أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف عبدي - حكايا تكتبها الغربة 3














المزيد.....

حكايا تكتبها الغربة 3


يوسف عبدي

الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 05:01
المحور: الادب والفن
    


حكايا تكتبها الغربة 3

حكاية الأصلع وزوجاته الألف
يوسف عبدي
سيارته الرمادية الفارهة، وصلعته الحمراء اللامعة: هما أول ما يتبادران إلى ذهني حين أتذكره..!!
كان ينتظرني على رصيف المحطة... لم يسبق لي رؤيته من قبل، ولكنه تلقفني من القطار بعد نزولي بخطوات... حرارةُ استقباله وحميميّة ُ كلماته أرجأت شعوري بالغربة إلى حين..!!.
رفع يده بالسلام لسيدةٍ شقراء قال أنها كانت زوجته فيما مضى..!؟... وفي الطريق إلى بيته سألني عن الأهل والأصدقاء.. وعن الوطن الذي لم يراه منذ عشرين عاماً.. سألني عن نفسي وطموحاتي ... أسئلة كثيرة لم يستمع لإجابة أيةِ واحدةٍ منها... ولكنه انتقد لغتي وكثرة المفردات العربية فيها..!!.
ثم استلم دفة الحديث... اخترق سنوات الغربة وعاد إلى أيام الصبا، أيام كفاحه السياسي، وما لاقاه من عذاب كي تبقى القضية شعلة ً لا تنطفئ.. وليشدَّ من عزم الجيل الجديد..!.
صحيح أن الحزب قد وهبه منحةً دراسية أوصلته إلى بلاد النعيم، ولكن خدماته الجليلة منحته هذا الحق..!!..
واستمرَّ نضاله من أجل القضية في بلاد الغرب، فأوصل صوت شعبه إلى شعوب كثيرة، بينما وصل هو إلى هيئة الحزب القيادية..!!.. ولا ضير لو أنه يعوِّضُ جهداً بمكاسب..!!.
ثم تحدّث عن كفاحه الدراسي وتفوقه في تعلّم اللغة الذي زاد من رصيد زوجاته( بدايةً لم أستوعب ما يخص زوجاته)...!.
وصعد سلّم المال حتى لم يعد بحاجة إلى عضوية الحزب وقيادته، فهما لا يلبيان أهدافه السامية وتطوره السريع بينما رفاقه يراوحون في تخلفهم، وقد ضاق ذرعاً بضعف الحزب وانشقاقاته،..!!؟.
ولكن القضية تظلُّ هاجسه الوحيد، وكيف لا؟! فقد دخل عالم الكتابة والتأليف لخدمة شعبه، وهاهو يطلُّ عليهم على الشاشات مع مذيعةٍ رشيقة القوام ويبهرهم بنصائحه ودراساته.
وأفردَ جولةًً طويلة للحديث عن زوجاته.. كان يطلق تسمية (الزوجة) على خليلاته لسببٍ أجهلهُ، ربما ليضفي عليهنَّ صفةً شرعية، أو أنه يراني لا أعلم عن هذا العالم الجديد ثقافته وعاداته..!!.
أولُ زوجاته ساعدته في تعلم اللغة، وثانيهن كانت في برلمان المقاطعة، وأخرى قابلها في اجتماعٍ للدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة، ورابعة كانت كاتبة مشهورة، وخامسة كان لها الفضل في حصوله على الجنسية....و..و....
وتصاعدت الأرقام حتى عجزتُ عن اللحاق بها، ولكنها تعدّت الألف، وامتزجت حضارة الشعوب على سريرٍ واحد.. من الألمان إلى الروس والترك وإلى الكرد والعرب، ولكلِّ زوجة حكاية ٌ كانت تخدم القضية، فجميع السبل مشروعة لاسترداد الحقوق المسلوبة..!!؟.
بعد عدةِ ساعات أوصلتنا سيارته المريحة إلى أطراف مدينةٍ كبيرة وأدخلتنا إلى (فيلا) فخمة هادئة.. أدهشني أثاثها الثمين ومقتنياتها النفيسة، وأزعجني نباحُ كلبٍ وحيد كان يسرح ويمرح في جنباتها..
طال كلامه إلى آخر الليل.. أطلعني على مؤلفاته وأشعاره، وأخرج من أرشيفه الخاص مقابلاته المصورة والمسجلة والتي كانت كلها تصبُّ في جدول القضية والكفاح، بينما الكلب الضخم يتوسط جلستنا ويشاركنا هواء الصيف الغربي..!!...
واختتم حديث يومه الأول: ـ لقد طلّقتُ زوجاتي الألف، وتزوجت الشهرة والمال..!.
فخرجت عن سكوني واستماعي الطويل المملّ: ـ والقضية؟! هل طلّقتها، أم لم تتزوجها بعد..؟؟.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايا تكتبها الغربة 2
- قصة قصيرة


المزيد.....




- مصر.. السيسي يتصل بفنان شهير للاطمئنان عن صحته بعد إشاعة وفا ...
- بزشكيان: نسعى لتعزيز العلاقات مع الجيران على أساس القواسم ال ...
- بيت المدى يؤبن الكاتب الساخر والمسرحي علاء حسن
- في ذكرى رولفو: رحلة الإنسان من الحلم إلى العدم
- اضبط الريسيفر.. تردد روتانا سينما الجديد 2025 هيعرضلك أفلام ...
- مصر تستعيد 21 قطعة أثرية من أستراليا (صور)
- إدريس سالم في -مراصدُ الروح-: غوص في مياه ذات متوجسة
- نشرها على منصة -X-.. مغن أمريكي شهير يحصد ملايين المشاهدات ل ...
- رد حاسم على مزاعم وجود خلافات مصرية سعودية في مجال الفن
- أخيرًا.. وزارة التعليم تُعلن موعد امتحانات الدبلومات الفنية ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف عبدي - حكايا تكتبها الغربة 3