أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فادي عميره - المنطق والأخلاق في الموقف من الإنتفاضات الشعبية














المزيد.....

المنطق والأخلاق في الموقف من الإنتفاضات الشعبية


فادي عميره

الحوار المتمدن-العدد: 3453 - 2011 / 8 / 11 - 16:55
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في خضم ما يجري في عالمنا العربي ومحيطه من أحداث إجتاحت المنطقة برمتها. حالة تنذر بدخولنا في عقد سيشهد تغييرات ونهضة شعبية حقيقية، تسعى لتحسين حالها المزري والوصول إلى حالة مختلفة أكثر تقدماً. في خضم ذلك، من المتوقع والطبيعي أن يحدث إنقسامات في الموقف منها، خصوصاً بين "المثقفين" أو "النخب"، وخصوصاً في ما يتعلق بسوريا التي تعتبر إحدى ركائز الممانعة للمشاريع الإمبريالية التي تتعرض لها أمتنا..

والسؤال الذي يبرز هنا، ما هو الموقف في هذه الحالة؟

إن أي موقف لا يستند على القيم والمبادئ الإنسانية المتمثلة في الحرية والعدالة والمساواة هو برأيي موقف لا يستند على أسس أخلاقية. هذه الأسس هي نفسها التي تحكم موقفنا من القضية الفلسطينية وكل القضايا الإنسانية التي تناضل البشرية في سبيلها..

هنا، أود الإضاءة على النقاط والأمور التالية:

1- إن ما يحصل في سوريا وغيرها، هو إنفجار "طبيعي" لتناقض "واقعي" بين الشعوب وأنظمتها القائمة على الفساد والإستبداد.
إن ما يحصل هو إمتدادٌ طبيعي لما بدأ في تونس التي أنار شعبها الطريق لبقية شعوب المنطقة المقهورة، وأثبت لها بأن التغيير ممكن.. وذلك على الرغم من سعي الأنظمة الحثيث والممنهج لتشويه شعوبنا وتمزيقها وإشعال تناقضات وهمية بين قطاعاتها المجتمعية، إخفاءاً للتناقض الحقيقي مع النظام. وقتلاً لأي فرصة لنهوض وتقدم المجتمع الذي سيكون على حساب مصالح الفئة المستفيدة من موقعها المهيمن والمسيطر.

2- إن المنطق الذي يحكمه -فقط- السياسية الخارجية للنظام، هو منطق سطحي وغير علمي لأنه لا يُبنى على الواقع بجميع جوانبه ولا يعكس الوعي بجدليّة الأشياء.
فالشعوب لا تنتفض هكذا على سياسيات النظام الخارجية! بل من أجل أمور أخرى –أيضاً- متعددة ومترابطة، منها الإقتصادي، الإجتماعي والسياسي. وكلها تندرج تحت عناوين "الفساد" (السياسي و الإقتصادي) و "الإستبداد" السلطوي الذي تتعدد أشكاله بين القهر والقمع بكل أشكاله وإحتكار السلطة.. و"التبعية" السياسية و/أو الإقتصادية..

3- إن الممانعة السياسية للنظام، لا يعطي له أي حصانة أو شرعية أو رخصة لممارسة القمع والقهر والفساد..
فالموقف الوطني من القضية الفلسطينية لا يعطي الشرعية أبداً للفساد والإستبداد بالبشر. لأن الموقف من القضية الفلسطينية مبني على قيم العدالة والحرية والكرامة. وممارسة ما يناقض تلك القيم يعتبر تناقضاً غير مفهوم، ويجعل منه موقفاً لا مبدئيّاً ولا نقيّاً.. ومثيراً للتساؤلات!

4- الشعوب هي التي تقاوم، وهي الطاقات التي يجب أن تُحترم وتمنح الكرامة والحرية، حتى تتماسك مع بعضها ومع أنظمتها وتقاوم فتتحرر، فتتقدم..
فالحر، هو الذي يقاتل من أجل الحرية. أما المقموع والمهان، فلا يقاوم، بل ينتفض على قامعيه!

5- إن الأنظمة العربية جميعها مسؤولة عن ما قد ينتج من قمعٍ وقتلٍ ورفضٍ للتغيير أو محاولة الإلتفاف عليه.
فبسلوكها هذا - كما أصبح يفهم الجميع مهما بلغت قدراتهم العقلية - تزداد حدة الإحتجاجات، وتتطور أشكالها، وتتجذر مطالبها، والخطير أنها قد تؤدي أيضاً إلى كراهية وإحتراب داخلي قد تستحيل السيطرة عليه فيما بعد، وتعطي مسوغاً ومبرراً للتدخل الخارجي الذي نرفضه جميعاً..

6- الدعايات والقصص التي تطلقها أبواق الأنظمة التي تتقن الكذب وتشوية الواقع، لن تنجح في كبح جماح حركة الشعوب.
فقصص السلفيين والإمارة الإسلامية والتنظيمات الإرهابية المسلحة والمؤامرة الإمبريالية الصهيونية السعودية الإخوانية التركية الحريرية الهندية على "المقاومة" لم تعد تقنع أحداً، وهي أتفه من أن تصدّق.. وإلا ببساطة، فليسمحوا بدخول أجهزة الإعلام لتنقل ما يجري على الأرض..

7- من الطبيعي جداً أن تهب الإمبريالية والقوى الرجعية الدائرة في فلكها للإلتفاف على شعوب المنطقة وتجيير التحولات الحاصلة لإنقاذ ما تبقى لها من نفوذ ومصالح في منطقتنا.
فمن الطبيعي أن تعمل على صياغة تحالفات جديدة مع القوى الجديدة التي تظهر. وهذا، يحتم علينا جميعاً أن نعي دورنا المتمثل في الإنخراط النضالي مع الجماهير، وتصعيد التناقض مع الأنظمة الإستغلالية الرجعية، ودفع التغييرات الحاصلة في المنطقة بالإتجاه الصحيح، وتجذير هذه التغييرات وحمايتها قدر المستطاع. لا أن نترك الساحة لقوى الشد العكسي ونبدأ بتحليلات ونظريات تافهة عن بعد.. قد تكون هذه فرصة مناسبة لإفراز مشروع تحرري عربي حقيقي، يحمل برنامج بناء إقتصادي وسياسي شامل، ينهض بالأمة وشعوبها ويحررها من السيطرة الإمبريالية. أو على الأقل، التأسيس لمشروع كهذا.

8- ليس من حق أحد، كائناً من كان، أن يقف في وجه شعبٍ هبّ ليطالب بحقوقه، ويدافع عن كرامته وإنسانيته!
إن نضال شعوبنا جزء لا يتجزأ من النضال الإنساني العالمي المتواصل ضد تهميش وإفقار قطاعات واسعة من سكان الأرض لحساب فئة قليلة متنفذة ومستفيدة ومرتبطة ببعضها. نضالٌ من أجل تحرر الإنسان من كل أشكال الظلم والإستغلال وقيود السلطة! وهي مسيرة طويلة تحتاج لثوراتٍ وكفاحٍ شاق. حيث أنه من غير المتوقع أن تؤدي بنا الحالة الثورية الجارية إلى تغييرات جذرية كما نحلم، لكنها خطوة بالإتجاه الصحيح، وعلينا أن ندفع بها للأمام. وما يحدث في أوروبا الآن هو خطوة أخرى أكثر تقدماً في الإتجاه نفسه..

أيها السادة، إن هذا الحراك العالمي، ليس بـ"مؤامرة"، هذه الشعوب المنتفضة ليست "عميلة"، ومحمد البوعزيزي ليس "مندساً"!



#فادي_عميره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسيين العرب: إنحراف عقول، وحالة إنفصام


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فادي عميره - المنطق والأخلاق في الموقف من الإنتفاضات الشعبية