظواهر التأريخية والإجتماعية كما يمكن قراءة التأريخ من فهم وجودي قائم على حرية الفرد وإختياراته الوجودية وماهيته وكينونته “إلخ” من القراءات المختلفة والمتنوعة فعلى اي منهج سار انتاج هذا المسلسل والجواب هو انتقى من كل منهج نتفة فاصبحت قراءة جديدة لا تعتمد اي منهج.
كما لا بد الأخذ بنظر الإعتبار أنه يوجد نوعان من التأريخ، الأول هو التأريخ الحي الذي تربطه بالحاضر خيوط متينة وله إمتدادات تؤثر بشكل أو آخر على نمط إستقراء التأريخ الآني، فهو تأريخ حاضر بقوة وقوته مستمدة من توالده وتناسله غير سلسلة متصلة عبر منقطعة من الأفكار والمواقف التي إمتلكت آليات التواصل والبقاء، وهذا النوع من التأريخ لا يمتلك المرونة الكافية لتشكله درامياً، فالأحداث والمواقف هي نصوص حية في ذاكرة المتلقي تزخر بالعواطف المتئدة والأفكار الجامدة وهذا لا ينطبق بالتاكيد على احداث وفكرة مسلسل الحسن والحسين ومعاوية، أما النوع الآخر من التأريخ فهو التأريخ الميت الذي هو جزء من الماضي السحيق كما إنه منقطع عن الإتصال الديناميكي بالحاضر، وبذلك يشكل تأريخاً بشرياً عاماً غير مرتبط بأفكار وأيديولوجيات حاضرة معاصرة، وهو بهذا يمتلك المرونة في التشكيل الدرامي ويعد مادة دسمة للفنان في بث روح جديدة للحدث التأريخي وإعادة صياغته على وفق ما يمكن أن يكون، فالتأريخ هو مجموعة محطات إنسانية يمكن الإستفادة منها للتلاقح مع الحاضر وأخذ العبر من الماضي، والتناول المسرحي والدرامي لهذا النوع من التأريخ يكمن في الكشف عن هذه الومضات لما لها من تأثير من حاضر الإنسان وتسمح لنوافذ الذهن في بقائها مفتوحة تبحث دائماً عن شواهد جديدة، فالصور والمعلومات التي تدخل في التجربة الجمالية تترك أثراً في تكوين رأي خاص في الجمال يتباين مع بقية الآراء، والموقف الجمالي شأنه شأن أي موقف آخر هو موقف إنتقائي، فنحن لا نرى كل شيء دفعة واحدة، كما لا نعد كل ما نراه أو نسمعه متساوي الأهميةوالموقف الجمالي هنا ليس اعتباطيا بقدر ما هو مدروس ومبني على وعي لاتغلبه غايات برغماتية او عدوانية او قصدها التحريف بالحقائق كما حدث في مسلسل الحسن والحسين ومعاوية. وتشويه الحقائق بائن وبشكل جلي في محاولة صانع العمل ون تزويق شخصية الصحابة واضفاء سمة الصدق والورع والتقوى عليهم مثل طلحة والزبير وغيرهم والتاريخ يشهد انهم كانو من ملاك الاراضي والعبيد وممن استفادو من العطايا والهبات التي وهبهم لها الخليفة عثمان فضلا عن كونهم في خلاف دائم مع علي بن ابي طالب المتشدد في امور الدين والاسلام ..فاضهرهم وكانهم ليس لهم علاقة بالاحداث الماساوية التي حدثت ابان الصدر الاول من الاسلام. اما الكارثة الكبرى وهي الغاية الرئيسة من انتاج المسلسل فتمثلت بشخصية معاوية فقد جهد المسلسل على اضهار هذه الشخصية وكانها الرسول محمد من ناحية الفضيلة والتقوى والحلم والايمان وكلنا نعرف ان هذه الشخصية الجدلية بالتاريخ هي سبب نكسة المجتمع الاسلامي وهو كان على خلاف مستمر مع اليسار الاسلامي المتمثل بعلي بن ابي طالب واتباعه مثل عمار بن ياسر او ابا ذر الغفاري او الاشتر وغيرهم الكثير ومن الحلقة الاولى يسخر منا صانع المسلسل باطهار معاوية وهو يتمظر بالورع والتقوى وبعدها واثناء وقوع الفتنه لا يظهر المسلسل بغض وكره معاوية لعلي انما يقول في احدى عباراته ( ومن اصلح واتقى من ابا الحسن كي يصبح خليفة للمسلمين) اي مغالطة هذه ..بل هي سخرية من عقولنا او يضنون ان المجتمع ساذج ومغفل كي تنطلي عليه مثل هذه الاحداث. والمصيبة الكبرى ايضا ان المسلسل ظل يراوح حول نفسه لعدم تقديم حقائق الفتنه ومحاولة تبرئة جميع الاطراف منها فالكل هم مؤمنون وورعون ولو كانت حقيقة الامر كذلك فما هو سبب التاريخ الاسود للمجتمع الاسلامي والحروب المستمرة فيما بينهم والفتن والقتل ..الا ان صانع العمل يحاول ان يكون ذكيا بالصاق كل ما جرى بشخصية واحده هي ( ابن سباء) وهي شخصية مختلف عليها تاريخيا واستثمرها صانع العمل كي يعلق عليها كل مصائب الاسلام,, ياللسخرية من امة يقوم فيها شخص واحد وغير صاحب نفوذ بعمل كل هذه الامور. ناهيك عن عدم التطرق لطبية العلاقة او الخلاف بين عائشة وعلي بن ابي طالب ... ولنفترض ان غاية صانع العمل هي ردم الهوه بين الاطراف ومحاولة راب الصدع بينهم وتطبيب جراح المسلمين ولم شملهم .. لكن هذه الغاية لاتبرر الطريقة المشوهة للتاريخ المعروف سواء كان المؤرخ اسلاميا او علميا.
ثالثا- التحليل الفني:
لو نحينا الجانب الفكري للمسلسل وتصدينا اجرائيا للجانب الفني فقط فاننا سنجد فقر في معظم مفردات اللغة الصورية الدرامية.. علما وحسب ما قراءنا وسمعنا ان المسلسل رصدت له الجهة المنتجة ( المها للانتاج الفني) مبلغ ثمانة ونصف مليون دولار وهذا الرقم بالنسبة للانتاج الدرامي رقم كبير ومخيف وبعيدا عن مصادر التمويل (واغراضها) فاننا كنا ننتظر ان نرى عملا يبهرنا بالشكل الفني والصوري على الاقل فالخطاب الدرامي هو حصيلة اكيدة لتفاعل عناصر الدراما بكل اجناسها وبالتالي يكون هذا الخطاب هو ملتقى رسائل المضمون، فنجد ان جسد المنظومة العلامية مليء بالشفرات التي هي علاقة الانساق العلامية مع بعضها البعض، فالمونتاج نظام شفري يحكم علاقة الصور مع بعضها وعلاقة الصور مع الصوت والصوت مع الصوت الاخر وهكذا بقية انساق التدليل الاخرى التي يجعل منها المونتاج شفرات واسعة ومؤثرة على صعيد ايديولوجيا الخطاب الفلمي (فالديكور والازياء والملابس والالوان والمكياج والاكسسوار والصورة والصوت كلها تؤثر في المتلقي من خلال تداخلها وتفاعلها لتوضح بعضها البعض او تعارض بعضها البعض ان المسلسلات الدينية تركز على مبدا عالمية لغة الصورة المتحركة وقدرتها الفائقة على تمثيل المواضيع الدينية بمستويات دلالية وجمالية غاية في الايصال والاثارة لجعل تلك المواضيع في متناول الثقافات المختلفة وفي ذلك دعم لما يسعى اليه صناع الدراما في اتجاه صناعة تتجاوز بشفراتها الخاصة، وشفرات مواضيعها حدود هؤلاء الصناع الثقافية والاجتماعية والفكرية، فالصورة الدرامية للاعمال التاريخية صارت حلقة وصل بين العوالم الخيالية وما فيها من جمال الخيال من جهة وبين عالم التمثلات الواقعية انها اداة ساحرة تمثل الخيال بشفرات واقعية... شخصيات، مواقع، لغة، صور، طقوس، الوان، اشكال وما شاهدناه من عناصر لغة صورية يكاد يكون ابسط انتاج او رؤية اخراجية تحققه فما نعرفه عن حركة الكامير انه تمتلك قدرة تعبيرية هائلة باخفائها جزء من الحدث الدرامي او التحرك مع الشخصية او الاقتراب او الابتعاد وكل هذا يزيد من الشد والترقب كما لها دلالات على الايجاز الدرامي وقد شهدنا الكثير من المسلسلات التاريخية وقد ابهرت المشاهد بحركة الكاميرا مثل سلسلة الفوارس والجوارح الخيالية وحركات الكاميرا البانورامية وزوايا التصوير الجميلة وكما في مسلسل عمر بن عبد العزيز والامام ابو حنيفة النعمان وغيرها الكثير لكن في هذا العمل باتت حركة الكاميرا ثقيلة وغير مؤثرة ولاتمتلك رؤى جماية وفي بعض الاحيان كانت الكاميرا وكانها اطار خشبة المسرح ثابت هاما الديكور فحدث ولا حرج فالديكور يمكن من زيادة الاثر الدرامي في التشكلات الجمالية وفي اظهار الابعاد النفسية للشخصيات كما انه يعبر عن الفترة او الحاة النفسية او الاجتماعية لكن الديكور في هذا المسلسل كان فقيرا وحين اننا نعرف ان معاوية كان يهتم ويغالي بالترف وكان يمكن للمخرج اظهار جوانب جمالية في هذه الامكنة الا اننا نرى ديكورا بسيطا وغير مقنع فضلا عن اماكن التصوير التي كانت محدودة جدا وكان العمل لم يصرف له تلك المبالغ الطائلة فعادة ما لجا المخرج الى التصوير في العراء ولم يختر حتى مواقع تصوير تمتلك جمالية خاصة والغريب في الاخراج ايضا انه عندما يصور حوار بين شخصيتين فان الخلفية عادة ما تكون لخيول تسير خلفهم ولا يوجد ربط بين المشهد والخلفية وهذا ما طغى على معظم مشاهد المسلسل, في حين اتى اداء الممثلين باردا غير مؤثر ما عدا الممثل رشيد عساف الذي ادى دور معاوية كذلك الممثل الذى ادى شخصية الاشتر في حين نرى باقي الممثلين وكانهم لم يمسكوا بخيوط الشخصية ولا انفعالاتها وهذا ايضا مرهون بالخطة الاخراجية والسيناريو الضعيف للمسلسل فضلا عن الاضاءة الشاحبة التي تفتقر الى الموحيات الذهنية والجمالية.
من هنا يمكن القول أن رصد التأريخ من خلال متغيراته السطحية أو وقائعه المدونة هو من إختصاص التأريخ، أما رصد الجوهر والعلاقات غير المعلنة بذلك فهو من إختصاص الآداب والفنون بصورة عامة والمسرح والدراما بشكل خاص، فالمحاكاة في الدراما تتخذ مدلولات جديدة إذ تصبح محاكاة لمبدأ الواقع التأريخي وليس تكراراً له، فالدراما تعيد للتأريخ غرابته وأهميته حتى يثير فينا الإحساس بالإندهاش ويكون الإندهاش مدخلاً للتساؤل ويكون التساؤل حافزاً للتفكير والتغيير، فالعقل لا ينشط إلا حين يلمس التناقض في الأشياء والغرابة والتفكك، فكل ما هو عادي بديهي يريح العقل ولا يتعبه، لذا فإكتشاف غرابة الأشياء هي المدخل الأساس للتفكير والتأمل والمراجعة، فالواقع أصغر من المتصور والمحسوس أضيق من المتخيل، والحاضر مختلف عن المستقبل، واليومي ليس أجمل من الحلم. كم وددنا لو ان صانعي العمل لو فكروا بطريقة اخرى تظهر الجمال وتنمي المعرفة وتبتعد عن اثارة النعرات الطائفية والشوفينية .. لكان لنا حينها قول اخر.



#راسل_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الحداثة وجماليات المسرح
- الممثل المبدع فنان متجدد
- المثاقفة والتراث العربي المسرحي
- الان والمرحلة السابقة
- اعادة سميأة العرض لدى المتلقي المسرحي


المزيد.....




- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راسل كاظم - مسلسل (الحسن والحسين ومعاوية) محاولة لترقيع التاريخ باسلوب ساذج