أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناصر طه - العرب وخرافات الموت المسموم















المزيد.....

العرب وخرافات الموت المسموم


ناصر طه

الحوار المتمدن-العدد: 1021 - 2004 / 11 / 18 - 07:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الان وبعد رحيل ياسر عرفات انطلقت الاصوات التي يحلو لها ان تؤدلج الموت! بعد ان اتخمت حياتنا بصفاقات الايديولوجيا الانحطاطية التي جرت وتجر كل هذا الخراب الذي يلف حواضر الامة العربية التي تضحك من جهلها الامم كما قال الشاعر الذي استطاع ان يقتنص هذه اللحظة الكونية ليختزلها في بيت من الشعر يفضح حقيقة لطالما نتهرب وتهربنا من مواجهتها ! حقيقة ان العقل السياسي العربي هو السبب الرئيسي والاساس في الانحطاط والتراجع الذي تعاني منه كل الشعوب العربية قاطبة لانه عقل موغل في الغرور الاجوف والاستعلاء والكبر ولا يريد ان يعترف بخطله وجهله ولهذا تراه يرمي بكل عيوبه وكوارثه المعرفية في خانه الآخر المتآمر ابد الدهر على هذه الامة !!
تنطلق الخطابات الاحزابية هذه الايام لتستغل في تخريجاتها المؤدلجة حالة التبرير الاعرج لمواقفها السياسية وانشطتها العملية البائسة على ارض الواقع ولهذا لم نفاجأ في الاشارات التي انطلقت قبل موت ياسر عرفات لتغزو العقل الشوارعي من خلال الترويج المسيس والمتمثل بالظن المؤامراتي القائل ان ياسر عرفات سيموت مسموما وكان الله قد كتب على هذه الامة ان لايموت قادتها الا على يد ما يشاع انه عدو الامة والمتآمر على احلامها القرونية المتمثلة بالفتوحات الغابرة ! نعم فالقائد فينا مخلد لايجرؤ ملك الموت على الاقتراب منه الا بالتواطئ مع العدو !!.
وبعد رحيل الختيار كان لابد للايديولوجيات التي اشاعت هذا الظن عمدا ان تعمل على تحويله الى يقين كي تمنح لاستمرارها دفقا اخلاقويا يبرر عدم تغيير ثوابتها ونظرباتها القائمة على منطق المواجهة الذي بات يتعثر امام كم الهزائم المخزية التي منيت بها هذه الامة من جراء تبنيه !! وهكذا فان تعزيز خرافة الموت العرفاتي السمَّوي يشكل دافعا جديدا للاستمرار في اللعب السياسي لهذه الحركات والتحزبات من اجل الحفاظ على مكاسبها المالية والسلطوية والجماهيروية ومن اجل تأمين بقاءها المهدد من قبل قوى المجتمع الدولي التي تسعى لاطفاء نار الفتن التي تثيرها وتؤججها تلك القوى الاحزابية ذات الخطاب الماضوي التراجعي الحالم باعادة - الاستعمار والامبريالية المتأسلمة والمتقومنة – فلاعجب اذن ان تنطلق الفضائويات الخاضعة لهيمنة هذا الخطاب الاسلاموي العروبوي المؤدلج في تكريس هذا التخريج الجديد- القديم من اجل التغطية على الخسارات البشرية والمادية التي الحقتها السياسات العرجاء لهذه الايديولوجيات بالشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة والمؤسف حقا هو ان تنطلي هذه الالاعيب على الجمهور العربي الذي غيب وعيه وعقله وانغمس من جراء التكرار الخطابي الضارب على الوتر الانفعالي القبلي في هذه اللعبة حتى اذنيه .
ولشعوبنا الغارقة اوجه خطابي هذا املا ان يقنعهم السيناريو الذي ساضعه حول الموت العرفاتي مستفيدا من خرافات هذه الايديولوجيات ولنرى ان كان هذا السيناريو سيجد من يصوت له بنسبة 99.99 كما نصوت لحكامنا !
السيد ياسر عرفات تعرض لجرعات من السم وباوقات متفاوته وهذا يجعلنا نشك في ان احد مرافقيه او من الرجالات الذين يتحلقون حوله قد تعاون مع العدو من اجل دس السم ! ولكن اليس من يختارهم عرفات اهل للثقة ؟ وبالتالي فمن الصعوبة ان يتم اختراقه بهذا الشكل المباشر وهذا يقودنا الى احتمال جديد ووارد وهو ان الخلافات بين عرفات ورجالاته ربما ستقود الى ايجاد ثغرة للعدو يخترقون بها الحصن العرفاتي من خلال اصدقاء دربه النضالي والذين يثق بهم - الشهيد المسموم - " وهو اقتراح شعاراتي نقدمه لهؤلاء بدون ثمن كي يستغلونه في المنبريات التي ما قتلت ذبابه" !! ومن المعقول ان يجد منافسوه والحالمون بخلافته شخصا مقربا لعرفات كي يدس له السم ومن هنا فامامنا حالة لابد من مواجهتها وهي ان يتم التحقيق مع كل القيادة الفلسطينية لانهم ليسوا بمنائ عن الشك والحال نفسه ينطبق على حركة حماس والجهاد الاسلامي فخلافات هؤلاء واضحة ومعلنة مع عرفات وبالتالي فان اختراقهم للرئيس معقول جدا ولان هاتين الحركتين مخترقتان من قبل اسرائيل والشواهد كثيرة ونحيل قارءنا العزيز الى قادتها الذين قتلوا وكيف وجدت الصواريخ طريقها اليهم عن طريق الادلاء من ابناء فلسطين وحتما هم من المقربين لهؤلاء القادة والا فليس من المنطقي ان يتم اصطيادهم بهذه السهولة بالرغم من كل الاحتياطات الامنية التي يتبنوها ، ولهذا فربما ايضا ان اسرائيل استغلت نفس الشخص الذي استغلته حماس او منظمات اخرى مثلا لاختراق الرئيس واخترقت الاثنين معا ولا تستغرب عزيزي القارئ لان ما اقوله غاية في المعقولية والواقع يثبته كحقيقة رأينا مثيلاتها بأم اعيننا اليس كذلك ؟ وهناك احتمال اخر ايضا اشير اليه على عجالة لانه بعيد التحقق بالرغم من امكانية تحققه وهو ربما ان سيدة فلسطين الاولى سها عرفات اخترقت من قبل اعداء الرئيس الراحل وهم كثر ولا ينبغي ان ننخدع بان الرئيس له عدو واحد فهناك اعداء في الداخل وفي الخارج وربما يكون قد لعب هذا الاختراق دوره في فرنسا وانهى حياة الرئيس بهذه العجالة اي ان فرنسا الصديقة للعرب ايضا لها يد في الموت العرفاتي ولا استغرب ان طلع علينا شيراك ليقول بعد ان يقرأ هذه السطور وبعد ان سمع ما طرح على الفضائويات – خير لا تسوي شر ما تلقى – أريتم كيف ان هذه الخرافة التي يريدون الصاقها بالعدو قصدا ستجعلهم جميعا في موضع الشك والاتهام !! والكل ينبغي ان يحقق معه وان يستجوب وخصوصا من اطلق هذا السيناريو المعد سلفا من اجل التعمية وتبرير خطل السياسات التي تنتهجها الايديولوجيات وبؤسها ، فلو صح هذا السيناريو ! فلا ينبغي ان نحاسب اسرائبل وحدها ونتهمها بالقتل ، خصوصا والحرب معلنة ! بل يجب ايضا محاسبة كل هذه الحركات وتحميلها مسؤولية موت عرفات لانها ساهمت بشكل مباشر في تأمين تغرة لاختراق الحصن العرفاتي ومن بساعد العدو فهو عدو مثله.
اذا صدقتم وصوتم لها السيناريو كما صوتم لخرافة موت عرفات مسموما من قبل اسرائيل فقد عدلتم وحكمتم العقل في ذلك وان لا !! فابشروا ببقاء الوضع على ماهو عليه من تراجع وانحطاط ولنقرأ السلام على ما تبقى لنا من عقل ووعي وادراك! ان بقي منهم شيئا .



#ناصر_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الفقهاء اصحاب الفضيلة !! فتواكم باطلة جملة وتفصيلا
- ردوا عليها يا فقهاء التفجير والتفخيخ
- رؤى متأخرة لحركة الاكثرية الخاسرة


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناصر طه - العرب وخرافات الموت المسموم