مخاطر المياه المعباة في العراق

صفاء عبد الزهرة كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3428 - 2011 / 7 / 16 - 19:15
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

مخاطر المياه المعباة في العراق
م.م صفاء عبد الزهرة
ماجستير علوم بيئية
كلية الطب البيطري - جامعة القادسية

انتشرت المصانع المحلية للتصفية المياه في العديد من محافظات العراق دون وجود معايير قياسيه للحد من مضار البرومات من خلال تعقيم المياه والعصائر والألبان بمادة الأوزون "O3" باعتبارها طريقا لإيجاد مواد مسرطنة، جراء تفاعل الأوزون مع عنصر البرومات (BRO2) الموجود في الماء، مما ينتج عنه عنصر مسرطن يعرف باسم البرومات (BRO3)، لذا على وزاره البيئة العراقيه ان تلعب الدور الرقابي لتقليل من استخدام الأوزون في عملية التعقيم في كل منتجات مصانع المياه والعصائر والألبان من خلال اقامة دورات وندوات حول كيفية قياس مادة البرومات في المياه وكذلك تعليم اصحاب المعامل حول كيفية استخدام الاوزون اذ ان النسبه القياسيه الدولية للبرومات تبلغ 10 ميكرو غرام /لتر حيث اشارت الدراسات التي اجريت على ان عنصر البرومات اثتبت خطر الاصابة بالسرطان لمستهلكي المياه والعصائر والالبان التي يزيد فيها عن 20 في المائة ميكرو غرام/لتر، بحيث تصل نسبة الاصابة الى شخص في كل الف شخص، مطالبين بضرورة تقليل نسبة ميكرو غرام/لتر بحيث تقل عن النسبة المقررة في المواصفات العراقيه والبالغة 20 ميكرو غرام/لتر لتصل الى النسبة المطبقة في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي البالغة 10 ميكرو غرام/لتر.. اذ ان خطر الاصابة في السرطان يتركز في العبوات سعة 19 لترا والمنتشره بشكل واسع في العراق ، فيما تختفي المواد المسرطنة في العبوات الصغيرة. كما أن التحول نحو الاوزون للتعقيم عوضا من الكلور، جاء نتيجة الاضرار التي يخلفها الكلور على الكلى، فضلا عن كون الاوزون اكثر قدرة وسرعة على التعقيم بنحو 2000 مرة، بالاضافة الى ما يتميز به الاوزون من اختفاء من المياه في غضون ساعات قليلة، بخلاف الكلور الذي يبقى في المياه لفترة طويلة، كما ان اكثر المشاكل التي تواجه اغلب المصانع التي تعتمد على المياه في منتجاتها، تتمثل في عدم وجود الاجهزة القادرة على التحكم في الميكرو غرام/لتر في العراق.
وللوقاية من مخاطر استخدامات برومات البوتاسيوم الصحية التي أثبتها العلماء ننصح بمنع استخدام البرومات في الأغذية أو تعقيم المياه أسوة بتجربة بعض الدول مثل إنجلترا (عام 1990) وكندا (عام 1994) والسعودية (2000) وقد ناشدت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية FDA أصحاب المخابز بعدم استخدامها من دون أن تمنع استخدامها كلياً ، كما أن قانون حماية وتحسين البيئة العراقي لم يوضح الطريقة التي يمكن أن يردع بها صاحب المعمل لذا ينصح اما بتشريع قانون لمعالجه الموضوع او وقف المعامل بشكل مؤقت لحين اتخاذ الاجراءات اللازمه، كما ندعوا الى التأكد من كفاءة الموظفين العاملين في معامل الفحص والذين يقومون بتشغيل المعدات واختباراتها، إضافة لكاتبي التقارير، واشتراط أن يكون الموظف كيميائياً متخصصاً، حيث إن أي نتائج تحليل متأتية عبر طرق غير مثبتة ينبغي عدم الأخذ بها.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل