أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر طه - الى الفقهاء اصحاب الفضيلة !! فتواكم باطلة جملة وتفصيلا















المزيد.....

الى الفقهاء اصحاب الفضيلة !! فتواكم باطلة جملة وتفصيلا


ناصر طه

الحوار المتمدن-العدد: 1013 - 2004 / 11 / 10 - 11:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


واخيرا وبعد ان اقتربت ساعات الحسم في المدينة الخارجة على القانون وعلى الاجماع العراقي ارتفعت عقيرة اؤلئك الذين يتماثلون مع ارباب الارهاب الفلوجي مذهبيا لتطلق فتوى احتيالية تذكرنا بحيلة رفع المصاحف المعاوياتية- العاصيّة ( نسبة لمعاوية وابن العاص ) من اجل نعزيز الفكر السلفي الذي ينتمي اليه شق اساسي من تيار الاسلام المتسيس والذي يتموضع واقعا في سلوكيات واجتهادات ابن لادن واتباعة والزرقاوي ومن تحالف معه من شراذم الفكر القومي المتبعثث وكل هذه الجموع الضالة انما تجد تبريرا لافعالها الاجرامية من خلال المرجعيات الافتائية ويضمنهم هؤلاء الاساطين الستة وعشرون وهم الاساس النظري للفكر الديني المتطرف والذي يكفر كل من ليس على شاكلته !! وعجبا لهم ولهذا التوقيت الذي اختاروه لاطلاق احتيالهم الافتائي هذا والاعجب هو صمتهم الاخرس وكأن على روؤسهم الطير حين كان القانون والاجماع العراقي في مواجهة شرسه دارت احداثها في النجف الاشرف !! واذا كانت بيضة الاسلام ( والتي تختزل في المدينة السلفية المتماثلة في التمذهب معهم ) كما يتوهمون تتعرض للكسر الان فقط فما بال هذه البيضة لم تجد لها نصيرا افتائويا في مدينة النجف المتقاطعة مذهبيا معهم !؟ الجواب واضح وبين ولاحاجة لنا في تكرار اصل الاختلاف والتناحر في امة يزعم كل طرف فيها انه الوريث الشرعي الاوحد لنبيها الكريم ! وبودي لو يجيبني هؤلاء الذين يتوهمون انهم ورثة السلف الصالح على هذا السؤال البسيط والواضح !! هل يرى هؤلاء العلماء الذين يتحدثون عبر فتواهم هذه عن العراق المسلم وضرورة حماية هذه الهوية التي يرون ان الغرب الكافر يريد القضاء عليها اقول هل يرى هذا الجمع الافتائوي ان شيعة العراق مسلمون ؟؟ .
وانا اقول اتحداهم جميعا ان اقروا بصحة اسلام الشيعي العراقي علنا !! ولانني اجزم ان لا احد منهم يقر بذلك على الاقل حتى وقت كتابة هذه الاسطر !! فانني انطلق من هذا الجزم المعروف لديهم ولدى الجميع لأقرر ان العراق الذي يطلقون جزافا عليه سمة الاسلامي هو ليس عراقا اسلاميا بالمعنى الذي يريدون تعميمه على الجموع العربية الاسلامية دون دليل !! فالعلماء هؤلاء لايقرون بصحة اسلام الشيعي العراقي نهائيا ولان الاغلبية في العراق هم من الطائفة الشيعية واذا اضفنا اليهم الاكراد الذين ينتمون لايديولوجيات يكفرها هذا الجمع العشرينوي وبحساب المسيحيين والصابئة واليزيدين فانه لايبقى في العراق ممن يعد في نظر هؤلاء مسلما الا امراء الفلوجة وممن يعتقد مذهبيا باعتقادهم وهم اقلية بكل ما للكلمة من معنى شاء اصحاب الفضيلة ام ابوا !! فباي منطق اطلاقي افتائي تريدون تضليل الجماهير وباي تبرير اقناعي يرتدي ثوب الخطابة والانشاء تريدون منا تصديق واتباع فتواكم الانحيازية والاحتيالية هذه !؟ مالكم كيف تحكمون .؟
وتعال عزيزي القارئ لنمعن النظر قليلا في الفتوى ولنرى حقيقة بطلنها وانحيازها للباطل على حساب الحق والواقع .
في الفقرة الاولى من ديباجتهم المقرأنة وهو اسلوب لطالما تعودنا عليه من اجل تبرير اجتهاداتهم السياسية والباسها مسوح التدين والتقى يدعواصحاب الفضيلة المتحيزة مذهبيا بعد استطراد انشائي خطابي في الاخلاقيات اهل العراق لاقتفاء سنة النبي الكريم محمد ( صلعم ) وهم بهذا يقررون سلفا ان سنته صلوات الله عليه هو ما يعتقدونه هم انفسهم فقط فمن توافق واياهم عد من المسلمين المؤمنين ومن اختلف معهم فقد افترق خارجا عن ملتهم !
ثم يدعون الناس الى التعاون وامضاء العدل فيما بينهم وهذه لعمري نصيحة ينبغي ان يتوجه بها اصحاب الفضيلة الى ارباب الفلوجة الاقلية اولا فالعبرة باجماع الامة العراقية وهؤلاء هم من خرج على الاجماع والواقع يشهد على ذلك فشمال وجنوب العراق يختلف معهم في طرق المواجهة واساليب بناء العراق الجديد والشرذمة الفلوجية هم من شق عصا الاجماع ومن قرر دون اي احترام للشورى والمشورة ان يخرج على رغبة الامة العراقية ويدوس عليها بنفس المنطق الاعرج الذي كان الخوارج يعتمدونه في خروجهم على السلطان السلفي اليس كذلك با اصحاب الفضيلة ورثة السلف !؟ ام ان قياسنا فاسد وقياسكم صالح افتونا مأجورين او لوذوا بالصمت كما لذتم على جور سلاطينكم .
وفي الفقرة الثانية تتحدثون عن الظروف الراهنة وضرورات فهم الواقع وتتحدثون عن قوة العقل تأويلا لقوله تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة .....) واجتزأتم كعادتكم في تبرير خطاباتكم وأولتم القوة بالعقل دون غيره ضاربين بعرض الحائط رباط الخيل وارهاب العدو ولن نستطرد في هذا الاختلاف التفسيري كثيرا لكي لا يمل القارئ العزيز !! وحددتم ان الاختلاف في رؤية الواقع هي اس المشاكل ونحن معكم في هذا على اقل تقديرولكننا نرى الاقلية التي تدفعون الناس دفعا لحمايتها ومساندتها هم من اختلطت عليهم رؤى الواقع وهم من خالف الاكثرية وهاجمها وقتل منها من قتل بحجة رفع راية الجهاد ورأينا كيف ان هذا الجهاد لا يفرق بين العدو وبين الاخ بل ان ضحايا الجهاد هذا جلهم من العراقيين لا من العدو ام تراكم ستتفقون معهم في ان قتل العراقي المخالف في المذهب والدين هي سنة من سنن امراء الفلوجة والتي اختزلتم في اجتهاداتهم الخوارجية سنة محمد فيها وهذا واضح تماما في دعواكم الباطلة شرعا وخلقا في الوقوف معهم ليت شعري بم يمكن وصف منطقكم هذا ؟
اما فقرتكم الثالثة فهي دعوى ظاهرة للفوضى والتحارب بين ابناء البلد فتعميم حالة الجهاد دون تقييد انما هو تأويل اعرج لمنطق الرسالة وتبرير مكشوف لما يفعله الارهابيون في العراق من قتل واستحلال للدماء العراقية اولا كما اثبت واقع مقاومتهم المزعومة ودعوتكم في الفقرة الرابعة تأكيد على خطل اجتهادكم وانحيازه الواضح والمفضوح لمن يتماثل معكم مذهبيا فقد حرمتم كل فعل يناهضهم وكأنهم هم الحق كله والعراق اللباقي كله هو الباطل ولم تتجرأ فضيلتكم على لجم فعل هؤلاء الرعاع وتقييد اعمالهم الاجرامية وحصرها بحيث لا تطال الناس من المدنيين والابرياء !! ولم لا فالتترس حيلة جاهزة وشعار قابع تحت العمائم سرعان ما تشهرونه بمن يحتج على وصفاتكم الافتائية التي ما انزل الله بها من سلطان !!
وهكذا جاء تحريمكم في الفقرة الخامسة تعميما لا علاقة له بقراءة الواقع العراقي ومتغيراته التي تدولنت ولكن تريدون تطبيق ما افتيتم به قسرا ودون اعتبار لما يفعله ازلامكم واتباعكم في الفقه نظريا ونقصد بهم اتباع الزرقاوي الذين يطبقون نظرياتكم على ارض الواقع العراقي بل ولا نجد غضاضة في اعتبارتحريمكم هذا تحريضا للناس ودفعا لهم للهلاك والموت وانتم ابعد ما يكون عن فهم الواقع العراقي واخر من يحق له التدخل فيه ولكن ماذا نقول لمن يتصور انه ورث الارض ومن عليها وبالتالي راح يملي وصايته على الناس باسم الله البرئ مما تفعلون !.
اما فقرتكم السادسة فهي الفضيحة بعينها لانكم قيدتم الايمان فيها تقييدا كارثيا عندما صورتم للناس ان امراء الفلوجة هم من المؤمنين وحصرتم الاحاديث النبوية الشريفة فيهم دون غيرهم وتأولتموها كما يحلو لكم فقتل هؤلاء حرام قاطع وقتل هؤلاء للناس بسلاح التفخيخ حلال بيّن وتجاهلتم حقيقة ان من بدأ بقتل الناس العزل هم هؤلاء الشراذم الذين تدعون الناس لمساندتهم وهي دعوى واضحة لتكريس القتل والتقتيل وتبرير قتل النفس التي حرم الله ! بجلباب الجهاد المتخم بالثقوب .
الفقرة السابعة جاءت على مايبدو تغطية مائعة لافعال هؤلاء ودعوى توسلية من اصحاب الفضيلة لكي لا يوغل ابنائهم في المذهب في تشويه الدين وفضح حقائق الاسلام السياسي اكثر ذلك وهي من باب آخر ترضية اعلاموية لما يحدثه التطبيق العملي لتعاليمهم واجتهاداتهم في بلدانهم .
الثامنة وحديثها عن وحدة العراق ايضا يخالف اصحاب الفضيلة الواقع وينكرون ان من يسعى الى تمزيق العراق ونشر الامارات المتأسلمة هم هؤلاء الذين حولوا الفلوجة الى امارة طالبانية جديدة ولا ندري ما اذا كان في جعبة اصحاب الفضيلة فتوى تبرر جز شعر النساء العراقيات في الفلوجة وغيرها من المناطق التي يهيمن عليها المنطق السلفي المتاسلم ذاته الذي يسوقه الينا العلماء الافاضل او اقامة المحاكم التي تقرر ذبح هذا وطلب الدية من ذاك باسم الشرع وبعنوان السنة النبوية المطهرة !!؟؟
ام ان هذه الافعال التي تمارس من قبلهم هي الوجه الحقيقي لراية الاسلام التي تطلبون منا الانضواء تحتها وبقيادة المجاميع التي تطبق فتاويكم حرفيا وتتبعها اتباع المذعن الذليل ؟ وحديثكم عن كف الطوائف بعضها عن بعض وتكريس المصالحة !! يعد ذرا للرماد في العيون التي تشاهد يوميا في العراق من يمد يد المصالحة لترتد اليه مقطوعة بعبوة متفجرة غادره وجهادي متمنطق بالاحزمة الناسفة لايرى غضاضة في جعل الانسان الذي خلقه الله في احسن تقويم مجموعة اشلاء متناثرة ! اما عن تشخيصكم الذي نرى من وراءه حسرة على خسارتكم المناصب والكراسي السلطوية والذي تصفونه بالوضع التاريخي الذي مرت عليه قرون فاعلموا سادتي ان هذا الوضع الذي تريدون الابقاء عليه واستعادته فقد ولى الى غير رجعة لانه وضع حمل معه الظلم والاستبداد والقهر وتخفى قرونا وراء شعارات تطبيق السنة النبوية واقتفاء اثر السلف الصالح ولا ترغمونا على التفصيل ونشر الغسيل كله فالله حليم ستار .
تاسعتكم سادتي دعوة لتطبيق ما يحارب مجتمعكم الان وما انتجه المسجد السلفي من كوارث مجتمعية وسلوكيات تموضعت في الارهاب الحقيقي الذي ضرب ويضرب بلدكم ويهدد امن بلد الامان وبلد محمد (صلعم ) فلا تجعلوننا نصفكم بالظلم وانتم تريدون منا مايرفضه ويحاربه مجتمعكم فمن تجرأ على تفجير المناطق الآمنة في الرياض يعد صنوا بل ابنا واخا لمن يقود ما تسمونه ظلما بالمقاومة فاتقوا الله فينا وفيكم وارحمونا بصمتكم رحمكم الله .
اما عاشرتكم فكنا نتمنى عليكم ومنكم ان توجهوا قدراتكم الافتائية ونصحكم الرشيد لامراء الفلوجة ومن لف لفهم لان التراحم والنصرة موجودة في العراق في شماله وفي جنوبه والكل يعمل من اجل حقن الدماء وايقاف نزيف الدم الذي يتسبب به ابنائكم ومن يتبعكم في المذهب وهم اولى بالنصح والارشاد لانهم الاقلية القليلة التي خرجت عن اجماع الامة العراقية وهم الذين يريدون تمزيق الصف وارهاب الناس وهم من يكفر كل من يخالفهم الرأي والله على ما نقول شهيد وانتم تعرفون هذا قبل غيركم .
ختاما نأمل من اصحاب الفضيلة ان لا يتعجلوا وان لا يتدخلوا في الشأن العراقي وينحازوا لفئة على حساب الفئات الاخرى والا فان اهل العراق ادرى بشعابهم كما اهل مكة ادرى بشعابها والله المستعان على ما تصفون .
ناصر طه
[email protected]



#ناصر_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردوا عليها يا فقهاء التفجير والتفخيخ
- رؤى متأخرة لحركة الاكثرية الخاسرة


المزيد.....




- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...
- مين مستعد للضحك واللعب.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 20 ...
- «استقبلها وفرح ولادك»…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ك ...
- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر طه - الى الفقهاء اصحاب الفضيلة !! فتواكم باطلة جملة وتفصيلا