الدب والدبلوماسية

محمد علوان العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 13:36
المحور: كتابات ساخرة
    

الدب والدبلوماسية
قالَ إعرابي: (إياك أن يَضِِْرب لسانك عُنْقَكْ)، وتقول العرب (المـلافِظْ سعد)، وقالـوا أيضا:(لا تَغْزُ إلا بِغُلامٍ قد غَزا)، وقالوا:(زاحم بعود أودع).
فذات يوم قام الدب مدافعاً عن وجه صاحبه ليطرد عنه الذباب، فَلَطَم وجهَهُ وكَدَمَهُ، وكسر وجنتيه وخدش خديه، فلا افلح بطرد الذباب، ولا انجد صاحبه.
لست ناقداً ولا حاقداً، ولكنني أجد أن الألسنة التي تنطلق من أفواه الحكومة جاءت خالية من عبق المُلَطِفَاتْ الدبلوماسية، و للأسف ، حتى العبارات المتداولة أكثرها بتراء وغبراء ، يستنكرها العاقل والجاهل ، ونظراً لكثرة تكرارها أصبحت جزءاً من كلام العامة ، يتبادلونها بقصد السخرية والاستهزاء ، فلا قول ينقذهم ولا تبرير يسعدهم ، والنتيجة ، فقدان الثقة ، وتفاقم الأزمة ، والترميم مكلف والقائم عليه مسرف ومجحف ، وضجيج الكلمات وتدحرجها لن يفلق الصخر ، ولن يشق البحر، وليست إلا صدى قد عدى ، يعود بالأذى والحقد والقذى .
سيدي المسؤول ، هناك بدائل ، فتريث !!! ، فَعُثر القولِ انكآُ من عُثْرِ الصمت ، ورب قول اشد من صول ، فحاول أن تتكلم بصفة الشخصية العامة ، حاول أن لا تخدش كرامة الوطن ، ولا تجعل من كلماتك جسراً يركبه المتطاول والمتخاذل ، وأحيانا كلمة (لا) تساوي ألف(نعم) ، وربما العكس ؟؟؟! سيدي المسؤول ، ما كان ضرك لو لبست ثوب التواضع ؟ ما كان ضرك لو حسبت نفسك إصبعاً بين الأصابع ، فخروجك عنها يسلبك معناها ، ووقوفك بينها يمنحك نجواها !
سيدي المسؤول ، إذا كان هَمُكَ الوطن ، فكن غِمداً وسيفاً ، غمداً تُحفظ فيك السيوف ، وسيفاً عطوفاً على الغمدِ رءوف؟؟؟
سيدي المسؤول ، فمن باب أولى ، أن لا تستخدم النار لإطفاء الحرائق ، ومن الأجدر أن لا تستخدم قولاً يُثِيرُ شهوة المارق والطارق ، ومن سوء التقدير شُرب السُم للتجربة ، فالمرحلة ليست مرحلة تجارب ، وتكاليف العلاج باهظة .
فقال أمينيموبي: (كن حازما في قلبك وثابتا في عقلك ولا تتحرك مع لسانك)،وكما قالوا :-
(كلمة واحدة للحكماء تكفي).

#محمد_علوان_العبادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات