أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الموساوي - الحركة الأمازيغية، الانتقال الديمقراطي والانتخابات التشريعية بالمغرب















المزيد.....

الحركة الأمازيغية، الانتقال الديمقراطي والانتخابات التشريعية بالمغرب


محمد الموساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 06:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الانتقال الديمقراطي والانتخابات:
الانتخابات –سواء التشريعية أو البلدية- هي آلية ديمقراطية تعبر من خلالها الشعوب عن إرادتها السياسية الحرة وتقرر من خلالها مصيرها السياسي طيلة الولاية أو الانتداب التشريعي أو البلدي، وتتنافس من خلالها الأحزاب السياسية للحصول على ثقة المواطنين وأصواتهم من خلال تقديمها لبرامج انتخابية مدققة وذات مصداقية...
طبعا الانتخابات التي حددت طبيعتها وماهيتها أعلاه تخص الدول الديمقراطية والشعوب والمواطنين ذوي الكرامة... ولا تتعلق إطلاقا ببلدنا المغرب وبانتخاباته التي يطبل لها حاليا... فالانتخابات تقتضي وجود ديمقراطية حقيقية، بحيث لا يمكن أن تنمو وتتطور إلا في المناخ الديمقراطي، بل إنها في مناخ مغاير ومضاد تتحول إلى مسخ يتشائم منه الجميع ، وهذه حال انتخاباتنا المغربية التي من كثرة بل من براعة تزويرها والتلاعب في إرادة القلة التي مازالت تدلي بصوتها، ومن فرط الأموال التي تستعمل فيها لشراء الذمم تحولت إلى مسخ يبتعد عنه ذوو الضمائر الحية، غير أن المسخ ذاته يتحول إلى ولي نعمة يتبرك به وبنعمته عديمي الضمائر الذين يتاجرون في كرامتهم حيث يستفيديون منها دريهمات معدودة...

انتخابات شكلية: لا تسمن ولا تغني من استبداد، حيث نتائجها مقررة سابقا بل ومرشحيها مقررين بل معينين أيضا بضوء أخضر من وزارة الداخلية...

ديمقراطية الواجهة: لا تزيد ولا تنقص من وضعية المغاربة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حيث كل القرارات تتخذ في القصر والبرنامج المطبق هو برنامج القصر الذي تتبناه كل الأحزاب بعد أن يعلن عنه الملك في خطاب افتتاح أول دورة تشريعية... فالحكومة لا دور لها سوى تنفيذ البرنامج الملكي، والبرلمان لا دور له سوى تزكية مشاريع القوانين الحكومية المنفذة للبرنامج الملكي...

أحزاب الواجهة: للأحزاب في الدول ولدى الشعوب ذات التقاليد الديمقراطية دور أساسي وجوهري في الحياة السياسية، حيث هي التي تمثل المواطنين وتعبر عن رأيهم في البرلمان وتطبق البرنامج الذي صوتوا عليه، وتتخذ قراراتها عن طربق الديمقراطية الداخلية حيث التنافس الحر والديمقراطي... هي أحزاب تعبر فعلا عن تصورات وبرامج سياسية متباينة ومختلفة ومتعددة باختلاف وتعدد الأحزاب... أما عندنا بالمغرب فالأحزاب ليست بأحزاب بحيث هي دكاكين تختص ببيع "السياسة على الطريقة المغربية" غايتها الكراسي البرلمانية والحكومية الوثيرة والمصالح الشخصية طبعا... يعرف عنها القاصي والداني تطبيقها الحرفي "للدمقراطية المغربية" ديمقراطية الاستبداد والانفراد باتخاذ القرار من طرف قائد الحزب وزعيمه الذي غالبا ما لا يتنحى عن كرسي الزعامة إلا "بدمقراطية ملك الموت"...

الانتقال الديمقراطي: أي انتقال يستمر لسنوات عديدة بل قد يستمر لعقود –مثل البرنامج المرحلي...- فالانتقال والمرحلية كما هو متعارف عليه لحظات تاريخية تمر بعد فترة معينة في الغالب تكون قصيرة الأمد... وكما هو متعارف عليه أي انتقال ديمقراطي –كما تؤكد كل التجارب المقارنة- يكون بناء على تعاقدات سياسية ودستورية واضحة، تتفق من خلالها المكونات السياسية على طي صفحة الماضي الديكتاتوري والاستبدادي لفتح صفحة جديدة ديمقراطية يتم المرور إليها عبر مرحلة انتقال ديمقراطي واحدة لا تمتد ولا تتكرر إما عبر دستور انتقالي ومؤقت كما حدث بجنوب إفريقيا أو حكومة انتقالية في الغالب تكون فيها تمثيلية كل الأطراف والمكونات السياسية يكون برنامجها محددا في تأمين الانتقال والاشراف على انتخابات ديمقراطية تؤسس لهذا الانتقال، كما قد تشرف على صياغة دستور توافقي نهائي يكون خلاصة مؤتمر أو ندوة وطنية... هذا ما هو متعارف عليه عالميا ومن خلال كل التجارب الانتقالية من إسبانيا إلى جنوب إفريقيا مرورا بالبرتغال وغيرها كثير سواء في أمريكا الجنوبية أو أوربا الغربية أو الشرقية...
فأين هي شروط الانتقال الديمقراطي بالمغرب وأين هي تجلياته وأين خلاصاته؟ إنها الأسئلة التي سيجيب عنها كل ديمقراطي أصيل بالنفي بينما سيجيب عنها كل موالي ومتزلف بالإيجاب...
إذن فلا ديمقراطية حقيقية ولا انتخابات نزيهة ولا أحزاب تستحق هذا الإسم وقبل كل هذا لا انتقال ديمقراطي حقيقي..

الحركة الأمازيغية والانتخابات بالمغرب:

منذ أن انبثقت الحركة الأمازيغية من صلب المجتمع المغربي كإحدى المكونات الأساسية والفاعلة في المجتمع المدني، وخاصة منذ ما بعد توقيع ميثاق أكادير في 1991، وهي تناشد الأحزاب السياسية والحكومة والقصر بتبني مطالبها العادلة والمشروعة، والمتمثلة آنذاك –حسب ميثاق أكادير- في دسترة الأمازيغية كلغة وطنية وتدريسها في المدرسة المغربية والسماح باستعمالها في الإدارات العمومية... رغم بساطة هذه المطالب وعدالتها، فإن كل الأحزاب السياسية المغربية من يسارها سواء منه الجذري أو التقليدي الإصلاحي، مرورا باليمين الإقطاعي أو الإداري المخزني، لم تولي أي اهتمام يذكر لهذه المطالب وللجمعيات والمناضلين الذين رفعوها... فتقدمت الحركة الأمازيغية خطوة لتكسير هذا التجاهل، حيث قدمت مذكرة للقصر الملكي سنة قبيل التعديل الدستوري لشتنبر 1996...
غير أن هذه الخطوة أكدت بالملموس للحركة الأمازيغية أن النسق السياسي المغربي منغلق بشكل مطلق تجاه المطالب الأمازيغية، فما كان من بعض نشطاء الحركة إلا الدعوة لمقاطعة انتخابات 1997، وهو الأمر ذاته الذي تكرر مع انتخابات 2002...
الأمر ذاته يتكرر حاليا مع انتخابات شتنبر 2007 غير أن الأمر هذه المرة يختلف قليلا، حيث هناك شبه إجماع لجل مكونات الحركة على مسألة مقاطعة الانتخابات... بداية بالجمعيات الأمازيغية بالحسيمة التي أعلنت في بيان فاتح ماي 2007 موقف المقاطعة، تلها الجزب الديمقراطي الأمازيغي ثم تنسيقية أزايكو لتتوالى البيانات والنداءات لمقاطعة الانتخابات من معظم مكونات الحركة الأمازيغية كان آخرها بيان الشبكة الأمازيغية للمواطنة وتنسيقية تانزروفت الحديثة التأسيس...
والأكثر من ذالك أن الحركة الأمازيغية قد نظمت حملات لتفعيل المقاطعة وتعبئة المواطنين، على الأقل في منطقة الريف وخاصة إقليم الحسيمة حيث وزع مناضلوا الحركة الأمازيغية نداء المقاطعة على عموم المواطنين في حملات استرعت انتباه الجميع كما أثارت دعما ملحوظا من قبل المواطنين والمواطنات... غير أن هذا التحرك بطبيعة الحال يبقى محدودا لمحدودية القدرات والإمكانيات المادية للحركة الأمازيغية...
فموقف الحركة الأمازيغية من الانتخابات ودعوتها لمقاطعتها ليست بالبت دعوة عدمية –كما يدعي البعض- بل مؤسسة ومبررة سياسيا وديمقراطيا ووفق جميع المعايير والأعراف ذات الصلة بالممارسة الديمقراطية والانتخابية...
فالحركة الأمازيغية تعتبر نفسها عن جدارة واستحقاق حركة ديمقراطية تتوخى مغربا ديمقراطيا حداثيا وعادلا تجاه أبنائه وبناته... لذا طورت كثيرا مطالبها وربطتها بالنضال الديمقراطي في شموليته، حيث رفعت من سقف مطالبها ونوعتها لتشمل جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. حيث أصبحت تركز تركز على النضال من أجل دمقرطة الدولة والمجتمع من خلال سن دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا، يقر بأمازيغية المغرب وباللغة الأمازيغية لغة رسمية، ويفصل السلط ضدا على مركزتها في يد واحدة، ويشرعن الحقوق والحريات، كما يؤسس لدولة فديرالية تتمتع فيها الوحدات المكونة باستقلالية حقيقية في تدبير شؤونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية...، وكذا الإقرار بالطبيعة العلمانية للدولة والمجتمع بما تعنيه العلمانية من مساواة بين المختلفين سواء ثقافيا أو دينيا أو عقديا أو عرقيا أو لغويا، علمانية شاملة ومحايدة غير معادية للدين وليست مناصرة له أو لأي طرف مهما كان... إلخ
هذه جملة من المطالب الديمقراطية والعادلة الحركة الأمازيغية، لا وجود لأي منها في الواقع المغربي الحالي حيث سيادة أضدادها:
سيادة اللغة العربية والفرنسية وتغييب وإقصاء ممنهج للأمازيغية بجميع تجلياتها،
استبداد سياسي يتجلى في تركيز السلط في القصر بعيدا عن أي مشاركة حقيقية لأي كان ومهما كان، اللهم المشاركة في التنفيذ والإدارة...،
ادارة مركزية يعقوبية كل شيء فيها يقرر من المركز ولا دور فيها للمواطنين والمناطق في تدبير شؤونها،
دولة دينية تجسدها إمارة المؤمنين تنحاز لدين الدولة الرسمي الإسلام ولمذهبها المالكي ولفقها الأشعري ضدا على كل الأديان بل والمذاهب الإسلامية الاخرى،
لهذا ولغيره قدرت الحركة الأمازيغية أنه لا جدوى من المشاركة في لعبة سياسية وانتخابية مغشوشة ومعروفة النتائج، لن تغير شيئا من مستقبل الشعب المغربي، حيث الغياب التام لأي إرادة سياسية حقيقية في التغيير...
هذا لا يعني أن المقاطعة موقف واستراتيجي للحركة الأمازيغية بل موقف سياسي تكتيكي اقتضته طبيعة النظام والظروف والشروط السياسية التي ألمحنا إليها أعلاه، وبالتالي فلا نجانب الصواب إذا قدرنا أن الحركة الأمازيغية على كامل الاستعداد للانخراط في سيرورة حقيقية لانتقال ديمقراطي لن تكون بدايته غير الدعوة لندوة وطنية تشارك فيها كل الأطراف من أجل صياغة دستور الانتقال الديمقراطي وتنبثق عنها الأوفاق السياسية المؤطرة لهذا الانتقال....









#محمد_الموساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الأمازيغية ومقاطعة الانتخابات -توضحات لابد منها-


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الموساوي - الحركة الأمازيغية، الانتقال الديمقراطي والانتخابات التشريعية بالمغرب