أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسني إبراهيم عبد العظيم - الإسلام والحضارة(2) ردود وتعليقات















المزيد.....



الإسلام والحضارة(2) ردود وتعليقات


حسني إبراهيم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 01:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة:
وردت عدة تعليقات على مقالي الإسلام والحضارة رؤية محايدة الذي نشر بموقع الحوار المتمدن العدد3414 الصادر في 2011.7.2 .
أود بداية أن أشكر كل من تفضل بالتعليق على المقال وأبدى ملاحظاته وانتقاداته، فاختلاف الرؤى، وتباين الأفكار يمثل سبيلا للتطور الفكري والإنساني بشكل عام. فالله سبحانه لم يشأ أن يخلقنا نسخا مكررة متشابهة، وإنما جعل التنوع آية من آياته، وسمة من سمات الحياة الإنسانية ، ويقر القرآن الكريم هذه الحقيقة في العديد من الآيات، كقوله تعالى في سورة هود الأية 118 :" وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ " وقوله تعالى أيضا في سورة الروم الآية 22:" وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ"

الحضارة الإسلامية هل هى مسروقة أم أصلية؟

تحت هذا العنوان سأل الأخ حكيم العارف، واستطرد قائلا:
نشكر الاستاذ حسنى على البحث الذى اعتقد انه مجرد وسيله لحصوله على درجه علمية سواء كان المكتوب فيه صحيح ام مغالطات مع ((صبق)) الاصرار و الترصد..و نســـأل الاستاذ حسنى .. بسؤال بسيط .. هل الحضارات بجميع البلدان العربيه هى حضاره اسلاميه بالفعل،ولماذا تختلف تلك ماتسميه الحضاره الاسلاميه بين دول العالم الاسلامى
للاسف ..ماتسميه انت بالحضاره الاسلاميه ماهو الا سرقات لحضارات البلاد التى قام بغزوها جيش محمد و قاموا بمحاولات لطمس الحضارات المسروقه مثل الحضاره القبطيه ومافيها من رسومات و بناء كنائس و زخارف و نقوش و فن قبطى معروف...
و القارى لتاريخ اضطهاد المسلمين للاقباط على مر العصور نجد ان السرقات تعدى اقصى الحدود لدرجة تحويل كنيسه الى مسجد مشهور و هو مسجد السيده زينب..
و تحويل احد معابد اليهود الى الجامع الازهر..اى حرفه كان يتقنها الغازى العربى .. الا القتل و الحرق و السبى !!!يا استاذ حسنى انت تقول كلام يناقض الواقع تماما من اعمال العقل ..تستشهد بسور تحث على اعمال العقل و تخفى سور اخرى تستوقف من يريد التعلم - لاتسألوا عن اشياء-. من تمنطق فقد تزندق
* * *
أقول للأخ حكيم هذا البحث ليس وسيلة للحصول على درجة علمية، وإنما هو بحث علمي محايد كتبته خصيصا لينشر في موقع الحوار المتمدن؛ ليرد على الاتهامات التي تكال للإسلام ليلا ونهارا. والبحث لا يتضمن أية مغالطات، وإنما يعتمد على مراجع علمية موثقة، وبالمناسبة فقد أخطأت انت في كتابة كلمة سبق فهي بالسين وليست بالصاد كما كتبتها.
وبالنسبة لسؤالك هل الحضارات بجميع البلدان العربيه هى حضارة إسلاميه بالفعل؟ أقول بكل اطمئنان وثقة إن الحضارة الإسلامية وجدت حيث وجد الإسلام، حيث تأسست الحضارة على أسس العقيدة الإسلامية، وارتكزت على أخلاقياته.ومن ينكر تأثير الحضارة الإسلامية على الفكر الإنساني مثله كمثل الذي ينكر ضوء الشمس في رابعة النهار.ولا يتسع المجال لذكر جوانب الحضارة ولكنني سأكتفي بمقتطفات بسيطة عنها كتبها مفكرون عرب وغربيون.
لقد أسس الإسلام حضارة عظيمة في وقت كانت أوربا ترزح تحت وطأة الجهالة والتخلف. يقول المؤرخ الألماني "انسليم هاير" Anselm Heyer في كتابه انهيار الشرق
Untergang des Morgenlandes الذي صدر في ألمانيا في عام 1966 مقارنا وضع المجتمع الإسلامي بالمجتمع الغربي المسيحي وقت الحروب الصليبية :(كانت أوربا في ذلك الوقت لا تعرف الصابون ، وكانت رائحة المسيحيين الأتقياء تزكم أنوف المحاربين العرب مثل رائحة الخنازيــــر .......... وكانت أوربا تحرق السحرة والشياطين في الميادين العامة، وتعالج الســعال بلبن الحمير، ولا تعرف كتابا آخر غير الإنجيل)(1)
ثم يستطرد "هاير" قائلا : (في ذلك الوقت كانت غرناطة تملك عشرين مكتبة عامة، وكانت إحدى هذه المكتبات تحوي أربعمائة ألف مجلد، وقاس العلماء المسلمون قطر الأرض بفارق يقل ثمانين كيلو مترا فقط عما سجلته مركبات الفضاء الحديثة، واخترعوا الجبر الذي قاد العالم إلى فكرة المعادلة النهائية، وأعطوا اللغات الأوربية هذه الكلمات: كيمياء - جبس - بنزين - صودا – كحول، التي ظلت قاعدة العلم التجريبي من بيكون حتى هانو في عام 1938.إلى جانب الدراسات الفلكية التي ما تزال النجوم تحمل أسمائها العربية.(2)
وقد ازدهر الطب باعتباره واحدا من أهم تجليات الحضارة ازدهارا عظيما في المجتمعات الإسلامية، وقدم الإسلام للبشرية أعلاما نابغة في هذا المجال، مثل أبي بكر الرازي (865 – 925 م) الذي يعد أول من ميز بين الجدري والحصبة، وتعمق في دراسة الكلى والمثانة، ومن أهم اكتشافاته العلمية التعرف على أثر الضوء على حدقة العين واتساعها ليلا وانقباضها نهارا، وكان من أوائل من استخدم خيوط الجراحة وصنعها من أمعاء الحيوانات، ومن أهم كتبه (الحاوي) الذي بقي مرجعاهاما في أوربا حتى القرن السادس عشرالميلادي. (3)
واهتم الرازي بالجوانب الاجتماعية والإنسانية في حياة المريض وأثرها في العلاج، فقد ألف الرازي كتابا أسماه (طب الفقراء والمساكين) وصفه المستشرق موللر بأنه واحد من أخصب العبقريات الطبية في العصور الوسطى على الإطلاق. وقد استخرج المستشرق مايرهوف من هذا الكتاب ثلاثا وثلاثين ملاحظة عيادية ما تزال تستخدم حتى اليوم.(4)
وأسهم العالم الأندلسي الفذ أبوالقاسم الزهراوي (936 – 1013م) في تطوير علم الجراحة، حيث وضع كتابا في علم الجراحة أطلق عليه ( التصريف لمن عجز عن التأليف) وبقي هذا الكتاب المرجع الأساسي المعتمد عند جراحي أوربا حتى القرن السابع عشر الميلادي، وأشار الزهراوي إلى أهمية الكي في فتح الخراريج واستئصال الورم السرطاني، وأكد على أهمية تعلم وفهم علم التشريح لمن يريد اتقان الجراحة، وابتكر العديد من الأدوات الجراحية واستخدمها ببراعة في عمله.(5)
فقد ابتكر الزهراوي ما لا يقل عن مائتي آلة جراحية دقيقة،كما تمكن من استئصال الزوائد الأنفية، وابتكر آلة لتفتيت حصى المثانة واستخراجها، وأجرى عمليات جراحية صعبة كالشق والبتر والفصد والولادات المتعسرة.
ويحتل ابن سينا (980 – 1037م) المعروف بالشيخ الرئيس مكانة بارزة في تاريخ الفكر والطب والفلسفة،وكان كتابه القانون أشهر مؤلفاته على الإطلاق، فقد كان يمثل ذلك التراث العلمي النفيس الذي كان قانونا للشرق والغرب، ودستورا للطب والصيدلة، ويحتوي هذا الكتاب على مليون كلمة، وظل معتمدا في جامعة مونبلييه حتى عام 1560، وتضمن معلومات علمية دقيقةعن الحميات والحصبة والجدري والمواد السامة وعلم الجراحة، وكان ابن سينا أول من تنبأ بوجود الجراثيم متناهية الصغر التي تنقل الأمراض. وينسب له ابتكار ( المرقد) وهو الدواء الذي يخدر المريض قبل إجراء العملية الجراحية، كما استوعب ابن سينا كل ما يتعلق بالعين والبؤبؤ، وحركته ووظيفته وكيفية اتساعه وضيقه ذاتيا،كما قدم وصفا دقيقا لأمراض السحايا والشلل والقرحة والسل،واكتشف دودة الانكلستوما قبل الطبيب الإيطالي روبيني بأكثر من ثمانمائة عام.(6)
وأنجبت الحضارة الإسلامية عالما وطبيبا أخر هو ابن النفيس(1210 – 1288) مكتشف الدورة الدموية الصغرى، حيث أكد أن الدم ينساب من البطين الأيمن إلى الرئة ثم يمتزج بالهواء، ثم يتجه إلى البطين الأيسر، وبذلك يكون ابن النفيساستاذا للطبيب البريطاني وليم هارفي مكتشف الدورة الدموية الكبرى عام 1628، أي بعد ابن النفيس بحوالي أربعة قرون،حيث أكمل ما بدأه ابن النفيس، فقد كشف هارفي أن الدم ينتقل من البطين الأيسر إلى الشرايين ثم إلى الأوردة، وأخيرا إلى البطين الأيمن مرة أخرى.(7)
كان ذلك حال الطب في المجتمع الإسلامي في الوقت الذي كان الطب في اوربا يعاني من التخلف والانحطاط، فقد كانت المستشفى مكانا للأمراض والجراثيم، ويمثل مكانا كريها للمريض، واتسمت معاملة الأطباء لمرضاهم بالقسوة، وانعدام البعد الإنساني، وكان بعض ملوك أوربا يحرقون المرضى النفسيين، ويأمرون بتعذيب المجانين، ويهملون صحة السجناء، ولا يأبهون بالحفاظ على حياتهم.(8)
وظلت أوربا على هذه الحالة من التخلف حتى القرن العاشر الميلادي،فبدأت معالم التغيير تظهر، حيث تجدد اهتمام أوربا بالمعرفة نتيجة لوصول المعارف والعلوم العربيةالإسلامية وتغلغلها في أوربا عن طريق أسبانيا وجزيرة صقلية، ومع نهاية القرن الثاني عشر الميلادي ساعدت التراجم اللاتينية علماء الغرب على الحصول على مؤلفات اليونان العلمية التي ترجمت للغة العربية، كمؤلفات أرسطو وأبو قراط وجالينوس وغيرهم، كما اطلع الأوربيون على علم الجبر للخوارزمي وكتاب القانون لابن سينا وكتاب الحاوي للرازي، والأعمال الفلكية والأرقام العربية، وكتب الكيمياء والرياضيات وغير ذلك من العلوم. وتعد مدينة ساليرنو الإيطالية من أوائل المدن التي تسرب من خلالها الفكر العربي الإسلامي إلى أوربا، حيث أنشئ فيها مدرسة للطب عام 1648 وكان للمسلمين دور كبير في الارتقاء بمستواها، فقد انتشر فيها الأطباء العرب (والمغاربة على وجه الخصوص)، وبذلك كانت المدرسة واحدة من المداخل التي دخل من خلالها الطب العربي الإسلامي إلى أوربا، بالإضافة إلى تعرف الأوربيين على التراث العلمي العربي من خلال الحروب الصليبية، واختلاط الأوربيين بالعرب والمسلمين في فلسطين والأندلس، ويعترف معظم علماء الغرب بأنه لو لم تنقل لهم العلوم اليونانية عن طريق العرب، ولولا الإضافات المتميزة التي أضافها العرب من خلال جهودهم العلمية الواسعة لتوقفت مسيرة الحضارة الأوربية عدة قرون.(9)
ومن جانب أخر فقد ارتكزت الحضارة الإسلامية منذ نشأتها على قيم الطهارة والنظافة، التي كانت داعما أساسيا في تحسين الصحة العامة في المجتمع، حيث انتشرت الحمامات العامة في المجتمع الإسلامي منذ عصور قديمة، حتى أن العالم هلال الصابي الذي توفي في عام 448 هجرية يحصي الحمامات الموجودة في مدينة بغداد وحدها بحوالي ستين ألف حمام، في حين أن المسيحية أدانت منذ بدايتها الحمام واعتبرته موضعا لاقتراف الذنوب والدعارة، يقول "فرناندو هانريكس"Henriques F. في كتابه البغاء والمجتمع prostitution and society :( لقد تســـاءل سيبريان أسقف قرطاجة في القرن الحادي عشر: ماذا عن أولئك الذين لا يخشون من الاختلاط في الحمام بحيث أنهم يعرضون أجسادا خلقت للعفة والتواضع على النظرات الشبقة؟ إن هذا الاغتسال لا يطهر ولكنة يلطخ. والواقــع أن الرجال والنساء في عهد ســيبريان كانوا يرتادون الحمامات معا بحيث تحولت هذه الحمامات شيئا فشيئا إلى مواخير منظمة).(10)
إن هذه العلاقة بين الحمام والاختلاط الجنسي غائبة تماما عن الثقافة الإسلامية ، ذلك أن الفصل بين الجنسين في الحمام قاعدة مطلقة على الدوام، الشيئ الذي يبدو طبيعيا؛ لأن الهدف هو التركيز على نظافة الجسد، الذي يمثل العنصر الأساسي في الصحة العامة.
إن الحروب الصليبية هي التي جعلت المسيحيين يكتشفون الجانب الحضاري للحمام كما يمارس في الثقافة الإسلامية، ولذلك كتب هانريكس في كتابه السالف الذكر :(إن الاعتناء بنظافة الجسد لم تكن جزءا من الإرث الذي خلفته العصور القديمة، ولم تشرع أوربا التي اعتمدت الحمام الشرقي في تقدير مزايا الحمامات العمومية إلا بعد الحروب الصليبية).(11)
تلك مجرد نماذج يسيرة عن جانب واحد من جوانب الحضارة الإسلامية، وكما قلت فالمجال لايتسع للحديث عن الإسهام الإسلامي في مجالات أخرى كثيرة كالفن،والتاريخ والجغرافيا والاجتماع والرياضيات والكيمياء والفيزياء . . . الخ.

وفي سياق رده يسأل الأستاذ حكيم هذا السؤال أي حرفة كان يتقنها الغازي العربي إلا القتل و الحرق و السبي؟

أقول له باختصار إن هذه المفردات لا يعرفها القاموس الإسلامي، لا أنكر أن هناك بعض الحوادث الفردية التي تكررت هنا وهناك والتي تمثل شذوذا عن الأخلاق الإسلامية،
إن الأمر اللافت للانتباه أن معظم الذين يهاجمون الإسلام ويتهمونه بالإرهاب والحث على القتل لا يلتفتون لما فعله المسيحيون – باسم الرب - على مدار تاريخهم بالمسلمين وبغيرهم من البشر، فلماذا لا ترجع يا أخي لكتب التاريخ لترى مافعله أتباع ديانة المحبة والسلام مع غيرهم ومع بعضهم أيضا. دعني أذكر لكم بعض هذه الأفعال.
في 27 نوفمبر من عام 1095 ألقي البابا اوربان الثاني Urban II خطابه الشهير في مدينة كليرمون في الجنوب الفرنسي يحث المسيحيين فيه على استخلاص القبر المقدس (مدينة القدس) من أيدي المسلمين. وكان هذا الخطاب نقطة البدء لكل الحروب الصليبية.
كان البابا قد أعد خطبة احتفالية بمناسبة انتهاء الأعمال التي ناقشها مجمع كليرمون على مدى الأيام التي مضت منذ بداية انعقاده في اليوم الثامن عشر من نوفمبر، ويبدو أن البابا الذي أعد نفسه للدعوة إلى حملة مقدسة تحت راية الصليب قد استعد لهذا اليوم الاستعداد الذي يضمن له النجاح، إذ أنه طلب من الأساقفة ومقدمي الأديرة الفرنسيين أن يدعوا كبار الأمراء الإقطاعيين في مناطقهم لسماع البابا.ويبدو أن الاستجابة كانت مرضية إلى حد كبير.(12)
توضح المصادر التاريخية أن البابا كان يدعو لحملة مقدسة هدفها فلسطين، اعتمادا على نصوص وردت في الأناجيل، وأهمها نص من إنجيل لوقا (27:14) يقول: " ومن لايحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا" وثانيا أنه كان يدعو إلى هذه الحملة المسلحة المقدسة باسم الرب بوصفه نائبا عنه في الأرض، حيث يقول ( . . .ومن ثم فإنني لست أنا، ولكنه الرب هو الذي يحثكم باعتباركم وزراء المسيح أن تحضوا الناس من شتى الطبقات. . .) لقد تحدث اوربان بهذه الصفة ليحث الفرسان على شن الحرب في سبيل المسيح، وبررهذه الحرب بأن هدفها أن تحرر الكنيسة الشرقية من ربقة المسلمين، وأن تخلص الأرض المقدسة من سيطرتهم، هذه الأرض التي وصفها الكتاب المقدس بأنها الأرض التي ستفيض باللبن والعسل.ووصفها اوربان الثاني بأنها ميراث المسيح.(13)
كانت تلك خطبة رأس الكنيسة الكاثوليكية، فماذا فعل المحاربون المسيحيون (الأتقياء الودعاء المحبون) لتنفيذ خطبة البابا وتعاليم الكتاب المقدس؟
في السابع من يونيه عام 1099 أربعون ألفا من الصليبيين يحاصرون بيت المقدس لمدة خمسة أسابيع، وفي يوم الجمعة الخامس من يوليو 1099الموافق 22 شعبان 492 هجرية يتمكن الصليبيون من فك الحصار ويتدفقون إلى بيت المقدس ، ويرتكبون واحدة من أبشع مذابح التاريخ( قتل في المسجد الأقصى وحده 70 ألف مدني، وأبيحت المدينة للسلب والنهب والقتل عدة أيام وفاض الدم وظلت الجثث مطروحة في شوارع القدس عدة أيام، في هذا الجو الموحش الكئيب ، اجتمع الصليبيون في (كنيسة القيامة لأداء صلاة الشكر).(14)
هذا جانب مما فعله المسيحيون الصليبيون في بيت المقدس، أما وقع للمسلمين بعد سقوط الأندلس في عام 1492 (15) على أيدى المسيحيين بأوامر ومراسيم من رجال الدين فيندى له جبين الشرفاء والأحرار في كل مكان وفي أي زمان.
بعد سقوط غرناطة،تم إبرام معاهدة تنص على أن يسلم حكام غرناطة المدينة للإسبان مقابل ضمان خروج الحكام بأموالهم إلى إفريقيا، كما تضمنت المعاهدة ثمانية وستين بنداً منها تأمين الصغير والكبير على النفس والمال والأهل، وإبقاء الناس في أماكنهم ودورهم وعقارهم، وأن تبقى لهم شريعتهم يتقاضون فيها، وأن تبقى لهم مساجدهم وأوقافهم، وألا يدخل الكاثوليك دار مسلم، وألا يغصبوا أحداً، وألا يولى على المسلمين إلا مسلم، وأن يُطلق سراح جميع الأسرى المسلمين، وألا يؤخذ أحد بذنب غيره، وألا يُرغم من أسلم من الكاثوليك على العودة إلى دينه، وألا يعاقب أحد على الجرائم التي وقعت ضد الكاثوليكية في زمن الحرب، وألا يدخل الجنود الإسبان إلى المساجد، ولا يلزم المسلم بوضع علامة مميزة، ولا يمنع مؤذن ولا مصل ولا صائم من أمور دينه..
وقد وقع على المعاهدة الملك الإسباني والبابا في روما، وكان التوقيعان كافيان لكي تكون المعاهدة ضمانة للمسلمين في إسبانيا، وبناء على هذه المعاهدة خرج أبو عبد الله بن أبي الحسن ملك غرناطة صباح يوم 2/1/1492م، من قصر الحمراء وهو يبكي كالنساء حاملاً مفاتيح مدينته وملكه الزائل، فأعطاها الملكة إيزابيلا وزوجها فرديناند.
الذي حدث أنه فور دخول الإسبان إلى غرناطة نقضوا المعاهدة التي أبرموها مع حكامها المسلمين، إذ كان أول عمل قام به الكاردينال مندوسيه عند دخول الحمراء هو نصب الصليب فوق أعلى أبراجها وترتيل صلاة الحمد الكاثوليكية، وبعد أيام عدة أرسل أسقف غرناطة رسالة عاجلة للملك الإسباني يعلمه فيها أنه قد أخذ على عاتقه حمل المسلمين في غرناطة وغيرها من مدن إسبانيا على أن يصبحوا كاثوليكًا، وذلك تنفيذًا(لرغبة السيد المسيح الذي ظهر له وأمره بذلك)
فأقره الملك على أن يفعل ما يشاء لتنفيذ رغبة السيد المسيح, عندها بادر الأسقف إلى احتلال المساجد ومصادرة أوقافها، وأمر بتحويل المسجد الجامع في غرناطة إلى كنيسة، فثار المسلمون هناك دفاعًا عن مساجدهم، لكن ثورتهم قمعت بوحشية مطلقة، وتم إعدام مائتين من رجال الدين المسلمين حرقًا في الساحة الرئيسة بتهمة مقاومة المسيحية.
وظهرت محاكم التفتيش تبحث عن كل مسلم لتحاكمه على عدم تنصره، فهام المسلمون على وجوههم في الجبال، وأصدرت محاكم التفتيش الإسبانية تعليماتها للكاردينال سيسزوس لتنصير بقية المسلمين في إسبانيا، والعمل السريع على إجبارهم على أن يكونوا نصارى، وأحرقت المصاحف وكتب التفسير والحديث والفقه والعقيدة وكانت محاكم التفتيش تصدر أحكامًا بحرق المسلمين على أعواد الحطب وهم أحياء في ساحة من ساحات مدينة غرناطة أمام الناس، وقد استمرت هذه الحملة الظالمة على المسلمين حتى العام 1577م، وراح ضحيتها حسب بعض المؤرخين الغربيين أكثر من نصف مليون مسلم، حتى تم تعميد جميع الأهالي بالقوة..
ثم صدر مرسوم بتحويل جميع المساجد إلى كنائس، وفي يوم 12/10/1501م صدر مرسوم آخر بإحراق جميع الكتب الإسلامية والعربية، فأحرقت آلاف الكتب في ساحة الرملة بغرناطة، ثم تتابع حرق الكتب في جميع المدن والقرى، ثم جاءت الخطوة التالية، عندما بدأ الأسقف يقدم الإغراءات الكثيرة للأسر المسلمة الغنية حتى يعتنقوا الكاثوليكية، ومن تلك الإغراءات تسليم أفرادها مناصب عالية في السلطة، وقد استجاب له عدد محدود جدًّا من الأسر الغنية المسلمة، وهو ما أثار غضب العامة من المسلمين فهاجموا أسر الذين اعتنقوا الكاثوليكية وأحرقوا بعضها..
عندها أعلن الكاردينال خيمينيث أن المعاهدة التي تم توقيعها مع حكام غرناطة لم تعد صالحة أو موجودة، وأعطى أوامره بتعميد جميع المسلمين في غرناطة دون الأخذ برأيهم، أو حتى تتاح لهم فرصة التعرف إلى الدين الجديد الذي يساقون إليه، ومن يرفض منهم عليه أن يختار بين أحد أمرين: إما أن يغادر غرناطة إلى إفريقيا من دون أن يحمل معه أي شيء من أمواله، ومن دون راحلة يركبها هو أو أحد أفراد أسرته من النساء والأطفال، وبعد أن يشهد مصادرة أمواله، وإما أن يُعدم علنًا في ساحات غرناطة باعتباره رافضًا للمسيحية.
كان من الطبيعي أن يختار عدد كبير من أهالي غرناطة الهجرة بدينهم وعقائدهم، فخرج قسم منهم تاركين أموالهم سيرًا على الأقدام غير عابئين بمشاق الطرقات ومجاهل وأخطار السفر إلى إفريقيا من دون مال أو راحلة، غير أنه بعد خروجهم من غرناطة كانت تنتظرهم عصابات الرعاع الإسبانية والجنود الإسبان، فهاجموهم وقتلوا معظمهم، وعندما سمع الآخرون في غرناطة بذلك آثروا البقاء بعد أن أدركوا أن خروجهم من إسبانيا يعني قتلهم، وبالتالي سيقوا في قوافل للتعميد، ومن كان يكتشفه الإسبان أنه قد تهرب من التعميد كانت تتم مصادرة أمواله وإعدامه علنًا..
وقد فرَّ عدد كبير من المسلمين الذين رفضوا التعميد إلى الجبال المحيطة في غرناطة محتمين في مغاورها وشعابها الوعرة، وأقاموا فيها لفترات وأنشأوا قرى عربية مسلمة، لكن الملك الإسباني بنفسه كان يشرف على الحملات العسكرية الكبيرة التي كان يوجهها إلى الجبال، حيث كانت تلك القرى تُهدم ويُساق أهلها إلى الحرق أو التمثيل بهم وهم أحياء في الساحات العامة في غرناطة.
وعلى المنوال نفسه، سارت حملات كاثوليكية في بقية المدن الإسبانية، وقد عُرف المسلمون المتنصرون باسم المسيحيون الجدد تمييزًا لهم عن المسيحيين القُدامى، وعرفوا أيضاً باسم الموريسكوس، أي المسلمين الصغار، وعوملوا باحتقار من قبل المسيحيين القدامى، وتوالت قرارات وقوانين جديدة بحق الموريسكيين, فعلى سبيل المثال صدر في العام 1507م أمر بمنع استعمال اللغة العربية ومصادرة أسلحة الأندلسيين، ويعاقب المخالف للمرة الأولى بالحبس والمصادرة، وفي المرة الثانية بالإعدام، وفي العام 1508م جددت لائحة ملكية بمنع اللباس الإسلامي، وفي سنة 1510م طُبِّقت على الموريسكيين ضرائب اسمها الفارضة، وفي سنة 1511م جددت الحكومة قرارات بمنع اللباس وحرق المتبقي من الكتب الإسلامية ومنع ذبح الحيوانات على الطريقة الإسلامية.
إن كل هذه الفظائع التي ارتكبت باسم تعاليم الله، لاعلاقة لها بالدين باعتباره وحيا إلهيا ، ولكنها افعال ارتكبها بشر بذريعة تنفيذ أوامر الله، لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية. ليست المشكلة أبدا في كلمات الله، ولكن المشكلة تكمن فيما صنعه الرجال بكلمات الله.
أما ما أوردتة حول ( تحويل كنيسه الى مسجد مشهور و هو مسجد السيدة زينب... وتحويل احد معابد اليهود الى الجامع الازهر) فهو محض افتراء ولا أساس له من الصحة، ولا أدري من أين جئت بهذ الكلام الغريب؟ فالمسلمون كان أحرص الناس على احترام عقائد الأخرين ودور العبادة الخاصة بهم.فارجع إلى كتب التاريخ الموثقة لتعرف كيف بني هذان المسجدان.
تقول أنني أخفي سورا أخرى تستوقف من يريد التعلم مثل لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم . . .ومن تمنطق فقد تزندق، أقول لك ببساطة إن هذه الأية الكريمة وهي الأية 101 من المائدة :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) تنهى عن الفضول المذموم الذي لاطائل منه، وليس في القرآن أية أو سورة تقول من تمنطق فقد تزندق . ولا أدري من قال لك أن هذه الجملة أية قرآنية.

تأسيس الحضارة

كتب الأستاذ نورس البغدادي مايلي:
تقول يا استاذ حسني ( فما كان يمكن قيام حضارة في شبه الجزيرة العربية آنذاك لولا ظهور الإسلام )... ولكن الذي نعرفة من كتب التاريخ ان المسلمين كانوا مشغولين آنذاك في الغزوات الداخلية والخارجية ولم يكن لهم الوقت لبناء حضارة كترك مثلا أثر تاريخي مميز في الجزيرة كالأهرامات او كالآثارالسومرية حيث كانوا يعيشون حياة البداوة ومواردهم كانت تعتمدت على الغزو فقط وان القضاء على عبادة الأوثان لا يدخل ذلك في باب الحضارة لأن هناك شعوب تعبد الأوثان لحد الآن وهي متقدمة حضاريا لذا فأن الآية التي تقول كنتم خير امة اخرجت للناس هذة الآية تستحقها فقط الشعوب التي بنت حضارات فعلا وخدمت البشرية بأختراعاتها المختلفة ، كما ان محاولة ابراز دين على حساب طمس دين آخر يخالف ذلك كثير من الآيات القرآنية خاصة وان كان الباحث غير ملم جيدا في الأديان الأخرى كالقول (التصـور المسـيحي الذي يضفي الألوهية على إنسان) والحقيقة ان المسيحية لا تقول ذلك بل تؤمن بأن الله تجسد وظهر بهيئة انسان وهناك فرق كبير في الحالتين لأن المسيحية لا تؤمن بتحويل انسان الى اله"
أقول للأخ نورس إن مرحلة تأسيس الحضارة الإسلامية في جانبها الفكري قد بدأت في الجزيرة العربية مع ظهور الإســلام، حيث وحد الإسلام القبائل العربية وخلق لأول مرة كيانا سياسيا واجتماعيا وثقافيا جديدا يحمل مصطلح أمة.يقول الدكتور جميل صليبا في كتابه تاريخ الفلسفة العربية :" فلما ظهر الإسلام الذي وحد شمل العرب وألف بين قلوبهم ومكن لهم في الأرض، ونقلهم من الحياة القبلية إلى الحياة القومية، أدى ظهوره إلى بعث فكري جديد تجلى في العلوم الشرعية والفقهية المختلفة، والمذاهب الفقهية والفرق الإسلامية التي أخذت تستخدم القياس والنظر العقلي في تفسير الأحكام الشرعية" (1)
فالجانب الفكري للحضارة الإسلامية المرتبط بالعقيدة قد تأسس في الجزيرة العربية ، أما الجانب المادي الذي تتحدث عنه - ترك آثار تاريخية محددة أو اسهامات علمية - فقد جاء في مراحل لاحقة، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك.وقد تناولت جانبا يسيرا منه في صدر هذا المقال في سياق الرد الأول.
أما قولك إن الباحث غير ملم جيدا بالأديان الأخرى فهو قول يجانبه الصواب، فالباحث قارئ جيد للديانات الأخرى – وخاصة الديانة المسيحية – واعتراضك على جملة (التصـور المسـيحي الذي يضفي الألوهية على إنسان) في غير موضعة لأن العقيدة المسيحية تقوم عليه فعلا وهو يعني تجسد الله في جسد السيد المسيح. وبالتالي فالجملة تتفق تماما مع المعتقد المسيحي.

إشكالية المعتزلة في الفكر الإسلامي:

جاء في تعليق الأستاذ سلام صادق مايلي:
سيد حسني المحترم لقد تفضلت بالاتي(لقد جعل الإســلام العقل للدين أصلا، وللدنيا عمادا، فعلق الدين الصحيح على كمال العقل، وجعل الدنيا مدبرة بأحكامه، حتى أصبح العقل في الإســلام ينبوع الفضائل والآداب، ولولا ما جاء في القرآن الكريم والحـديث الشـريف من حض على التفكير والعلم لما رأينا هنـاك فرقـا تدعو إلى الاعتمـاد على العقل في تدبير الحياة الإنسـانيـة كالمعتزلة، الذين قالوا بالتوحيـد والعـدل، والوعـد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وذهبـوا إلى أن العقل نور في القلب يعرف الحـق من الباطل، والخير من الشر، والحسن من القبيح.وكعلماء الكلام الذين سلموا أولا بصحة العقائد تسليم مؤمن بها من الشرع، ثم حاولوا دعمها بالأدلة العقلية.ولكن يبدو انك لا تعلم ان المعتزله المساكين تم تكفيرهم والتصفيه الجسديه لاغلبهم استنادا الى من تفلسف فقد كفر ومن تمنطق(من المنطق) فقد هرطق. فاقرا التاريخ بدلا من رمي الكلمات على عواهنها دون معرفه ودرايه.وانا شخصيا مندهش من الاثار الشامخه التي تركتها الحضاره الاسلاميه لدى الشعوب التي اعتنقتها في السير عكس الاتجاه اي القهقري.
أخي الكريم أعرف جيدا ما تعرضت له فرقة المعتزلة، وغيرها من الفرق الإسلامية، ولكن أسباب اضطهداهم لم تكن دينية بالأساس، وإنما كانت سياسية ، إنها السياسة يا عزيزي التي لا تقوم على المبادئ، ولا تعرف القيم، ولكن يبدو أنك لا تعرف يا أن هناك علماء أعلام من المعتزلة في التاريخ الإسلامي ساهموا بدور كبير في تطور الحضارة الإسلامية وتقدم معارفها ولم يكفرهم أحد. لن أستطيع أن أسترسل في هذا الأمر ولكن أدعوك لقراءة الكتب التالية:
د. محمد عماره،المعتزلة و مشكلة الحرية الانسانية
د.احمد شوقي ابراهيم العمرجي ،المعتزلة في بغداد واثرههم في الحياة الفكرية و السياسية من خلافة المامون حتي وفاة المتوكل علي الله من سنة[198-247]هـ [813-861]م
د.نصر حامد أبو زيد،الاتجاه العقلي في التفســير:دراسه في قضيه المجاز في القران عند المعتزلة .
والله المستعان
ــــــــــــــــ
المراجع:

1 – الصادق النيهوم، كلمات الحق القوية، تالة للطباعة والنشر، طرابلس الغرب، ومؤسسة الانتشار العربي، بيروت،2002، ص 114
2 – المرجع السابق، ص 115.
3 – رياض رمضان العلمي، الدواء من فجر التاريخ إلى اليوم، سلسلة عالم المعرفة،العدد121،الكويت يناير 1988، ص42.
4 – فيليب عطية، أمراض الفقر: المشكلات الصحية في العالم الثالث، سلسلة عالم المعرفة، العدد161، الكويت، مايو 1995، ص ص 24 – 25؟
5 – قدري حافظ طوقان،العلوم عند العرب،سلسلة الألف كتاب، مكتبة مصر، القاهرة، بدون تاريخ، ص ص 146 – 147.
7 – رياض رمضان العلمي، المرجع السابق، ص 22.
8 – قدري حافظ طوقان، المرجع السابق، ص 204.
9 – رياض رمضان العلمي، المرجع السابق، ص 47.
10 - فاطمة المرنيسي (2002) العابرة مكسورة الجناح : شهرزاد ترحل إلى الغرب، ترجمة فاطمة الزهراء ازورويل ، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء. ص 116
11 – المرجع السابق، ص 116.
12 – قاسم عبده قاسم، ماهية الحروب الصليبية، سلسلة عالم المعرفة، العدد 149، الكويت، مايو 1990، ص 90.
13 – المرجع السابق، ص 92.
14 - قاسم عبده قاسم، المرجع السابق، ص 106، وانظر أيضا محمد غريب جودة، موجز تاريخ العالم،الهيئة المصرية العامة للكتاب، ومشروع مكتبة الأسرة، 2000، ص 102
15 – اعتمدنا في عرض هذا الجزء بشكل أساسي على المرجع التالي:
عبد الرحمن شيخ حمادي،محاكم التفتيش أسوأ الحقب دموية بحق المسلمين ، موقع قصة الإسلام الأليكتروني، إشراف الدكتور راغب السرجاني.مايو 2011.
16 – جميل صليبا، تاريخ الفلسفة العربية، الشركة العالمية للكتاب، بيروت، 1989 ص 16.



#حسني_إبراهيم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام والحضارة : رؤية محايدة
- النظرية السوسيولوجية وقضايا الإعلام والاتصال
- ميشيل فوكو وتأسيس سوسيولوجيا الجسد (2) النظم الفاعلة في تروي ...
- الهرمنيوطيقا والوعي التاريخي: قراءة في كتاب (إشكاليات القراء ...
- البيئة والصحة والمرض: مقاربة سوسيو- تاريخية-*-
- ميشيل فوكو وتأسيس سوسيولوجيا الجسد(*)
- إشكالية بدء الوجود الإنساني على الأرض
- تطور الانشغال السوسيولوجي بالجسد الجزء الأول
- تطور الانشغال السوسيولوجي بالجسد الجزء الثاني
- تطور الانشغال السوسيولوجي بالجسد الجزء الثالث


المزيد.....




- حامل ومعها 3 أطفال.. انقاذ تلميذة اختطفتها جماعة بوكو حرام ق ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسني إبراهيم عبد العظيم - الإسلام والحضارة(2) ردود وتعليقات