أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المنشاوي - سقط اللثام عن اللئام














المزيد.....

سقط اللثام عن اللئام


محمد المنشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن الصعود إلى أسفل. (2)
سقط اللثام عن اللئام
بعد أن شهدت الأزمة الداخلية الفلسطينية خطاً بيانيا متصاعداً جاء قرار الأخ/ محمد دحلان بالتوجه إلى رام الله للمثول أمام المحكمة الحركية باعتبارها تُمَثل الحَكَمْ للفصل بين الجميع؛ ليشكل خطوة جريئة وصائبة على طريق توحيد وتقوية الجبهة الداخلية لحركة فتح؛ ويؤِشر إلى أن الأزمة استقرت عند نقطة التوازن؛ فالاحتكام إلى النظام واللوائح الضابطة للتنظيم يمثل بداية الخروج من الأزمة التى المت بالحركة في الأشهر الأخيرة، ومن ناحية أخرى يؤشر إلى أن قوة الحق هي التي تسود وأن حركة فتح قادرة على تجاوز أزماتها الداخلية بشكل ديمقراطي سليم.
وفي الوقت التي تتخذ فيه الأزمة منحى التفكيك والانتهاء تسعى بعض القيادات إلى تصعيد الأزمة غير آبهين بالنتائج الكارثية المترتبة على ذلك من حيث تدمير وحدة الحركة وعرقلة مسيرتها الوطنية التي رسمها الرئيس الخالد ياسر عرفات؛ فالممارسة العملية على إرض الواقع تؤشر إلى أن جهاز الاستخبارات العسكرية مارس أسلوب "الضربات الاستباقية" عندما شن حملة اعتقالات واسعة لأبناء فتح من قطاع غزة وكل ذي علاقة بدحلان، في خطوة تتسق مع ممارسات الإحتلال وحركة حماس فكلاهما مارس الأسلوب نفسه لاعتقال أفراد وقيادات وكوادر العمل الوطني قبل المناسبات الوطنية، ولم يدرك الفاعل أن استراتيجية الضربات الاستباقية والتى تهدف لمنع نهوض الخصم آلت تاريخياً إلى الفشل الذريع، وتؤشر خبرة التاريخ إلى أن الضربات الاستباقية فى الحالة الفلسطينية لم تجدِ نفعا، وفي الحالة الراهن إذا كان هدف الاستخبارات توجيه ضربة استباقية للأطراف لاضعاف الجسد، فإنها لم تدرك أن الأطراف تحوصلت وأضحت جزءاً من الجسد، ولم يعد يجدِ نفعاً إستخدام أي أسلوبٍ كان، حتى لوكان القنبلة الذرية في تفكيك هذه الحالة، وبكل المقايس تعتبر هذه الحالة عصية على الكسر، وبالتأكيد سيشعر أبناء فتح الذين اعتقلوا بالألم، أما من شارك أو خطط في هذه المؤامرة الدنيئة سيشعر بالعار، ولن يكفر عن فعلته حتى لو اغتسل في ماء البحر.
كما أن الممارسة العملية لبعض قيادات السلطة تؤشر إلى تصعيد خطير يتجاوز الخطوط الحمراء، فعندما يعود الرويبضة "التافه" من جديد ويتقدم بطلباً رسمياً للإسرائيلين لمنع الأخ/ محمد دحلان من دخول أرض الوطن، فعلى الدنيا السلام، ويؤشر ذلك إلى اتساق تام بين ممارسة الرويبضة مع ممارسة الاحتلال وحركة حماس من حيث منع ابناء الوطن من العودة، إن ذلك يمثل امراً طبيعياً لإن عودة دحلان ستظهر لجميع المتآمرين على فلسطين وفتح بأنهم اقزام ليس إلا؛ أمام وحدة الحركة وتماسكها.
إن اللجوء للإعتقالات؛ وقطع الرواتب؛ والطلب من الإسرائيلين منع دحلان من دخول الوطن؛ يؤشر إلى حالة من الإفلاس السياسي والعجز عن مواجهة الحدث بالطرق الديمقراطية والقانونية، والخطر الأكبر يتمحور حول توظيف أجهزة ومؤسسات السلطة بكل أركانها لخدمة اجندة شخصية ليس إلا، بما يؤشر إلى بداية تدمير حلم دولة المؤسسات والديمقراطية والحرية وحقوق الانسان؛ التى طالما تغنى بها السيد الرئيس.
في ظل كل هذه السلوكيات الشائنة يثور العديد من التساؤلات التى تحتاج إلى إجابة: هل السيد الرئيس يعلم بإن هناك جهات طلبت من الإسرائيلين منع دخول دحلان لأرض الوطن ؟ وهل يعلم بحملة الاعتقالات الواسعة التى تنفذها الاستخبارت العسكرية بحق أبناء فتح من قطاع غزة المتواجدين في الضفة ؟ فإذا كان يعلم فهي كارثة ! وإذا لم يعلم فالمصيبة أكبر وأمر! وهل اللجنة المركزية وقيادة فتح تعلم بذلك؟ وإذا كانت على علم أين دورها مما يدور ويجري في أرض الوطن! وما هو دورها لوقف هذه المهزلة التي تعزز الفئوية والعنصرية وتمثل أبشع صور القهر السياسي وقمع حرية الرأي والتعبير؛ إضافة إلى ما تتضمنه من انعكاسات خطيرة من حيث مفاعليها على مستقبل الحركة، ووحدتها وتماسكها.
يجب على المحكمة الحركية أن تأخذ مجراها الطبيعي والقانوني في جو من العدالة والشفافية بناءً على الأدلة والقرائن القانونية؛ سواء في حالة الاتهام أو البراءة ومن ثم تتخذ قرارها على أن يكون بعيداً عن تأثير العابثين، فهذه تمثل لحظة فارقة في تاريخ الحركة بكل المقاييس، فإما أن تكرس المحاسبة والمساءلة لأي شخص كان يخرج عن الأصول والضوابط الحركية والتنظيمية في جو من العدالة والشفافية، أو البديل الطبيعي لذلك النهاية الحتمية للحركة والمشروع الوطني.



#محمد_المنشاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاش أمازيغي/ أمازيغي حول الفدرالية والحكم الذاتي (2)
- نقاش أمازيغي/أمازيغي حول الفدرالية والحكم الذاتي (1)
- خواطر من وحي ذكرى مولاي موحند
- الحركة الأمازيغية، الانتقال الديمقراطي والانتخابات التشريعية ...
- الحركة الأمازيغية ومقاطعة الانتخابات -توضحات لابد منها-


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المنشاوي - سقط اللثام عن اللئام