أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود العكيلي - حقائق لايعرفها البعض عن مسيرة ثورة 14تموز 958 /راي مستقل من قلب الحدث















المزيد.....

حقائق لايعرفها البعض عن مسيرة ثورة 14تموز 958 /راي مستقل من قلب الحدث


محمود العكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 22:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رأي مستقل
من قلب الحدث
حقائق لايعرفها البعض
عن مسيرة ثورة 14 تموز 1958
محمود العكيلي
صحفي/ بغداد


يستذكر العراقيون في شهر تموز من كل عام ذكرى عزيزة على قلوبهم ..زرعت في نفوسهم الفرح عند اطلالتها وتركت في اعماقهم الحزن بعد غيابها .. انها ثورة 14 تموز عام 958التي تطل علينا ذكراها الثالثة والخمسين .
كانت حقا ثورة الشعب..عشت شخصيا احداثهامنذ ايامها الاولى (وانا معلم) وكنت شاهدا على تلك الاحداث.. لذا ارى ان الواجب الوطني يدعوني اليوم لكشف ماكان غامضا على البعض في تلك الحقبة اذ ان الكثيرين لم يتعمقوا في دراسة الاوضاع التي رافقت الثورة من خير او شر او اخطاء متراكمة ..!
فقد شوهت الحقائق وضاع معضمها مع الايام او دفنت مع اصحابها .. فرايت من المناسب ان اضع امام القاريء الكريم معلوماتي المتواضعة عن الاحداث التي عشناها في تلك الحقبة من الزمن ناقلا لهم الحقيقة براي مستقل بعيد عن الحزبية والعواطف .. ومعلوماتي تلك قد تغيض البعض لكنها تفيد التاريخ ..!
فكما هو معروف للجميع ان ثورة 14 تموز المجيدة انبثقت نتيجة لنضال الشعب العراقي لسنوات طويلة ضد الاستعمار البريطاني وعملائه في الداخل الذين حكموا العراق انذاك، وقدم الشعب من اجل نجاح الثورة الكثير من الضحايا في المظاهرات والاضرابات التي توالت في الاعوام التي سبقتها .. ودفع ثمن تلك التضحيات سجنا واعداما وتشريد..!
وكان من حصيلة ذلك النضال انبثاق جبهة الاتحاد الوطني عام 957التي ضمت الاحزاب المعارضة للحكم وبعض الشخصيات الوطنية ، ورفع الجميع شعار اسقاط الحكومة واعلان الحكم الجمهوري ، ووقعت على ميثاق الجبهة الاحزاب التالية :
1/ الحزب الشيوعي العراقي .
2/ الحزب الوطني الديمقراطي .
3/ حزب الاستقلال .
4/ حزب البعث العربي الاشتراكي.
واصبح لكل حزب من تلك الاحزاب خلايا تنظيمية تعمل بين صفوف القوات المسلحة تشكل منها تنظيم (الضباط الاحرار) بالصيغة الاخيرة انذاك واختير الزعيم عبد الكريم قائدا لذلك التنظيم فخطط مع نخبة منهم تنفيذ الثورة في صبيحة 14 تموز 958
واتذكر جيدا ان الحزب الشيوعي اصدر بيانا سريا قبل الثورة وبالتحديد يوم 12/7من العام ذاته دعا فيه الشيوعيين الى اليقظة والحذرلان العراق قادم على حدث سياسي خطير .. وبالفعل دخل الحزب الشيوعي في حالة انذار قصوى خلال اليومين الى ان تم اعلان الثورة في 14 /7باذاعة البيان رقم 1 من راديو بغداد.
وقد التفت جميع القوى الوطنية حول الثورة لمساندتها من اجل نجاحها ، وكان الحزب الشيوعي اكثرهم حماسا للسيطرة على الشارع من اجل ضمان نجاح الثورة بوصفه كان الاكثر ضررا واضطهادا من قبل النظام المباد كونه صاحب تجربة سياسية من خلال مسيرته الطويلة في النضال .
وبعد نجاح الثورة واستقرارها شكل الزعيم عبد الكريم قاسم حكومته واعلن اسماء وزرائه .. فاصبح هو رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ، ووزع الوزارات بين رجال مستقلين معروفين بوطنيتهم واخرين من الاحزاب التي شكلت جبهة الاتحاد الوطني المشاركة في التخطيط للثورة .
الا ان الغريب في الامر ، انه حرم الحزب الشيوعي من حقه الوزاري رغم انه كان الطرف الاقوى في الجبهة وكان معظم انصاره ومؤيديه هم الانشط في القوات المسلحة الذين ساهموا في عملية تنفيذ الثورة .
علما انه اعطى لحزب البعث العربي الاشتراكي وزارة الاعمار (بالرغم من حداثة تكوينه وقلة تنظيماته في الجيش انذاك )، وكلف فؤاد الركابي مسؤول الحزب ليكون وزيرا لها .
وبرغم تلك العزلة للحزب الشيوعي منذ الايام الاولى للثورة الاانه ظل متمسكا بها ومخلصا لقيادتها المتمثلة بالزعيم عبد الكريم قاسم .
ومرت اكثر من سنه على ذلك المنوال فاطلق الشعب العراقي شعارا ردده بصورة عفوية في احدى المناسبات الوطنية مطالبا الزعيم بضرورة اشراك الحزب الشيوعي في الحكومة واعطائة الفرصة للعمل بصورة رسمية ..وردد المتظاهرون هتافهم (عاش زعيمي عبد الكريمي ..حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي).
وقد اوضحت قيادة الحزب في حينها انها لم تطرح ذلك الشعار وانما هو مطلب للجماهير وصدر منها بصورة عفوية .
واستجاب الزعيم اخيرا لتحقيق ذلك المطلب الجماهيري وعهد للحزب الشيوعي وزارة البلديات التي اصبحت الدكتورة نزيهة الدليمي وزيرة لها .
وفي تلك الحقبة بدأت المخاوف تنمو في ذهنية عبد الكريم قاسم من توسع نفوذ الحزب الشيوعي واخذ يلمح في خطاباته بالخطر الشيوعي من طرف خفي ..!
وكان المقربون له في وزارة الدفاع من الضباط القوميين وبعض قادة الفرق العسكرية ينقلون له مباشرة صورة مشوهة عن الحزب الشيوعي واطماعه في استلام السلطة عن طريق ثورة يستعد لها الشيوعيون انذاك .
وكان مسؤول الاستخبارات العسكرية رفعت الحاج سري ذو الاتجاه القومي يرفع الى عبد الكريم قاسم تقارير ملفقة عن وجود خلايا شيوعية في الجيش تعمل بين الجنود للقيام بثورة مسلحة ..كما لعب مدير الامن العام عبد المجيد جليل دورا قذرافي رفع التقارير المفبركة الى الزعيم مباشرة ذكرفيها نشاط الشيوعيين للقيام بثورة تطيح بالحكومة قريبا ، كما ذكر في تقاريره اسماء الضباط الشيوعيين واصدقائهم في وزارة الدفاع من اجل ابعادهم عن مناصبهم المهمة في الوزارة ومحاولة طردهم من الجيش نهائيا لكي تخلو الساحة للمتامرين من العناصر (القومية والرجعية )، فينفذوا خطة التامر على الثورة وقيادتها بسهولة .. وقد نجحت خطة مدير الامن العام في ذلك الجانب بتاثيره على الزعيم وجعله يصدق تلك الاكاذيب المفبركة فابعد الكثير من الضباط الاحرار (من الذين كانت ميولهم يسارية ) عن وزارة الدفاع .
وتلك المعلومات الوثائقية الدقيقة يؤكدها الدكتور عبد الفتاح علي البوتاني في كتابه (دراسة تاريخية عن ارشيف مديرية الامن العامه 958-963) الصادر عام 2010من الاكاديمية الكردية في اربيل .
وبما ان الزعيم عبد الكريم قاسم تربى على عقلية عسكرية تحب السيطرة الفردية ولم تكن له تجربة سياسية سابقة ، لذا تمت خديعته بسهولة بالتقارير الكاذبة الصادرة من دوائر الامن والاستخبارات والمخابرات ، وكانت تلك الدوائر تعمل ضد نظامه بالخفاء .
لكن المؤسف انه صدق بادعائاتها فاحتاط لنفسه ولحكمه من الخطر الشيوعي المزعوم ..!!
وهنا بدات الخلافات تدب في مسيرة الثورة واصبحت اكثر علانية بعد منتصف عام 959،اذ بدات تصريحات الزعيم تدين الحزب الشيوعي علنا في وسائل الاعلام ..فمرة يتهمهم بالفوضوية واخرى بالعمالة للاجنبي في خطاباته المتكررة وبصورة غير مباشرة .
ثم اعلن رسميا الغاء وحل جميع المنظمات الشعبية والديمقراطية التي اشرف على تشكيلها الحزب الشيوعي وفي مقدمتها : الشبيبه الديمقراطية ،و انصار السلام ، ولجان الدفاع عن الجمهورية ، ورابطة المراه.
وكانت مهمة تلك المنظمات العمل على حماية الثورة من التامر ، وتوعية ابناء الشعب بضرورة الالتفاف حول الثورة وقيادتها الوطنية بزعامة عبد الكريم قاسم .
لكن قاسم لم يكن منصفا مع اصدقائه بالمعنى المطلوب وهم الذين وقفوا الى جانبه في احلك الظروف وضحوا بانفسهم من اجل الدفاع عن ثورة تموز وعنه شخصيا عند حدوث المؤامرات التي توالت للاطاحة بالثورة .
فكانت المكافأه لهم انه احال الكثير من الشيوعيين ومن اعضاء المنظمات الشعبية الى المجالس العرفية المعروفة بمعاداتها للشيوعية لتحكم عليهم تلك المجالس بالسجن او الاعدام بتهم ملفقة اداها شهود الزور من العناصر الاقطاعية والرجعية المتضررة من ثورة تموز ،او من المكلفين بتادية الشهادات المزورة في دوائر الامن لاجل الحاق الاذى بالعناصر الوطنية المؤازرة للثورة ..!
وبعد ان وصل السيل الزبى بمطاردة مؤيدي ثورة تموز من قبل الاجهزة الامنية لاسيما المعلمين منهم الذين تكررت اعتقالاتهم بدون سند قانوني وبتوصية ملحة من قبل قائد الفرقة الاولى (سيد حميد الحصونه) المعروف بمعاداته للشيوعية، وكان المسؤول عن ادارة سبعة محافظات في الوسط والجنوب باعتبار ان الحكم كان عسكريا ،حتى انه قام بمنع صحيفة (اتحاد الشعب )لسان الحزب الشيوعي العراقي من الدخول والتوزيع في تلك المحافظات .
ونتيجة لتلك الظروف الشاذة ، شكلت نقابة المعلمين في ذي قار وفدا (كنت احد اعضائه) لمقابلة السيد عامر عبد الله (عضو اللجنه المركزية للحزب الشيوعي والشخص المقرب للزعيم عبد الكريم قاسم)، فشكونا له معاناة المعلمين من شيوعيين ومستقلين بسبب الاعتقالات المتكررة بتهم ملفقة ضدهم من قبل دوائر الامن وطلبنا منه عرض تلك الحالة على الزعيم عسى ان يجد حلا لها .
وبعد المناقشة الطويلة معه ، طلبنا ايجاد حلا جذريا يتبناه الحزب الشيوعي لصد تلك الهجمة الشرسة على العناصر الوطنية ، فردعلينا غاضبا وبعصبية قائلا " هل تريدون ان يقوم الحزب الشيوعي بانقلاب على حكومة وطنية ؟يجب ان تفهموا ان مباديء حزبنا تلزمنا بدعم الحكم الوطني والحفاظ عليه وعليكم تحمل الاعتقالات في هذا الظرف لحينما يصلح الزغيم موقفه اتجاهنا "..!!
فاضطررنا للانصراف دون تضميد الجراح ورضي المعلمون بالاعتقال وكانه من دعائم الثورة الوطنية .
علما ان الزعيم عبد الكريم قاسم كان على علم تام بما يجري من مطاردة للعناصر الوطنية من خلال الشكاوى التي نشرتها الصحف المحلية في كل يوم ومنها صحيفة اتحاد الشعب ، الا انه كان يغض الطرف عما يحدث من اجل ارضاء الجانب الاخر المعادي لحركة اليسار لاسيما الضباط الكبارالمحيطين به في وزارة الدفاع من ذوي الاتجاه القومي او الرجعي .
وفي ذلك الظرف الصعب ، بدا الوطنيون يلومون انفسهم لما تحملوه من مشاق في ظل حكم وطني كانوا يتوقون اليه ، ولم يكن في حسبانهم ابداان الاجهزة الامنية تطاردهم علنا ولديها تهم جاهزة ملفقة ضدهم ،وان قائد الفرقة الاولى لايهدأ له بال الا باعتقال المزيد منهم ، وان الحزب الشيوعي يطلب منهم الصمود والصبر في المعتقلات من اجل الحفاظ على الثورة !! وان الزعيم عبد الكريم قاسم لايسمع استغاثة المضطهدين وهم بذات الوقت لايستطيعون مقابلته في وزارة الدفاع ، اذ يطردهم جلاوزة الانضباط العسكري من الباب الخارجي !!.
وهكذا ظلت العناصر الوطنية تعاني الامريين لسنوات عدة وعاشت بين المطرقة والسندان !!
ربما لايصدق البعض كلامي هذا او يعده غريبا لعدم سماعه به سابقا او لانه لم يعش في تلك الحقبة، لكني اؤكد صحة تلك الحقائق لكوني شاهد اثبات فيها .. فقد سجنت عاما واحدا من قبل المجلس العرفي العسكري الاول عام 961 بتهمة لم يعقلها احد ،كانت في نظري دليلا على وطنيتي لكنها عدت بنظر المجلس العرفي فوضى وتجاوز على القانون ..!!
فالتهمة كما سمعتها من رئيس المجلس (شمس الدين عبد الله) اني كنت اقود مظاهرة فلاحية كبيرة في الذكرى الاولى لثورة 14 تموز أي عام 959 وكنت اهتف مع الفلاحين انذاك بحياة الزعيم عبد الكريم قاسم لكن تلك المظاهرة لم تكن مجازة من قبل السلطة المحلية واعتبرت مخالفة للقانون وللمادة 31 منه والتي تقضي بالحبس الشديد!! ولازالت اوراق القضية موثقة في دار الكتب والوثائق في بغداد .
وبعد ايداعي في سجن الكوت عام 961 ، وصلت الى السجناء السياسيين نشرة سرية من الحزب الشيوعي جاء فيها "ان عدد السجناء والمعتقلين من الشيوعيين واصدقائهم بلغ اكثر من عشرين الف شخص" !! فضج السجناء قائلين بغضب :أي حكومة وطنية وديمقراطية تلك التي كنا نصفق لها بحرارة ونهتف بحياة زعيمها الاوحد "ماكو زعيم الا كريم "ثم ندخل السجن مرغمين ؟؟عندها تذكرت مااوصانا به عامر عبد الله في مقابلته السابقة فترحمت على قوله!!
صحيح ان عبد الكريم قاسم كان وطنيا معاديا للاستعمار ، وانه نزيه حتى النخاع ، وانه رجل بناء واعمار ، وانه نصير الفقراء ، وانه عطوف جدا حتى مع من اساء اليه من المتامرين مطبقا سياسته الخاصة (عفى الله عما سلف)، ولكن بالتجربة ثبت فشل سياسة العفو مع زمر التامر التي كانت لاتقدرها واعتبرتها ضعفا من جانب الزعيم فشجعتها على التامر اكثر .
ورغم وطنيته كان غير موفق في ادارة العملية السياسية بسبب اعتماده على سياسة الموازنه بين اصدقاء الثورة واعدائها وسار على خطة التنكيل بالاصدقاء عسى ان يرضى عنه الاعداء !!
ومن سياسته ايضا ، انه امتنع عن منح الحزب الشيوعي العراقي /جماعة اتحاد الشعب اجازة للعمل العلني اسوة بالاحزاب الاخرى وفق قانون الاحزاب بالرغم من معرفته جيدا ان الحزب الشيوعي كان حليفه الصادق والامين وله مواقف وطنية مشهودة وكان من اقدم الاحزاب السياسية في العراق (تاسس 1934)، لكنه منح بالمقابل اجازة باسم الحزب الشيوعي العراقي لشخصية لاعلاقه لها بالحزب في ذلك التاريخ وهو (داود الصائغ ) الذي كان منشقا عن تنظيم الحزب الشيوعي منذ سنوات ومفصولا من الحزب بسبب افكاره الانشقاقية .
وبعد ان فتح الصائغ مقرا لحزبه في بغداد بمساعدة الحكومة ماليا ، فانه فشل فشلا ذريعا اذ لم يمر على مقر الحزب احد لان الناس كانت تعرف انه لايمثل الشيوعيين الا انه احتفظ بالقطعة المعلقة على اعلى البناية باسم الحزب الشيوعي العراقي ..!!
وكان الزعيم على علم بذلك لكنه اراد ارضاء القوى الاخرى المناوئة للشيوعية حتى لايقال عنه انه شيوعي او صديقا للشيوعيين ،ولكي يدحض الاشاعة التي روجها اعداؤه القائلة " ان عبد الكريم قاسم شيوعي واسمه الحزبي مطر " ، وكانت اذاعة صوت العرب من القاهرة تذيع تلك الاشاعة عن قصد بين يوم واخر بدفع من العناصر القومية في بغداد .
ومن الامور الاخرى التي اراد بها الزعيم تقليص نفوذ الحزب الشيوعي بين الطبقة العاملة التي تعتبر من اوسع جماهير الحزب الفاعلة والمساندة لثورة تموز .. فقد القى خطابا مساءيوم 30/4/959في نقابات العمال وبحضور ممثلي الاحزاب الوطنية بمناسبة ذكرى عيد العمال العالمي فقال مخاطبا العمال " ابتعدوا عن الاحزاب فانها رجس من عمل الشيطان " !!
وقد ثبت ذلك القول في كتاب (سلام عادل ، سيرة مناضل ،ج2،ص7).
فكان ذلك التصريح مفاجأه للحزب الشيوعي وللقوى الديمقراطية كون الزعيم اعلن عن رايه الصريح بانه لايرغب بوجود نظام ديمقراطي في البلد بدعوته المواطنين للابتعاد عن الحياة الحزبية التي تعد اللبنه الاولى للحياة الديمقراطية .
الا ان نقابات العمال وجماهير الحزب الشيوعي هتفت في صباح اليوم التالي (1/ايار )في المسيرة المليونية "عاش الديمقراطي عبد الكريم قاسم " ، فاين هذا الشعار من ذاك التصريح؟!
ولاندري ماسبب تلك التناقضات ومن كان المسؤول عنها في تلك الايام ؟
وقد جلبت تلك السياسة( المتخبطة) للعراق مأسي كثيرة بتأثير العناصر القومية والبعثية والرجعية في القيادات العسكرية على الزعيم عبد الكريم قاسم من حيث لايشعر وباساليب مخطط لها مسبقا ،فجعلوه يشكك باعوانه وبالمخلصين له فابعدهم عن مراكزهم الحساسة في القوات المسلحة ورمى ببعضهم في المعتقلات ، كما حاولت تلك العناصر المتآمرة اضعاف الحكومة بشتى السبل لغرض الاطاحه بها بسهولة فعملو على توريط عبد الكريم قاسم في الدخول بمعركة مع الشعب الكردي بدون سبب مبرر عام (961-962)علما ان الاكراد كانوا حليفا للزعيم ومن محبي ثورة تموز بسبب تضررهم من سياسة العهد المباد.
وفي تلك المعركة ازهقت الارواح من العرب والاكراد بسبب اللعبة الخبيثة التي روجت لها العناصر القومية الشوفونية في القيادة العسكرية ،واخيرا نجحت تلك القوى المعادية لثورة تموز بعزل الزعيم عبد الكريم قاسم عن القوى الوطنية المخلصة للثورة مما سهل لاعدائه الانفراد به والقضاء على حكمه في انقلاب 8شباط عام 963 فاغتالوا ثورة تموز، واغتالو قائدها عبد الكريم قاسم والمقاتلين معه من الضباط الاحرار.. وصبوا جام غضبهم وحقدهم على الشيوعيين فقتلو الكثير منهم في مجزرة دموية وحشية نفذت في بيان الابادة رقم13.
وفي حقيقة الامر ، ان كل ماحصل في تلك الحقبة من مأسي كان نتيجة للاخطاء التي رافقت مسيرة ثورة تموز بفعل اطراف متعددة، فسببت تلك الاخطاء ضياع الثورة الوطنية التي ضحى الشعب العراقي من اجلها ودفع الثمن باهظا بالدماء والارواح ، وذلك مااثبته التاريخ .!!



#محمود_العكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة خاصة بذكرى ثورة 14تموز 1958


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود العكيلي - حقائق لايعرفها البعض عن مسيرة ثورة 14تموز 958 /راي مستقل من قلب الحدث