حصانة الجندي الامريكي استباحة للدم والحق العراقي

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 09:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

يبدوا لي من الضجة الاعلامية التي تصاعدت في الايام الاخيرة من قبل اجهزة الاعلام الموالية لاصدقاء الاحتلال والابواق الناهقة والناعقة للترويج لبقاء القوات المسلحة الامريكية .. ويروجون ويتمنون بقاءها بحجة ضرورتها كالماءوالحياة للشعب العراقي ...وهذه اقبح كذبة تروج على الشعبين الامريكي والعراقي في ان واحد ... اما كيف ؟؟؟فدعونا نناقش الموضوع بهدوء وروية وبعيدا عن الدجل والمبالغة الاستعمارتيه او تمنيات العملاء اعداء الشعب العراقي ...
لنسأل ببساطة وبلا لف ودوران ...ما هي مصلحة الشعب الامريكي المخدوع من قبل قيادته ؟؟؟؟؟؟؟... في استمرار دفعه لضريبة هائلة من خيرة شبابه ؟؟؟؟ الالاف منهم قتلوا وعشرات الالوف تعوقوا نفسيا وجسديا بسبب حرب العراق ؟؟؟ ومئات المليارات من الدولارات خسروها ؟؟؟ لنسأل لماذا ولماذا ومليون لماذا ؟؟؟ احقا من اجل حماية الشعب الامريكي او حبا بالشعب العراقي ؟؟؟ كلنا نعرف ان القيادة الامريكية كذبت على شعبها وعلى شعبنا المسكين ... وان حرب العراق لم تكن هي حرب على الارهاب او حماية السلم العالمي ... وانما للسيطرة على نفط الشعب العراقي واذلاله باسم الحرية والديمقراطية والاقتصاد الحر... والغزو كان لصالح نخبة صغيرة من ملاك شركات النفط والسلاح الامريكية ... وترويج لفكرة البعض في جعل العالم تحت سيطرة القطب الواحد الذي هو الولايات المتحدة الامريكية ... النظام العراقي صحيح انه دكتاتوري فردي قمعي اضطهادي بحق المواطن الى درجة اللعنة ...ولكن مقصورا على شعبه وليس مهددا للشعب الامريكي وامنه ومصالحه كما ادعوا ولازالوا يكذبون .. اما حربه لايران فكانت حربا بالنيابة عن الاخرين ... اما احتلاله للكويت فكانت دفاعا عن النفس وبدفع وفخ امريكيين .. ولم تكن للنظام اية علاقة لا بالارهاب ولا بالقاعدة ولا بغزوة منهاتن البن لادنية ... لامن قريب ولا من بعيد ..كما روجت المخابرات الامريكية والبريطانية والاسرائيلية والعربية المعادية لشعبنا ..
ونسأل ببساطة ...ماذا استفاد الشعب العراقي من الغزو الامريكي ؟؟؟ استفاد خراب البلاد ودمار العباد ...واصبح ضعيفا مستباحا مهانا من قبل دول الجوار ... ايران تقصف وتقتل على راحتها ... فهل تصدى الجيش الامريكي المتواجد على ارض العراق لاعتداءات ايران ؟؟؟ الجواب ... لا ... وانما يقتل العراقيين بحجة انهم عملاء ايران .. ويهاجمون قواته ... وانا اقول للقيادة الامريكية ... اسحبوا قواتكم وكفى الله المحتليين شر الموت والاعتداء من قبل عملاء ايران ... وانا اعطيكم ضمانة ان العراقيين المخلصين والشرفاء ...كفيلين بقطع يد أي خبيث أيراني يتجاسر على حق شعب العراق في الحياة او ارضه وسماءه ..ومياهه ...
اما تركيا حليفة الامريكان وعصاها الغليضة في المنطقة .. فتجاوزاتها بطائراتها ومدفعيتها اليومية على ابناء شعبنا في الشمال بحجة حمايتهم لمقاتلي حزب الببه كته المعارض لتركيا .. فهذا امر لايعني للقوات الامريكية في العراق اية اهمية ؟؟؟ ولهذا نجد ان القوات التركية حولت الحدود العراقية الى خان جغان .. تدخل وتخرج براحتها ... كما تقتل وتدر القرى والامريكان والبيشمركة يتفرجون ويضحكون بعبهم (كلمة عراقية جلفية )
اما في الجنوب .. ودولة الكويت القزمة ... فقد تطاولت على امها وابيها العملاق العراقي .. ففي كل يوم نسمع ونشاهد الاقزام في حكومتهم يتطاولون على حقوق شعبنا .. لا لسبب ...سوى عقدة الخوف والجبن والحقارة والانتقام من المارد العراقي ... الذي اثخنه العملاء تمزيقا وتجريحا ... واخرها خنق الممر البحري الضيق والوحيد لشعب العراق ببناء مينا اللامبارك ( اليس هذا استهتارا واستفزازا لامبرر ولا حاجة له ؟؟؟؟ )...فما ذا فعلت قوات الولايات المتحدة لحماية العراق ..ارضا وبحرا وسماءا ..؟؟؟اليس من الواجب والالتزام الاخلاقي والدولي ان تدافع عن مصالح العراق بعد ان دمرت كل قواه الفاعية العسكرية والسياسية والاقتصادية ...
اليس من حقي انا كعراقي ان اسأل االرئيس اوباما او بايدن او ماكين او مولن ؟؟؟ ماذا قدمتم للعراق وشعبه ؟؟؟ لكي تطالبوا بالبقاء في العراق ؟؟؟ هل تستحق شركاتكم النفطية والسلاحية ... ان تستمروا في قتل الشعب العراق ...وارهاق الشعب الامريكي ؟؟؟ ان بعض الساسة والقيادات العراقية ممن اتيتم بهم بعد الاحتلال .. تريد بقاء القوات الامريكية في العراق ... لاحبا بكم ولا بالشعبين الامريكي او العراقي وانما حفاظا على وجودهم ومصالحهم الشخصية ... استمرار بقاءهم في العراق مستمد من بقاء قواتكم ..فمتى تركتم العراق سيضطرون هم ايضا لترك مورد نهبهم وكنزحياتهم ووثقوا ان هروبهم وانسحابهم سيكون قبل انسحابكم ..
اما موضوع الامن وجاهزية القوات العراقية ... فهذه ذريعة (اضحكوا بيهه على عقول غيرنا كما يقول المواطن العراقي البسيط ) ... اكثر من ثماني سنوات ..كنتم مسيطرين على الامن صغيرته وكبيرته ..نصبتم وزراء وغيرتم وزراء ..وضعتم خطط وغيرتم خطط ..وضعتم قادة وغيرتم قادة ... وبقي الامن كما هو ...بالامس تفجيرات كركوك ضد اهلنا المسيحيين ..من وراءها ؟؟؟ كل العراقيون يعرفون من وراءها ...فما فائدة اصراركم على البقاء ؟؟؟ هل يعجبكم زيادة كره العراقيون لبقاءكم ارضاءا لغروروعنجهية العسكريين الكولونالية لقادتكم كا لجنرال مولن وغيره الذي يتعامل مع الرؤساء الثلاث والشعب العراقي كعبيد عنده ...لا اعتقد ان أي عراقي شريف يقبل بذلك ...
اما موضوع حاجة القوات العراقية لمدربين امريكان .. فهذه كذبة اخرى قد تضحكون فيها على رؤساءنا ومسؤولينا الذين (الذين لايفهمون الجك من البك من العلم العسكري )سوى طعم الكراسي والشفط واللفط لاموال الشعب بلا حجل او مستحة ..ولكنكم لاتستطيعون الضحك علينا ولاسيما ضباط الجيش العراقي السابقين من امثالي فانا شخصيا كنت منسوبا للجيش العراقي من عام (1959 – 1989 ) وبرتبة ضابط ... واعرف جيدا ما ذا يعني التسليح وماذا يعني التدريب ... واقولها لكل عراقي شريف .. الامريكان لا ثقة لهم بالعراق والعراقيين وحتى لو كانوا يحملون الجنسية الامريكية والبريطانية والفرنسية .. ولهذا لن يشكلوا جيشا حقيقيا ولن يسلحوه بسلاح حقيقي يستطيع الدفاع عن امن وحدود العراق ... فاضحكوا ... ياسادة ياكرام على غيرنا .. السلاح شرقي باير واكسباير .. و25000 مدرب امريكي غربي ..هاي وين لكيتوهه ؟؟؟... اضحكوا على غيرنا .. ولا تتصورون احنا أغبياء مانفتهم ولا نعرف ... بس العين بصيرة واليد قصيرة (كما يقول اهلنا العراقيين ) ...
كل ماسبق الحديث عنه اعلاه يهون ...امام جريمة وخيانة بحق هذا الشعب المظلوم قد ترتكب في القريب العاجل في حال موافقة العملاء على تمديد بقاء القوات الامريكية ... الا وهي منح الحصانة للجندي الامريكي التي يؤكد عليها( الاستعماري الجديد ) الجنرال مولن ..فهو يريد حصانة مطلقة لقواته .. فلا محاكمة ولامتابعة ولاملاحقة قانونية للعسكري وغير العسكري المتواجدين على ارض العراق ..ومهما يفعل ...ان قتل او اغتصب او عذب او سرق .. فليس من حق الحكومة والشعب العراقي الاحتجاج او المعاقبة ..ان ما أرتكبه جنود الاحتلال طيلة فترة الغزو التي تجاوزت الثماني سنوات ...جرائم يندى منها الجبين الانساني ..ولو اراد أي كاتب ارشفة ما تعرض له فقراء ومساكين وابرياء الشعب العراقي من الانتهاكات لحقوقهم ...لاحتاج الى انسكلوبيديا تفوق الانسكلوبيديا البريطانية في حجمها ... وهنا أنصح وانبه كل مسؤول عراقي ...سواءا كان رئيس او وزير او نائب ... ان الموافقة على منح الحصانة للامريكان هو استباحة للدم العراقي والحق العراقي ولن يغفر التاريخ لكائن من كان وصمة العار هذه ..
واخيرا لابد لي ان اذكر بصراحة ويجب ان يعرفها كل مواطن عراقي ...الامريكان غزو العراق لاجندة خاصة باستراتيجيتهم ..وليس في نيتهم او تخطيطهم الخروج من العراق وكل القيادات السياسية والعسكرية الحالية تعرف ذلك وموافقة على بقاءهم ويبذلون جهدا مضاعفا لاخراج تمثيلية تنطلي على العراقيين للموافقة على تمديد بقاءهم ..وهم يعلمون ان العراقي ..يقرأ الممحي ومفتح باللبن .. وكل تفكيرهم محصور لحساب الخسائر والارباح في حالة التمديد او الرفض ...ونصيحتي لهم .. احسبوها زين قبل أن تنزل عليكم لعنة التاريخ ...وانصح الامريكان ..لاتصدقوا ما يقوله البعض ممن يخون شعبه ...لايمكن ان يخلص لشعبكم الامريكي ... شعبنا ليس عدوا لشعبكم ... اتركوا اثرا طيبا في قلوبنا افضل من اتبقوا سيوفا مسلطة على رقابنا ... اعملوا من اجل الصداقة بين الشعوب فهي افضل من منابع النفط .. وتذكروا ان مصالع الشعوب ولاسيما الفقراء ..اهم وامن من مصلحة تجار النفط والسلاح والمخدرات ..فالنفط سينضب .. واعمال الخير تبقى ...وانتم احرار في جانب من تختارون .. ولكن الشعوب لن تستمر بتحمل الظلم والذل والمهانة ..ولاسيما شعب العراق الابي ...
اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ...

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل