من تاريخ الصحافة الفلسطينية في المنافي / مجلة -شؤون فلسطينية-

شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 12:14
المحور: الادب والفن
    

تعتبر مجلة "شؤون فلسطينية" أحد أكثر مشاريع النشر البحثي والصحفي الفلسطيني جدية ، ومن أبرز وأهم المجلات الثقافية والفكرية الفلسطينية الرصينة والرائدة ، التي صدرت في المهاجر ومناطق الشتات الفلسطيني . أنشأها الصحفي والأديب والمؤرخ والاستاذ الاكاديمي والباحث السياسي صاحب المشاريع الثقافية العديدة الراحل أنيس الصائغ ( 1931ـ 2009) في السبعينات من القرن الماضي في بيروت. وكانت تصدر عن مركز الأبحاث الفلسطيني ، الذي يعتبر الصائغ أحد بناته ومؤسسيه ، وهذا المركز كان تعرض للنهب والسرقة والسلب ابان الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982.
وفي الفترة الممتدة من سنة 1973 حتى سنة 1982أشغل الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش رئاسة تحرير المجلة خلال اقامته في بيروت، وبين السنوات 1981 ـ 1982 اوكلت مهمة سكرتير التحرير للشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة . وبعد ذلك تسلم هذه المهمة الكاتب اللبناني الياس خوري ، بينما عمل القاص والروائي الأردني مؤنس الرزاز باحثاً في المجلة.
وهذه المجلة شكلت علامة فارقة في تاريخ الصحافة والثقافة الفلسطينية المغتربة ، وكانت مرصداً متحركاً في كل الاتجاهات الثقافية ، وطرحت الثقافة كبعد استراتيجي لمشروعها الثقافي والاعلامي الابداعي المتميز في خدمة القضية الوطنية والابداع الفلسطيني والنضال الوطني التحرري الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال والديمقراطية .
وانصبت اهتمامات المجلة في الشأن السياسي والثقافي الفلسطيني ، ورصد الأحداث الجارية ومواكبة التطورات على الساحتين الفلسطينية والشرق أوسطية . وقدمت تحليلاً لهذه الاحداث المتسارعة والمتلاحقة ، وتنوعت موضوعاتها ، وخصصت صفحاتها لنشر الأبحاث والدراسات الثقافية والتاريخية والسياسية . واستقطبت المجلة أهم وأبرز الكتاب والباحثين والأدباء الفلسطينيين ، الذين أثروا أوراقها وأبوابها بكتاباتهم ودراساتهم ومداخلاتهم ومطارحاتهم الفكرية والنقدية والسياسية ومساهماتهم المختلفة ، التي تركت أثرها البارز على مجمل القضايا والشؤون الفلسطينية .
وللأجمال ، مجلة "شؤون فلسطينية " أهم مجلة ثقافية وفكرية فلسطينية صدرت خارج حدود الوطن ، وقد حملت رسالة سياسية وتثقيفية وتعبوية ،تحددت بنشر الفكر الفلسطيني الديمقراطي الحر وتعزيز الثقافة الفلسطينية التقدمية المقاومة التي تمجد الحياة ، واثراء الحوارات والسجالات الهادفة والبناءة ، والدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، ومساندة الحركات الوطنية التحررية في العالم العربي . كذلك لعبت المجلة دوراً ريادياً هاماً ، ثقافياً وسياسياً، في الحياة المجتمعية الفلسطينية واعلاء شأن الثقافة الجديدة والفكر التحرري والابداع المقاوم الملتزم وطرح الأفكار الطليعية النيرة وخدمة الحركة الوطنية الفلسطينية وقضية شعبنا الفلسطيني العادلة ، وقضايا الحرية والعدالة والديمقراطية، وقيم التضحية والنضال والجمال الانساني.

#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل