|
مصر قبل وبعد الثورة
عبد السيد مليك
الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 09:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جميع الاسئلة في الآونة الاخيرة تتلخص في العبارة ( مصر رايحه على فين ؟ ) و اصبح السؤال تقليدي يتردد على كل الالسنة بدون وعي و لم يسال احدهم ابدا اين هي مصر ؟ فالفرق من الناحية اللغوية يبدو بسيط و ثانوي بينما من الناحية الحضارية و التاريخية و السياسية و العلمية و المستقبلية بكل الاسف لم تعد تتناسب مع خارطة مصر بين الدول المتقدمة او شبه المتقدمة بل و لم تعد تستطيع اللحاق حتى بلقب دولة نامية و هو لقب يطلق على الدول التي لا تستطيع ان تلحق بالدول المتقدمة و مواكبة التطور. و لربما اعتبر قارئي الكريم اني اجنبي اكتب مقال نقدي في واحدة من دول العالم الثالث مقارنة بحضارته و تقدم بلاده كنوع من سؤء الادب و السخرية او النقد لمجرد النقد ,لكن بكل الاسف انا مصري يصور واقع و حقيقة يلزمنا الوقوقف امامها طويلا و من يغفلها او يحاول اغفالنا عنها تحت تاثير شعارات و اغاني في حب الوطن و الفخر به ما زاد للنعام الا واحدة يدفن راسه في الرمال ظنا منه انه يخفي الحقيقة . لقد كانت مصر قلعة العلم و الحضارة عندما لم تكن هناك الكثير من الدول المتقدمة الآن على خريطة العالم . و كم كنت مفعما بالفخر و السعادة عندما اعلنت اليابان كواحدة من بين دول العالم المتقدم في سنة 1980 عن فشلها في بناء احد الاهرامات الشبيهة بالاهرامات المصرية و رغم مرور اكثر من ثلاثون عاماً فان هذا الخبر لا زال واحد من عشرات عالق بذهني لمدى شعوري بالفخر لم اصور لكم كم كانت تغمرني السعادة عندما كنت اشاهد صور فرعونية في شوارع رئيسية في العديد من عواصم البلدان التي زرتها . بقدر هذا الحب و الفخر لحضارة الاجداد و عراقة هذا البلد و الانتماء الى ثراها بقدر الحزن و الاسى على ما آل اليه حال هذا البلد على ايدي حفنة ممن تولوا امورنا و اقسموا بالحفاظ على مصالحنا و مصالح البلد فخانوا الامانة و نسجوا من مواقعهم قلاع و حصون حتى و ان تعارض ذلك مع ما اؤتمنوا عليه و عاهدوا الله ان يرعوه و يحافظ عليه و مع كل هذه الهموم لتدهور الاوضاع راحت انظارنا تطلعا نحو مستقبل افضل مع شباب الثورة و النهضة المصرية عندما هبو من مناجم الحرية ليحولوا مسار الشمس عن طغاة صنعوا من اشلاء الضعفاء منابرهم فزاد غناهم كلما افتقر الشعب و زادت اصواتهم ارتفاعا و تحكماً كلما افلحوا في اخماد اصوتنا وتفريقنا ولا ادري هل هو قدر ان نحيا و نموت على ارضنا بدون ان تشرق علينا يوما واحد شمس الحرية , بين خنوعنا للحكام قبل الثورة و ترنحنا بعد الثورة . *لقد خضعنا قبل الثورة: لحكام طغاة تعاقبوا علينا واحد تلو الآخر ..لخصنا كل هذه الاجيال في جيل مبارك و بعض اعوانه و هذا هو الخطأ الفادح فلا بد من اعادة فتح ملفات سابقة و اعادة تسمية الاشياء بمسمياتها الصحيحة و لنعلم ان مبارك و من معه ما هو الا واحد من هؤلاء و ما هو الا مجرد ترس من
مجموعة تروس لنظام فاسد يرعى مصلحة الحاكم على حساب الطبقة المحكومة و مهما تلون هذا النظام ظاهريا بالوان الديمقراطية لكن عمقه ما هو الا ديكتاتورية بحتة و ان فساد الحاكم ما هو الا جزء من فساد مؤسسات الدولة و قطاعاتها المختلفة .
* لقد ترنحنا بعد الثورة: إن كنا خضعنا قبل الثورة فإننا ترنحنا بعدها و إن كنت التمس العذر كل العذر للعديد من النقاط لهذا الترنح لعدم وجود مطالب واضحة للثورة و يرجع ذلك لأنها ولدت من رحم المعاناة و هذا ما يؤكد ما يحاول أن ينسبه البعض لأنفسهم أن ليس وراء هذه للثورة أي فضل لأي تيار ديني أو سياسي. و لذلك ومن خلال مقالي هذا فاني أخاطب كل الضمائر الصالحة و كل من يهتم بنهضة البلد بعبارة ستكون محل نقد من أنصاف المتعلمين و أشباه المثقفــين " إن كان ما نحن عليه الآن هو نتاج ثورة 25 يناير فاني ادعوكم لإعادة مبارك مرة ثانية لكرسي الفرعون „ فبكل تأكيد ان شبابنا الذي قدم حياته من اجل التغيير كان هدفه التغيير الى الأفضل و النهوض بالبلد و فقراءها و ان كنا لخصنا حقبة من الزمن من مناخ سياسي فاسد في عصر مبارك فما نحن عليه الآن هو أسؤا من كل ما سبق و الثورة التي أسست على دماء الشهداء كانت المناخ المؤآتي لنهوض العديد من اللصوص الذين حاولوا أن يسرقوا منا الأمل و معه المستقبل الذي أفنينا ماضينا و حاضرنا من اجل غرسه حتى ينعم بحصاده أبناءنا لينعموا بما سُلبنا إياه. و لا اقلل شأناً من مجهود مضني من شباب 25 يناير بل أني و كما وصفته من قبل هو يوم في تاريخ مصر و سيظل في ذاكرتنا الى زمن طويل و لكي ما يطلق عليه يوم الثورة لا بد أن تعاد وضع أهداف واضحة و العمل على تحقيقها لإعادة لمصر مكانتها بين الأمم و بناء مؤسساتها الداخلية و تفعيل دور العدالة الاجتماعية فينعم على خير مصر كل المصريين .
#عبد_السيد_مليك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاقباط سلبين بالاكراة
-
مات البروفيسور بن لادن
-
الهجوم بالبيض
المزيد.....
-
قيمتها تفوق مليوني دولار..رجل يخبئ 5 صناديق كنز بأنحاء أمريك
...
-
بدعم روسي.. الجيش السوري يكشف عن تحركاته لصد هجمات المعارضة
...
-
كيف سيطرت قوات المعارضة السورية على حلب؟ شاهد ما كشفته مقاطع
...
-
سحب منظومات -هيماريس- من منطقة العمليات العسكرية في أوكرانيا
...
-
الطيران الحربي السوري يدمر مركز قيادة لإرهابيي -تحرير الشام-
...
-
تقارير: واشنطن تضغط على إسرائيل للحد من ردها على هجوم حزب ال
...
-
دراسة: مساحة الأراضي القاحلة في العالم تجاوزت مساحة القارة ا
...
-
تجارب سريرية تظهر فعالية عالية جدا لعقار واق من فيروس نقص ال
...
-
صحيفة تؤكد أن جيل بايدن دفعت زوجها لإصدار قرار العفو عن هانت
...
-
سيلغيه ترامب حال توليه منصبه..-فرانس برس- توضح الموقف الأمري
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|