أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - عن رواية جميل السلحوت: -جنة الجحيم-














المزيد.....

عن رواية جميل السلحوت: -جنة الجحيم-


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 15:49
المحور: الادب والفن
    


عن رواية جميل السلحوت: "جنة الجحيم"
محمود شقير
"جنة الجحيم" هو الجزء الثاني من رواية لجميل السلحوت سيتلوها جزء ثالث أو أكثر كما يبدو. وقد ابتدأها الكاتب برواية "ظلام النهار" التي صوّر فيها التخلف في مجتمع شبه بدائي، وها هو في هذا الجزء من الرواية يواصل التعاطي مع الموضوعة نفسها، موضوعة التخلف التي تحكم تصرفات الأفراد وتوجّه سلوكهم.
وفي تقديري، فإن هذا المنحى الذي اختاره الكاتب لروايته هو ما يمنحها تميزها، حيث لا بهرجة ولا ادعاءات حول سلوك الفلسطينيين في هذه الرواية. فالحقيقة تظهر عارية هنا مجردة من أي تنميق. والانتهازي يظهر على حقيقته، والمرشح للبرلمان يظهر أيضًا على حقيقته، فهو غير معني إلا بمجده الشخصي ورشوة الناس للظفر بأصواتهم التي من شأنها أن توصله إلى كرسي البرلمان، في حين أن ثمة مرشحين آخرين للبرلمان، ذكرهم الكاتب، لم يكونوا على هذه الشاكلة، بل إنهم تميزوا بالإخلاص للشعب ولقضاياه. غير أن الكاتب لم يجعلهم في مركز سرده الروائي، الذي استأثر به مرشح مفتقر إلى الوعي الصحيح، متناغم مع حالة التخلف التي يرصدها الكاتب، كما لو أنه يريد تطبيق المثل الشعبي القائل: "هيك مزبطة بدها هيك ختم".
وقد أضفت اللهجة العامية المطعّمة بالأمثال الشعبية حيوية على أجواء الرواية، وجعلت صدقها في التعبير عن نفسيات الشخوص متلائماً مع الهدف الذي تقصده الرواية: وهو تصوير التخلف وما ينتجه من سلوكيات ومواقف.
تختار الرواية أسلوب المشاهد المتجاورة غير المسترسلة ليتشكل منها في النهاية ما يشبه اللوحة البانورامية التي تقدّم لنا بعض جوانب الحياة في قرية فلسطينية هي السواحرة التي تحيا على تخوم مدينة القدس أواسط الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين.
ولا يبتدع الكاتب في روايته هذه إلا قليلاً من الأحداث والوقائع. فأكثر مادة الرواية هو رصد فعلي لوقائع وقعت في تلك المرحلة من حياة القدس ومحيطها القروي، مع بعض التصرف الذي يتناسب مع تحويل الوقائع الفعلية إلى أحداث روائية. ولقد أحسن الكاتب صنعاً حينما حرّف أسماء مرشحي البرلمان في تلك الفترة، وأبقى بعض لوازم تلك الأسماء لكي يعرفها من له إلمام بوقائع انتخابات العام 1956 للبرلمان الأردني، وفي ظني أن تحريف الأسماء كان لضرورة فنية، وذلك لكي يتمكّن الكاتب من تحويلهم، أي المرشحين، إلى شخصيات روائية، ومن التحدّث على ألسنتهم دون أن يتهمه أحد بأنه ينسب إليهم كلاماً لم يتفوهوا به، علمًا بأنه وقع في بعض الخلط تجاه الوقائع الحقيقية نفسها. ومن أمثلة ذلك أن الذي نجح في الانتخابات آنذاك هو الدكتور عقاب الزايد (يعقوب زيادين) وبأعلى الأصوات في منطقة القدس، وليس المرشح عبد الرحمن النعّاس (عبد الله نعواس) كما ورد في الرواية.
ربما كان عنوان الرواية ثقيلاً بعض الشيء بما له من دلالات دينية واسعة، بحيث جمع الجنة والجحيم معًا على غلاف كتاب واحد، ولم يقلّل من ذلك الثقل قيام الكاتب بإلقاء الضوء على دلالة العنوان في متن الرواية، معتبرًا العلم هو الجنة في جحيم هذا المجتمع المتخلف المحروم. وربما كان السرد الروائي متقشفاً مباشراً في صفحات غير قليلة والحوارات ممطوطة في بعض المشاهد. وربما كان من المناسب لو أن الكاتب رصد التطورات الإيجابية التي كانت تزخر بها القدس في تلك الفترة، سواء لجهة المدّ السياسي العاصف ومضامينه التقدمية، أم لجهة التطورات الاقتصادية والثقافية التي كانت ظاهرة للعيان آنذاك. صحيح أنه ورد في الرواية تطرق لذلك على نحو ما، لكنه ظل محدوداً.
غير أن نقد الرواية للتخلف ولاضطهاد المرأة وللانتهازية في المواقف يعتبر أمراً جيداً، وإن الانتصار للعلم وللتنوير يعتبر أمراً إيجابياً كذلك. وقد تضمّنت الرواية وصفاً لبعض الأماكن في القدس، علاوة على تصويرها لنـزوع بعض أبناء القرية إلى محاولة تحسين ظروفهم المعيشية عن طريق السفر إلى الأرجنتين (هنا تحريف آخر مقصود للوقائع، ذلك أن بعض أبناء القرية سافروا إلى البرازيل) ، وكذلك تصويرها للعلاقة مع الغرب، هذه العلاقة التي رمز إليها الكاتب من خلال استغلال براءة الفتى خليل بعلاقة جنسية غير متكافئة، وكذلك استثمار البحث عن الآثار لخدمة الأهداف الصهيونية في فلسطين. هذه كلها عناصر إيجابية تضمّنتها الرواية ما أسهم في توسيع الدائرة التي تتحرك ضمنها الشخوص التي منحها الكاتب الحق في التعبير عما في داخلها من مشاعر وتطلعات.
علاوة على كل ذلك، يمكن اعتبار هذه الرواية وثيقة صادقة، فيها رصدٌ لفترة من فترات حياة جزء من المجتمع الفلسطيني في عشرينيات القرن العشرين.
تحية للكاتب جميل السلحوت.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود درويش.. السيرة الذاتية بأسلوب مختلف
- حيرة وقصص أخرى
- غرف
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- أربع قصص قصيرة جداً
- رقص


المزيد.....




- إغناسيو ألفاريز أوسوريو: الحرب على غزة صراع استعماري وإسرائي ...
- بعد صفعه أحد المعجبين.. -الضحية- يطالب الفنان عمرو دياب بتعو ...
- بالفيديو.. نشطاء حقوق الحيوان يلصقون شخصية من فيلم كرتوني بر ...
- -ثقافة جنسية شاملة-.. مهندسون في -سبيس أكس- يقاضون ماسك
- فتح معبر رأس جدير بين ليبيا وتونس للحالات الإنسانية اعتبارا ...
- مصر.. محامي الشاب صاحب واقعة الصفع من قبل عمرو دياب يطلب ملي ...
- الحلقة الجديدة نزلت الآن.. شاهد مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 16 ...
- رهانات الحظ العاثر في -مقامرة على شرف الليدي ميتسي-
- تضم ثلة من المشاهير.. محكمة كويتية تبت في قرار منع مسرحية أث ...
- نجم مصري يتقمص دور -سفاح التجمع- (صور)


المزيد.....

- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - عن رواية جميل السلحوت: -جنة الجحيم-