أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - كلُّ مكانٍ لا يُؤنّثُ، لا يُعوّلُ عليه















المزيد.....

كلُّ مكانٍ لا يُؤنّثُ، لا يُعوّلُ عليه


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 1026 - 2004 / 11 / 23 - 10:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رسالة المغرب

" المرأة لا تولد أنثى، لكن المجتمعَ يجعلها كذلك"، قالتها سيمون دي بفوار قبل خمسة وخمسين عاما في كتابها الشهير "الجنس الآخر" الذي تُرجم إلى كل لغات العالم تقريبًا. ربما تعودُ أهميةُ الكتاب إلى أمرين: الأول مادته المجترئة على المجتمع الراكن إلى تقاليده الراسخة آنذاك، والتي اطمأنت إلى تهميش المرأةِ برضائِها الكامل بيدها، لا بيد عمرو أو زيد، ثم جاء الرجل ليكرّس ما ارتضته المرأة لنفسها بمزيد من القوانين التي تتفق ومصالحه الخاصة واستهلاكه الشخصي. الأمر الثاني الذي أكد أهمية الكتاب يعود إلى ثِقل ومكانة مؤلفته دوبفوار، الناشطة والمفكرة المهمّة التي شاركت الفيلسوف جان بول سارتر شطرًا فعّالا من حياته فكونّا معا ثنائيًّا فريدًا في المشهد الفرنسيّ والعالميّ وقتذاك. وقد لعبت دوبفوار دورًا حقيقيًّا في تنشيط الحركة النسائية الأوربية والعالمية خاصة بعد الثورة التي فجرّها الطلاّب في فرنسا عام 1968. وكان لهذا الكتاب أثر بالغ في دفع الحركة النسائية في فرنسا وأوروبا بل وعلى الصعيد العالميّ برغم محاولات منع توزيعه في البداية في بعض البلدان الأوروبية مثل اسبانيا."
كان هذا جانبًا من الورقة التي تقدّمتُ بها للمشاركة في الملتقى العربيّ المتوسطيّ في دورته الرابعة الذي يقيمه اتحاد الكتّاب بالمغرب سنويًّا في مدينة "آسفي" الساحلية حول المرأة وفعل الكتابة. وتمت فعاليات المؤتمر على مدار أيام ثلاثة من 15 إلى 17 من شهر يوليو 2004. حضر المؤتمر مجموعة من كاتبات وكتّاب حوض البحر الأبيض المتوسط من بينهم من المغرب :رشيدة بن مسعود، حسن الوزانيّ، رجاء الطالبي، أسماء بنعدادة، محمد آيت لعميم، إدريس الخوري، بشير القمري شرف الدين ماجدولين، محمد معتصم، الحبيب الدائم ربي. ومن المملكة السعودية تقدّمت الكاتبة زينب حفني بمداخلة حول المرأة السعودية الراهنة، ومثّل الجانب المصري كاتبة هذه السطور حيث شاركت بورقة حول المرأة وفعل الكتابة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الألفية الثالثة عربيًّا وعالميًّا. كما شاركت الشاعرات منهن، إلى جانب أبحاثهن، ببعض القصائد التي ألقينها خلال الأمسيات الشعرية التي انعقدت في الهواء الطلق في حديقة "محمد جمال الدرّة" على مقربة من المحيط الأطلسي الذي منح تلك المدينة الفاتنة طقسًا ساحرًا أكدّه ارتفاع المدينة عن منسوب سطح البحر.
في الليلة الأولى من المؤتمر شهد الحضور عرضًا لفرقة من النساء المغربيات اللواتي قدمن فنًّا شعبيًّا قديما اشتهر به المغرب العربيّ وهو فن "العَْيطَة". ذلك الفن الذي بدأ يستعيد الاهتمام به من قِبَل المشتغلين على الموروث الشعبيّ والمثقفين كتراثٍ غنائيّ موسيقيّ وكتعبير ثقافيّ بل سياسيّ كذلك، إذ يقالُ أن ذلك اللونَ من الغناء ساهم في مقاومة الاستعمار خلال تسريبه مقولاتٍ من شأنها تعبئةُ الحسّ الشعبي تجاه المستعمر سواء المباشر أوغير المباشر. ورغم أهميته تلك إلا أن تجاهلا أو رفضا من قِبل بعض الأوساط الإعلامية والسياسية مازال يوجه تجاه ذلك التراث، كما يُؤخذ على الباحثين المغاربة إهمال تناول هذا الإرث المهم في الدراسات الأكاديمية من الوجهة التأريخية والثقافية والأدبية. هذا ما لاحظه الشاعر المغربي حسن نجمي رئيس اتحاد الكتّاب بالمغرب الذي يتوفّر هذه الآونة على إعداد دراسة أكاديمية متعمّقة حول هذا الفن، يقوم فيه بعمل دراسات ميدانية لتجميع الأزجال الشفاهيّة من أفواه الرواة من شيوخ وشيخات البادية بقصد إنجاز دراسة عملية وإعداد انطولوجيا شعرية تضم هذا التراث الشفويّ الرعويّ المهمل قبل أن ينال منه الزمن والنسيان، سيما في مجتمع فرانكفونيّ مثل المغرب. وهنا تجدر الإشارة إلى ذلك النموذج الصحيّ من الشعراء الذين يطبقون ما يسمى بـ"القطيعة المعرفية" مع التراث بالنهج الصحيّ السليم، فنجد حسن نجمي، الشاعر الحداثي الذي يكتب قصيدة النثر ومع هذا لم يركل التراث ويقصيه عن وعيه، كما يفعل بعض الشعراء الشباب بكل أسف، بل يسعى إلى الجميل منه ليتواصل معه بالدرس والتحليل والإشادة. فتجاوزُ القديم لا يتمُّ إلا بعد أن نسبرَ غوره ونتشرّبه أولا ثم نحاول أن نتقدم عنه خطوة أو خطوتين، لأن المرءَ لا يمكنه بحال أن يتجاوزَ ما يجهل وإلا كان كمن يرقص في الفضاء بغير أرض وجاذبيّة تضبط خطوته وبغير سماء تظلل أفقه.
شكّل هذا الفن – ومازال يشكّل - جزءًا من وجدان المواطن المغربيّ وذائقتة بل وهويّتة، رغم ما طرأ من تغيّر في البادية المغربية بوصفها الموطن الأصليّ لتراث العيطة. ربما لهذا الفن طقوس محددة لا أعرفها لكنني سأصفه من خلال ما رأيت في آسفي، وربما يعود الراغب في تعميق معرفته بهذا الفن إلى الكتب التي تتناوله تفصيلا. مجموعة من النساء، خمس أو ست، في وضع الجلوس، تحمل كل منهن دفًّا أو طبلة صغيرة جدًّا، يخبطن عليها بأطراف أصابعهن فيما يغنين تناوبًا كلٌّ حسب دورها الخاص، في نبرات حادة وطويلة تبرز فيها نغمة العويل أو النحيب أحيانا مما ذكرّني بفن "العديد" في الريف المصري والسودانيّ، حين تقوم مجموعة من النساء بتأبين الميت ورثائه غناءً. وبرغم صعوبة اللهجة المغربية (لم أكن أفهم أحاديثهم إلا حين يتكلمون بالفصحى، وقد تطوّع أحد الأصدقاء وهو القاص المغربي عبد الوهاب سمكان رئيس تحرير مجلة رؤى بالترجمة لي طوال الرحلة من الدارجة المغربية إلى العربية الفصحى)، ورغم أنني لم أفهم تقريبا حرفًا من تلك الأغنيات إلا أنني أعلنت لحسن نجمي أن شرخًا في القلب لابد أن يصيب كل من يستمع إلى ذلك الفن نظرًا لعلوَّ طاقة الشجن في اللحن والدق على الطبول وكذا في أداء النساء الفريد.
ولعلّ في الوجود الذكوري المكثف بالملتقي ردًّا على التساؤل التقليدي في مثل تلك المؤتمرات من قِبل أكليروس التشكيك والذي يركن إلى إبراز التناقض في مطالبة المرأة بالمساواة في حين تُعقد مؤتمرات تناقش قضاياها منفردة. فلم يُلحظ على الملتقى تكثيف الحضور النسوي على حساب الحضور الذكوريّ سواء في الأوراق البحثية أو في الأمسيات الشعرية التي تكافأت فيها كفتا الشعر الذكوري والنسوي إن جاز القول. ولعل هذا التكافؤ النوعيّ يؤكد مقولة إن حديث المرأة ـ وحدها ـ عن المرأة غير موضوعيّ إن لم يكن محرجًا كما قالت سيمون دو بفوار في مقدمة كتابها سالف الذكر.
ولعل المحاور الرئيسية التي دارت حولها معظم المداخلات قد خلت تماما من الطرح التقليدي القار في بعض الأذهان – أو الذي يحاول البعض أن يجعله قارًّا – حول التقسيم الكتابيّ بوجه عام والإبداعي بوجه خاص ذكوريًّا ونسويًا. فقد اتفق معظم المشاركين حول رفض فكرة التقسيم الكتابي تِبعا للتقسيم البيولوجي. وبالنظر إلى التباين الجليّ المدى التاريخي بين قلم المرأة وقلم الرجل، حيث يعود التاريخ المدوّن لإبداع الرجل لأكثر من ألف وخمسمائة عام‏,‏ بينما ذات التاريخ لدي المرأة العربية لا يزيد علي المائتي عام، نجد أن على المرأة أن تكثف جهودها كي تحاول أن تبني منجزًا وتراكما أدبيًّا يمكنه أن يواجه منجز الرجل. وقد جاء في ورقتي أنه إذا كان أمام طليعة المجتمع، متمثّلةً في الساسة والنخبة المثقفة، معركةٌ صوب التحديث ومجابهة الغزو الغربي ومحاولة تغيير الخطاب السلفي سواء الدينيّ أو الثقافيّ، ومحاولة الإصلاح الثقافي والفكري العربيْين، فإن أمام المرأة معارك ثلاث من أجل بناء منظومة صحيّة من شأنها تعديل مفهوم المرأة عن نفسها أولا ومفهوم المجتمع عن المرأة ثانيًا: معركة مع مكوّنِها الذاتيّ، ومعركة مع المكوّن الثقافي الإرثيّ لمجتمعها، ثم معركة مع الآخر الغربيّ لمحاولة تصحيح التصوّر – الحقيقيّ – عن تدنّي دور المرأة في المجتمعات العربية. وفي زعمي أن أصعب تلك المعارك الثلاث هي المعركة الذاتيّة، أي معركة المرأة/المرأة، وأزعم أيضا أن في نجاحها بدايةً صحيّةً وحقيقية لكسب نقاطٍ في المعركتيْن التاليتين. فلو نجحت المرأة في رؤية نفسها كإنسان، إنسان وحسب، يحمل عقلا لا نوعيًّا كما قال كولريدج، ستنطلق فلسفتها تجاه الوجود وتجاه ذاتها من تلك الرؤية لتجد لزامًا عليها أن تضطلع بمسؤولياتٍ صوب الحياة لا تقلُّ – ولا تزيد – عن مسؤوليات الرجل. وأتصوّر أن انقلابًا جذريًّا – ولا أقول تعديلا – في نُظُمِ التعليم، والدستور، والتفعيل السياسي والإعلاميّ أحرى به أن يتم قبل أن نتكلم عن ضرورة مشاركة المرأة في الفعاليات والإصلاح. يلزمُ الحرثُ في تربة صالحة ممهدّة وإلا حصدنا نبتةً شوهاء غيرَ متّسقة الخلايا.
على هامش الملتقى تمَّ تكريم الأديبة المغربية " خناتة بنونة " التي تعدّ إحدى الرائدات العربيات في الحراك السياسيّ وفي الإبداع السردي في مرحلة الستينيات من القرن الماضي. وهي من مواليد مدينة "فاس" المغربية وعملت بالتدريس بعد تخرجها في الجامعة ثم عُينّت مديرة بالتعليم الثانوي بالدار البيضاء عام 1968. لها إصدارات سردية عديدة تنوّعت بين الرواية والقصص القصيرة منها: الصوت والصورة، العاصفة، الغد والغضب، الصمت الناطق، ليسقط الصمت، ثم النار والاختيار وهي المجموعة القصصية التي فازت بجائزة الكتاب المغربي وقد تبرّعت خناتة بكامل ريع الجائزة ومبيعات الكتاب لدعم منظمة التحرير الفلسطينية فأكدّت بهذا مساندتها للقضية فكريًّا وعمليًّا. أصدرت خناتة بنونة مجلة فكرية ثقافية نسائية في فجر الستينيات هي مجلة "شروق"، وهي سابقة تحسب لها، إذ تعدُّ أولى الدوريات المغربية بل العربية التي تصدرها هيئة تحرير جميعها من النساء. من بين الكاتبات اللاتي شاركن في إصدار هذه الدورية ربيعة بنونة، غيثة بوزبع، بديعة ونيش، وقد استكتبت المجلة عددا من الكتّاب والكاتبات العرب مثل نزار قباني ومحمد برّادة و فدوى طوقان وغيرهم. وهنا نجد رغم أن المحررات قد اخترن أن يكتبن على صدر غلاف المجلة "مجلة نسائية دورية تعنى بشؤون المرأة والفكر"، إلا أنهن لم يحتكرنها على القلم النسائي وحسب، بل كتبن كثيرا وعقدن الندوات حول حتمية الاختلاط بين الرجل والمرأة من أجل بناء مجتمع ثقافي وحياتي صحي تتوزع على أفقه الظلال والنور بنسب منطقية لا دخل فيها للنوع والطبقة. وتجدر الإشارة أن المجلة لم تنمُ على بُسُطٍ من سندس ورغَد، فإضافة إلى الصعوبات الاجتماعية والمادية التي تواجه فتيات في مقتبل أعمارهن بصدد دورية فكرية، كانت ثمة صعوبات عملية، مثلما حدث حين منعت وزارة التعليم خناتة بنونة من تسيير المجلة كمدير لها، بدعوى أنها ملحقةٌ بالعمل على قوة هذه الوزارة، مما اضطرها إلى إسناد الإدارة إلى زميلة أخرى. رغم تلك الصعوبات وغيرها نجحت هؤلاء الفتيات المبدعات في إصدار عدة أعداد من "شروق"، وكان لها صدى واسع في مختلف أرجاء الوطن العربي آنذاك. كتب الشاعر السوري نزار قباني رسالة إلى المجلة جاء فيها: "إلى مجلة "شروق" الزاهرة، (...) خلال صفحاتها سمعت صوت المرأة المغربية صافيًا، عذبًا، مؤمنًا. ومن خلال حروفها تنسمت رائحة الربيع القادم
في زيارتيْن لي إلى إتحاد الكتاب المغربي وإلى مقر جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، قام الشاعر حسن نجمي بتحميلي كنزًا ضخما من المطبوعات المغربية والدوريات الثقافية الحديثة، مما سبب لي إشكالا مع خطوط الطيران الإسبانية بسبب تجاوزي الوزن المسموح لي على الطائرة، غير أن طاقم الملاحة تفهموا الأمر بوصفه تبادلا ثقافيا بين بلدين فسمحوا لي بحمل كنزي الثمين على متن الطائرة وسط دهشة الركاب. من تلك المطبوعات التي يصدرها اتحاد الكتّاب المغربي كتاب " علم الجمال في الفكر العربي القديم" لمحمد المهزوز الكاتب والممثل المسرحي، وفيه يقارب القيمة الجمالية باعتبارها معيار كل الفنون، ويحاول التطبيق على الجماليات في الفنون العربية والإسلامية من حيث الحفر في الأصل أو الأصيل في ذاته ومن الكتب التي تتناول مفهوم الشعر جماليًّا كتابان متناقضا التوجّه: الأول " شيخوخة الخليل" للكاتب محمد الصالحي الذي يحاول فيه تناول قضية الوزن العروضي باعتباره ملمحا شعريًّا لا يقف دونه القصيد ولا يكفي غيابه عن القصيدة وسمها بقصيدة النثر هروبا من الوقوع في مركزية الوزن ومحاولة تبنى الذائقة التي بوسعها استيعاب مفهوم الإيقاع، ويخلص الكاتب في النهاية إلى أن الخليل قد ولد شيخا وأنه لن يموت. أما الكتاب الثاني المناقض لهذا التوجه الكلاسيكي : "في شعرية قصيدة النثر" للكاتب عبد الله شريق، وفيه يحاول الكاتب البرهنة على المشروعية التاريخية والفنيّة لحركة قصيدة النثر في الأدب العربي المعاصر ومحاولة إبراز الخصائص المميزة لشعريتها باعتبارها شكلا من أشكال التحوّل في الشعر العربي ينهل من قيم ثقافية وفنية مغايرة للقيم التي قام عليها الشكلان العمودي والتفعيلي، خاصة وأن أغلب المعارضين لها ينطلقون من أصول وقيم فنيّة تقليدية يعتبرونها مطلقة وثابتة بغير النظر إلى الملمح التحركيّ والتحوليّ الذي يسم فن كتابة الشعر كما كل ألوان الكتابة والفنون. ثم كتاب "فن العيطة بالمغرب" لحسن بحراوي، وكتاب " المسرح في المرايا" للكاتب حسن يوسفي ويناقش مفهوم ملمح التسامي النصي أو ما يسمى الميتا مسرح الذي تبلوّر على غرار المصطلحات التي أفرزها الخطاب النقديّ المعاصر مثل الميتا رواية والميتا شعر والميتا نقد. ومن الكتب التي تقف ضد طاحونة المحو الأيديولوجي في محاولة لإعادة كتابة التاريخ العربيّ قبل أن تطمره أسمال النسيان كتابٌ حواريّ أعدّه حسن نجمي حول السيرة الذاتية للمجاهد محمد البصري بعنوان "الفقيه"، وفي ذات التيار كتاب "حوار" وهو تسجيل لآخر حوار تمَّ مع الراحل محمد شكري. ومن الدواوين الشعرية التي فزتُ بها خلال تلك الرحلة "شرفة مطفأة" للشاعرة عائشة البصري، و "ورق عاشق" لفاتحة مرشيد، "أكثر من جبل" لكمال أخلاقي، و"بورتريهات" الذي يرسم فيه بوجمعة أشفري بقلمه ملامح بعض أصدقائه. كما حصلت على بعض الأعداد الحديثة من مجلة "آفاق" التي يصدرها اتحاد الكتّاب بالمغرب. وكذلك سفر هام يضم ذاكرة الفن التشكيليّ المغربيّ بعنوان "الوعي البصري بالمغرب" عدا الكثير والكثير من الكتب المهمّة التي ستثري مكتبتي ومكتبة الأصدقاء. ومن مغانمي كذلك تمثال من الخزف – الذي تشتهر بصناعته مدينة آسفي - اكتريته من نحّات شعبي يشبه تماثيله من حيث النحول وصرامة ملامح الوجه، قال لي لدي تمثال لأفلاطون، تعرفين من هو أفلاطون؟ ولما سألته عن التمثال الذي أعجبني ولأي شخصية يكون، تحيّر لحظةً ثم قال هذا رجل عادي، فقلت له بل هو ديوجين حامل مصباح الحقيقة، فاستفسر مني عن قصته ودوّنها في مفكرته. فنانٌ حقيقي لكنه مغمور، ربما فقط لأنه في بلد عربيّ.
المرأة حاضرة بالفعل وبالقوة في الحراك الثقافي الراهن، وربما يتأكد دورها ويتجذر على نحو أكثر فاعلية إذا ما نُحيّت المعوقاتُ التي تكبّل أقدامها، وكُسرت الأغلال التي تربطُ أصابعها، التي كلما أمسكت بالقلم تحسّس بعض الرجال مسدساتهم. فالعقل البشري لا نوع له وبوسع المرأة أن تنتج فكرا ألِِقًا لو نظرت إلى ذاتها كإنسان مجرد من النوع. يقول نزار قباني :" ماذا يبقى حين تغيب المرأة عن حياة أمة؟"، وقبله قال بن عربي: "كلُّ مكانٍ لا يؤنثُ لا يُعوّلُ عليه".



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء كتاب الشوباشي
- سوء الظن بالنفس وبالآخر
- لمن تُقرَع الأجراس في باريس ؟
- شيخُ الطريقةِ
- شيخُ الطريقةِ
- المُتْعَب
- ثقوبٌ تشكيليةٌ لا تُغْضِبُ المرآة
- المُتْعَب
- ثقوبٌ تشكيليةٌ لا تُغْضِبُ المرآة
- ماو تسي تونج
- صِفْرٌ أزرقْ
- الخروجُ من مرعى الخليل تركي عامر، ألن يعود إلى المرعى؟
- جابر عصفور يعتنق النقدَ ... في محبة الأدب
- راصدًا متتاليةَ القمع في الثقافة العربية في القرن العشرين حل ...


المزيد.....




- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - كلُّ مكانٍ لا يُؤنّثُ، لا يُعوّلُ عليه