أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راجي مهدي - العمال والفلاحون وثورة يناير














المزيد.....

العمال والفلاحون وثورة يناير


راجي مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 19:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عم البؤس والفقر أرجاء مصر واستوطنا في القري والنجوع والمصانع وما عاني أحد كما عاني العمال والفلاحون ،اما البرجوازية الصغيرة والمتوسطة والجزء الادني من البرجوازية الكبيرة فكان عناؤهم وشقاؤهم ليس بسبب الجوع والمرض وانما بسبب القهر والديكتاتورية والتسلط وما صاحب ذلك من تجريف للحياة السياسية المصرية .وكانت تلك الطبقات المقهورة سياسيا هي عصب الثورة أو هي النواة التي وجهت الثورة للطريق التي سلكتها .وكان واضحا ان البرجوازيتين الصغيرة والمتوسطة صممت ومنذ البداية علي حصر الثورة في اطار الثورة الديمقراطية خوفا من الاصطدام الدموي مع البرجوازية الكبيرة ولذلك لم يطرح شعار اجتماعي او اقتصادي واحد يمس الهموم الحقيقية للعمال والفلاحين علي الرغم من ذلك حركت الثورة اعدادا عظيمة من الطبقة العاملة ولم يتخذ هذا التحرك شكلا عمليا فاعلا الا يوم الخميس السابق للتنحي والذي كان فارقا حيث بداوا اضرابا عاما في العديد من البؤر العمالية الهامة (علي الرغم من ان معركتهم كانت اقتصادية فقط الا انها اثارت ذعر البرجوازية الكبيرة وجعلها تتخلي عن مبارك قبل ان يتجه العمال يسارا وقبل ان يطرحوا شعارات سياسية موازية للمطالب الاقتصادية وقبل ان يحدث التحاما فعليا بين العمال والبرجوازية الصغيرة وقبل ان تخرج الثورة عن اطار الثورة الديمقراطية) ولكن ما الذي ستقدمه تلك الثورة الديمقراطية للعمال والفلاحين ؟

الحقيقة ان حكومة عصام شرف اجابت عن ذلك السؤال مبكرا بتاكيدها علي انه لا تراجع عن اقتصاديات السوق ،والحقيقة ايضا ان ذلك ما كان يدركه الماركسيون من البداية فتوازن القوي الطبقية المشاركة في الثورة ونوعية الشعارات التي تم طرحها كان ينبئ تماما بالشكل النهائي الذي ستفرزه لنا الاحداث ،وقد بالغ كثير من المتفائلين حين ظنوا ان الثورة سوف تحل جميع مشكلاتنا.الحقيقة ان الثورة سوف تجعل مشكلاتنا اكثر تحديدا ووضوحا لنشرع في حلها ،دعونا نري ماذا انجزت الثورة وما علاقة العمال والفلاحون بذلك؟

أول ما انجزت الثورة هو حل ازمة ثقة الشعب المصري بنفسه وبقدرته علي الفعل ،كما ان الثورة نسفت النخبة القديمة بكل الاوساخ التي تراكمت عليها لمدة ثلاثين عاما ،اوساخ تراكمت في ظل نظام بوليسي قمعي يفترض انه تم تجميله (كما قلنا في مقال سابق) ورفع يافتة الديمقراطية ،تلك الديمقراطية التي من المفترض ان يتم ارساؤها سوف تضمن الي حد ما نشوء نخبة جديدة نشأة بيعية بلا قمع ولا افساد وتلك الديمقراطية أيضا هي الواجهة المراوغة للراسمالية المصرية .مراوغة لانها تخفي حقيقة ان النظام الاجتماعي لم يتغير ولم يمس حتي ولن يتغير بالطبع فسيظل نظام قائم علي الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وسيادة القطاع الخاص وفوضي الانتاج المصاحبة له وأزمات لا تنتهي وتبعية لا فكاك منها للنظام الراسمالي العالمي ،والحقيقة ان لا احد حتي الان رفع شعار التنمية المستقلة لان ذلك ليس له الا معني واحد هو اختيار طريق لا راسمالي للتنمية والقطيعة مع الراسمالية العالمية وهو مالا تقدر البرجوازية المصرية علي القيام به علي ما اظن.ان اي ثورة برجوازية ديمقراطية يكون امامها كمهمة اولي تطوير القوي المنتجة الوطنية وتطوير الاقتصاد الوطني والسعي الي دمجه في النظام العالمي وخلق مكان متميز في النظام العالمية وذلك بعد التخلص من الراسمالية الخائنة واتاحة فرصة حقيقية للراسمالية الوطنية وهو ما حدث في ثورتنا حيث تم التخلص من مبارك وعصابته العميلة للامبريالية وتسعي الثورة الي اتاحة فرصة حقيقية امام الرأسمالية الوطنية لنقل الاقتصاد المصري من مرحلة الراسمالية المتعفنة حيث اقتصاد الظل والاقتصاد الاستهلاكي الذي يميز كل رأسماليات العالم الثالث الي مرحلة اكثر تقدما بحيث تعاد هيكلة الاقتصاد الراسمالي المصري من مجرد وسيط لنقل الثروة للراسمالية العالمية وكلب حراستها الينظام منتج فعليا .

والحقيقة ان تلك المهمة لا يمكن تحقيقها في دول العالم الثالث وفي مصر تحديدا لان تغير موقع مصر في النظام الراسمالي العالمي يعني الاخلال بهذا النظام كاملا وتعريضه لخطر الانهيار اي انه يضع الراسمالية المصرية في مواجهة مع الامبريالية وهو عبئ لن تختار الراسمالية المصرية ان تتحمله ،الراسمالية المصرية اذن ليس امامها الا خيارين اما ان تقنع بدورها الحالي وما سيعرضها لضربات داخلية مميتة، او تسعي لتغيير دورها ما سيضعها في مواجهة مباشرة مع الامبريالية وبالتالي سوف تتعرض ارباحها لاخطار شديدة ،ولان الارباح هي المحرك الاول فانها سوف تقنع بالدور الحالي مع تجميله فالنهب سوف يتم تقنينه ولكنه سيزداد والفساد الملازم للراسمالية سوف يبقي ،كل مافي الامر ان الواجهة البوليسية للنظام سوف يتم تجميله ببعض القشور الديمقراطية .ولكن ما علاقة العمال والفلاحين بكل هذا ؟من الان فصاعدا سوف يتعاظم نهب البرجوازية للعمال والفلاحين باسم الثورة ،سوف يتعرض الكادحين لنهب مضاعف باسم تنمية الاقتصاد وفتح الباب للمستثمرين .سوف يزداد توحش القطاع الخاص ،سوف يصبح التعامل مع البنك الدولي والاصغاء لاملاءاته هو السمة الاساسية للبرجوازية المصرية ،باختصار سوف يزداد العمال والفلاحون فقرا،ومن الناحية السياسية فان الثورة سوف تتيح للعمال والفلاحين حيزا من الحرية لتكوين نقاباتهم وتتيح للاحزاب هامشا من حرية العمل وسط الجماهير وهو ما يمثل بصيصا من الامل بالنسبة لكافة الفقراء.كما ان ذلك سوف يتيح للشيوعيين قدرا من الحرية للالتحام بالعمال والفلاحين ليس لخوض معارك البرلمانات البرجوازية بل لخوض المعارك ضد البرجوازية .ان الديمقراطية البرجوازية تسعي لتاطير الة النهب الراسمالية باطار متحضر مخادع للكادحين ،اطار افتقدته طيلة عهد مبارك،فهي(تعطيك الحق في اختيار ما تريد بعد ان تسلبك قدرة او اهلية الاختيار) لذا فان الثورة ببساطة لم تحل مشكلاتنا وانما قامت بما يشبه ترسيم الحدود وتحديد شكل الصراع القادم

العمال والفلاحين ضد الراسمالية

تلك هي القضية

يا عمال العالم اتحدوا!



#راجي_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة بعد الثورة
- الحزب الشيوعي الاسرائيلي
- بيان 2 من حركة اليسار المصري المقاوم
- وثيقة حركة اليسار المصري المقاوم
- هل سقط النظام؟
- بيان من حركة اليسار المصري المقاوم
- تقييم اولي للثورة المصرية


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راجي مهدي - العمال والفلاحون وثورة يناير