أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق الحسيني - قصة قصيرة بعنوان الوفاء















المزيد.....

قصة قصيرة بعنوان الوفاء


صادق الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 01:18
المحور: الادب والفن
    


عبود ذاك الرجل القروي الاسمر بقامته الفارعه وشعره الاشيب الطويل مدمن القراءة والافلام و الذي بدت على ملامح وجهه اثار السنين قرر اخيرا قبول دعوة صديقه احمد للسفر الى ستوكهولم والعودة في اليوم الثاني على ظهر الباخرة( فايكنك ) لكثر ما شوقه صديقه عن متعة الرحلة وكثرة المغامرات ستعيد ايام شبابك وانت وسط الشقراوات سوف تنسى الهم وضيم السنين حفزته هذه الكلمات رغم انه مدرك جيدا ان شبابه ضاع ما بين الحروب والسجون لكني ساعيده في هذه الرحلة حتما اتحداك يا احمد ساكون انا الفتى( جاك) بطل( تايتانك ) على ظهر( الفايكنك ) سوف اغير اسمي الى هذا الاسم لا اربع وعشرين ساعة وحتما سالتقي( روز) حبيبتي هناك اكيد هي في الانتظار سوف تكون( روز) هذه المرة سويدية او فنلندية استغرب احمد هذا الاصرار من صديقه تقبل احمد التحدي وبدا بالاستهزاء وباي لغة سوف تكلمها بلغتك الفنلندية التعبانه طبعا اكيد عندك البديل الفرنسية والايطاية لااريد ان اجادلك الان سنرى عندما نصل رددها عبود بغضب امامنا عشرساعات فقط سوف احلق شعري وهذه المرة سوف اذهب الى حلاق فنلندي واترك حيدر الذي لا يعرف الا نمره اربعه كانها عقوبات العسكرية لا تنسى ان تصبغه احمر او اصفر حتى تكون متميز وان اجدك بسهولة عندما تضيع بين المسافرين لم يفعل عبود شيئا سوى اسكت ياكلب انظر الى شكلك لا اعرف كيف قبلت بك زوجتك هل تنظر الى نفسك بالمرآة انا العن القدر الذي عرفني عليك سوف اخبرها عن كل شي رد احمد بحسرة انت افضل مني بشي واحد انك غير متزوج رد عبود بحسرة اه اه وسكت إطمان غدا سوف تتزوج( روز) وسوف يكون لك اطفال واتمنى من الله لا يشبهوك ما معنى ان تولد (روز) قردا مثلك انا ذاهب الى الحلاق نلتقي الساعة السادسة احمد مرتاح جدا لانه في اجازه من مسؤليات البيت هذا اليوم الزوجه والاطفال عند الاهل بدا بترتيب حقيبته ونام قليلا في بيت صديقه كعادته عندما يهرب من شغب الاطفال ساعات وعاد عبود شعر قصير اسود ايقظ صديقه بعنف كعادته انظر مارايك بهذه الوسامة الحمار يبقى حمار مهما فعلت له ياغبي لو اردت ان تكون فعلا (جاك ) لحلقت شاربك ما كان من عبود الا ان يدخل الحمام ويحلق شاربه ويخرج بسرعة والان مارايك لا باس تبدو اصغر سنا استقبل كلمات صديقه بارتياح وغفر له الاهانه بدا الوقت يمر سريعا القلق واضح على وجه عبود لاحظ احمد ذالك لا تنسى التحدي هل جهزت حقيبتك علينا الانتظار امام البناية التكسي قادم صعدا وماهي الا دقائق وهم عند الميناء ازداد التوتر عند عبود وهو امام الباخرة العملاقة بدا يسال نفسه وكانه اصيب بتانيب الضمير هل فعلا ساقوم بالتحدي ام انها مجرد رحلة للاستمتاع لن افعل شي لن اعود للشرب لن ادخن طالما عاهدت نفسي من قبل كان شارد الذهن وهو في قاعة الانتظار ينظر بين الحين والاخر الى الساعة المعلقه امامه يحس ان الوقت لايمشي بدا يشعر بالحر الشديد عاد اليه صديقه بعد ان اكمل الحجوزات اسرع لقد بدا الركاب بالدخول كان احمد لينا كعادته عندما يرى صديقه وكاتم اسراره متوتر من شي ما ان بداوا بالصعود اختهم السلالم المتحركه الى الى اعلى حاول احمد ان يلفت انتباهه الى الجميلات بجانبه مذكرا اياه قد تكون واحده منهن هي روز ما ان وضع عبود قدميه داخل الباخرة حتى سال اين غرفتنا لا تستعجل صديقي اجابه احمد نحن الان في الطابق الخامس وغرفتنا في الطابق الثاني يعني نحن اسفل الباخره تحت طابق السيارات علينا الانتظار حتى وصول المصعد للنزول الى الغرفة الموعودة بدا عبود اكثر حماسة واكثر جراة يبدوا ان حاجز الخوف والتردد قد كسرا هذه المره طلب من صديقه ان ينزلا من الدرج لان المصعد مزدحم جدا وافقه احمد ونزلا استغرب من طريقة فتح الباب بواسطة بطاقه مبرمجه وكذلك الاسره وهي معلقة في الحائط فتح احمد الأسره ابتسم عبود كانه تعلم شياً جديدا علينا الاستعداد بعد قليل سوف تبحر الباخرة سوف تفتح الاسواق الساعة التاسعة علينا شراء بعض الامور المهمة جدا للسفرة قالها احمد مبتسما لعله يخطط لشي ما في داخله لم يهتم عبود للامر كثيرا اخذ يرتب ملابسه وبعض الكتب ودفتر ما عند راسه اخذ احمد الانفعال عندما راى الكتب هل جئت لتقرا يا ابن الكلب بعد قليل سوف تنسى الدنيا اي كتب واي تفاهات بدات محركات الباخرة بالدوران بدا الركاب بالصعود الى الطابق السابع حيث الاسواق الحره صاح احمد استعد ياجاك فقد بدات المغامرة رفض عبود الذهاب لمعرفته مسبقا ان صديقه ذاهب لشراء الكحول اذهب واشتري ما تريد مغامرتي تحتاج لبعض الوقت استدرك احمد الامر لا يتعدى الشرب فقط تعال لتشاهد العطور والملابس والكتب صاح عبود كتب اجاب نعم كتب وبكل لغات العالم اختر ما شئت من الكتب وبارخص الاثمان نظر احمد الى صديقه نظرة مواساة وقال عندما تموت سوف ادفن هذه الازبال معك واكتب على قبرك هنا يرقد الشيوعي البروليتاري والمناضل ابو الكتب عبدالله ولن اقرا على روحك الفاتحه لماذا لاتقفز من اعلى الباخرة لارتاح من شكلك يا ابن الكلب خرج عبود مع صديقه صاغرا ولم يفتح فمه باي كلمة صعدا معا الى الاسواق اشترى صديقه ما اراد من مشروب كانت عينا عبود تبحث عن الكتب لكنه لا يستطيع ان يسال صديقه خوفا من اثارته ادرك بعدها انها كذبة خرجا من السوق اقترح عليه عبود ان ياخذه بجولة داخل الباخرة ذهبا معا ليريه المطاعم والمراقص وحمامات الساونه ثم الى السطح العلوي في الباخرة جلسا معا الجو يساعد على الشرب هنا جو رائع انا ذاهب لاحظار اقداح بدا عبود يتامل المناظر الجميلة اخرج ورقة من جيبه وبدا يكتب يوم صيفي رائع لا تغيب فية الشمس الا ساعة او ساعتين ونحن مبحرون من مدينة توركو الفنلندية الى ستوكهولم السويديه على ظهر الباخرة( فايكنك لاين) توقف عبود وهو يكتب كلمة (فايكنك) اين هم الان كانو هنا في هذه الجزر لم يبقى منهم احد لقد تغيرت الدنيا هز راسه فعلا تغيرت الدنيا الكل الى الامام ونحن الى الخلف الحمد لله الكلمة التي لا تفارق عبود عاد احمد ولم يجد عبود في مكانه استغرب اين ذهب هذا الرجل اخذ يبحث عن صديقه كان الطابق العلوي مزدحما ماذا علي ان افعل علي الانتظار في نفس المكان لعله يعود بدا احمد يشرب كبقية الركاب اخذت الشكوك تساوره هل زعل مني بشان الكتب هل تهرب لانه لا يريد ان يشرب معي عندما اجده سوف اعتذر منه اكيد انه هنا حتما ساجده لكن احمد لن يستطع الجلوس دون يعرف اين صديقه بدا يردد هذا اخي وصديقي اعرف انه قوي وصلب تعلمت منه الكثير احبه احينا اشعر اته ابني حتما ساجده جلبته هنا لكي يخرج من وحدته وهَم احمد بالوقوف ولم يصدق الذي امامه عبود مع امراة اقدم لك صديقي احمد وهذه( بايفي) استغرب احمد من الذي جعل عبود يتكلم اللغة الفنلندية بهذه الطلاقة شي غريب لم اعرفه عن عبود بعد دعاهما للشرب معه تقبلت( بايفي) الدعوة ولا زال عبود راكبا راسه بدا الحديث من اين انتم كعادة الفلنديين عندما يقابلون اجنبيا وبدا الحديث ياخذ مجرى السياسه والحرب والدين تحمست (بايفي) لمعرفة المزيد عن العراق حاول احمد ان يغير الحديث اكثر من مرة لكنه لم يفلح همس لصديقه ان يغير الموضوع الا ان جائته فكرة( جاك وروز) على ظهر التايتانك شرح احمد لها لقد قرر عبود ان يكون( جاك ) لااربع وعشرين ساعة وسوف يبحث عن حبيبته( روز) على ظهر الفايكنك اعجبتها الفكره وطلبت منه ان يشرب معهم لكي يزيل الخجل وافق (جاك) نزولا عند طلب( روز) ما كان من احمد سوى ان يسبه الان قبلت يا ابن الكلب انا ذاهب لجلب قدح لك ياحيوان بدا عبود اي جاك اكثر احراجا امراه وكاس وكيف سيشرب وكيف يتصرف وهو الذي ترك الخمر منذ سنين طويلة عاداحمد ومعه القدح ومزيد من الشرب كانت( بايفي) تنظر اليه بتمعن صاح احمد بصحتكم شربوا نخب التعارف ولم تزل( بايفي) تتامل هذا الرجل قالت ان عينيك جميلتين شكرا وكانت عيني عبود تتامل عاشقين متعانقين على مقربه منهم وعند الكاس الثالث انفتحت اسارير جاك وبدا يسال هل شاهدتي فلم تايتانك نعم اكثر من مره اجابته ولكن المشكلة ان البطلين ليسا من اعمارنا مسكته من يده واخذته الى مقدمة السفينه الى مكان مشابه لوقوف البطلين في اعلى مقدمة السفينة دعتهم( بايفي) للذهاب الى المرقص وافقا ولكني لا اعرف شي عن الرقص سوف اكون متفرجا حذره احمد لاتشرب المزيد سوف تتعب اريد ان اغسل همي وضيمي وماساتي طلبته للرقص على موسيقى هادئه بدا يشعر بالدوار طلب منهم اما نذهب الى الغرفة او الى اعلى السفينة صاح احمد (جاك) ان( روز) معك ضحكت بايفي وهي بدات تصدق الحكاية وان غرقت السفينه ساكون انا الناجية وانت الذي تموت اجابها عبود بحسرة ومرارة انا مت قبل اكثر من ثلاثين ستة بدا بالبكاء استغربوا يبدو ان هذا تاثير الشرب سالته بايفي هل انت متزوج واجهش بالبكاء عانقه احمد وبكى معه غدا تتزوج اذا اردت كل النساء تتمناك انت طيب ومثقف كانت بايفي متاثره وتريد ان تعرف سبب البكاء قال لهم هي الاولى والاخيرة في حياتي من هي؟ زوجتي الح احمد عليه زوجتك؟ هل انت سكران وانهار عبود وقال وابنتي سالته بايفي ماذا حدث لهما لقد قتلا في الحرب.



#صادق_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُنا وأصبحنا
- قصيدة بعنوان متفائل جداً
- قصيدة بعنوان بوعزيزي امير الفقراء
- قصيدة بعنوان ملك السراب
- ذاكرة البوح
- قصيدة بعنوان الروح والمنفى


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق الحسيني - قصة قصيرة بعنوان الوفاء