أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - مسألة ستالين من منظور الماركسية-اللينينية -الماوية















المزيد.....



مسألة ستالين من منظور الماركسية-اللينينية -الماوية


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 02:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!


مسألة ستالين من منظور الماركسية-اللينينية -الماوية

مقدّمة العدد الثالث:

منذ خسارة البروليتاريا العالمية للإتحاد السوفياتي فى أواسط و تحوّل الحزب الشيوعي السوفياتي و الدولة السوفياتية من حزب شيوعي و دولة بروليتاريين إلى حزب و دولة برجوازيين ، و بلوغ التحريفية المعاصرة و بالتالى البرجوازية السلطة هناك و إنتصار الطريق الرأسمالي على الطريق الإشتراكي ،و طوال النصف الثاني من الخمسينات و بداية الستينات ، شكّلت مسألة ستالين واحدة من أهمّ المسائل التي كانت بمثابة خطّ تمايز داخل الحركة الشيوعية العالمية بين التحريفيين بقيادة الطغمة السوفياتية من جهة و الماركسيين-اللينينيين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ.

حين صبّت تحريفية خروتشوف و تغلياتي و توريز وتيتو ...وغيرهم جام غضبها على ستالين كأحد أهمّ القيادات و الرموز البروليتارية فى محاولة لتحطيمه تماما نظريّا و عمليّا و من ورائه طعن الماركسية-اللينينية ككلّ و نشر التحريفية كفكر برجوازي فى صفوف الطبقة العاملة ، حينها إنبرى الماركسيّون –اللينينيون ليتصدّوا للهجوم المسعور للتحريفية المعاصرة و لينجزوا دراسات و تقييمات للتجربة التاريخية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي و يبثّوا عبر العالم الشيوعية الحقيقية الثورية ناقدين بعض الجوانب الخاطئة و الثانوية حقّا فى التجربة الإشتراكية إيّاها و مدافعين بإستماتة عن الجوانب الصائبة الرئيسية مستخدمينها أساسا لمواصلة تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية إنطلاقا من تطوير الممارسة العملية و النظرية للإشتراكية لا سيما فى الصين الماوية.

ونجم عن هذا الإستقطاب إنشقاقا داخل الحركة الشيوعية العالمية كانت ثمرته الحركة الماركسية-اللينينية بقيادة الحزب الشيوعي الصينى و على رأسه ماو تسى تونغ كقطيعة مع التحريفية المعاصرة السوفياتية منها و اليوغسلافية و الإيطالية والفرنسية ...بيد أنّه مع وفاة القائد البروليتاري الصيني و هزيمة الخطّ الشيوعي الثوري الماوي فى الصين بفعل الإنقلاب الذى نظّمه خروتشوفيو الصين سنة 1976 ، باتت الصين التي كانت فى عهد ماو قلعة للثورة البروليتارية العالمية ،باتت بلدا يسير فى ركب الرأسمالية التي أعيد تركيزها . و عوض أن يرفع أنور خوجا و حزب العمل الأباني مشعل الشيوعية الحقيقية و تطويرات ماو تسى تونغ للماركسية-اللينينية ، إنهالا على أرقى ما بلغته التجارب الإشتراكية هدما و شتما فصيّرا ماو تسى تونغ رمز الشيوعية الثورية الذى كان على رأس المناهضين للتحريفية و المدافعين عن ستالين ( مع نقد أخطائه التي تعدّ ثانوية نسبة لما هو صحيح و رئيسي لديه) برجوازيّا لا غير! و لتشويهه عمدا إلى الكذب و التزوير و الإدعاء بأنّه تعامل مع مسألة ستالين بإنتهازية.

و بالنتيجة توجد اليوم موقف ثلاث من مسألة ستالين نلخّصها كالتالى:
موقف اوّل يدين ستالين و ينعته بكافة النعوت الفجّة و يقف وراء هذا الموقف البرجوازي الرجعي التحريفيون المعاصرون من سوفيات و تناسلاتهم و أشياعهم و أوروشيوعيون و تروتسكيون و إشتراكيون ديمقراطيون إضافة إلى الإمبرياليين و الرجعيين عموما.
و موقف ثاني يدافع عن ستالين دفاعا دغمائيّا حيث لا ينقد هناته و أخطائه و بالتالى أخطاء التجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي و من أبرز أصحاب هذا الموقف الدغمائي هناك أساسا الخوجيون و البلاشفة الجدد و من لفّ لفّهم.
أمّا الموقف الثالث فهو الموقف البروليتاري العلمي الماوي منذ الخمسينات و الستينات و قوامه تعاطي مادي جدلي و مادي تاريخي مع مسألة ستالين و التجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي بما يعنى من إنجاز بحث و تقييم على أسس علمية للتوصّل إلى وضع التجربة فى إطارها من التطوّر التاريخي و نقد الأخطاء لا للتحطيم و لكن من من منطلق بنّاء و الدفاع المبدئي بلا هوادة عن ما هو صحيح فى التجربة ليكون قاعدة لمزيد تطوير النضال البروليتاري مستقبلا .

و لعقود الآن مشهور هو التقييم الشيوعي الماوي و مفاده أنّ الجانب السليم لدى ستالين و الذى علينا أن ندرس بإستمرار ومنه ننهل و عليه نشيّد التجارب الأرقي يعادل تقريبا 70 بالمائة بينما يساوى الجانب الخاطئ 30 بالمائة ما عبّرنا عنه فى متن هذا العدد الثالث من نشريتنا بعنوان النصّ الأوّل " ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء". و كشيوعيين و على الدرب الذى خطّه ماو تسىتونغ نتعلّم من الجانب الصائب و من الأخطاء أيضا لنشيّد صرحا أرقى فأرقى من تجارب الإشتراكية بإتجاه تحقيق الشيوعية عالميّا.

فى النصّ الأوّل الذى أشرنا إليه أعلاه نشرح وجهة النظر الماركسية-اللينينية –الماوية من مسألة ستالين بناءا على وثائق تاريخية لا مجال للشكّ فيها، وثائق سعى الخوجيون المفضوحون منهم و المتستّرون جهدهم كي يهيلوا عليها التراب و يزوّروا مضامينها التزوير كلّه. وفى النصّ الثاني ندحض الخزعبلات الخوجية المتهمة لماو بالتهادن مع التحريفية المعاصرة و نبرز كيف أنّه بالعكس كان ا,ّل المبادرين بمواجهتهم نظريّا و عمليّا و كيف أن الحزب الشيوعي الصيني فى ظلّ قيادة ماو تسى تونغ قاد المناهضين للتحريفية المعاصرة فى صراع تاريخي لا ينكره إلاّ من ينظر للواقع بعيون خوجية دغمائيّة تحريفية.

و خصّصنا النصّ الثالث لنقد مقارنة فجّة عقدها الخوجيون المتستّرون –" الوطد" فى " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا- لينينيّا ؟" يروّجونها منذ تسعينات القرن الماضي- بين مواقف ستالين وماو قصد تشويه الأخير.
و يأتي مضمون هذا العدد الثالث من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" الذى نعدّه الحلقة الثانية من " فى الردّ على الوطد" ليس ردّا على الوطد فحسب و إنّما ردّا على كافة البرجوازيين و الرجعيين و التحريفيين بكلّ أرهاطهم و ترسيخا للرؤية البروليتارية الماوية لمسألة ستالين و للتجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي كجزء من إرثنا الشيوعي الثوري و تعزيزا لدفعنا للصراع من أجل مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي فى صفوف الحركة الثورية قطريّا و عربيّا ذلك أنّ النضال على الجبهة النظرية من منظور علم الثورة البروليتارية العالمية يظلّ فى حاجة إلى قدر كبير من الجهود تأليفا و نشرا بغية جعل الماوية تأخذ المكان الذى تستحقّه فى نشأة الحركة الشيوعية الثورية حقيقة و فى قيادتها لها ذلك أنّه " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ".

" إنّ إنجلس لا يعترف بشكلين إثنين فى نضال الإشتراكية الديمقراطية العظيم ( سياسي و إقتصادي) بل يعترف بثلاثة أشكال واضعا فى مصاف الشكلين المذكورين النضال النظري...[ كلام لينين و الكلام تاليا لإنجلس] " فلأوّل مرّة منذ وجدت حركة العمّال يجرى النضال بصورة منتظمة فى جميع إتجاهاته الثلاثة المنسجمة و المترابطة: الإتجاه النظري و الإتجاه السياسي و الإتجاه الإقتصادي العملي ( مقاومة الرأسماليين)..." ( لينين : ضمن فقرة " إنجلس و أهمّية النضال النظري " فى مؤلّفه العظيم " ما العمل؟ " ).

ووردت فى " ضد الليبرالية " ( 7 سبتمبر/ أيلول 1937، م2) الفقرة التالية على لسان ماو تسى تونغ :
" إنّنا ندعو إلى الصراع الإيديولوجي الإيجابي لأنّه سلاح يمكننا من تحقيق الوحدة داخل الحزب و المنظمات الثورية لتكون أكثر كفاءة في خوض النضال. فيجب على كلّ شيوعي و كلّ ثوري أن يحمل هذا السلاح. بيد أنّ الليبرالية تنكر الصراع الإيديولوجي ،و تدعو إلى السلم اللامبدئي ، الأمر الذي أدّى إلى ظهور الأساليب السخيفة المبتذلة ،و إلى تفسّخ بعض الوحدات و الأفراد في الحزب و المنظّمات الثورية تفسّخا سياسيا ".

إذن كشيوعيين ماويين نتمسّك أيما تمسّك مبدئي بالصراع النظري و لن نتخلى عنه إذ هو ركيزة من ركائز إتجاهات النضال البروليتاري" الثلاثة المنسجمة و المترابطة " وهو " سلاح " على كلّ شيوعي أو شيوعية حمله. لسنا ليبراليين و لا نرغب فى أن نكون كذلك و لا ندعو إلى السلم اللامبدئي بل ندعو الرفاق إلى تصحيح الأخطاء فى هذا الصدد.إنّنا دعاة تطوير الصراع الإيديولوجي داخل أي تنظيم أو حزب ماوي وخارجه و لا يجب أن نخفت صوت هذا الصراع و إن أقمنا تحالفات ظرفية أو مرحلية تقوم سياستنا فيها على الوحدة و الإستقلال و حرّية التصرّف معا. هذا مبدأ من المبادئ الشيوعية التي لا تنازل عنها.

وفى خاتمة هذه المقدّمة،و بعد إعلان أنّ محور العدد القادم سيكون على الأرجح الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، نلفت النظر إلى أنّ أحدهم أرسل لنا عبر الأنترنت ، رسالة الكترونية أشار فيها إلى صدور نقد لأحد نصوص العدد الثاني من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" و أرفق الرسالة بصفحات النقد الموجه لنا. و عند الإطلاع على مضمون الصفحات الستّ تكشّف لنا أمران إثنان أولهما هو أنّ تلك الصفحات لا تعدو أن تكون جزءا أوّليّا من مشروع وثيقة لم تكتمل بعدُ و عليه أجّلنا النظر فى الردّ و نقد نقّادنا إلى أن تصدر بقيّة الوثيقة ؛ و ثانيهما هو أنّ الصفحات الستّ تمثّل فعلا وليمة ، ليس " وليمة لأعشاب البحر" ، و إنّما وليمة لسلاح النقد الماركسي-اللينيني-الماوي فأصحاب النقد أظهروا مزيدا ممّا كانوا يبطنون و لا يصرّحون به فكرا و منهجا ،و من عنوان ردّهم ( أصحاب " دفاعا عن الهوية...") يدرك المرء مدى تخبّطهم جرّاء " قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين-اللينينيين" ( و إن تبرّؤوا من ذلك المشروع دون أي دليل أو حتى تبيان متى و كيف و لماذا تجاوزوه و ما هي الإضافات و الإختلافات الجديدة و الحال أنّه كان مشتركا بينهم و بين الوطد إلى سنوات قليلة ماضية ! ) التي يبدو أنّها أصابت منهم جميعا مقتلا !

و مع كلّ هذا نرحّب بالنقد و الصراع و الجدال الإيديولجيين و السياسيين بل نطالب " الوطد" و أصحاب " دفاعا عن..." أن يخوضوا النضال النظري و لا يتهرّبوا منه وينشروا على النات " هل يمكن..." كاملا فيطلع الجميع على رؤيتهم للماوية. ونحن نؤكّد تشبّثنا المبدئي بالموقف الماوي القائل : " إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب. فيجوز لكلّ إنسان – مهما كان شأنه- أن ينبّهنا إلى نقائصنا . فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، أصلحنا نقائصنا، و إذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به." ( ماو تسى تونغ " لنخدم الشعب" 8 سبتمبر-أيلول 1944، م 3).

" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"
/ الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء. I

" بالضبط لأن الماركسية ليست عقيدة جامدة ، ميتة ، مذهبا منتهيا ، جاهزا ، ثابتا لا يتغير ، بل مرشد حي للعمل ، لهذا بالضبط كان لا بد من أن تعكس التغير الفريد السرعة في ظروف الحياة الإجتماعية " ( لينين : " بعض خصائص تطور الماركسية التاريخي"- ص 150 من " ضد الإنتهازية اليمينية و اليسارية و ضد التروتسكية "، دار التقدم ،موسكو 1976 ،الطبعة العربية)
------------------

" ان الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملي و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و ان نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الاشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذي يدعون إليه ليس بالخط الاشتراكي في الواقع بل هو الخط الرأسمالي . و التحريفية فى الظروف الراهنة أكثر ضررا من الجمود العقائدي . و أحد واجباتنا المهمة فى الجبهة الإيدبولوجية فى الوقت الحاضر هو دحض التحريفية.( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22)./

مقدمة :

"صحة الخط الإيديولوجي و السياسي أم خطأه هي المحددة في كل شيء" هذا ما قاله ماو تسي تونغ ملخصا حقيقة و درسا بالغين إستشفهما من صراعات طبقية و صراعات خطين داخل الحزب الشيوعي الصيني و داخل الحركة الشيوعية العالمية خاضها لعقود و أعظمها تلك التي خاضها خلال أعلى قمة بلغتها الثورة البروليتارية العالمية : الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى .

و نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى فى حاجة ماسة إلى مزيد توضيح خطنا الإيديولوجي و السياسي سيما و أنه إعترته بعض الضبابية جراء الهجوم الامبريالي الرجعي الظلامي على الشيوعية و الهجوم الخوجي و الشرعوي و جراء عدم نفض الغبار عليه و تطويره لسنوات حيث صار حتى رفاق و رفيقات لا يمسكون به كما ينبغى و لا يطبقونه في مجالات نشاطهم و لا يطورونه في أتون الصراع الطبقي .

إن علم الثورة البروليتارية علم وعليه ينبغى أن يعامل كعلم يقتضى الدراسة و البحث و التطوير و التعميق عبر الممارسة العملية فالنظرية فالممارسة العملية الخ طبق نظرية المعرفة الماركسية التي طورها ماو تسى تونغ . ودون علم الثورة البروليتارية العالمية: الماركسية –اللينينية –الماوية ، لن يتم فهم التحريفية المهيمنة على الحركة الشيوعية التونسية و العربية و العالمية و لن يقدر الثوريون و الثوريات على محاربتها و حاليا، و قطريا ، على الأقل توجيه ضربات هامة لها كي تفسح المجال لنمو نواة حركة ثورية . ف" لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " (لينين).

و مساهمة منا في توضيح خطنا الإيديولوجي و السياسي ستنتناول بالبحث مسالة موقع ستالين من الحركة الشيوعية العالمية و ذلك من موقع أرقى ما وصلت إليه تجربة البروليتاريا العالمية :الماركسية-اللينينية-الماوية . ستالين ركيزة من ركائز هذه الماركسية-اللينينية-الماوية. رغم الأخطاء التي قام بها يظل ماركسيا عظيما سعت التحريفية المعاصرة و لا تزال، اليد فى اليد مع الامبريالية العالمية و الرجعية ، منذ الخمسينات إلى تشويهه . و قد تصدى للدفاع عنه دون تردد الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماوتسى تونغ . و كان الدفاع من مواقع ثورية بروليتارية مبنية على دراسة علمية لتجربة دكتاتورية البروليتاريا فى الاتحاد السوفياتي فكان دفاعا عن الصواب الذي قدر بسبعين بالمائة وأما الأخطاء فحددت ليستفاد منها بأن لا تكرر و يشيّد ما أفضل على أساس تجاوزها . و من هنا جاءت التجربة الاشتراكية الصينية تتمة للتجربة السوفياتية فى جانبها الصحيح و تطويرا جديدا لطرق و أساليب بروليتارية ثورية تفاعلا مع الواقع الجديد فكانت بمثابة قمة الهرم فى تجربة دكتاتورية البروليتاريا إلى يومنا هذا.

عقب وفاة ماو تسى تونغ و إغتصاب التحريفية السلطة فى الحزب والدولة الصينيين و بوجه خاص عقب الهجوم الخوجي المسعور، في أواخر السبعينات، على ماو تسى تونغ كطعنة فى الظهر أصابت الحركة الماركسية-اللينينية التي كان يقودها الحزب الشيوعي الصيني و يؤيدها حزب العمل الألباني ، شهدت الحركة الشيوعية العالمية الماركسية-اللينينية بلبلة و إضطرابا حيث ، فى قضية الحال ، أعاد خوجا عقارب الساعة إلى الوراء ليستعمل جانبا ثانويا من ستالين و تحديدا ما ثبت أنه أخطاء ضد ماو ، زاعما النقاوة الإيديولوجية . وفى القطر التقط أعداء الماركسية- اللينينية - الماوية هذا السيف كما التقطوا فى نقاط أخرى السيف التحريفي السوفياتى، و انهالوا بهما يقطعون أوصال علم الثورة البروليتارية العالمية . وترجمة لذلك الهجوم الخوجي كتب الخوجيون المفضوحون "الماوية معادية للشيوعية "وكتب الخوجيون المتسترون من بعدهم "هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيا لينينيا ؟"

فى هذا المقال سنسلط سياط نقدنا على "هل يمكن..." الذى يكرر فى هذا الموضوع تماما ما ورد فى "الامبريالية و الثورة " لأنور خوجا لنخطو خطوات أخرى بإتجاه الرد على أتباع الخط الإيديولجي الخوجي و ليمسك الرفاق و الرفيقات بصلابة بالتقييم الماركسي-اللينيني-الماوي للرفيق ستالين كسلاح يرفع فى وجه التحريفيين و الدغمائيين التحريفيين الخوجيين المفضوحين منهم و المتسترين .
-----------------------------------------------------------------------------

بصدد منهجية "الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين " الخوجية الدغماتحريفية:

من الأهمية بمكان عرض بعض النقاط المنهجية لدى "الجماعة" الذين صاغوا كراس " هل يمكن ...؟" فى معالجتهم لهذه القضية الحيوية في تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و في رسم آفاق النضال البروليتاري العالمي.
يذكّر "الجماعة" بالصفحة 44 من " هل يمكن ..." بكيفية تعاطي لينين مع كاوتسكي فيكتبون :" لقد بدأ إرتداد كاوتسكي منذ 1912 و ارتد نهائيا في 1914 فكان لينين يتابع مواقفه و أدبياته كمن يتابع درجة الحرارة لدى مريض : فيعلن عن موته عندما يموت و كذا لينين أعلن عن إرتداد كاوتسكي زمن حياته فقومه تقويما علميا لا عدميا : فحدد تاريخ ثوريته و كتاباته الموثوق بها و وضع حدا فاصلا بين ذلك و بين تاريخ ارتداده. وقد قال في هذا الشأن :" إقرؤوا كتابات مرتد قبل أن يرتد".

حسنا ، هذا منهم وصف جيد للطريقة العلمية التي إعتمدها لينين في تقييم أعمال و نشاط أحد أبرز القادة البروليتاريين الألمان و العالميين الذين ناضلوا إلى جانب انجلز و معه ركزوا الأممية الثانية و لكن كاوتسكى كما بين لينين إرتد عن الماركسية بعد أن كان رمزا لها و معبرا عنها. كنا بالتالي ننتظر أن يطبق "الجماعة" هذا المنهج اللينيني فى تقييمهم لماو تسي تونغ كقائد بروليتاري عالمي كان رأس حربة الماركسية-اللينينية صينيا و عالميا إلى وفاته، لعلنا معهم نلمس قراءة علمية في نشاطه و كتاباته و نقدا من منظور بروليتاري يفيد في بناء صرح نظري أرقى و ممارسة ثورية أرقى أيضا.غير أن ذلك منهم لم يحصل مثلما لم يحصل من قبل أنور خوجا الذي عليه إستندوا و به إستشهدوا و كتاباته إعتمدوا. وضعوا اللينينية جانبا و شرعوا في تطبيق عكسها منهالين على ماو شتما و تشويها . قال لينين فى مقاله بعنوان " المغزى السياسي للشتم " : " إن الشتم في السياسة يغطى دائما الإفتقار التام للمحتوى الفكري و قلة الحيلة و العجز و الضعف المزعج للشاتم" ( ذكر بالصفحة 13 من "حول مسألة ستالين " الطبعة العربية ، دار النشر باللغات الأجنبية ، بيكين 1963).

هل حددوا تاريخ ثورية ماو تسى تونغ؟ الجواب :لا.
هل حددوا تاريخ ثورية ماوتسي تونغ؟ لا.
هل حددوا كتاباته الموثوق بها ؟ لا.
هل وضعوا حدا فاصلا بين ذلك و بين تاريخ إرتداده ؟ لا.

و بصيغة أخرى هل قيموه لينينيا؟ بالنتيجة لا. فالمتفحص لما كتبوا لا يجد سوى كيل السب لماو تسي تونغ و على طول و عرض الصفحات لا يذكر شيئا واحدا إيجابيا لديه فما بالك بكتاباته الموثوق بها و يكون هكذا ماو تسي تونغ ليس مرتدا و إنما ليس ماركسيا بالمرة حسب هؤلاء ، ماو الذي قاد الحزب الشيوعي الصيني طوال عقود و كان تحت إمرة الأممية الثالثة و كان ستالين يقود الحركة الشيوعية العالمية و لم نجد لديه تقييم عدمي لماوتسي تونغ و إنكار لصفة الماركسي عنه . كيف يكون ستالين ماركسيا-لينينيا و تكون الأممية الثالثة ماركسية –لينينية و لم يتفطنا إلى أن قائد الحزب الشيوعي الصيني المنتمى إلى صفوفها غير ماركسي أصلا ؟

هذا إضافة إلى أن منهج جماعة "هل يمكن..." غير مادي جدلي فهو قذف غير مباشر في الأممية الثالثة و في ستالين و كل الماركسيين-اللينينيين السوفيات و الألمان ...و الصينيين...و فى الأخير هجوم على الماركسي-اللينينية بصورة عامة. وهو أيضا إستبلاه لنا على إعتبار أنهم يعتقدون أننا جهلة بالتاريخ بمقدورهم أن يختلقوا ما طاب لهم من الأكاذيب فسنصدقهم و نتجاهل تاريخ الثورة الصينية الديمقراطية الجديدة/ الوطنية الديمقراطية ثم منذ 1956 الإشتراكية و النضال الماوي ضد التحريفية عالميا و فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني إلى 1976.

يشير "الجماعة " إلى أسلوب لينين في التعاطي مع كاوتسكى إلاّ أنهم مثلهم في ذلك مثل الخوجيين غير المتسترين لا يطبقونه تجاه ماو. معرفة الشيء ووضعه موضع الممارسة يمثل وحدة أضداد /تناقض فى نظرية المعرفة الماركسية لا يقدر على حله إلا الماركسي حقا و الباحث بنزاهة و فعلا عن الحقيقة و محكه الممارسة. أما "الجماعة" فهم عاجزون عن تطبيق اللينينية لأن تطبيقها سيؤول بهم إلى هدم كل صروح الكذب التي بنوها من الرمال .

عوض تطبيق المنهج اللينيني عمدوا إلى منهج رجعي بغيض من الإنتقائية الفجة لكلمات هنا و هناك يعزلونها عن إطارها و يقذفونها إلى آخر و يتخذونها منطلقا لكيل الشتائم و حتى يختلقون عبارات يضعونها بين قوسين وفى سياق الصياغة يوحون بأنها أتت على لسان ماو فى حين أنها من إختراعهم هم و ذلك في ما يتصل مثلا بعبارة " دكتاتوري " بالصفحة 47 من ("هل يمكن...") و كأن ماو إستعملها لنعت ستالين .

و من النعوت التي قدموها على أنها متداولة لدى ماو في وصف ستالين و تبين موقفه منه : "ميتافيزيقي، ذاتي ، وحداوي النظرة " و لسان حال الواقع ينطق بعكس ذلك بحكم أن الكلمتين الأولتين لم يستعملهما ماو بذلك التعميم الإطلاقي و الكلمة الثالثة ما جاءت بتلك الصيغة و نصوص ماو ذاته تفنّد إفتراءاتهم.كما و يجدر التنبيه إلى أن تلك النعوت قدمت دون توفير فرصة لنا للإطلاع على الدواعي وراء إستخدامها و التعليلات و الحجج التي إليها استند ماو في حكمه.

لنأخذ كلمة " ميتافيزيقي " فإنها وردت ضمن "خطاب فى ندوة الكتاب العامين " فى المجلد الخامس من "مؤلفات ماوتسي تونغ المختارة " ، صفحة 398( باللغة الفرنسية) و كان ماو ألقي الخطاب فى 27 جانفي 1957 :
" هنالك كثير من الميتافيزيقا لدى ستالين و قد علم عديد الناس ممارستها " . لم يحكم ماو بإطلاقية مثالية بأن ستالين "ميتافيزيقي" كما يدعى "الجماعة" و لم يقل إنه "ميتافيزيقي" مائة بالمائة بل قال في فهمه لمسائل محددة ( سيحللها ماو في ما سيلي) توجد ميتافيزيقا. كلام ماو واضح و واضح جدا و من هنا الفرق بل البون الشاسع الذي لا يراه و لا يريدنا أن نراه المثاليون الدغمائيون.

شارحا حكمه هذا على ستالين ، تابع ماو:" فى " تاريخ الحزب الشيوعي (البلشفى ) السوفياتي " يقول إن للديلكتيك الماركسي أربع ميزات جوهرية . فى النقطة أ) يتحدث عن العلاقة بين مختلف الأشياء و الظواهر كما لو أنها مرتبطة دون سبب أو علة . كيف ترتبط بالتالي الأشياء فى ما بينها ؟ بطرفي التناقض . فلكل شيئ و لكل ظاهرة طرفا تناقض . فى النقطة د) يتحدث عن التناقضات الكامنة في الأشياء و الظواهر بيد أنه لا يشدد إلا على صراع الأضداد دون الإشارة إلى وحدتها . طبقا لوحدة الأضداد ، القانون الجوهري للديالكتيك ، الضدان في صراع و في الوقت ذاته يبقيان في وحدة ، إنهما ينفيان الواحد الآخر و في الوقت ذاته هما مرتبطان الواحد بالآخر و في ظروف معينة ، يتحولان الواحد إلى الآخر."

هذا هو المثال الأول المحلل الذي على أساسه إنتهى ماو إلى إعتبار أن لدى ستالين جزءا لا بأس به من الميتافيزيقا و المثال يبين نقدا ماركسيا-لينينيا لموقف معين لرفيق و معلم و من منطلق التمسك بالمادية الجدلية و تطويرها .( لتعميق النظر مراجعة نص" فى الفلسفة " من كتاب " فى الرد على حز ب العمل الألباني" )
و المثال الثاني هو " فى "القاموس الفلسفي الصغير "، الطبعة الرابعة ، المنشور في الإتحاد السوفيتي ، يعبر مقال التماثل [الوحدة] عن وجهة نظر ستالين . فيه يقال : " الظواهر مثل الحرب و السلم ، البرجوازية و البروليتاريا، الحياة و الموت الخ لا يمكن أن تتماثل لأن المظهرين متضادين كليا و ينفي الواحد الآخر ." هذا يعنى أن بين المظاهر المتضادة كليا لا يوجد تماثل بالمعني الماركسي للكلمة و أنهما يتنافيان فقط دون أن يكونا مرتبطين الواحد بالآخر و لا يمكنهما التحول الواحد إلى الآخر في ظروف معينة. هذا تأكيد خاطئ جوهريا.

حسب هذا المقال ، الحرب هي الحرب و السلم هي السلم شيئان ينفى الواحد منهما الآخر فحسب دون أي رابط بينهما ، لا يمكن للحرب التحول إلى سلم و لا يمكن للسلم كذلك أن تتحول إلى حرب. يذكر لينين الإستشهاد بلكلوزفيتش :" الحرب إمتداد للسياسة و لكن بوسائل أخرى"[لينين "الحرب و الثورة"].الصراع في فترة السلم هو السياسة و الحرب هي أيضا سياسة لكن باللجوء إلى وسائل خاصة. الحرب و السلم ينفى الواحد الآخر و في الوقت نفسه يرتبطان الواحد بالآخر و يتحولان الواحد إلى الآخر في ظروف محددة . إذا لم يتم الإعداد للحرب في فترة السلم كيف يمكن للحرب أن تندلع فجأة ؟ إذا لم يتم الإعداد للسلم خلال الحرب كيف يمكن للسلم أن تتركز بسرعة ؟
لو أن الحياة و الموت لا يمكنهما التحول الواحد إلى الآخر ، قولوا لى إذن من أين تأتي الكائنات الحية . لم توجد في البداية سوى المادة غير الحية على كوكب الأرض . فقط بعد وقت من ذلك ، ظهرت الكائنات الحية النابعة من المادة غير الحية أو الجامدة . كل كائن حي يشهد سيرورة [ميتابولزم]الأيض: ولادة، نمو ، توالد و موت. طوال نشاط الكائن الحي ، الحياة و الموت في صراع و يتحولان باستمرار الواحد إلى الآخر.
لو أن البرجوازية و البروليتاريا لا يمكنهما التحول الواحدة إلى الأخرى كيف يمكن أن تفسروا أن عبر الثورة تصير البروليتاريا الطبقة المهيمنة و البرجوازية الطبقة المهيمن عليها."

هكذا بشرح مستفيض مادي جدلي ، بعد دراسة و تمحيص دقيقين و إستنادا إلى لينين يكون نقد ماو لستالين نقدا بناءا و ليس نقدا هداما عدميا فهو يصوب خطأ سقط فيه رفيق، معيدا للأذهان المواقف اللينينية الجدلية و مطبقا إياها من خلال التحليل الملموس لأشياء و ظواهر و سيرورات الواقع الملموس. منطلق ماو لم يكن التبجح و لا كيل الشتائم بل كان منطلقا رفاقيا فى التعامل مع القائد البروليتاري ستالين ، همه الأوحد الإستفادة من التجارب لبناء صرح ماركسي-لينيني أمتن يسمح بممارسة ثورية أرقي ذلك أن الماركسية كما أكد انجلز و لينين تتطور بنقد ذاتها .

و "الجماعة" لا يناقشون الأمثلة التى أوردها ماو فى تحليله الملموس للواقع الملموس ،لا يهمهم إن كان ستالين قد أخطأ وهو يشق طريقا بروليتاريا رئيسيا فإن الدفاع عن خطئه و قد تبين و من وجهة نظر بروليتارية ماركسية-لينينية أنه خطأ- يغدو دفاعا عن نقيض الماركسية-اللينينية و تحريفية فجة لا غير.

و إلى نعت "الذاتي " الذي إنتزع إنتزاعا من الفقرة التالية ، بالصفحة 341 من المجلد الخامس من " مؤلفات ماو تسي تونغ المختارة" وهي فقرة من نص كتب فى أوت 1956بعنوان "تعزيز وحدة الحزب ": " بإرتكاب أخطاء نقصد التعامل بطريقة ذاتية يعنى أن الفكر لا يتطابق مع الواقع. هذه المسألة كانت منسية تماما أو بالكاد تقع الإشارة إليها في عديد المقالات الناقدة لأخطاء ستالين و التي أمكننا قراءتها .لماذا إرتكب ستالين أخطاء ؟ لأنه فى بعض المشاكل لم يستطع وضع الذاتى فى تناغم مع الواقع الموضوعي ."

بالتأكيد " فى بعض المسائل " لا تفيد و لا تساوى "ذاتي " بصورة مطلقة. فى حين يعرض ماو تحليلا لحقائق ملموسة ينحو "الجماعة" نحو النفخ في الكلمات و قطعها من إطارها الذي تتنزل فيه فصبغها بصفة الإطلاقية مقتفين بذلك آثار أنور خوجا والتحريفيين المعاصرين و الإنتقائيين و المثاليين .

وفى إشارات جلية تترجم دوافع حكم ماو إياه يذكّر القائد البروليتاري الصيني بما حدث بالصين للقوات المسلحة الشيوعية خلال الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية في سنواتها الأولى لما كانت تتبع خط المبعوث الممثل للأممية الثالثة و العامل وفق توصيات ستالين . لقد دافع ممثل الأممية الثالثة عن الثورة بداية في المدن و عن حرب الدفاع عن المواقع فتسبب في خسارة حوالي أربعة أخماس الشيوعيين و كان درسا قاسيا لأن ذلك الفهم كان ذاتيا و لم يلم بواقع الصين المختلف عن واقع روسيا.

كتب لينين للمؤتمر الثاني للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق، 1919 (المختارات1/3ص410 ):"...ينبغى لكم أن تستندوا في الميدانين النظري و العملي على التعاليم الشيوعية العامة ، و أن تأخذوا بعين الاعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة فى البلدان الأوروبية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم في الميدانين النظري و العملي فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي و تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال ، بل ضد بقايا القرون الوسطى...".

مستوعبين هذا الموقف اللينيني الذى ذهبت ضده الأممية الثالثة إنطلق الماركسيون-اللينينيون الصينيون و على رأسهم ماو يخوضون غمار صراع صارم ضد الدغمائية معتمدين على بحوث و دراسات ميدانية و يصيغون إستراتيجيتهم و تكتيكهم الخاصين في الثورة الصينية و دافعوا عنهما إلى أن تمكنوا من جعل الحزب الشيوعي الصيني يطبق الماركسية-اللينينية بشكل خلاق ما مكّنهم من الانتصار فى الثورة الديمقراطية الجديدة سنة1949 و المضي قدما في الثورة الاشتراكية أساسا منذ1956 ليدعموها و يعمقوها إلى سنة 1976سنة الانقلاب المضاد للثورة التحريفي على الخط الثوري الماوى و تحول الصين من إشتراكية الى رأسمالية مع تحول الحزب الشيوعي من حزب بروليتاري الى حزب برجوازي . كما قال ماو " التحريفية فى السلطة يعنى البرجوازية فى السلطة" .

هذا لماما، نقد ماو المادى الجدلي لخطإ من الأخطاء التى إرتكبها ستالين حيال الثورة الصينية و المثبت و الموثق تاريخيا و مع ذلك ، و هذا أمر وجبت الإشارة إليه، عندما ناضل الماويون ضد التطبيق الدغمائي للماركسية على الصين لم يحملوا ستالين بالأساس مسؤولية ذلك الخطأ بل حملوه لرفاقهم الصينيين الذين لم يفهموا ضرورة تكريس الحقيقة الماركسية كمحتوى ينسحب عالميا عامة على الصين بخاصة فيتخذ شكلا صينيا يغني كخاص العام في علاقة جدلية بينهما.

و كي لا نجانب حقيقة أخرى هامة لأقصى الحدود نميط اللثام عن مفهوم النقد من منطلق ماركسي-لينيني . فالنقد والنقد الذاتي من ركائز التعاملات الشيوعية بين الرفاق داخل الحزب الواحد و داخل الحركة الشيوعية العالمية . والنقد لا يعنى الإنتقاد فالنقد عملية تبيان للجوانب السلبية من ناحية والجوانب الايجابية من ناحية أخرى أي النواحي الخاطئة و النواحي الصائبة .

و بالضبط ما مارسه ماو إزاء الرفيق ستالين نقد و ليس إنتقاد حيث لم يقف عند الأخطاء و حسب بل أبرز أشد ما يكون الإبراز الجوانب البروليتارية لديه والتي من اللازم التمسك بها و الدفاع عنها و نشرها و تطبيقها و تطويرها. و الموقف العام لماو و الحزب الشيوعي الصيني من الرفيق ستالين في تناقض تام و ساطع مع التحريفية السوفياتية و غيرها المهاجمة كليا لستالين على أنه عدو للماركسية-اللينينية. مثلا ، في نص ماو " حول العشر علاقات الكبرى " المكتوب فى أفريل 1956 (ليلاحظ جيدا هذا التاريخ فدلالته عظيمة) : " تدافع اللجنة المركزية لحزبنا على أن مآثر ستالين و أخطائه في علاقة سبعة إلى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما ". و الحال أن وثيقة "هل يمكن..." ما إنفكت تقتطف شذرات متناثرة من هذا النص و بوقاحة ما بعدها وقاحة تغيب هذا الموقف الثوري الماركسي-اللينيني و الأنكى تطلق العنان لقلب الحقائق رأسا على عقب!

و قبل التوغل فى حيثيات و محطات توصل ماو و الشيوعيين الصينيين إلى مثل التقييم المذكور أعلاه (قبل الألبان و بأعمق فهم و نصوص خوجا لتلك الفترة تشهد بذلك و إن إدعى الخوجيون المفضوحون منهم و المتسترون غير ذلك) ، نسأل" الجماعة " فى تحد ماركسي- لينيني : هل قمتم بأي تقييم علمي موضوعي موثق لستالين ؟ على حد النص الذي ننقد لا وجود لأي تقييم علمي لستالين و تجربة دكتاتورية البروليتاريا فى الاتحاد السوفياتي ، كل ما نخرج به من وثيقتهم هو تشويه للماوية بالوسائل جميعها.و نترقب منهم إلى الآن تقييما مفصلا لتلك التجربة و أيضا تقييما للتجربة الألبانية و أنور خوجا على أننا نعتقد جازمين أنهم غير قادرين على ذلك لسبب مزدوج فمشاغلهم أبعد ما تكون عن تقييم أول تجربة دكتاتورية بروليتاريا و هم لا يملكون لا الفهم و لا المنهج و لا المنظور البروليتاريين للاضطلاع بمثل هذه المهمة إذ هم ينهالون على ماو الشيوعي الأممي بكل ألوان الشتائم و تراهم يمجدون أبو علي مصطفى و الجبهة الشعبية التي إعتبرت الامبريالية الاشتراكية بلا تردد صديقا للشعوب!

و جاءت وثيقة أخرى تقوم "الجماعة " بترويجها لتأكد ما نذهب إليه حيث فى كراس بعنوان " 5 مارس 1953-5 مارس 2003 الذكرى الخمسون لوفاة ستالين " حبروا فى الصفحة الثالثة من المقدمة التالي:
" نحن لا نزعم أن ستالين معصوم من الخطإ و لا لينين و لا ماركس و لا أنجلز ، و لا ندافع عنهم دفاعا دغمائيا ، نحن نفرق بين النقد الموضوعي و النزيه حتى من منظري الإمبريالية و التشويه المقصود و المنظم و المشحون بخلفية العداء الطبقي . " و مع ذلك نقبنا الكراس من البداية إلى النهاية و دققنا البحث و لا أثر لديهم للحديث عن أخطاء ستالين مهما كانت و هكذا في الوقت الذي ينفون فيه كونهم دغمائيين يطبقون الدغمائية فى أجلى مظاهرها .

و فى حين أنهم يقبلون (يفرقون بين النقد الموضوعي و النزيه "حتى من منظرى الإمبريالية "، يعتبرون نقد ماو تسي تونغ غير نزيه و غير موضوعي و إن كان قائما على الأطروحات اللينينية . قد يقبلون آراءا "موضوعية ونزيهة حتى من منظرى الإمبريالية " و لا يقبلون آراء قائد شيوعي قاد ثورة حررت ربع البشرية من نير الإمبريالية و بنت تجربة دكتاتورية البروليتاريا متقدمة للغاية و واجه أشد ما تكون المواجهة المتهجمين على ستالين لعقود و أكثر من ذلك قام من منظور بروليتاري شيوعي ثوري بدراسة تجربة دكتاتورية البروليتاريا فى الإتحاد السوفياتي و أنجز نقدا بناءا ميّز فيه بين الأخطاء المقدرة بثلاثين بالمئة من أعمال ستالين و بين الصواب فى تنظيراته و ممارساته و المقدّر بسعبين بالمئة !!!

و يشد الإنتباه أن " الجماعة " تعيد فى كراسها نفس التصرفات الإنتهازية التى ألفيناها فى "هل يمكن ..." أين إعتبروا أن أنور خوجا من أصحاب المواقف الإرتجالية " فلم يكن حكمها على ماو تسي تونغ أو له نابعا من نظرة شمولية ، بل طغت عليها الأحكام الذاتية و المسبقة ، أو حتى الأحكام التى كان لأصحابها مصلحة تحالف أو تعاون مع نظام ماو تسى تونغ مثل أنور خوجا، بل إن أصحاب هذه المواقف و التقويمات يلتقون طبقيا و فكريا مع ماو تسي تونغ فلم تكن مواقفهم إزاءه من منطلق ماركسي بل كانت من منطلق مصلحي فقط ." و مع ذلك طوال "بحثهم"("هل يمكن ...") يستشهدون بأنور خوجا و يعتمدون كتبه و يكررون حرفيا إفتراءاته على ماو تسى تونغ . و فى كراسهم عن ستالين يعولون على كتاب "نظرة أخرى إلى ستالين "كأهم مصدر من مصادرهم( منذ الصفحة الأولى للباب الأول ،ص5). وفى الوقت نفسه لا ينبسون بكلمة عن كاتبه و تقييمه لستالين و لماو تسى تونغ . الكاتب هو ليدو مارتنيز الذى كان رئيس سابقا لحزب العمال البلجيكي ، وهو حزب يثمن إضافات ماوتسى تونغ لعلم الثورة البروليتارية العالمية و ينظم ندوة بروكسال السنوية التي من مواقفها الواضحة تقيم أعمال ماو تسى تونغ تقييما إيجابيا و بإختصار يعد البعض حزب العمال البلجيكي حزبا ماويا و إن كان وسطيا بالنسبة للحركة الماوية العالمية .

و على سبيل المثال نطلعكم على جمل من مقال لليدو مارتيناز كتب فى 1993 بمناسبة إحياء مائوية ماو تسى تونغ ( مع ملاحظة أننا لا نتفق معه فى كافة محتوى هذا المقال ):
فى مطلع المقال كتب :" نحتفل اليوم بمئوية ماو تسى تونغ مثلما إحتفلنا فى الماضى القريب بالذكرى الخمسين لإنتصارستالينغراد...." و كتب فى نهايته :" يثمن حزبنا أيما تثمين الخط الذى طوره ماو تسي تونغ للثورة الوطنية الديمقراطية .لكن أكبر مساهمة من مساهمات ماو تسى تونغ هي نظرية مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا و تطبيقه للثورة الثقافية ".
أما بصدد مسألة تصدى ماوتسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني الماوي للتحريفية المعاصرة فيكفى أن نقتطف من نفس المقال جملة لا أكثر هي :" كان الفضل التاريخي لماو تسى تونغ و للحزب الشيوعي الصيني فى الدفاع عن الماركسية اللينينية ضد التحريفية الخروتشوفية فى كتيب " إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية " . و بعد ثلاثين سنة من نشرها لم تفقد هذه الوثيقة من راهنيتها بل بالعكس أتى إنهيار الإتحاد السوفياتي ليشدد على نفاذ رؤيتها " .

الموقف الشيوعي الماوي :

مسألة ستالين ليست بالمسألة الهينة ( قبول الكل منطق مثالي ودغمائية و رفض الكل منطق مثالي وتحريفية) ، إنها مسألة تقييم أول تجربة فعلية لدكتاتورية البروليتاريا ، إنها مسألة حيوية فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية ماضيا و حاضرا و مستقبلا. مراكمة المعرفة من أجل تغيير العالم إفراز لإعمال الفكرماركسيّا-لينينيا-ماويا فى التجارب العملية الماضية و القائمة. الممارسة فالنظرية فمعرفة صحة النظرية عبر الممارسة فتلخيص الممارسة فى نظرية أرقي ومن جديد ممارسة أرقي فنظرية أرقي و هكذا دواليك بشكل تصاعدي لولبي.هذه نظرية المعرفة الماركسية. كيف نملك رفع التطور اللولبي للماركسية - اللينينية إذا لم نمارس نظرية المعرفة الماركسية هذه؟ غير ممكن حصول ذلك إذا غابت ممارسة نظرية المعرفة الماركسية ( "فى الممارسة العملية" لماو تسي تونغ شرح مستفيض للموضوع و تطوير خلاق للماركسية-اللينينية فى هذا المضمار).و حين لا ننظر لممارستنا الماضية لإستخلاص دروس عملية مستقبلية ، نكرّر إقتراف الأخطاء السابقة و نكون تجريبيين فنعتقد أننا نتقدم فى خطانا بينما نحن نراوح مكاننا.

تجاه مسألة ستالين ، مثلما فى غيرها من المسائل ، كرّس ماو نظرية المعرفة الماركسية ، أما "الجماعة" و من قبلهم أنور خوجا و التحريفيين السوفيات ( قبول بالكل و رفض الكل ) لم ينجزوا تحليلا جدليا لعهد ستالين . إنهال عليه التحريفيون السوفيات و أتباعهم عالميا شتما و تشويها و عمد الخوجيون إلى الدفاع عنه دفاعا أعمى ، فى صوابه و خطئه. طبّق ماو الماركسية-اللينينية و طبّق الآخرون تحريفية أو دغمائية . فى "حول الديالكتيك" أكد لينين أن جوهر الديالكتيك هو وحدة الأضداد أو بكلماته هو:" ازدواج ما هو واحد" و زيادة على تعميق الرؤية الماركسية-اللينينية لقانون التناقض (وحدة الأضداد) فى " فى التناقض " و فى غيرها من مقالاته فى الجدلية، عمل ماو جهده لتطبيق الجدلية فى أعماله و نشاطاته و من ضمن تطبيقاته الجدلية نجد تطبيقه للجدلية على مسألة ستالين.

يقول ماو تسي تونغ فى الصفحة 367 من المجلد الخامس :" فى الواقع ، كل شيء سواء أكان فى الصين أو في الخارج قابل للتحليل، له مظهر إيجابي و مظهر سلبي . الشيء ذاته بالنسبة لعمل كل مقاطعة ، هنالك نجاحات و نواقص ، و لكل واحد منا أيضا مظهران – ايجابيات و سلبيات و ليس مظهرا واحدا أبدا . نظرية المظهر الواحد و نظرية المظهرين توجدان منذ القدم . تنتمي الأولى إلى الميتافيزيقا و الثانية إلى الديالكتيك." (التسطير من وضعنا).
و مثلما لمسنا ، ستالين فى مظهره الرئيسي ماركسي عظيم و في مظهره الثانوي قام بأخطاء جدية و أحيانا خطيرة. و من المعلوم أن الحزب الشيوعي الصيني و ماو قائده ذاته أخضعا أنفسهما للتحليل و دعيا لا الحزبيين فقط بل الجماهير أيضا إلى النهوض بالتحليل للمظهرين للتعلم من ما أثبت الممارسة صحته و ما أثبتت خطله، للتعلم من الصواب و من الخطاء أيضا!
---------------------------------------------------------------
1/ المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة :
---------------------------------------------------------------
أحدث المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي السوفياتي و الهجوم المسعور على ستالين رجة هائلة فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية و أحزابها و منظماتها فرد ماو على طريقة التحريفيين السوفيات المتوخاة من قبل قلة من الشيوعيين الصينيين فى التعامل مع ستالين ، فى نص "خطاب أمام ندوة الكتاب العامين " فى جانفى 1957: "منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي ، بعض الذين قد دافعوا عن ستالين بنشاط ليسوا الآن أقل نشاطا في الهجوم عليه. في رأيي يتخلون عن الماركسية –اللينينية ذلك أنهم لم يقوموا بتحليل المشكل و يجهلون الأخلاق الثورية. الماركسية - اللينينية تعنى التحلي بالأخلاق الثورية للبروليتاريا. سابقا ، قد قاموا بأقصى ما في وسعهم للدفاع عن ستالين إلى حد معه يجب على الأقل ، حاليا تقديم بعض الأسباب لتعليل إنقلابهم! لكن دون تقديم أدنى شرح ، يقومون بإلتفاف ب 180 درجة كما لو أنهم لم يدافعوا أبدا عن ستالين ومع ذلك لقد كانوا من أنصاره المتحمسين. مسألة ستالين تهم كافة الحركة الشيوعية العالمية و أحزاب جميع البلدان.
فى ما يتعلق بالمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي، فإن الغالبية الساحقة لكوادر حزبنا يعربون عن غضب تجاهه. و يعتقدون أن السوفيت ذهبوا أبعد من اللازم في نقد ستالين .و هذا شعور طبيعي و رد فعل أخلاقي. غير أن أقلية شرعت في التذبذب ...حين إندلع إعصار في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي ثمة فى الصين نملات خرجت من جحورها . إنها العناصر غير القارة في صفوف الحزب ، إنها تتمايل مع أول فرصة..."

جلي للغاية إذا موقف ماو و كذلك موقف الغالبية الساحقة للماركسيين-اللينينين الصينييين فى تصديهم و منذ البداية لتوجهات التحريفيين السوفيت و أتباعهم عالميا و في الصين أيضا.و قبل جانفى 1957 ، فى نص نقد أولى للمؤتمر العشرين ، فى 5 أفريل 1956 أي شهران و نصف الشهر بعد المؤتمر التحريفي ( وهو تاريخ عظيم الدلالة على نفاذ الرؤية الثورية لدى الشيوعيين الماويين ) فى "حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا" وقع التعبير عن أنه " علينا إعتبار ستالين من وجهة نظر تاريخية و النهوض بتحليل كامل و مناسب كي نستشف درسا مفيدا. ما هو صواب وما هو خاطئ لدى ستالين شأن يهم الحركة الشيوعية العالمية و يحمل سمة المرحلة."( جان بابى ، الصفحة 22 من " الجدال الكبير الصيني-السوفياتي 1956-1966 "، الطبعة الفرنسية، منشورات برنار غراسي ، باريس).
ومن المناسب هنا أن نعيد ما ذكرناه آنفا :" تدافع اللجنة المركزية لحزبنا على أن مآثر ستالين و أخطائه فى علاقة سبعة إلى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما " ماو ، أفريل 1956 " حول العشر علاقات الكبرى" ، المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، بالفرنسية).

بينما فهم ماو مسألة ستالين على نحو ماركسي-لينيني صحيح و دعا للإضطلاع بمهمة التقييم العلمي كمهمة جبارة ملقاة على عاتق الحركة الشيوعية العالمية - و شرع من جانبه فى الدراسة و التمحيص- كان التحريفيون السوفيات على موجة أخرى مناقضة تماما.(و كان أنور خوجا يكيل المديح للمؤتمر العشرين على صفحات "البرفدا" بتاريخ 8 نوفمبر 1956 ). كان هم الخروتشوفيين تحطيم ذكرى ستالين و ما يمثله تحطيما كليا.
لقد صوروا ستالين على أنه دموي متحدثين دون إنقطاع عن المحاكمات فحسب و في بلادهم ما قاموا به هو إطلاق سراح بعض المساجين معتبرين أن ما أسموه "إجتثاث الستالينية " قد تم و إنتهى بينما لم يصلحوا من شأن بعض الأخطاء الحقيقية لستالين بل عمقوها فهم تحريفيون. فى الواقع ، كان تهجم التحريفيين على ستالين تمهيدا و غطاءا لتركيز خطهم هم المعادي للثورة على جميع الأصعدة ، إنهم برجوازيون جدد يعملون على إعادة تركيز الرأسمالية و تحطيم كافة منجزات الإشتراكية و الثورة فى ظل لينين و ستالين.

بشجاعة بروليتارية ، إنبرى الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو ليتصدى لمهمة رسمها عن وعي طبقي شيوعي ، مهمة تقييم عمل و نشاط أحد أعظم رموز الشيوعية العالمية فكانت الملاحظات الأولية لماو تتعمق شيئا فشيئا لتنتج ثلاث نصوص ذات بعد تاريخي عالمي حول ستالين ألا وهي " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " ثم "مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " و " حول مسألة ستالين". و لكن قبل عرض أهم ما جاء في هذه الوثائق القيمة و التاريخية ، نتابع بقية ما صاغه ماو حول ستالين في المجلد الخامس الذي منه كنا قد إستشهدنا بمقتطفات آنفا.

بعد شهرين و نيف من المؤتمر العشرين الحزب الشيوعي السوفياتي ، كتب ماو في معرض خطابه "حول العشر علاقات الكبرى" فى أفريل 1956: " أولئك الذين في الاتحاد السوفيتي رفعوا ستالين إلى أعلى القمم ، أخذوا فجأة في رميه أسفل سافلين . عندنا ، هنالك من إقتفوا خطاهم. تدافع اللجنة المركزية لحزبنا عن أن مآثر ستالين و أخطائه فى علاقة سبعة الى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما. إنه بالاستناد إلى هذا التقييم كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". مثل هذا التقييم صحيح تماما. لقد قام ستالين بعدد معين من الأخطاء فيما يخص الصين . لقد كان وراء مغامرتية " اليسار" لوانغ مينغ، حوالي أواخر الحرب الأهلية الثورية الثانية ،ووراء إنتهازيته اليمينية فى بداية حرب التحرير . في البداية لم يسمح لنا بالقيام بالثورة مؤكدا أن حربا أهلية تهدد بتخريب الأمة الصينية . ثم عندما إندلعت الحرب أبدى شكا حيالنا و عندما كسبنا الحرب شك في أنه انتصار من نوع انتصار تيتو وفى 1949و1950 ، مارس علينا ضغوطا قوية جدا. إلا أننا مع ذلك نعتقد أن مآثر ستالين و أخطاءه في علاقة سبعة إلى ثلاثة .و هذا حكم عادل.
في ميادين العلوم الاجتماعية و الماركسية-اللينينية ، سنواصل بانكباب دراسة الأطروحات الصحيحة لستالين".

هذه مقاربة ماو لعمل ستالين، شهران و نصف الشهر إثر المؤتمر العشرين فيها يدحض القائد البروليتاري الصيني النظرة التحريفية السوفياتية منها والصينية التى ظهرت على نطاق محدود فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني . و الحكم الأساسي يظل أن ستالين ماركسي عظيم يدرس الماركسيون - اللينينيون الصينيون أعماله و يطبقون ما فيها من أطروحات صحيحة.
فى ذلك التاريخ ، من من القادة الشيوعيين عالميا كان له مثل هذا الموقف الصائب و الجريء ؟ لا أحد سوى الماويين فهم الأثقب رؤية و الأوضح حينذاك و فى ما بعد داخل الحركة الشيوعية العالمية بأسرها .
و هذا التقييم موجود فى المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسي تونغ المختارة وهو من الوثائق المعتمد فى "هل يمكن..." و الغريب أن " الجماعة " عمدا لم يغضوا الطرف عنه فحسب و إنما إدعوا عكسه أي إدعوا أن ماو تهجم على ستالين و ساير من سموه ب"رفيقهم خروتشاف".إنهم بذلك يغتصبون التاريخ و يفترون على الماوية و الحركة الشيوعية العالمية و هذا منهم مثالية فلسفيا و إسفاف علميا.

فى السنة عينها ، سنة 1956 و فى شهر أوت تحديدا ، نطق ماو بما يلى ذكره: " كيف نقيم الأخطاء التى إرتكبت فى الاتحاد السوفياتي مثل أخطاء ستالين ؟ هي أخطاء جزئية ، مؤقتة ، هنالك منها ما إمتد ، حسب ما يقال ، طوال عشرين سنة لكن ذلك لا يمنع أنها مؤقتة و جزئية و قابلة للإصلاح. التوجه الرئيسي و المظهر المهيمن و الجزء الأعظم لما أنجز فى الاتحاد السوفياتي صحيح. ولدت روسيا اللينينية و بفضل ثورة أكتوبر ، أضحت أول دولة إشتراكية . و قد أنجزت البناء الاشتراكي و إنتصرت على الفاشية و صارت بلدا صناعيا قويا . لنا الكثير نتعلمه منه. لنكن متفقين ، علينا أن نستلهم ما هو متقدم فى تجربته و ليس أبدا ما هو متخلف".

و تكون الأخطاء المرتكبة ، من زاوية الفهم الجدلى العميق للتاريخ "مؤقتة "و"جزئية" و "قابلة للإصلاح" . و أيضا هي مظهر ثانوي فى التجربة الاشتراكية الأولى و يكون الموقف الماوى مدافعا عن ستالين و لصالحه ليس مجاملة له بل لأن الأمر حقيقة تاريخية ملموسة.

و فى خطاب آخر ، خلال الإجتماع الموسع للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي ، فى 15 نوفمبر 1956 ، جاء على لسان ماو " أود أن أقول بعض الكلمات بصدد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي . فى رأيي ، هنالك "سيفان " : واحد هو لينين و الآخر هو ستالين . السيف الذى هو ستالين الروس نبذوه الآن . كوملغا و بعض المجريين إلتقطوه ليضربوا به الاتحاد السوفياتى و لمقاتلة ما يسمى الستالينية . فى عديد بلدان أوروبا ، تنقد الأحزاب الشيوعية أيضا الاتحاد السوفياتي و يقودها فى هذا النقد توغياتي [قائد الحزب الشيوعي الايطالي] . كذلك يستعمل الإمبرياليون هذا السيف لقتل الناس فدُول مثلا رفعه لمدة . هذا السلاح لم تقع إعارته بل وقع نبذه. نحن الصينيون لم ننبذه. أولا ، ندافع عن ستالين و ثانيا ننقد أيضا أخطاءه و لذلك كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". و هكذا عوض تشويه سمعته و تحطيمه كليا كما يفعل البعض ، نتحرك انطلاقا من الواقع.
أما بالنسبة للسيف الذى هو لينين ، ألم ينبذه القادة السوفيات هو الآخر بعض الشيء ؟ في رأيي ، وقع ذلك إلى درجة بعيدة نسبيا.هل لا تزال ثورة أكتوبر دائما صالحة ؟ أيمكن بعد أن تستعمل كنموذج لمختلف البلدان ؟ تقرير خروتشاف للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي يقول إنه من الممكن التوصل إلى السلطة عبر الطريق البرلماني و هذا يعنى أن البلدان الأخرى لن تحتاج بعد الآن إلى إتباع مثال ثورة أكتوبر . حين يفتح هذا الباب على مصراعيه ، فإن اللينينية تكون نبذت بالفعل".

فى 1956 ، كان لماو مثل هذا الفهم الفذ فى عمقه للتحريفية و هجومها الذي لا يطال ستالين و حسب بل يطال لينين و الماركسية- اللينينية ككل و كان له الموقف البروليتاري " أولا ندافع عن ستالين و ثانيا ننقد أيضا أخطاءه" و يأتي "الجماعة" بعد عقود ليدعوا أن ماو لم يتخذ موقفا من التحريفية إلا سنة 1964 ومن منطلق شوفيني و ليس مبدئي فيا لهم من متبحرين فى التاريخ و يا لهم من باحثين نزهاء ! فى التسعينات لم يتوصل هؤلاء الخوجيين المتسترين و ناشري الجهل إلى فهم ماو سنة 1956 و مع ذلك لا يخجلون و يطرحون سؤال "هل يمكن إعتبار ماوتسي تونغ ماركسيا-لينينيا؟ " ليجيبوا عن جهل تام و خداع محبوك بأنه غير ماركسي بل و برجوازي صغير قالبين الحقائق رأسا على عقب. فهل سيصفح عنهم سيف التاريخ ؟ لا نعتقد لأنهم كالخفافيش ما أن يسطع نور النهار حتى تراهم يركنون إلى الزوايا المظلمة و العتمة المطبقة.
---------------------------------------------------------------------------------------------------

الصراع الطبقي فى ظل دكتاتورية البروليتاريا

ونتابع لنتطرق إلى مسألة جوهرية أثارها ماو فى نقده لأخطاء ستالين ألا وهي مسألة التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي فى ظل دكتاتورية البروليتاريا و كيفية معالجتهما بروليتاريا. نعلم أن ستالين كان وراء دستور 1936 الذي عبر عن إنتهاء الصراع الطبقي في الاتحاد السوفياتي بإعتبار بقاء الطبقات العاملة و الفلاحين و المثقفين الثوريين فقط. و هذا خطأ فادح في تحليل المجتمع الاشتراكي و في فهم دكتاتورية البروليتاريا و الإشتراكية و علاقتها بالشيوعية حال دون العناية كما ينبغي بضرورة مواصلة الثورة في البنية الفوقية و مواصلة تثوير علاقات الإنتاج حتى بعد أن يكون نظام ملكية إشتراكية قد ركز بصفة أساسية ودون مواصلة الصراع الطبقي و التصدي الواعي و المنهجي لإعادة تركيز الرأسمالية.

نقرأ بالصفحتين 408 و 409 من المجلد الخامس ل"مؤلفات ماو تسي تونغ المختارة" : " إذا كنا نخاف من الإضطرابات و نعالج الحالات بشكل مبسط فالسبب الأساسي هو أن في عمق فكرنا لا نوافق على أن المجتمع الإشتراكي يشكل وحدة أضداد و أنه توجد به تناقضات و طبقات و صراع طبقي . لمدة طويلة ، أنكر ستالين وجود تناقضات بين علاقات الإنتاج و قوى الإنتاج و بين البنية الفوقية و البنية التحتية فى النظام الإشتراكي . فقط سنة قبل وفاته تكلم بكلمات عامة فى كتابه "المشاكل الاقتصادية للإشتراكية فى الاتحاد السوفياتي " عن التناقض بين علاقات الإنتاج و قوى الإنتاج في النظام الإشتراكي . ستظهر مشاكل ، قال ، لو إتبعنا سياسة خاطئة و العمل التعديلي لم يسر كما ينبغى. مع ذلك ، لم يقدم كمشكل عام التناقضات بين علاقات الإنتاج و قوى الإنتاج وبين البنية الفوقية و القاعدة الإقتصادية فى النظام الإشتراكي ، و لم يع بعد أن هذه التناقضات تمثل التناقضات الجوهرية التي تجعل المجتمع الإشتراكي يتقدم . لقد كان يعتقد أن دولته كانت راسخة. أما نحن فلا يجب أن نعتقد أن دولتنا راسخة إذ هي راسخة و في ذات الوقت غير راسخة.
ترى الجدلية أن النظام الإشتراكي كظاهرة تاريخية سيزول يوما مثلما على الإنسان أن يموت و أن النظام الشيوعي سيكون نفيا له. كيف يمكن أن نعتبر ماركسيا التأكيد القائل بأن النظام الإشتراكي و كذلك علاقات الإنتاج و البناء الفوقي للإشتراكية لن يزول ؟ ألا يعدّ هذا دغمائية دينية و لاهوتية تقر بأبدية الإلاه ؟ " (جانفى 1957).

المجتمع الإشتراكي واقعيا و حقيقة وحدة أضداد ، وحدة متناقضات أو تناقض، فيه تناقضات طبقية و طبقات و صراع طبقي و حيث أخطأ ستالين فى إستيعاب ذلك و حيث خطى خطوة أولى فى تحليل واقعى للنظام الإشتراكي فى آخر كتبه ، فإن ماو و ضع إصبعه على الخطاء و عمق الخطوات الأولى لينفذ إلى كنه الأشياء و جوهرها. وعلى هذا الأساس النظري المتين المبني على قراءة جدلية لتجربة دكتاتورية البروليتاريا سيتقدم ماو نحو خوض الصراع على كافة المستويات ضد ما يعرقل المضي نحو الشيوعية أي مظاهر الرأسمالية التي تولدها تناقضات الإشتراكية بما هي مرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية و البرجوازية الجديدة كأهم المدافعين عن الطريق الرأسمالي لإعادة تركيز الرأسمالية بعد إنقلاب على الخط الثوري للحزب و تغيير لونه من حزب ثوري بروليتاري إلى حزب رجعي برجوازي و بالتالي تغيير لون الدولة التي يقودها لتصير ، بعد أن كانت إشتراكية ، رأسمالية.و لا أدل على ذلك من معارك الشيوعيين الماويين ضد التحريفية و أتباع الطريق الرأسمالي و المظاهر و العلاقات و الأفكار البرجوازية و البرجوازية الجديدة خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى.
--- -----------------------------------------------------------------------------------------------

ماو ينقد أوجها أخرى من الخط التحريفي السوفياتي

فضلا عن محور ستالين الذي شهد معاركا محتدمة بين الشيوعيين الصينيين و التحريفيين بكل أرهاطهم و تلويناتهم شهدت محاور أخرى أعتى الصراعات و دحض ماو المقولات المعادية للثورة و للينينية أينما و كيفما ظهرت و برزت. بعدُ فى أكتوبر 1957 ، صاغ ماو جوهر الخلافات قائلا:
" هنا أريد أن اقول ، فى معرض الحديث ، بعض الكلمات حول خلافاتنا مع الاتحاد السوفياتي .بداية ، فيما يتعلق بستالين ، فإن تناقضا يوجد بيننا و بين خروتشاف . لقد شوه إلى حد بعيد شخصية ستالين و نحن لا نوافق على ذلك لأنه صوره بألوان جد رهيبة! القضية لا تخص بلاده فحسب و إنما تخص كذلك البلدان الأخرى. عندنا صورة كبيرة لستالين معلقة دائما فى ساحة تيان آن مان الأمر الذي يتناغم و إرادة الشعوب الكادحة للعالم بأسره و يبين خلافا تنا الجوهرية مع خروتشاف . بالنسبة لتقييم ستالين ذاته ، عليكم أن تتبنوا علاقة سبعة إلى ثلاثة : سبعة للمآثر و ثلاثة للأخطاء . و هذه النسبة ليست بالضرورة جد دقيقة ذلك أنه يمكن أن تعادل أخطاءه ربما اثنين أو حتى واحد فقط أو حتى أكثر بقليل من ثلاثة . فى مجمل الأحوال ، لدى ستالين ، مآثره هي المظهر الرئيسي و نواقصه و أخطاؤه المظهر الثانوي. بخصوص هذه النقطة نحن فى خلاف مع خروتشاف.

ثم فيما يخص التحول السلمى ، وجهة نظرنا تختلف كذلك عن وجهة نظر خروتشاف و آخرين . إننا ندافع عن أنه على الحزب البروليتاري فى أي بلد كان أن يكون مستعدا لإمكانيتين : السلم و الحرب. فى الحال الأولى ، يطالب الحزب الشيوعي ، مستلهما شعار لينين بين ثورة فيفرى و ثورة أكتوبر ، يطالب الطبقة المهيمنة بالتحول السلمي.هكذا قدمنا لتشان كاي تشاك مقترحا لمفاوضات سلام. أمام البرجوازية ، أمام العدو ، يبين هذا الشعار الدفاعي أننا نريد السلم و ليس الحرب الأمر الذي سيعيننا على كسب الجماهير. إنه شعار سيمكّننا من المسك بالمبادرة ، شعار تكتيكي . مع ذلك ، فإن البرجوازية لن تسلّمنا بذاتها أبدا السلطة التي تملك و ستعمد إلى إستعمال العنف. هنا إذن الإمكانية الثانية: البرجوازية تريد الحرب و تطلق الطلقة الأولى و ليس لدينا خيار آخر سوى الرد. إفتكاك السلطة بقوة السلاح هذا هو شعارنا الإستراتيجي . لو شددتم على التحول السلمى و حسب فلن يوجد إختلاف بينكم و بين الأحزاب الإشتراكية."( التسطير من وضعنا )

فى 10 مارس 1958 ( ضمن " الكتاب الأحمر الكبير"، نشر فلاماريون ، باريس 1975) و بالصفحة 44 منه ، نجد ماو يدحض المقولة التحريفية حول "عبادة الفرد " الموجهة كتهمة لستالين ، فيقول : " هنالك نوعان من عبادة الفرد ، نوع صحيح مثل الذي له هدف[الأفكار ] الصحيحة لماركس و انجلز و لينين و ستالين . علينا أن نعبدهم هم و أن نعبدهم أبديا ، إن لم نعبدهم سيكون الأمر سيئ جدا ذلك أنهم يمسكون بين أيديهم الحقيقة . لماذا لا يجب علينا عبادتهم؟ نعتقد فى الحقيقة و الحقيقة إنعكاس لما يوجد موضوعيا. على مجموعة ما أن تعبد رئيسها ، لو لم تعبده يكون الأمر سيئ جدا. و نوع آخر من عبادة الشخصية هو عبادة خاطئة و يتمثل فى الإتباع الأعمى و دون تفكير وهو يجانب الصواب".

على هذا النحو يفرق ماو بين نمطين من عبادة الفرد مطبقا بذلك قانون التناقض و إزدواج الواحد ، متبنيا ذلك المرتبط بالحقيقة و الحقيقة كما يقول لينين وحدها هي الثورية و فاضحا عبادة الفرد الدينية العمياء البعيدة عن إعمال الفكر فيوجه من هنا ضربة قوية أخرى فى الصميم للأطروحات التحريفية السوفياتية التى لفقت لستالين تهمة تركيز "عبادة الفرد" و أخذت تلوك الموضوع و باطلاقية مثالية فى سعي منها محموم لتحطيم ستالين إلى الجذور و من ورائه تهشيم اللينينية و على العكس ، وضع ماو ستالين ضمن المعلمين الأربعة العظام للبروليتاريا العالمية الذين ينبغى "عبادة " أفكارهم الصحيحة ( طبعا و ليس الخاطئة).

على هذا النحو كان الأمر المبدئي ساطعا السطوع كلّه و كانت التخوم جلية أيما جلاء مما سيسمح بتوطيد قواعد صراع لا هوادة فيه ضد التحريفية فى ما سيلى من السنوات ( إبتدأ بصورة ثنائية و فى إجتماعات الأحزاب و المنظمات العمالية ليصل إلى العلنية و المواجهة المعلنة مع نشر الشيوعيين الماويين الصينيين " عاشت اللينينية " سنة1960 و "الجماعة" ببساطة يزورون التاريخ حين يعلنون أن المواجهة العلنية إندلعت منذ 1964. وفى خضم الجدال الكبير، صاغ الشيوعيون الماويون الصينيون وثائق عديدة تاريخية المغزى و الدلالة نذكر منها فقط تلك المصاغة فى الخمسينات و الستينات و السبعينات :
- حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا ( أفريل 1956)
- مرة أخرى حول التجربة...( ديسمبر 1957)
- عاشت اللينينية (أفريل 1960)
- لنتحد تحت راية لينين الثورية (أفريل 1960)
- الى الأمام على طريق لينين العظيم (أفريل 1960) - الخلافات بين الرفيق تغلياتي و بيننا (ديسمبر1962) - مرة أخرى حول الخلافات بين الرفيق تغلياتى و بيننا (1963)
- لنتحد على أساس تصريح موسكو و بيان موسكو(جانفى1963)
- أصل الخلافات و تطورها بين قيادة الحزب الش السوفياتي و بيننا (1963) - حول مسألة ستالين(سبتمبر 1963)
- هل يوغسلافيا بلد اشتراكي ؟ - مدافعون عن الحكم الاستعمارى الجديد - خطان مختلفان حول مسألة الحرب و السلم (1963) - سياستان للتعايش السلمى متعارضتان تماما (1963) - إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية (1963)
- حقيقة تحالف قادة الحزب الشيوعي السوفياتي مع الهند ضد الصين ( نوفمبر1963)
- من أين أتت الخلافات؟ رد على توريزو رفاق آخرين ( فيفري 1963) - سبع رسائل - قادة الاتحاد السوفياتي أكبرانشقاقيى عصرنا - الثورة البروليتارية وتحريفية خروتشوف - اللينينية و التحريفية المعاصرة (1963)
- مرآة التحريفيين (1963)
- شيوعية خروتشوف المزيفة و الدروس التاريخية التى تقدمها للعالم (جويلية 1964)
- لنناضل الى الآخر ضد تحريفية خروتشوف (جوان 1965)
- لنميط اللثام عن التحريفيين السوفيات بصدد ثقافة الشعب كله (أكتوبر 1967)
- التحربفيون السوفيات يطورون اقتصادا رأسماليا على طول الخط ( أكتوبر 1967)
- السينما السوفياتية فى خدمة إعادة التركيز الشامل للرأسمالية (أكتوبر 1967)
- براهين دامغة عن اعادة تركيز الرأسمالية من طرف التحريفيين السوفيات فى المناطق الريفية (نوفمبر1967)
- دكتاتورية برجوازية يمارسها التحريفيون فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- التحريفيون السوفيات يحولون حزب لينين الى حزب تحريفي (نوفمبر 1967)
- النتائج الشهيرة لتطبيق طغمة التجريفيين السوفيات ل" سياسة اقتصادية جديدة "( نوفمبر 1967)
- الخط التحريفي فى التعليم فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- ماهي اذا "رفاهة الشعب كله " التى يفتخر بها التحريفيون السوفيات؟ ( ديسمبر 1967)
- ليسقط القياصرة الجدد (1969)
- بتحركاتها العنيدة ضد الصين ، لا تفعل طغمة التحريفيين السوفيات سوى حفر قبرها ( مارس 1969)
- لينينية أم امبريالية اشتراكية ؟ ( أفريل 1970)
- الامبريالية الاشتراكية السوفياتية جزء من الامبريالية العالمية ( ديسمبر 1975).

وهي نصوص لم يشر إليها و لو مجرد إشارة ( فما بالك بتناولها بالدرس و التمحيص و النقد...) " الباحثون الماركسيون اللينينيون جدّا"،أصحاب "هل يمكن..." النزهاء جدا جدا.و يثور إستفهام بديهي : لماذا؟ لسببين ممكنين إما عن جهل منهم بها وهي وثائق لا غني عنها فى التطرق لمسألة ستالين و الماوية فيكون هؤلاء النقاد للارتجالية منغمسين إلى الأنف و ليس إلى العنق و حسب في الإرتجالية و فى تناقض تام مع الماركسية -اللينينية و ما لخصه ماو فى جملة شهيرة له " من لم يقم بتحقيق ليس له الحق فى الكلام ." و إما ، وهذا الأرجح لدينا ، عن خوف من مضامين تلك الوثائق و ما تعريه من خزعبلاتهم و هم في هذا كذلك يسلكون سلوك خوجا عينه ناشرين معه ثقافة الجهل و التجهيل و لا شيء غير الجهل و التجهيل.

--------------------------------------------------------------------------------------------------
/ ثلاث وثائق تاريخية II/
-------------------------------------------------------------------------------------------------
و لأننا نسلط المجهر على مسألة ستالين حصرا و لا نود الإطناب حدّ بعث الملل ، سنتطرق إلى الثلاث الوثائق الأولى التي مرت بنا في الصفحات السابقة دون غيرها وهي وثائق كتبت الأولى و الثانية:" حول التجربة التاريخية..." و "مرة أخرى حول التجربة التاريخية..." سنة1956 و الثالثة " حول مسألة ستالين" سنة1963 . و تجدر الملاحظة أن النصين الأولين منظور إليهما الآن بعد مزيد مراكمة التجارب و التنظيرات تضمنا مواقفا صحيحة تظل كذلك جوهريا إلى الآن مع بعض المواقف الثانوية غير الواضحة تمام الوضوح و القابلة للنقد البناء. و لا يفوتنا أن نحيل من يرنو للتعمق فى نقد ماو لكتاب الإقتصاد السياسي المصاغ فى ظل ستالين إلى كتاب" ماو تسى تونغ و بناء الإشتراكية " نشر سوي بفرنسا سنة 1975 ضمن سلسلة " سياسة ".

"حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا" ( أفريل 1956)

مقتطف هام من النص الأول وثقه باتريك كاسال فى كتاب ضمن سلسلة 10/18 الفرنسية تحت عنوان " الشيوعيون الألبان ضد التحريفية " المخطوط سنة 1974 ( نعيد سنة 1974 حين لم يتجرأ أنور خوجا على النبس بكلمة واحدة ضد ماو لا بل بالعكس كان يكن له و يفصح عن كل التقدير و الإحترام و لم ينقلب على مواقفه تلك إلا أواخر السبعينات، بعد وفاة ماو .زيادة على أن باتريك كاسال حينها كان موضوعيا يؤرخ و يثبت وقائع التاريخ و لم يتموقع بعدُ ضد الماوية إلى جانب الخوجية . ومن هنا يأتي خيار التعويل على الكتاب كمصدر غير ماوي ).

تحديدا بالصفحة 107 ، يوضح المقتطف كيف أن الصينيين و قائدهم ماو شددوا ، فى 4 أفريل 1956 بعد شهرين و نيف من المؤتمر العشرين السيئ الصيت ، شددوا على عكس التحريفيين السوفيات على مساهمات ستالين الخالدة فى إثراء بناء صرح الإشتراكية العلمية ذاهبين بذلك ضد التيار الجارف للتحريفية و مناهضينها على طول الخط : " بعد وفاة لينين ، مارس ستالين كقائد رئيسي للحزب و الدولة الماركسية-اللينينية و طورها بشكل خلاق. فى صراعه من أجل الدفاع عن الإرث اللينيني ضد أعدائه – التروتسكيين و الزينوفيافيين و عملاء آخرين للبرجوازية – ترجم ستالين إرادة الشعب و برز كقائد لامع مناضل فى سبيل الماركسية-اللينينية . إذا كان ستالين كسب سند الشعب السوفياتي و لعب دورا تاريخيا هاما فيعزى ذلك قبل كل شيء إلى كونه دافع مع قادة آخرين للحزب الشيوعي السوفياتي ، عن خط لينين المتعلق بتصنيع بلاد السوفياتات و مشركة الفلاحة. فحقق الحزب الشيوعي السوفياتي بوضعه هذا الخط موضع الممارسة ، حقق إنتصار الإشتراكية فى بلاده و خلق ظروف إنتصار الإتحاد السوفياتي فى الحرب ضد هتلر. كل هذه الإنتصارات التى حققها الشعب السوفياتي تتماشى مع مصالح الطبقة العاملة فى العالم قاطبة و الإنسانية التقدمية جمعاء و لذلك فإن إسم ستالين يتمتع بصفة طبيعية جدا بمجد عظيم عالميا."

و فى كتاب جان بابى ، ضمن منشورات برنار غراسي ، باريس 1966 ، وعنوانه " الجدال الكبير الصيني –السوفياتي " ثمة الفقرات التالية مقتطفة من "حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا" : " على كل قائد أن يكون متواضعا و حذرا إلى أقصى حد و في إرتباط حميمي بالجماهير و أن يشاورها في كل المواد و أن يقيم بحوثا و فحوصا متكررة للوضع الحقيقي و أن يمارس النقد والنقد الذاتي طبقا للظروف و بالدرجة التي تتعين . بالضبط لأن ستالين لم يعمل على هذا النحو فقد قام فى الفترة الأخيرة من حياته ببعض الأخطاء الخطيرة فى عمله كقائد للحزب و الدولة . لقد صار مفتونا بذاته و قل حذره و ظهرت الذاتية في فكره و كذلك ظهر توجه للإكتفاء برؤى جزئية . و قد إتخذ قرارات خاطئة حول بعض المسائل الهامة الشيء الذي خلف نتائج وخيمة جدا." ( الصفحة20 ، التسطير من وضعنا)
و من أهم تلك القرارات ما يتعلق بدستور 1936 و تقنين عدم وجود صراع طبقي و تناقضات فى المجتمع الإشتراكي مما جعله لا يفهم كما ينبغى قوانين النظام الإشتراكي من ناحية صراع الطبقات و التناقض بين البنية التحتية و البنية الفوقية كما سلف تحليل ذلك . و هذا بالفعل خطأ جسيم عمليا و أيضا نظريا ف" نكران وجود تناقضات هو نكران الديالكتيك" (الصفحة 21).

و ذات الديالكتيك ، مطبقا على مسألة ستالين، يعنى عدم رؤية الرفيق كمظهر واحد بل بالأحرى كوحدة أضداد تحمل مظهر صواب هو الرئيسي و مظهر خطإ هو الثانوي و بإعتبار أن فى التقييم العام للحزب الشيوعي الصيني لستالين وقع تبنى صيغة علاقة سبعة صواب بثلاثة خطأ ، فإن "حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الروليتاريا " يلفت النظر الى أنه : " من المهم التشديد هنا على أنه يجب أن نواصل دراسة أعمال ستالين بإنتباه كما فعلنا ذلك إلى حد الآن و أن نواصل الإستشهاد ، كإرث تاريخي هام ، بكل ما فيها من مفيد لا سيما فى عديد الأعمال التي تدافع عن اللينينية و أن نستخلص تقييما صحيحا لتجربة البناء الإشتراكي فى الإتحاد السوفياتي ..." .

و عليه يظل الموقف الماوي رافعا راية ستالين عاليا مع التعامل مع أخطائه بصورة نقدية لا تنقص من قيمته كماركسي عظيم كما عبر عن ذلك ماو تسي تونغ.

"مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا"( ديسمبر 1956)

و جاء " مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " متمما للتحليل الوارد فى الوثيقة السابقة و ذلك فى 29 ديسمبر 1956 ، عقب ما حدث فى المجر و بولونيا من إنتفاضات و مواجهات مع السلطة هناك. محللين الروابط التاريخية بين تلك البلدان و الاتحاد السوفياتي و كيفية تعامل ستالين معها، أشار الرفاق الصينيون إلى بعض أخطاء ستالين : " هذه الأخطاء برزت بالخصوص فيما يتصل بالقضاء على الثورة المضادة و العلاقات مع بعض البلدان ". إن القضاء على الثورة المضادة ضروري و واجب على كل ثورية و ثوري وكل ثورة فى نضالهم من أجل الحفاظ على ذواتهم و التقدم بخطى راسخة نحو تعميق تثوير المجتمع إلآ أن ستالين " إتهم مجانيا عديد الشيوعيين و المواطنين الصالحين". و فى العلاقات مع البلدان الشقيقة و الأحزاب الشقيقة ، قام بأشياء جيدة كثيرة " لكن حين معالجة بعض المشاكل الملموسة أظهر توجها نحو شوفينية الأمة الكبيرة و لم يلتزم بما فيه الكفاية بروح المساواة .و كان ذلك يمثل قضية بسيطة لو أنه ربى مجمل الكوادر على روح التواضع. و أحيانا كان يتدخل عن غير حق فى الشؤون الداخلية لبعض البلدان الشقيقة و بعض الأحزاب الشقيقة فكانت لذلك عدة نتائج خطيرة." ( الصفحة 28 من " الجدال الكبير الصيني - السوفياتي")

و نظرا لضرورة البحث فى الأسباب العميقة التى أدت إلى هذه الأخطاء بهدف الإحاطة بها و إستيعابها ومن ثمة تجنب السقوط فيها مستقبلا بالقضاء على مسبباتها و أخذ العبرة منها ، طرح الشيوعيون الصينيون و ماو على رأسهم سؤال كيفية تفسير تلك الأخطاء و أجابوا ، بعد البت فى الشأن ، بأن التجربة الأولى للإشتراكية و الظروف الصعبة التى كان الإتحاد السوفياتي يمر بها داخليا و خارجيا يمكن أن تفسر الى حدود تلك النواقص و " لكن لوحدها هذه الظروف الموضوعية لا تكفى لكي تتحول إمكانية السقوط فى الأخطاء الى أخطاء واقعيا. ففى ظروف أعقد و أصعب من تلك التى وجد ستالين نفسه فيها ، لم يقم لينين بأخطاء مماثلة لأخطاء ستالين . هنا، العامل الحيوي هو ذهنية الرجل. خلال الفترة الأخيرة من حياته ، سمح ستالين لنفسه بالاصابة بغرور الإنتصارات و التمجيد المتواصل و فى طريقة تفكيره إبتعد جزئيا لكن بصفة خطيرة عن المادية الجدلية ليسقط فى الذاتية . لقد إعتقد فى حكمته الخاصة و موهبته الخاصة ، و لم يرد أن يقدم على دراسة جدية لواقع معقد ذو مظاهر مختلفة، و لم يرد أن يعير أذنا صاغية لرأي رفاقه و لصوت الجماهير . بالنتيجة ، عادة ما أعطى توجيهات و إتخذ إجراءات سياسية كانت تتضارب مع الواقع الموضوعي." ( نفس المصدر السابق ،الصفحة29)

وينتهى المقال الى إستخلاص " مأساة ستالين أنه إعتقد وهو بالذات يقوم بالأخطاء أن أعماله كانت ضرورية للدفاع عن مصالح العمال ضد هجمات العدو ... ناظرين الى المسألة من كافة جوانبها ، إن كانت ثمة ضرورة للكلام عن "الستالينية " ، لا يمكننا أن نقول إلا ما يلي : "الستالينية " هي قبل كل شيئ الشيوعية ، الماركسية اللينينية .هذا هو مظهرها الرئيسي. فى ما عدا ذلك ، فهي تتضمن أخطاء خطيرة إلى أبعد حد ينبغى إصلاحها بجذرية و هي مناقضة للماركسية-اللينينية . نعتقد لو قارنا أخطاء ستالين و ما أنجزه فإن الأخطاء لا تحتل سوى المركز الثاني " (نفس المصدر السابق ، الصفحة 30).

مرة أخرى و تكرارا " –الستالينية-هي قبل كل شيئ الشيوعية ، الماركسية –اللينينية". لا أوضح من هذه الصيغة سنة 1956حينما كانت الغالبية الساحقة للأحزاب و المنظمات الشيوعية إما تعيد كالببغاوات كلمات المؤتمر العشرين السيئ الصيت أو هي فى حيرة من أمرها لا تدري ما الموقف الذى يتعين إتخاذه و عهدذاك كان حزب العمل الألباني المدعي أنه ( و المدَعي أنه ) أول من أطلق الرصاص على التحريفية السوفياتية يكيل المديح للمؤتمر العشرين دون إبداء أي تحفظ و كتابات خوجا خلال تلك السنة و كذلك " البرافدا" بتاريخ 8 نوفمبر 1956 تشهدان بذلك.

و دفاعا عن ستالين الماركسي العظيم ضد شتى أرهاط التحريفية ، شن المقال الماوي "مرة أخرى..." هجوما ضد تيتو و كل من عملوا على تحطيم ستالين و بالتالي تحطيم الماركسية- اللينينية : " الآن ، إتخذت تصريحات الرفيق تيتو هدفا لها " الستالينية " و "الستالينيين " و يدعى فى الوقت الحاضر أن المسألة هي معرفة من سينتصر : " الخط الذى بادرت به يوغسلافيا " أو الخط المدعو ب"الستالينية ". هذا الموقف خاطئ و لا يمكن إلا أن يقود الحركة الشيوعية الى الإنشقاق" . ( نفس المصدر السابق ، الصفحة 31).

و فى الجزء الثالث منه يناهض "مرة أخرى ..." الأطروحة التحريفية السوفياتية القائلة بأن الدغمائية فى الحركة الشيوعية العالمية هي العدو الرئيسي ، ليدافع عن ستالين و عن أولوية توجيه سهام النقد للتحريفية رئيسيا. " الدغمائيون لا يفهمون أن الحقيقة العالمية للماركسية-اللينينية لا يمكن أن تظهر بالملموس و تلعب دورا فى الحياة الواقعية إلا عبر الخصوصيات القومية ...لذلك هم غير قادرين على قيادة البروليتاريا إلى الإنتصار .
أخطاء ستالين ساعدت على إنتشار الدغمائية إذن من اللازم الصراع ضد هذا الإنحراف . إلا أنه بالصراع بصورة خاطئة ضد "الستالينية " طور بعض الرفاق تيارا تحريفيا يعنى تيارا يتجه نحو تحريف الماركسية-اللينينية " .

---------------------------------------------

تلك مقتطفات من " حوال التجربة ..." و من "مرة أخرى حول ..." و هي تعبر عن حقائق تاريخية فى ما يتصل بكيفية معالجة ماو و الشيوعيين الصينيين لمسألة ستالين بكل جرأة و كل علمية و نزاهة ومنهج مادي جدلي، من منظور بروليتاري . و يشهد الصراع الشيوعي الماوي ضد التحريفية معاركا فمعاركا حتى يبلغ مرحلة الهجوم المباشر العلني و بالإسم على أعمدة الجرائد و كل وسائل الإعلام فى حرب ضروس لا هوادة فيها. و يأتى "حول مسألة ستالين" عارضا المسألة من كافة جوانبها متصديا للتحريفية و ممثلي البرجوازية الجديدة فى الاتحاد السوفياتي معيدي تركيز الرأسمالية فى أول بلد إشتراكي عرفه التاريخ.
--------------------------------------------------------------

" حول مسألة ستالين "(1963)

" حول مسألة ستالين" هو تعليق ثان ضمن جملة من التعليقات على الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي بقلم هيئتي تحرير صحيفة "جينمين جيباو" و مجلة " العلم الأحمر" فى 13 سبتمبر(أيلول)1963 (دار النشر بالغات الأجنبية –بالعربية ، بيكين 1963)

+ ما هي التهمة التى توجهها الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي للحزب الشيوعي الصيني ؟

" إن الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي تتجنب أي رد على حججنا القائمة على المبدأ و تتهم فقط الشيوعيين الصينيين بأنهم " يدافعون عن عبادة الفرد و ينشرون أفكار ستالين الخاطئة " (ص2) و فى هذا صفعة للخوجيين فعظم لسان التحريفيين السوفيات يقر حقيقة (بالنسبة لهم تهمة) دفاع الشيوعيين الماويين عن ستالين.

+ ما هي أهمية مسألة ستالين؟

" و الموقف الدائم للحزب الشيوعي الصيني هوأن مسألة موازنة أعمال ستالين و الموقف الذى يتخذ إزاءه ليست فقط مسألة تقدير ستالين نفسه، بل الأهم هو أنها مسألة تلخيص الخبرة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا و للحركة الشيوعية العالمية منذ وفاة لينين و الكيفية التى يتم بها هذا التلخيص...ستالين كان قائد الحركة الشيبوعية العالمية ، و بالتالي لا يستطيع أحد أن ينكر أن موازنة أعمال ستالين هي مسالة مبدئية هامة تمس كل الحركة الشيوعية العالمية . فعلى أي أساس إذن يمنع قادة الحزب الشيوعي السوفياتي الأحزاب الشقيقة الأخرى من القيام بتحليل و موازنة واقعيين لأعمال ستالين؟ " (ص3)

وهذا موقف صائب و ثوري فى وجه التحريفية و بالفعل قام الشيوعيون الماويون بتحليل و موازنة واقعيين لأعمال ستالين بالرغم عن التحريفيين السوفيات و فى تناقض كلى معهم.

+ كيف ينبغي أن يجري تقييم ستالين؟

" لقد أصر الحزب الشيوعي الصيني دائما على إجراء تحليل شامل موضوعي علمي لمآثر ستالين و أخطائه بأسلوب المادية التاريخية و على عرض التاريخ كما حدث فعلا ، و عارض إنكار ستالين هذ ا الإنكار الذاتي الفض تماما الذى حدث نتيجة إستخدام أسلوب المثالية التاريخية و تشويه التاريخ و تعديله عن عمد.
لقد رأى الحزب الشيوعي الصيني دائما أن ستالين قد إرتكب أخطاء كانت لها جذورها الإيديولوجية و الإجتماعية و التاريخية . و من الضروري أن تُنتقد الأخطاء التى إرتكبها ستالين فعلا لا الأخطاء التى عُزيت اليه بلا أساس ، بشرط أن يكون هذا النقد من موقف صحيح و بالأساليب الصحيحة . و لكننا عارضنا دائما نقد ستالين نقدا غير ملائم و صادرا عن موقف خاطئ و بأساليب خاطئة " (ص4)
و صفعة أخرى للتحريفيين السوفيات و الخوجيين جميعا.

+ ما هي مآثر ستالين ؟

" عندما كان لينين على قيد الحياة حارب ستالين القيصرية و بث الماركسية ، و بعد أن أصبح عضوا فى اللجنة المركزية للحزب البلشفى برئاسة لينين ، ساهم فى النضال لتمهيد الطريق لثورة عام 1917 و بعد ثورة أكتوبر ، كافح للدفاع عن ثمار الثورة البروليتارية .
و بعد وفاة لينين ، قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي فى النضال الحازم ضد الأعداء الداخليين و الخارجيين ولصيانة و تعزيز أول دولة إشتراكية فى العالم .
و قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي فى التمسك بخط التصنيع الإشتراكي و الجماعية الزراعية و فى إحراز نجاحات عظيمة فى التحول و البناء الإشتراكيين . و قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي و الجيش السوفياتي فى شن نضال مرير شاق حتى إحراز النصر العظيم فى الحرب ضد الفاشية.
و دافع ستالين عن الماركسية - اللينينية و طورها فى الكفاح ضد مختلف أنواع الإنتهازية و ضد أعداء اللينينية – التروتسكيين و الزينوفيافيين و البوخارينيين و غيرهم من عملاء البرجوازية .
لقد قدم ستالين مساهمة لا تنسى للحركة الشيوعية العالمية فى عدد من مؤلفاته النظرية التى هي مؤلفات ماركسية –لينينية خالدة.
لقد قاد ستالين الحزب السوفياتي والحكومة السوفياتية فى إتباع سياسة خارجية كانت تتفق بصورة عامة مع الأممية البروليتارية و قدم مساعدة عظيمة للنضالات الثورية لدى الشعوب قاطبة بما فيها الشعب الصيني.
لقد وقف ستالين فى مقدمة مد التاريخ موجها للنضال و كان عدوا لا يصالح للمستعمرين و الرجعيين بأسرهم.
لقد كانت نشاطات ستالين مرتبطة إرتباطا وثيقا بنضالات الحزب الشيوعي السوفياتي العظيم و الشعب السوفياتي العظيم و لا تنفصل عن النضالات الثورية لشعوب العالم قاطبة.
و كانت حياة ستالين حياة ماركسي لينيني عظيم و ثوري بروليتاري عظيم" (ص4-5)
و هذه الجوانب المضيئة التى يرفعها عاليا الشيوعيون الماويون تدحض الظلمات التحريفية السوفياتية و أكاذيب الخوجيين المفضوحين منهم و المتسترين.

ما هي أخطاء ستالين؟ +

" و حقيقة أن ستالين ، هذا الماركسي- اللينيني العظيم و الثوري البروليتاري العظيم ، إرتكب أخطاء معينة بينما كان يقدم مآثره للشعب السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية . كانت بعض هذه الأخطاء أخطاء مبدئية و بعضها حدث أثناء النشاط العملى ، كما كان بعضها ممكنا تجنبه و كان عسيرا تجنب بعضها الآخر فى وقت لم تكن فيه لدكتاتورية البروليتاريا أي سابقة تقتدى بها.
و حاد ستالين بإتباع طريقة تفكيره عن المادية الديالكتيكية ووقع تحت رحمة المثالية و النزعة الذاتية فيما يتعلق بقضايا معينة ، و هكذا إبتعد أحيانا عن الواقع و عن الجماهير. و فى النضال داخل الحزب و خارجه خلط كذلك فى مناسبات معينة و حول مسائل معينة بين نوعين من التناقضات مختلفين فى طبيعتهما هما التناقضات بين أنفسنا و العدو و التناقضات بين الشعب ، كما خلط بين الأساليب المختلفة المطلوبة لمعالجة هذه التناقضات. و أثناء قيادة ستالين لقمع الثورة المعادية نال عدد كبير من المعادين للثورة ما إستحقه من عقاب ، و لكن فى الوقت نفسه عوقب عدد من الأبرياء بصورة خاطئة. و فى عامي 1937 و 1938 تعدى نطاق قمع المعادين للثورة حدوده و كان خطأ. و فيما يتعلق بتنظيم الحزب و الحكومة لم يطبق ستالين بصورة كافية المركزية الديمقراطية البروليتارية ، بل خرقها إلى حد ما. كما إرتكب بعض الأخطاء فى معالجة العلاقات بين الأحزاب و الأقطار الشقيقة ، و كذلك أخطأ النصح أحيانا فى الحركة الشيوعية العالمية .و نجم عن هذه الأخطاء بعض الخسائر التى لحقت بالاتحاد السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية." (الصفحة 5-6)

"و لقد كان ستالين قادرا على نقد نفسه عندما كان يرتكب خطأ ما. فمثلا ، أخطأ النصح فيما يتعلق بالثورة الصينية. و بعد إنتصار الثورة الصينية ، إعترف بخطئه .كما إعترف ستالين أيضا ببعض أخطائه فى عمل تطهير صفوف الحزب ، فى تقريره للمؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي السوفياتي (البلشفيك)عام 1939" (الصفحة 17). (التسطير من وضعنا)

التحريفيون السوفيات لم يقوموا بأي تقييم موضوعي لأعمال ستالين الواقعية و هذا من مأتاه لا يستغرب لأن شغلهم الشاغل ليس التقدم بتجربة دكتاتورية البروليتاريا و إنما تحطيمها من خلال تحطيم ستالين و الخوجيون المفضوحون منهم و المتسترون هم أيضا ما أنجزوا المطلوب و لا ذكر لديهم لأخطاء ستالين مهما كانت فهم لا يتبنون " إزدواج الواحد" كمقولة لينينية و لا يطبقونها همهم ليس الدفاع عن ستالين و التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا و إنما القدح فى الماركسية -اللينينية من خلال القدح فى الماوية و إستعمال الدفاع الأعمى عن كل نشاط و عمل ستالين لذلك الغرض .

ما علاقة مآثر ستالين بأخطائه و ما هي كيفية التعامل مع الأخطاء ؟ +

" ان مآثر ستالين و أخطاءه هي حقائق تاريخية و موضوعية و المقارنة بين هذه المآثر و الأخطاء تظهر أن مآثره كانت أعظم من أخطائه . لقد كان فى المقام الأول مصيبا و كانت أخطاؤه ثانوية. و بتلخيص تفكير ستالين و عمله بكليتهما فإن كل شيوعي شريف يحترم التاريخ سينظر بالتأكيد أولا إلى ما شغل المقام الأول فى حياة ستالين. و لذلك عندما توازن أخطاء ستالين موازنة صحيحة و تنتقد و يتم التغلب عليها يكون من الضروري الدفاع عما شغل المقام الأول فى حياة ستالين و الدفاع عن الماركسية اللينينية التى صانها و طورها.و من المفيد إتخاذ أخطاء ستالين التى كانت ثانوية بالنسبة إلى مآثره كدروس تاريخية يعتبر بها شيوعيو الاتحاد السوفياتي والبلدان الأخرى حتى لا يكرروا تلك الأخطاء أو يقللوا من أخطائهم . إن الدروس التاريخية الإيجابية و السلبية مفيدة للشيوعيين بأجمعهم إذا إستخلصت بشكل صحيح و كانت هذه الدروس لا تشوه حقائق تاريخية بل تنطبق معها." ( الصفحة 7)

تعاطي مادي جدلي سليم .هذا ما يمكن قوله .

+ ماهو الموقف الذى إتخذه التحريفون السوفيات تجاه ستالين منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي؟

" إنهم لم يقوموا بتحليل تاريخي علمي شامل لحياة ستالين و أعماله ، بل أنكروه إنكارا كليا بدون أي تمييز بين الصواب و الخطأ.و لم يعاملوا ستالين كرفيق بل عاملوه كعدو . إنهم لم يتخذوا أسلوب النقد و النقد الذاتي لتلخيص الخبرة ، بل ألقوا مسؤولية جميع الأخطاء على ستالين و نسبوا اليه " الأخطاء " التى لفقوها عمدا. إنهم لم يعرضوا الحقائق و لم يناقشوا الأمور ، بل شنوا هجمات ديماغوجية شخصية على ستالين بغرض تسميم عقول الناس. لقد شتم خروتشوف ستالين بأنه " قاتل " و "مجرم" و " قاطع طريق" و "مقامر" و "طاغية من نوع إيفان المرعب" و " أكبر دكتاتور فى التاريخ الروسي" و " غبي " و "أبله" و هلم جرا و بينما نعيد ذكر هذه الألفاظ القذرة الفاحشة الخبيثة مضطرين نخشى أن يوسخ ذلك قلمنا و ورقنا."(الصفحة 10)

+ ما كان رد الشيوعيين الماويين على تلك الشتائم؟

" لقد قدح خروشوف بستالين على أنه "أكبر دكتاتور فى التاريخ الروسي" ، ألا يعنى ذلك أن الشعب السوفياتي قد عاش ثلاثين سنة طويلة تحت "طغيان" " أكبر دكتاتور فى التاريخ الروسي " و لم يعش فى ظل النظام الإشتراكي؟ إن الشعب السوفياتي العظيم و الشعوب الثورية فى العالم أجمع لا توافق بتاتا على هذا الإفتراء!
لقد قدح خروشوف بستالين على أنه "طاغية من نوع إيفان المرعب" ألا يعنى ذلك أن خبرة الحزب الشيوعي السوفياتي العظيم و الشعب السوفياتي العظيم التى توفرت خلال ثلاثين عاما لشعوب العالم قاطبة لم تكن خبرة دكتاتورية البروليتاريا بل خبرة حياة تحت حكم "طاغية " إقطاعي ؟ إن الشعب السوفياتي العظيم و الشيوعيين السوفيات و الماركسيين - اللينينيين فى العالم أجمع لا يوافقون بتاتا على هذا الإفتراء!
لقد قدح خروشوف بستالين على أنه "غبي " ، ألا يعني ذلك أن الحزب الشيوعي السوفياتي الذى خاض نضالات ثورية بطولية خلال عشرات السنين الماضية كان قد إتخذ " غبيا " كرئيس له؟ إن الشيوعيين السوفيات و الماركسيين- اللينينيين فى العالم أجمع لا يوافقون بتاتا على هذا الإفتراء !
لقد قدح خروشوف بستالين على أنه "أبله" ، ألا يعني هذا أن الجيش السوفياتي العظيم الذى إنتصر فى الحرب ضد الفاشية كان قد إتخذ " أبله" كقائده الأعلى ؟ إن القادة و المحاربين السوفييت الأمجاد و جميع المحاربين ضد الفاشية فى العالم أجمع لا يوافقون بتاتا على هذا الإفتراء !
لقد قدح خروشوف بستالين على أنه "مقامر" ، ألا يعنى هذا أن الشعوب الثورية فى العالم قد إتخذت "مقامرا" كحامل رايتها فى نضالاتها ضد الإستعمار و الرجعية ؟ إن جميع الشعوب الثورية فى العالم و من ضمنها الشعب السوفياتي لا توافق بتاتا على هذا الإفتراء!
إن هذا القدح فى ستالين من قبل خروشوف هو إهانة بالغة للشعب السوفياتي العظيم و إهانة بالغة للحزب الشيوعي السوفياتي و للجيش السوفياتي و لدكتاتورية البروليتاريا و للنظام الإشتراكي و للحركة الشيوعية العالمية و للشعوب الثورية فى العالم أجمع و للماركسيين - اللينينيين. فى أي مركز يضع خروشوف الذى إشترك فى قيادة الحزب و الدولة خلال عهد ستالين نفسه حين يضرب صدره و يدق الطاولة و يصيح بأعلى صوته شاتما ستالين؟ أفى مركز المتآمر مع " قاتل" أو "قاطع طريق" ؟ أو فى نفس المركز ك"غبي" أو" أبله"؟
أي فرق هناك بين قدح خروشوف بستالين و بين قدح المستعمرين و رجعيي مختلف البلدان و المرتدين عن الشيوعية بستالين؟ و لماذا يضمر حقدا متأصلا كهذا لستالين؟ و لماذا تتهجمون عليه بصورة أشرس مما تفعلون ضد العدو؟
إن خروشوف بقدحه فى ستالين فى الواقع يشهر بشكل محموم بالنظام السوفياتي و الدولة السوفياتية. إن لهجته فى هذا الخصوص ليست بأي حال أضعف من لهجة المرتدين أمثال كاوتسكى و تروتسكي و تيتو و دجيلاس بل أقوى منها." (الصفحات 10، 11، 12و 13)
" و جدير بالذكر على الخصوص أنه بينما يقدح قادة الحزب الشيوعي السوفياتي بستالين بكل طريقة ممكنة يولون أيزنهاور و كندى و من على شاكلتهما " كل الاحترام و الثقة ". إنهم يقدحون بستالين على أنه "طاغية من نوع إيفان المرعب" و " أكبر دكتاتور فى التاريخ الروسي" و لكنهم يشيدون بكل من أيزنهاور و كندى ك"حائزين على تأييد الأغلبية الساحقة من الشعب الأمركي "! إنهم يقدحون بستالين على أنه "أبله" و يمدحون أيزنهاور و كندى ك"عاقلين"! فمن جهة يهاجمون بفظاظة ماركسيا- لينينيا عظيما و ثوريا بروليتاريا عظيما و قائدا عظيما للحركة الشيوعية العالمية ، و من الجهة الأخرى يرفعون زعماء الإستعمار إطنابا إلى السماء. فهل هنالك إحتمال بأن تكون الصلة بين هذه الظواهر قد نشأت بمحض الصدفة ؟ أولا يدل المنطق الذى لا يقبل الشك بأنها نشأت نتيجة خيانة الماركسية - اللينينية ؟ " (الصفحة 14-15)

+ و بعد تذكير خروتشوف بمواقفه المساندة لستالين طوال عشرات السنين ، تتطرق الوثيقة إلى تأثير خيانته للماركسية –اللينينية على الحركة الشيوعية العالمية.

" لقد زوّد الإنكار التام لستالين المستعمرين و رجعيي جميع البلدان بذخيرة معادية للسوفيت و معادية للشيوعية تلقوها بترحيب زائد. و بعد المؤتمر العشرين بوقت قصير إستغل المستعمرون تقرير خروشوف السري ضد ستالين ليثيروا موجة عالية على نطاق العالم ضد الإتحاد السوفياتي و ضد الشيوعية. لقد إنتهز المستعمرون و رجعيو جميع البلدان و طغمة تيتو و الإنتهازييون من مختلف الأشكال جميعا الفرصة ليهاجموا الإتحاد السوفياتي و المعسكر الإشتراكي و مختلف الأحزاب الشيوعية. وهكذا واجهت كثير من الأحزاب و البلدان الشقيقة صعوبات خطيرة.
إن الحملة المحمومة التى شنتها قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي ضد ستالين قد مكّنت التروتسكيين الذين غدوا جثثا سياسية منذ أمد طويل من العودة للحياة من جديد ، و من الدعوة مطالبين ب" إعادة الإعتبار " لتروتسكى ...إن التروتسكيين لم يخفوا سرورهم قط عندما أعلنوا أن الحملة التى بدأتها قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي ضد ستالين " قد فتحت الباب للتروتسكية " و أنها "ستساعد كثيرا تقدم التروتسكية و منظمتها – الأممية الرابعة " -(الصفحة 17-18-19)

+ و ماذا عن الرد على "مقاومة عبادة الفرد"؟

" إن قادة الحزب الشيوعي السوفياتي بشنّنهم حملة "مقاومة عبادة الفرد" ليس غرضهم هو العودة الى ما يسمونه ب " المقاييس اللينينية للحياة الحزبية و مبادئ القيادة "، بل غرضهم على النقيض من ذلك هو خرق تعاليم لينين حول العلاقات المتداخلة بين القادة و الحزب و الطبقة و الجماهير و مخالفة مبدأ المركزية الديمقراطية فى الحزب." ( الصفحة 20)
" لقد تمسك الحزب الشيوعي الصيني دوما بالتعاليم الماركسية - اللينينية حول دور الجماهير و الفرد فى التاريخ و حول العلاقات المتداخلة بين القادة و الحزب و الطبقة و الجماهير و تمسك بالمركزية الديمقراطية فى الحزب. لقد تمسكنا دائما بالقيادة الجماعية ، و فى الوقت نفسه نعارض التقليل من دور القادة . و بينما نقيم أهمية لهذا الدور نقاوم تقريظ الأفراد بصورة مفرطة و غير متفقة مع الواقع و المبالغة فى دورهم. و منذ عام 1949 إتخذت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني قرارا، بناء على إقتراح الرفيق ماو تسي تونغ ، يمنع الإحتفالات العامة من أي شكل بأعياد ميلاد قادة الحزب و تسمية المدن و الشوارع و المؤسسات بأسمائهم.
إن موقفنا المثابر الصحيح هذا يختلف أساسيا عن " مقاومة عبادة الفرد" التى تدعو لها قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي . لقد أصبح واضحا أكثر فأكثر أن قادة الحزب الشيوعي السوفياتي بدعوتهم ل"مقاومة عبادة الفرد" لا يرمون إلى تطوير الديمقراطية و ممارسة القيادة الجماعية و مقاومة المبالغة فى دور الفرد كما يدعون ، بل لهم دوافع أخرى . فما هو بالضبط فحوى "مقاومة عبادة الفرد" فى نظرهم؟ إذا تحدثنا بصراحة هو ما يلى:

أولا- أن يضعوا ستالين قائد الحزب بحجة "مقاومة عبادة الفرد" فى موضع معارض لتنظيم الحزب و البروليتاريا و جماهير الشعب ،
ثانيا- أن يلوثوا الحزب البروليتاري و دكتاتورية البروليتاريا و النظام الإشتراكي بحجة " مقاومة عبادة الفرد"،
ثالثا- أن يرفعوا مراكزهم بحجة "مقاومة عبادة الفرد" و يهاجموا الثوريين المخلصين للماركسية - اللينينية حتى يعبدوا الطريق لمدبرى المكائد المحرفين لإغتصاب قيادة الحزب و الدولة ،
رابعا- أن يتدخلوا بحجة "مقاومةعبادة الفرد" فى الشؤون الداخلية للأحزاب و البلدان الشقيقة و أن يسعوا الى قلب قيادة هذه الأحزاب و الأقطار بما يتماشى و إرادتهم،
خامسا- أن يتهجموا بحجة "مقاومة عبادة الفرد" على الأحزاب الشقيقة التى تلتزم بالماركسية - اللينينية و يصدعوا الحركة الشيوعية العالمية.
إن حملة مقاومة "عبادة الفرد" التى شنّها خروشوف هي مكيدة سياسية حقيرة ، فهو ، كما وصف ماركس أحد الأفراد ، " فى عنصره مدبّر للمكائد بينما لا يساوى شيئا كنظرى". (الصفحات 21 و 22)

+ و كيف إختتمت وثيقة "حول مسألة ستالين"؟

" إن الإنتهازيين فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية لم يستطيعوا أن ينكروا ماركس و انجلزو لينين عن طريق الإفتراء ، و لن يستطيع خروشوف أن ينكر ستالين بالإفتراء .
و كما قال لينين فإن المركز الممتاز لا يضمن نجاح الإفتراء . لقد إستطاع خروشوف أن يستخدم مركزه الممتاز لإبعاد رفات ستالين من ضريح لينين ، و لكن مهما حاول أن يستخدم هذا المركز الممتاز ، فلن يستطيع أبدا أن ينجح فى محو صورة ستالين العظيمة من أذهان الشعب السوفياتي و شعوب العالم قاطبة.
بوسع خروشوف أن يستخدم مركزه الممتاز هذا ليحرف الماركسية - اللينينية بهذه الطريقة أو تلك ، و لكن مهما حاول فلن ينجح أبدا فى أن يطيح بالماركسية- اللينينية التى دافع عنها ستالين و يدافع عنها الماركسيون-اللينينيون فى العالم أجمع.
إننا نود أن نقدم للرفيق خروشوف نصيحة مخلصة : إننا نرجو منك أن تدرك أخطاءك و ترجع عن طريقك الخاطئة الى طريق الماركسية - اللينينية .
عاشت تعاليم ماركس و انجلز و لينين و ستالين الثورية العظيمة! "( الصفحة 26-27)

بعد هذا الكلام لا تعليق سوى : لن يستطيع الخوجيون المفضوحون منهم و المتسترون أن ينكروا ماو تسي تونغ بالإفتراء كما لم يستطع خروشوف أن ينكر ستالين بالإفتراء و يكفى إلقاء نظرة و لو سريعة على الصراعات الثورية فى عالم اليوم و داخل الحركة الشيوعية العالمية للتأكد من ذلك بما لا يدع أدنى ظل من الشك.

بين، جلي، باهر، مبدئي و ثوري هو موقف الشيوعيين الماويين تجاه الرفيق ستالين و التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا فى الاتحاد السوفياتي و تأسيسا عليه سيتقدم الشيوعيون الصينيو ن بقيادة ماو فى الدفاع عن الماركسية- اللينينية و رفع رايتها و ممارستها و تطويرها عبر الصراع الطبقي و الصراع بين الخطين داخل الحزب الشيوعي الصيني لتبلغ أعلى قمة عرفتها التجربة البروليتارية مع الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و نظرية مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا مما طور الماركسية بمكوناتها الثلاثة الاقتصاد السياسي و الإشتراكية و الفلسفة المادية الجدلية الى مرحلة جديدة ثالثة و أرقى هي الماركسية-اللينينية-الماوية .






/ نضال ماو على رأس الشيوعين الصينيين ضد التحريفية السوفياتية II

- لقد منيت إشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة. وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية... - إن ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، إنما هي جذورها الطبقية في المجتمع المعاصر . فان النزعة التحريفية ظاهرة عالمية... - إن نضال الماركسية الثورية الفكري ضد النزعة التحريفية ، في أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام...
لينين :" الماركسية و النزعة التحريفية" .
============================

التحريفية فى السلطة يعنى البرجوازية فى السلطة.
ماو تسي تونغ

من نقاد الماوية ناشرى الجهل من يعتبرون فى "هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيا لينينيا؟ " :
1- أن" ماو وزمرته سايروا الردة فى روسيا زمن " رفيقهم خروتشاف " رغم إعلان المبادئ الخمسة التحريفية فى المؤتمر 20 للحزب الشيوعي الروسي سنة 1956.
2- و قد شارك ماو بإسم الحزب الشيوعي الصيني فى ملتقى الأحزاب الشيوعية فى موسكو سنة 1960 و لم يتخذ موقفا من الطغمة الحاكمة فى روسيا إلا فى 1964، لا من منطق مبدئي بل انطلاقا من إعتبارات شوفينية قومية ، برجوازية صغيرة وهي عدم الخضوع لأوامر موسكو ثم الخلاف حول الحدود إلخ...
3- رغم أن هناك أحزاب شيوعية حددت موقفها من التحريفية فى روسيا منذ 1960 (حزب العمل الألباني على سبيل المثال)."

و لا تعدو هذه الترهات أن تكون تكرارا لما ورد فى كتاب الخوجي المفضوح ، محمّد الكيلاني ، " الماوية معادية للشيوعية "( طبع المطابع الموحدة ، الشرقية ، تونس ) المنشور فى 1989 حيث نقرأ بالصفحة السادسة :
" وقف ماو و حزبه بعد تردد فى الصراع ضد التحريفية الخروتشوفية إلى جانب المواقف المبدئية التى كان يدافع عنها الشيوعيون الحقيقيون و فى مقدمتهم حزب العمل الألباني " . و هكذا ينهل الخوجيون المفضوحون و هؤلاء الخوجيين المتسترين من الأكاذيب و الخزعبلات التى لا أساس لها من الصحة والواردة في كتاب أنور خوجا " الإمبريالية و الثورة " السيئ الصيت .

وقد تم الرد على هذه الأراجيف الخوجية المفضوحة منها والمتسترة بصورة غير مباشرة فى كتاب " الرد على حزب العمل الألباني " و نشير لمن يريد التعمق فى هذا الموضوع إلى ما ورد فى المجلد الخامس من مؤلفات ماو المختارة من إدانة للتحريفية السوفياتية منذ سنة 1956 و ما بعدها و إلى ما ورد في أهم نصوص " الجدال الكبير" الماوي ضد التحريفية المعاصرة ( هذا "الجدال الكبير " الذى مثّل أساس تشكل الحركة الماركسية –اللينينية فى العالم لا سيما فى الستينات و بداية السبعينات ) و نقصد :

- حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا ( أفريل 1956)
- مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا ( ديسمبر 1957)
- عاشت اللينينية (أفريل 1960)
- لنتحد تحت راية لينين الثورية (أفريل 1960)
- الى الأمام على طريق لينين العظيم (أفريل 1960)
- الخلافات بين الرفيق تغلياتي و بيننا (ديسمبر1962) - مرّة أخرى حول الخلافات بين الرفيق تغلياتى و بيننا (1963)
- لنتحد على أساس تصريح موسكو و بيان موسكو(جانفى1963)
- أصل الخلافات و تطورها بين قيادة الحزب الش السوفياتي و بيننا (1963)
- هل يوغسلافيا بلد اشتراكي ؟ - مدافعون عن الحكم الاستعمارى الجديد - خطان مختلفان حول مسألة الحرب و السلم (1963) - سياستان للتعايش السلمى متعارضتان تماما (1963) - إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية (1963)
- حقيقة تحالف قادة الحزب الشيوعي السوفياتي مع الهند ضد الصين ( نوفمبر1963)
- من أين أتت الخلافات؟ رد على توريزو رفاق آخرين ( فيفري 1963) - سبع رسائل - قادة الاتحاد السوفياتي أكبرانشقاقيى عصرنا - الثورة البروليتارية وتحريفية خروتشوف - اللينينية و التحريفية المعاصرة (1963)
- مرآة التحريفيين (1963)
- شيوعية خروتشوف المزيفة و الدروس التاريخية التى تقدمها للعالم (جويلية 1964)
- لنناضل الى النهاية ضد تحريفية خروتشوف (جوان 1965)
- لنميط اللثام عن التحريفيين السوفيات بصدد ثقافة الشعب كله (أكتوبر 1967)
- التحربفيون السوفيات يطورون اقتصادا رأسماليا على طول الخط ( أكتوبر 1967)
- السينما السوفياتية فى خدمة إعادة التركيز الشامل للرأسمالية (أكتوبر 1967)
- براهين دامغة عن إعادة تركيز الرأسمالية من طرف التحريفيين السوفيات فى المناطق الريفية (نوفمبر1967)
- دكتاتورية برجوازية يمارسها التحريفيون فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- التحريفيون السوفيات يحولون حزب لينين إلى حزب تحريفي (نوفمبر 1967)
- النتائج الشهيرة لتطبيق طغمة التحريفيين السوفيات ل" سياسة اقتصادية جديدة "( نوفمبر 1967)
- الخط التحريفي فى التعليم فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- ماهي اذا "رفاهة الشعب كله " التى يفتخر بها التحريفيون السوفيات؟ ( ديسمبر 1967)
- ليسقط القياصرة الجدد (1969)
- بتحركاتها العنيدة ضد الصين ، لا تفعل طغمة التحريفيين السوفيات سوى حفر قبرها ( مارس 1969)
- لينينية أم امبريالية اشتراكية ؟ ( أفريل 1970)
- الامبريالية الاشتراكية السوفياتية جزء من الامبريالية العالمية ( ديسمبر 1975).

و قبل المضي بعيدا فى نقاشنا، نلفت الانتباه الى أن "الجماعة" تخلط خلطا فضيعا حتى فى أبسط الأمور فالذى عقد مؤتمره العشرون ليس الحزب الشيوعي الروسي و إنما هو الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي . ثم لا يفوتنا التنبيه إلى الايحاء بأن ماو بمشاركته فى ملتقى الأحزاب الشيوعية "فى موسكو 1960" ( هنا نصحح للجماعة فندوة موسكو وقعت سنة 1957 و ندوة بوخارست وقعت سنة 1960 و ماو لم يحضر هذه الأخيرة!) قام بمجاراة أو مسايرة التحريفيين السوفيات ذلك أن تقريبا جميع الأحزاب الشيوعية و العمالية وعددها 81 آنذاك شاركت فى ندوة موسكو و خوجا ذاته كان من المشاركين كممثل لحزب العمل الألباني . و الأهم هو مضمون المشاركة الماوية و المواقف التى دافع عنها الحزب الشيوعي الصيني وهي ثورية بروليتارية بلا ريب وهذا ما لم يتناوله بل أهمله عمدا " نقاد الماوية " لأنهم متى قاموا بذلك فضحوا أنفسهم لا محالة.

هل ساير ماو التحريفيين السوفيات أم صارعهم بلا هوادة و من منطلق ماركسي-لينيني ؟ هل إتخذ ماو تسي تونغ موقفا من التحريفية فقط فى 1964 أم منذ البداية أي سنة 1956 اثر المؤتمر العشرين للحزب الش السوفياتي ؟ و هل كان حزب العمل هو السبّاق فى فضح التحريفية السوفياتية أم كان الحزب الشيوعي الصيني هو فاتح الصراع و رأس حربته و قائده و منذ البداية ؟
فى ما ذكرسابقا من حقائق موثقة تاريخيا ما يكفى و يشفى لكننا هنا نضيف جوانب أخرى للمسألة و شيئا من الرد المباشر على إفتراءات نقاد الماوية لذا ستكون إجابتنا هذه على هذه الأسئلة فى فقرتين مقتضبتين:
1- ماو يبادر بدحض التحريفية السوفياتية و
2- اعترافات حزب العمال الألباني بالمواقف الماركسية-اللينينية لماو

و نحن فى تمشينا الدؤوب بحثا عن الحقيقة و فضحا للتحريفية و الدغمائية التحريفية الخوجية سنعرض عليكم الوقائع الناطقة بتكذيب مزاعم معاديى الماوية و سيكون المصدر الأساسي هذه المرّة غير تلك المقالات والكتب التاريخية الشهيرة المعروضة أعلاه. تنويعا للمصادر و بغية عدم تكرار ما ورد فى الوثائق المذكورة أعلاه وفى " فى الرد على حزب العمل الألباني" و عديد الكتابات الماوية عالميّا، سنعتمد فى هذه المرّة بصورة أساسية على كتاب باتريك كاسال ، سلسلة 10/18 بالفرنسية ، باريس 1974 وهو معنون " الشيوعيون الألبان ضد التحريفية 1942-1961" . وخيارنا هذا يعود الى سببين اثنين أولهما أن الكتاب يعنى بالألبانيين و فيه نصوصهم التاريخية بالغة الأهمية من حيث عسكها لوقائع تارخية لا شائبة حولها. و ثانيهما هو أن الكتاب صدر سنة 1974 أي قبل وفاة ماو تسي تونغ و قبل شن أنور خوجا و حزب العمل الألباني و آخرون هجومهم المسعور على الماركسية- اللينينية و رمزها ماو تسى تونغ منكرين الحقائق و مراجعين / محرفين وقائع سجلها التاريخ و سجلتها أقلامهم هم أنفسهم . وبهذا المعنى يمكّننا الكتاب من وثائق لا جدال فى صحتها ودقة و موضوعيتها إلا لدى المثاليين الميتافيزيقيين و معتنقى مقولة " معزة و لو طارت".

1- ماو يبادر بدحض التحريفية السوفياتية.

و نحن نطالع كتاب باتريك كاسال ، عثرنا على معلومات غاية فى الأهمية و لو أنها لا تغطى كافة الصراعات التى خاضها الماركسيون-اللينينيون الصينيون و على رأسهم ماو ضد خروتشاف و بريجناف و من لف لفهم.
فى نوفمبر 1957 التحق ماو تسي تونغ بموسكو مترئسا البعثة الصينية لندوة موسكو الأولى وهي ندوة الأربعة و الستين 64 حزبا شيوعيا و عماليا . خلال الندوة أي فى : " 10 نوفمبر : يقدم المبعوثون الصينيون " أطروحات حول التحول السلمي " تذهب ضد أطروحات السوفيات (سينشرها الحزب الشيوعي الصيني فى سبتمبر 1963)" (الصفحة 199).

ومن " تاريخ حزب العمل الألباني" ، الطبعة القديمة1971 و ليس طبعة 1982 التى ستحمل معها تحريفات فجة للتاريخ ، يقتطف الكاتب ، باتريك كاسال هذه الجمل " فى هذه الندوة ، حاولت مجموعة خروتشاف تقنين الخط التحريفي للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي كخط عام للحركة الشيوعية العالمية ...بعثة حزب العمل الألباني التي قادها الرفيق أنور خوجا قدمت هي الأخرى مساهمة هامة فى فضح تلك الرؤى المعادية للماركسية. لقد ألحقت مجهوداتها بمجهودات بعثة الحزب الشيوعي الصيني و البعثات الأخرى التي دافعت في الندوة عن المبادئ الجوهرية للماركسية-االينينية ..." (الصفحة200 ).

خلال ذلك اللقاء كان موقف ماو تاريخيا يضرب فى الصميم الخط التحريفي للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي. و كان المبادر بذلك و اليه " ألحقت مجهودات " أحزاب أخرى "هي الأخرى" ساهمت فى المعركة. و هذا يفند بجلاء ما بعده جلاء إدعاءات مهاجمي الماوية و منكرى الوقائع التاريخية من الخوجيين المفضوحين و المتستّرين.

و فى الصفحة 44 من " الجدال الكبير الصيني السوفياتي " ( جان بابي ، منشورات برنار غراس، باريس1966 وهو كتاب صادر قبل إنطلاق الهجمات الدغماتحريفية الخوجية المعادية للشيوعية ضد ماو تسي تونغ ) تلخص النقاط التى فرضها الشيوعيون الصينيون عبر صراعهم و كان ماو يقودهم فى مقاومة التحريفية السوفياتية و خط المؤتمر العشرين كما يلى : " ...لقد تمكنت (بعثة الحزب الشيوعي الصيني) مع ذلك من إضافات و توضيحات حول نقاط ذات أهمية قصوى : حول التنديد بالامبريالية الأمريكية كمركز للرجعية العالمية و حول ضرورة تطبيق المبادئ الجدلية في الممارسة العملية و حول الوحدة الضرورية "بين الحقيقة العامة للماركسية-اللينينية و الممارسة العملية للثورة و البناء في كل بلد." و حول أن " إفتكاك الطبقة العاملة للسلطة ليس سوى بداية الثورة و ليس تتويجا لها " و حول ضرورة الاعتراف بأن فى البلدان التى قامت بالثورة ستمضى " فترة زمنية طويلة قبل معرفة من سينتصر الرأسمالية أم الاشتراكية " و فى النهاية ، توصلت البعثة الصينية إلى تحديد أن المنبع الداخلي للتحريفية هو التأثير البرجوازي ذو الجذور العميقة و المتنوعة و أن المنبع الخارجي هو ضغط الامبريالية مع روح الاستسلام التي يمكن أن يفرزها هذا الضغط ."
فى الحقيقة ، بعثة الحزب الشيوعي الصيني كانت على خلاف مع المؤتمر العشرين و كانت تود لو يتم تجنب الإشارة إليه فى البيان إلا أنها لم تلح على أن يقع تحوير هذه الفقرة.و " لم يكن أحد يفكر فى أن هذه التنازلات التى قمنا بها آخذين بعين الاعتبار المصلحة العامة ، ستستعملها قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي تعلة لتعميق الاختلافات و خلق انشقاق فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية."

و "تاريخ حزب العمل الألباني " ذاته ، مثلما سجلته الصفحتين 200 و 201 من " الشيوعيون الألبان ضد التحريفية " يؤكد المواقف الصينية و محاور الصراع المخاض و الوقفة الماركسية-اللينينية للحزب الشيوعي الصيني و التنازلات التى تمت ليس من طرف الحزب الشيوعي الصيني فحسب بل وافق عليها أيضا حزب العمل الألباني و غيره من الأحزاب من أجل المحافظة حينذاك على الوحدة و المصلحة العامة للحركة الش العالمية.

لقد فهم ماو بدقة و عمق أهداف و مرامى التحريفية ( المجلد الخامس من المؤلفات المختارة) و كان يتوقع حدوث إنشقاق داخل الحركة الشيوعية العالمية غير أنه ومن منطلق الدفاع عن الماركسية- اللينينية و فضح التحريفية بأكبر قدر ممكن بغاية تجميع غالبية الأحزاب الشيوعية فى العالم تحت راية الماركسية-اللينينية سيما و أن غالبيتها لم تع التحول الذي حصل في الاتحاد السوفياتي و خطر التحريفية الهدام ، قام ببعض التنازلات حتى يتمكن من كسب مزيد الوقت لإقناع مزيد من الأحزاب و إضعاف التحريفية إعدادا للقطع معها على أساس صلب ، مطبقا مقولة لينين التكتيكية بأن لا تحول المنغصات الصغرى دون اللذة الكبرى و المبدأ اللينيني الهام في العمل على توحيد أوسع الصفوف الممكن توحيدها حول البرنامج و الخط الثوريين . ( تفاصيل حول الموضوع مضمنة فى " الرد على حزب العمل الألباني " ) .على عكس هذا الموقف الصحيح ، يبدو أن "مهاجمي الماوية " كانوا يريدون من ماو ألا يذهب إلى موسكو و ألا يدافع عن الماركسية-اللينينية فيعزل نفسه و يسمح للتحريفية بأن تنفرد ببقية الأحزاب الشيوعية و تقودها حيث تشاء!

و نستمر مع الصفحات فنصل الصفحة 232 و فيها شهادة بموقف ماركسي-لينيني آخر من ستالين فى تضاد تام مع الدعاوى التحريفية: " 21 ديسمبر 1959: الرانمين ريباو :" الذكرى 80 لميلاد جوزاف ستالين " " اليوم الذكرى 80 لميلاد جوزاف ستالين ، وجه لامع من الحزب الشيوعي السوفياتي و الدولة السوفياتية و ثوري غيور على الحركة الشيوعية العالمية و ماركسي- لينيني عظيم ...لقد جعل من نفسه المدافع عن نظريات لينين بصدد قانون التطور اللامتكافئ للرأسمالية و بصدد إمكانية الشروع في تركيز الاشتراكية المنتصرة في بلد واحد و قد إعتمد هذه النظرية لينشأ عند الشعب السوفياتي الثقة و التصميم على بناء الاشتراكية ...في تناغم مع تعاليم لينين ، وضع ستالين في المصاف الأول سياسة تصنيع البلاد و مشركة الفلاحة و المهام الناتجة عن ذاك و حطم الهجومات التى قادها كل من التروتسكيين و البوخارينيين ، إنتهازيي اليمين ، ضد التوجهات العامة للحزب."

أليس الموقف الماوي هذا موقفا مناقضا على طول الخط للمقولات التحريفية و إتهاماتها المسعورة لستالين ؟ هو كذلك تماما موقف صريح و مبدئي صدر علنيّا و فى الصحف منذ 1959 بالنسبة من لا يريد دفن رأسه فى الرمل.

وفى السنة الموالية ، سنة 1960، دخل التاريخ كتيب نشره الشيوعيون الصينيون فى 16 أفريل ، يدافع عن اللينينية من منظور بروليتاري و منطلق مبدئي لا جدال فيه و ينتقد بشكل لاذع الأطروحات التحريفية : " هونغك تنشر مقالا هاما بعنوان "عاشت اللينينية ". و سينشر هذا النص مرفوقا بمقالات و خطابات أخرى بمناسبة تسعينية لينين ، فى كتيب[963ٍ1] و سيوزع عبر العالم بأسره. بشكل غير مباشر نوعا ما لكن لا يبعث على الخطئ ، كان فضحا للأطروحات التحريفية الرئيسية لخروتشاف. و الحزب الشيوعي الفرنسي سيحول دون توزيع هذا الكتيب بالفرنسية " ( الصفحة 234).

و هكذا يصارع الشيوعيون الصينيون بما أوتوا من جهد و بلا هوادة فى سيرورة تصاعدية لفضح التحريفية على النطاق العالمي و البعض يقسم بالأيمان الغليظة أنهم سايروا خروتشاف !!!

إثر شهرين فقط من "عاشت اللينينية" يشهد إجتماع للفيدرالية النقابية العالمية معركة أخرى قادها الشيوعيون الصينيون ضد التحريفية السوفياتية و تتخذ الخلافات شكلها العلني : "5-9 جوان 1960: اجتماع في بيكين لدورة الفيدرالية النقابية العالمية. إختلافات علنية بين ممثلى السوفيات و ممثلي الصينيين . فى حوار لجريدة الحزب الشيوعي الايطالي "الوحدة" / أونيتا فى 19 جوان ، نوفالا السكرتير العام للكنفيدرالية العامة للشغل الايطالية سيشير على نحو موجز و موجه للمواقف الصينية قائلا: لقد تم التعبير عن شكوك حول الطابع الحالي ، الواقعي و الصريح للنضال من أجل نزع السلاح و الانفراج العالميين . بالملموس وجد تيار يربط تحقيق هذه الأهداف بنهاية المجتمع الرأسمالي و تحقيق المجتمع الاشتراكي " (نشرية للخارج للحزب الشيوعي الايطالي ، عدد 6، 1960). ( الصفحة 236 من " الشيوعيون الألبان ضد التحريفية").

" وفى أول تدخل له فى إجتماع ال81 ، سيشير توراز [زعيم الحزب الش الفرنسي آنذاك] كذلك إلى اجتماع الفيدرالية النقابية العالمية فى بيكين حيث الرفيق الصيني "خصص جزءا كبيرا من تدخله لفضح التحريفية المعاصرة وهو لم يدع أي شك حول ما كان يقصد بذلك : سياسة الاتحاد السوفياتي و بالتحديد الرفيق خروتشاف كانت موضع الإتهام. من جهة أخرى، وضع الرفاق الصينيون موضع السؤال القرار الذي إتخذه ال17 حزبا المجتمعين في ندوة روما السنة الماضية " يتعلق الأمر بلقاء الأحزاب الشيوعية للبلدان الرأسمالية و مقاربتهم للتحول السلمي على أنه أكثر فأكثر إحتمالا فى أوروبا ( الأعمال الكاملة لتوريز)" (نفس الصفحة 236 من" الشيوعيون الألبان ضد التحريفية").
الذين حضروا الاجتماع إياه والذين أرخوا له يؤكدون المواقف الماركسية-اللينينية للشيوعيين الماويين الصينيين إزاء الطغمة التحريفية و يأتي "البعض" في بداية التسعينات ليعيدوا كتابة التاريخ على هواهم . مثالية هي سياستهم فى التعامل مع الأحداث التاريخية و إنتهازية في التعامل مع ماو و تحريفية بالنظر إلى الماركسية-اللينينية.

أما بصدد إجتماع بيكين فلمعرفة ما دارت به من نقاشات و صراعات علينا بكتاب الألباني فليب كوتا " خطان متعارضان فى صفوف الحركة النقابية العالمية"، المنشور بتيرانا سنة 1973( مرجع آخر قبل الهجوم الخوجي الدغماتحريفي على الماوية ) و باللغة الفرنسية سنة 1974 عن نورمان بيتون للنشر : " أفرز هذا الوضع ظهور خطين متعارضين بصورة عدائية داخل الفيدرالية النقابية العالمية ، خطان سيتشكلان و يبرزان من جهة ، خط التعاون الطبقي و التخلي عن نضال البروليتاريا و النقابات المناهض للامبريالية و عنه دافع التحريفيون المعاصرون و على رأسهم القادة النقابيون السوفيات و من جهة أخرى ، خط طبقي ، مناهض للامبريالية و عنه دافعت بوفاء و صراحة الاتحادات النقابية الألبانية و النقابات الصينية و منظمات تقدمية أخرى" ( الصفحة 70)

و فى الشهر ذاته و بعد أيام من هذا اللقاء ، تأتي ندوة بوخارست، فى جوان 1960و يأتى معها رد فعل الخروتشوفيون على " عاشت اللينينية " كإحدى حلقات الصراع المحتدم .
" النقطة الجوهرية لهجوم خروتشاف ضد الحزب الشيوعي الصيني كانت مسألة الحرب و السلم. منذ خطابه العلني فى 21 جوان ، فى مؤتمر الحزب الروماني ، ينقد خروشاف الأطروحات الصينية كما وقع التعبير عنها فى "عاشت اللينينية " (الصفحة 261-262).

" وفى صبيحة 24 جوان ، إبتدأت الهجومات المفتوحة ضد الحزب الشيوعي الصيني . جيفكوف ذهب إلى حد قول إن بإمكان الصينيين إما البقاء ضمن الكتلة الاشتراكية و إما المغادرة. و في مقال رنمين ريباو ، "جريدة الشعب" و هونغك ، فى سبتمبر 1963 "أصل الخلافات وتطورها بين قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي و بيننا "يمكننا أن نقرأ:" أثناء اللقاء[ندوة بوخارست] ، بادر خروتشاف بتنظيم هجوم منسق من النمط الثقيل ضد الحزب الشيوعي الصيني . في خطابه ، إختلق الأكاذيب ضد الحزب الشيوعي الصيني ناعتا إياه بال"مجنون" ، ومتهما إياه ب"إرادة الدفع نحو الحرب" و ب" رفع راية البرجوازية الاحتكارية الامبريالية " و بإظهار " أنقى أنواع القومية " في مسألة الحدود الصينية الهندية و بالتعامل ب"طريقة تروتسكى " تجاه الحزب الشيوعي السوفياتي . و إتبعت بعض الأحزاب الشقيقة التي كانت تأتمر لخروتشاف نهجه بشن هجوم عنيف ضد الحزب الشيوعي الصيني متهمة إياه ب" الدغمائي " و " اليساري المغامر" و " المدعي الثورية " و " الانعزالي " و " الأتعس من يوغوسلافيا الخ" (الصفحة 263).

كل هذا و " البعض" الذين ، يتجرؤون على قول إن ماو تسى تونغ ساير خروتشاف و لم يدافع عن الماركسية- اللينينية فى وجه التحريفية و الحال أنهم هم الخوجيون المتسترون جنبا إلى جنب مع البوكت- حزب العمّال الشيوعي التونسي- الخوجي المفضوح ،على منوال خوجا معلمهم، يرددون كالببغاء التهم الخروتشوفية ضد الماوية كالصدور عن "إعتبارات شوفينية قومية " و غيرها !!!

2/ اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية-اللينينية لماو:

فى وثيقة مؤرخة فى 9 أوت 1960، سجلت اللجنة المركزية لحزب العمل الألباني وقائع لقاء بوخارست. وتحت عنوان " رسالة من اللجنة المركزية لحزب العمل الألباني موجهة الى كل التنظيمات القاعدية للحزب فى ما يتعلق بسير لقاء بوخارست فى جوان 1960و الخلافات التى ظهرت بين الحزب الشيوعي السوفياتي و الحزب الشيوعي الصيني " كتب : " ظهر عدد معين من نقاط الخلاف الإيديولوجية و السياسية الهامة بين الحزب الشيوعي السوفياتي و الحزب الشيوعي الصيني .و بدأت الإشارة إلى هذه الخلافات كذلك فى الصحافة الصينية و السوفياتية كما فى خطابات قادة البلدين ، طبعا دون ذكر أسماء هؤلاء و أولئك بشكل مباشر، لكن بتقديم إشارات بإمكان كل امرئ فهمها. وعولجت و نوقشت هذه المسائل بصورة مفتوحة في اللقاء الذي دار في بوخارست بين ممثلي الأحزاب الشيوعية و العمالية التي حضرت المؤتمر الثالث لحزب العمل الروماني" (الصفحة 265).

الحقائق دامغة لا غبار عليها : الخلافات كانت بين الصينيين و السوفيات و النقاشات تمحورت حول المقولات و الأطروحات المتناقضة لديهما . و أول من تجرأ على نقد التحريفية السوفياتية هم الشيوعيون الصينيون ، هذا ما يعترف به الألبانيون أنفسهم في ما سبق من كلام و في ما سيلحق.

فى تلك الرسالة سعت اللجنة المركزية لحزب العمل الألباني للتعريف بوجهة نظرها بصدد ذلك الصراع . " ما هي وجهة نظرنا هذه؟يمكن تلخيصها هكذا في كلمات:
أولا، الخلافات محور الحديث هي خلافات بين الحزب الشيوعي السوفياتي و الحزب الشيوعي الصيني. [التسطير من وضعنا].
ثانيا، إجتماع بوخارست حصل قبل أوانه و دار بطريقة مضادة للقواعد التنظيمية اللينينية .
ثالثا ، ستكون لحزبنا كلمته حول هذه الخلافات في الإجتماع الذي يجب أن يعد وفق القواعد و الممارسة المعمول بهما في صفوف الأحزاب الشيوعية و العمالية" ( الصفحة268).

"ستكون " لحزب العمل كلمته حول الخلافات حيث لم يتخذ بعد موقفا بينما الشيوعيون الصينيون قد حسموا الأمر و إندفعوا منذ سنوات في نضال عظيم ضد التحريفية و على كافة الجبهات فى سيرورة يتصاعد نسقها و بخطة مدروسة و "البعض" ينشرون الجهل و يفترون على التاريخ مدعين "هناك أحزابا شيوعية حددت موقفها من التحريفيين فى روسيا منذ 1960(حزب العمل الألباني على سبيل المثال )"!!!

و يضيف تقرير حزب العمل الألباني : "الخلافات الموجودة بين الحزب الشيوعي السوفياتي و الحزب الشيوعي الصيني تمس أكبر بلدين و حزبين فى الكتلة الاشتراكية. و حزبنا لا يمكن أن يبقى لامباليا تجاهها..."(التسطير من وضعنا)
هل يحتاج هذا إلى بيان ؟ لا نعتقد و لكن لنرسخ الأفكار : الخلافات تخص في المصاف الأول الحزبين الكبيرين الصيني الماركسي- اللينيني و السوفياتي التحريفي و حزب العمل الألباني إلى ذلك الحين ، ندوة بوخارست ، جوان 1960، لم يكن له موقف واضح :"ستكون "له " كلمته " إذ "لا يمكنه أن يبقى لا مباليا تجاهها...".

هذه حقائق دامغة بينما يتهم "نقاد الماوية" ماو تسي تونغ بمسايرة خروتشاف و يدعون أسبقية حزب العمل الألباني فى إتخاذ مواقف ماركسية-لينينية حيال التحريفيين السوفيات .

حزب العمل هو كذلك سيدير ظهره لهذه الحقائق فى ما بعد و سيتقدم أنور خوجا كالطاووس ليعلن في " الامبريالية و الثورة " أن الألبان كانوا السباقين فى دحض التحريفية السوفياتية و ليتهم ماو تسى تونغ بالمهادنة للتحريفية .هؤلاء و حزب العمل الألباني الذي أخذوا عنه مثلهم في ذلك مثل حزب العمال الشيوعي التونسى ( كتاب"الماوية معادية للشيوعية" لمحمد الكيلانى الذي خرج لاحقا عن البوكت ليكوّن مجموعة الشيوعيون الديمقراطيون ثم الحزب الإِشتراكي اليساري) ترهاتهم تلك جميعهم يقفزون على التاريخ ليسبحوا فى بحر التزوير و يسبحوا بإسمه.

و الأدهى أن أنور خوجة عينه وثّق في مواقع مختلفة من كتاباته تقدم الحزب الشيوعي الصيني رأس حربة فى الدفاع عن الماركسية-اللينينية . ففي خطاب له ألقاه في إجتماع ال81 حزبا شيوعيا و عماليا في موسكو بتاريخ 16 نوفمبر 1960 ، صرح "الآن و قد وجد الرفاق بين أيديهم وثائق الإعلام السوفياتية و الصينية ، ليفكروا هم أنفسهم بالموضوع . من جهتنا لقد قرأنا و درسنا جيدا الوثائق السوفياتية و الوثائق الصينية و قد ناقشنا بإنتباه هذه الوثائق مع الكوادر النشطة لحزبنا و نأتي هكذا إلى هذا الإجتماع بوجهة نظر جماعية لحزبنا."(الصفحة 284، التسطير من وضعنا).

وفى " رسالة من اللجنة المركزية لحزب العمل الألباني موجهة إلى كل منظمات الحزب حول إجتماع ال81حزبا شيوعيا وعماليا في موسكو 1960 و حول الموقف الذي إتخذه حزب العمل الألباني في الصراع ضد التحريفية المعاصرة " نقرأ :
" من الطبيعي التساؤل هنا : هل أن ندوة موسكو عالجت التناقضات المبدئية الموجودة بين الحزب الشيوعي الصيني و الحزب الشيوعي السوفياتي ، التناقضات داخل الحركة الشيوعية العالمية؟ " (الصفحة 319) و يجيب: " بداهة ، ندوة موسكو لم تعقد لمعالجة التناقضات التي ظهرت بين حزبنا و القيادة السوفياتية و أقل من ذلك من أجل حلها "( الصفحة 321).

و عليه ، نفهم بصورة أوضح أن وفد الحزب الشيوعي الصيني شارك في ملتقى موسكو سنة 1960 ليواصل النضال من داخل الحركة الشيوعية العالمية ضد التحريفية السوفياتي و اليوغسلافية و ما حضر ليبارك سياسة الاتحاد السوفياتي التحريفية. المسألة كما يعلمها الشيوعيون الحقيقيون ليست مسألة موقف فحسب . الموقف إتخذ منذ 1956 وهو دحض التحريفية و تمت صياغته منذ صعودها إلى دفة الحكم وما ورد في نصوص المجلد الخامس ينهض دليلا على ذلك. فالمسألة إلى جانب كونها مسألة موقف صائب ماركسي-لينيني هي مسألة مستقبل الحركة الشيوعية العالمية الذي لا يخص الحزب الشيوعي الصيني فقط. و من هنا عمل ماوتسي تونغ كماركسي-لينيني فى سبيل كسب الأنصار للأطروحات الماركسية-اللينينية الحقيقية و جعل التحريفية فى حالة دفاع تتراجع قدر الإمكان و ليس فى حالة هجوم و ذلك عبر الصراع المبدئي المستمر.

لقد إستوعب ماو أيما إستيعاب الرهان و البعد العالميين للقضية فلم ينس البعد العالمي للنضال ضد التحريفية بما أنه ينطلق من الأممية البروليتارية لا من الشوفينية مثلما يدعى "البعض" .

وضمن خطاب أنور خوجا السالف الذكر ثمة أيضا : " هل كانت المسائل الخلافية ذات أهمية بسيطة بينما يتصل الأمر بالخصوص بإدانة جوزاف ستالين ، و بالثورة المضادة المجرية و بكيفية إفتكاك السلطة، هذا دون الحديث عن مسائل أخرى غاية فى الأهمّية برزت في ما بعد؟ "(الصفحة 288).

لقد حضر الشيوعيون الصينيون إذا ندوة موسكو لغرض رفع راية الثورة البروليتارية و للغرض نفسه سيبعث بشو آن لاي للمؤتمر 22 للحزب الشيوعي السوفياتي :"21 أكتوبر 1961 : شو آن لاي و المبعوثون الصينيون للمؤتمر 22 للحزب الشيوعي السوفياتي ذهبوا لوضع باقات ورد على ضريحي لينين و ستالين. و على ضريح ستالين ، وضعوا هذه الكلمات- إلى جوزيف ...ستالين ، الماركسي –اللينيني العظيم ". ستغادر البعثة الصينية موسكو قبل نهاية المؤتمر 22."

و هكذا لما تتوفر الفرصة لفضح التحريفية من داخل إجتماعات الحركة الشيوعية العالمية أو التنظيمات و الأحزاب التابعة لها لا يتأخر ماو تسي تونغ و الشيوعيون الماويون الصينيون عن فعل ذلك و حين يرون أنه صار مفيدا أكثر ، بعد توضيح التخوم ، الإقدام على المقاطعة و النقد العلنيين لا يتوانون عن ممارسة ذلك أيضا و المرور تاليا لفتح النار علنيا و عالميا و إلى مزيد دعم الأحزاب و المنظمات الناشئة في النضال ضد التحريفية و الوثائق التاريخية المذكورة فى بداية هذا العرض الموجز تؤكد ذلك بما لا يدع أدني ظل للشك.
-------------------------------------------------------------------------------------------

وكيما نستوعب المأزق الذي يجد فيه كثير من الخوجيين لا سيما منهم من صاغوا "هل يمكن..." و من يدافعون عن هذا الكراس أنفسهم نضع بين أيديكم مقتطفا من رسالة مؤرخة فى 10 مارس 1997 و جهها حسنى ميلوشي الزعيم الجديد للحزب الشيوعي الألباني وريث حزب العمال الألباني بعد ما شهدته ألبانيا من أحداث ليس هذا مجال الخوض فيها.
Letter sent to comrade Ludo Martens
concerning the Brussels Seminar
"80th anniversary of the October revolution"
Hysni Milloshi
Tirana, the 10th of March, 1997.
Chairman Mao Zedong was a great revolutionary leader for the liberation of China, the legendary chief of the army, the founder of the People s Republic of China. Chairman Mao Zedong did a great deal for the Chinese people and he was also a friend of the Albanian people.
و ترجمتها " رسالة الى الرفيق ليدو مارتنز بصدد ندوة بروكسال حول " الذكرى الثمانون لثورة أكتوبر" . حسنى ميلوشى

تيرانا ، 10 مارس1997
كان الرئيس ماو تسي تونغ ثوريا عظيما قاد تحرير الصين و قائدا أسطوريا للجيش و مؤسسا لجمهورية الصين الشعبية وقام بأعمال عظيمة لفائدة الشعب الصيني و كان كذلك صديقا للشعب الألباني ."
---------------------------------------------------
والآن و قد كشفنا إفتراءات "هل يمكن..." و الخوجيين المفضوحين منهم و المتستّرين و الآن و قد تراجع حزب العمل الألباني / الحزب الشيوعي الألباني نفسه مثله فى ذلك مثل منظمات و أحزاب عديدة عن موقفه الذي أثبت الواقع و أثبتت الممارسة وأثبت التنظير خطأه فهل يراجع النزهاء من "الجماعة " و من حولهم موقفهم و يعترفوا بخطئهم الفادح و يتجاوزوه ؟
أيدينا ممدودة لمن يرنو التقدّم على الطريق الثوري الماركسي- اللينيني –الماوي و لا مساومة بالمبادئ و لا تنازل نظري.

و عوضا عن الخاتمة نضيف الفقرة التالية:
أهمية النضال النظرى :

هنا لن نخوض فى الموضوع بتفصيلاته و تفرعاته و إنما نذكر من يكون قد نسي أو تناسي المقولات اللينينية إستنادا الى كتاب لينين:" ما العمل؟ " و تحديدا من فصل "انجلس و أهمية النضال النظري" و ندعو الى التأمل فيها فى إرتباط بواقع الحركة الشيوعية قطريا و عربيا و عالميا (مع ملاحظة أن هذا الكتاب-" ما العمل ؟" - اللينيني المؤلف منذ أكثر من قرن من الزمن يظل منارة من منارات علم الثورة البروليتارية العالمية ).

* كتب ماركس الى زعماء الحزب : اذا كانت هنالك من حاجة الى الاتحاد ، فإعقدوا معاهدات بغية بلوغ أهداف عملية تقتضيها الحركة ، و لكن إياكم و المساومة بالمبادىء , إياكم و "التنازل" النظري.( التسطير من وضعنا )

*لاحركة ثورية دون نظرية ثورية. (التسطير من وضعنا)

*ان الحركة الاشتراكية-الديمقراطية {الشيوعية }هي حركة أممية فى جوهرها .و ذلك لا يعنى فقط أنه يتعين علينا أن نناضل ضد الشوفينية القومية . بل ذلك يعنى أيضا أن الحركة المبدئية فى بلاد فتية لا يمكن أن تكون ناجحة الا اذا طبقت تجربة البلدان الأخرى .و لبلوغ ذلك لا يكفى مجرد الاطلاع على هذه التجربة أو مجرد نسخ القرارات الأخيرة إنما يتطلب هذا من المرء أن يمحص هذه التجربة و أن يتحقق منها بنفسه. و كل من يستطيع أن يتصور مبلغ اتساع و تشعب حركة العمال المعاصرة ، يفهم مبلغ ما يتطلبه القيام بهذه المهمة من احتياطي من القوى النظرية و التجربة السياسية (و الثورة أيضا).(التسطير من وضعنا)

*ان انجلس لا يعترف بشكلين اثنين فى نضال الاشتراكية –الديمقراطية[الشيوعية]العظيم (سياسي و اقتصادي) ...بل يعترف بثلاثة أشكال واضعا فى مصاف الشكلين المذكورين النضال النظرى .
ثم أورد لينين كلمات انجلس سنة 1874

*لابد لنا من أن نعترف للعمال الألمان بأنهم استفادوا بمهارة فائقة من مزايا وضعهم .فلأول مرة منذ وجدت حركة العمال يجرى النضال بصورة منتظمة فى جميع اتجاهاته الثلاثة المنسجمة والمترابطة : الاتجاه النظرى و الاتجاه السياسي و الاتجاه الاقتصادي العملي (مقاومة الرأسماليين ) و فى هذا الهجوم المركز ، ان أمكن القول ، تكمن قوة حركة العمال الألمانية و منعتها ...
و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس .و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا...( التسطير من وضعنا)

لينين: "ماركس-انجلس-الماركسية"، دار التقدم















نقد ل"جدول للمقارنة بين ماوتسى تونغ و ستالين / III
حول السياسة المتبعة على مستوى داخلى و خارجي "

إعتماد المنهج المقارن لدراسة و تحليل مواقف مفكرين يمكن أن يكون مفيدا الى أبعد حد فى تحديد الإختلافات و نقاط التقاطع و من هناك الخروج بإستنتاجات هامة ، و ذلك فى حالة إقامة مقارنة علمية أي مقارنة نزيهة وصادقة لمواقف قابلة للمقارنة بالنظر الى المحور و الموضوع و الظروف التى أفرزت تلك الأفكار و المواقف. بيد أنه عندما يتم اللجوء الى عكس هذا فتقارن مواقف لا تخص الطبقة عينها أو المحور أو الموضوع ذاته أو الوضع نفسه ...تكون النتيجة غير علمية و بالتأكيد مهزلة ما بعدها مهزلة. و المقارنة بين ستالين و ماو تسى تونغ التى عقدها جماعة "هل يمكن..." من الصنف الثاني ، هي مهزلة فظيعة كما سنبين فى ما سيأتى من تحليل عماده الحقائق المادية الملموسة.

1/" دكتاتورية البروليتاريا و التعامل مع البرجوازية فى مرحلة الإشتراكية" :

ولأن المسألة فى غاية الأهمية و لأن ما كتبه الجماعة من أوله إلى آخره مدعاة للتعليق و لإستقصاء الحقيقة بجميع جوانبها ، سنسمح لأنفسنا بإيراد إستشهادات مطولة ضرورية تمام الضرورة.
بداية ، نقرأ ما ورد على لسان "الجماعة" ثم نعود بكم إلى نصوص ماوتسى تونغ و مواقفه فنعقد المقارنة على أساس صلب يمكننا من التوصل إلى إستنتاجات علمية .
كتب فى الصفحتين 54و 55 من "هل يمكن..." --:" فى مرحلة الثورة الإشتراكية تستغل (يعنى البرجوازية ) الطبقة العاملة و تحصل على فوائض و لكنها فى نفس الوقت تساند الدستور و تبدو مستعدة لقبول التحول الإشتراكي ... إن التناقضات التى تجعلها تتعارض مع الطبقة العاملة هي تناقضات بين مستغِلين و مستغلين وهي بالـتأكيد ذات طبيعة عدائية . حينئذ و فى الظروف الملموسة لبلدنا فإن هذه التناقضات العدائية تستطيع أن تتحول الى تناقضات غير عدائية و أن تحل بصورة سلمية إذا عولجت بذكاء "(1)
إن ماو قد حرف الماركسية - اللينينية و دعا إلى الإئتلاف الطبقي و إلى التخلى عن دكتاتولرية البروليتاريا. و هذا فى جوهره دعوة إلى الإندماج السلمي للبرجوازية فى الإشتراكية و إلى "الإنتقال السلمي ". إن نظرية ماو هذه التى تدعو إلى تحويل التناقض العدائي بين البروليتاريا و البرجوازية إلى تناقض غير عدائي بفضل "المعالجة الذكية للمسألة لا تعدو أن تكون نظرية تحريفية ، نادى بها بوخارين فى روسيا فى الثلاثينات و طبقها خروتشوف و بريجناف و غيرهم من التحريفين فى بلدان أروبا الشرقية و فى غيرها. "

الكلام المنسوب لماوتسى تونغ أتى ضمن المجلد الخامس من" مؤلفات ماوتسى تونغ المختارة " ، فى خطاب "حول الحل الصحيح للتناقضات فى صلب الشعب " (فيفري 1957) وتحديدا ضمن نقطة " نوعان من التناقضات ذات الطبيعة المختلفة " و هذان النوعان من التناقضات صنفهما ماو كالتالي :"التناقضات بيننا وبين أعدائنا تناقضات ذات طابع عدائي . أما فى صفوف الشعب، فإن التناقفضات بين الكادحين إنما هي تناقضات طبيعتها غير عدائية فى حين أن التناقضات بين الطبقات المستغلة و الطبقات المستغِلة تتضمن إلى جانب طبيعتها العدائية طبيعة أخرى غير عدائية " (ص418) .

و هاكم الآن الفقرات التى إقتطف منها الكلام المنسوب إلى ماو تسىتونغ (ص419) :

" فى بلادنا التناقضات بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية تناقضات تظهر فى صلب الشعب. صراع هاتين الطبقتين يحدد عموما ضمن مجال صراع الطبقات فى صلب الشعب لأن ، فى الصين، للبرجوازية الوطنية طابعا مزدوجا. فى مرحلة الثورة الديمقراطية البرجوازية ، كانت ذات طابع ثوري و لكن فى الوقت عينه ظهر لديها توجه نحو الإتفاق [مع الإمبريالية] . فى مرحلة الثورة الإشتراكية ، تستغل الطبقة العاملة و تكسب منها مرابيح و لكن فى ذات الوقت تساند الدستور و تبدو مستعدة للقبول بالتحول الإشتراكي . إنها تختلف عن الإمبرياليين و الملاك العقاريين و البرجوازية البيروقراطية. التناقضات التى تجعلها تتعارض مع الطبقة العاملة هي تناقضات بين مستغِلين و مستغلين وهي بالتأكيد ذات طبيعة عدائية .مع ذلك ، فى الظروف الملموسة لبلادنا ، هذه التناقضات العدائية يمكن أن تتحول إلى تناقضات غير عدائية و تحل بصفة سلمية إذا عولجت بصفة حكيمة. لو أن التناقضات بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية لم تحل بشكل صحيح يعنى إذا لم نمارس تجاهها سياسة وحدة و نقد وتربية أو لم تقبل البرجوازية الوطنية مثل هذه السياسة ، فإنها يمكن أن تمسي تناقضات بيننا و بين أعدائنا."
لا تعرب ب"حينئذ" cependantو نلاحظ أخطاءا جمة فى تعريب الجماعة . ف
فهذه الأخيرة ،"حينئذ" تفيد إستنتاجا ما بينما تفيد الكلمة الفرنسية الإستدراك فيكون تعريبها ب"لكن" أو "judicieuse ب"مع ذلك" . وهذا منهم خطأ أول . أما الخطأ الثاني فهو ذو دلالة كبيرة و يتعلق بتعريب"
ب"بذكاء " و الحال أن المعنيين غريبان عن بعضهما فالمفردة الفرنسية هذه تعنى فكرة الحكمة و حصافة الرأي. و دلالة هذا التحريف هي المرور بالمعنى من الحكمة التى تفيد ضمن ما تفيد الحنكة و حسن التدبير الناجمين عن فهم صحيح من خلال التجربة، لقوانين موضوعية و إيجاد الحلول المناسبة لمعالجة الإشكال فيكون الأمر أمر معرفة عملية وعلمية بعيدا عن إرتباط الحل بقدرات ذهنية يوحوا بأنها شخصية و كأن المسألة مسألة ذاتية و مغامرة تنكر القوانين الموضوعية بينما هي بالعكس إمكان موضوعي ("فى الظروف الملموسة لبلدنا "، "تستطيع" ) ممكن التحول إلى واقع بمعالجة صحيحة مع إستعداد البرجوازية للتقبل بالتربية البروليتارية و يمكن ألا يتحول بمعالجة خاطئة مع عدم قبول البرجوازية بسياسات البروليتارية السليمة و الخاطئة.

و المطلع على عنوان "دكتاتورية البروليتاريا و التعامل مع البرجوازية فى مرحلة الإشتراكية " يعتقد للوهلة الأولى أن مفردة "البرجوازية " يقصد بها طبعا ، فى مرحلة الإمبريالية ،البرجوازية الإمبريالية و إلى هذا الفهم يدفع أيضا إستعمال الجماعة(يعنى البرجوازية) و لكن نص ماو الحقيقي و الأصلي لا يتحدث عن البرجوازية بصفة عامة أي عن البرجوازية الإمبريالية و لا يتحدث كذلك عن البرجوازية الكمبرادورية أو البيروقراطية و لا عن البرجوازية الصغيرة ...بل يتحدث على وجه الضبط عن البرجوازية الوطنية حيث يقول :"للبرجوازية الوطنية ، طابعا مزدوجا " و يؤكد فى معرض كلامه "إنها تختلف عن الإمبراليين و الملاك العقاريين و البرجوازية البيروقراطية " . وهذا من الجماعة مغالطة تبطل المقارنة المعقودة و نتائجها البلهاء فحيث يقصد ماو تسى تونغ البرجوازية الوطنية فى فقرته ، يتكلم ستالين عن البرجوازية الإمبريالية. روسيا كانت راسمالية إمبريالية و الصين كانت شبه مستعمرة شبه إقطاعية فيهما نوعان مختلفان من البرجوازية : فى روسيا برجوازية إمبريالية رجعية على طول الخط وفى الصين برجوازية وطنية (إلى جانب أخرى كمبرادورية أو بيروقراطية ) ساهمت فى فترات فى الثورة الديمقراطية الجديدة فى الصين مناهضة الإمبريالية و الإقطاع و الرأسمالية الكمبرادورية /البيروقراطية . عدم التفريق بين النوعين من البرجوازية و التعميم الأخرق يصنف دغمائية .
و نلمس حذف جملة عمدا و تعويضها بثلاث نقاط مسترسلة و الجملة المحذوفة بالذات تبين أن البرجوازية المقصودة لدى ماو تسى تونغ هي البرجوازية الوطنية المختلفة نوعيا عن البرجوازية الإمبريالية و عن الملاك العقاريين و عن البرجوازية الكمبرادورية/البيروقراطية . وهذه منهم ممارسة من ممارسات الإنتقائية فى الإستشهادات ،غير نزيهة و غير علمية و فى النهاية إنتهازية بإمتياز!

و كذلك حذفوا الحديث عن الطابع المزدوج للبرجوازية الوطنية خلال الثورة الديمقراطية الجديدة. كما لم يشيروا إلى ما يقصده ماو بالمعالجة الصحيحة ، الحكيمة و بالإمكانيتين الواردتين الكامنتين نتيجة نوع المعالجة المكرس. الحل الصحيح للتناقضات بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية فى ظل الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية و فى ظل الإشتراكية بقيادة البروليتاريا فى كلتا الحالتين هو "سياسة وحدة و نقد و تربية".
وهذا جانب واحد من المسألة (إذا خضعت البرجوازية الوطنية و لم تبد مقاومة) و الجانب الآخر مرتهن ب"إذا لم تقبل البرجوازية الوطنية مثل هذه السياسة "وهي إمكانية ثانية ، حينها و بكل جلاء يؤكد ماوتسى تونغ أن تلك التناقضات" تمسى تناقضات بيننا و بين أعدائنا" .

كل ذلك الحذف الإنتهازي يمثل تآمرا على حقيقة النص و الواقع و تحريفا و إغتصابا .إنه إدخال لأفكار ماو تسى تونغ بالعنف القسري فى قوالب إنتهازية و دغمائية تحريفية جاهزة عودنا عليها الخوجيون المفضوحون منهم و المتسترون.

من هنا نستشف أن ماو لم يحرف علم الثورة البروليتارية العالمية و لم يدع إلى التخلى عن دكتاتورية البروليتاريا و لم يدع إلى الإندماج السلمي للبرجوازية فى الإشتراكية بل قرأ واقعا ملموسا صينيا فى ما يتصل بالبرجوازية الوطنية ، تحديدا فى علاقتها بالطبقة العاملة الماسكة بسلطة الدولة و حلل الإمكانيتين الواردتين والكامنتين و أعد الشيوعيين و الشعب عامة للإمكانيتين إعدادا ثوريا فما أبعد ماو الذى يطبق مقولات لينين الشهيرة :" يجب تحليل القضايا الملموسة بطريقة ملموسة لاأكثر "(خطوة الى الأمام ...") و "لا وجود للحقيقة المجردة ، فالحقيقة دائما ملموسة"("مرة أخرى عن النقابات") عن بوخارين الذى لم يود تضييق الخناق على الكولاك زمن مشركة الفلاحة فى الإتحاد السوفياتي و ما أبعد ماو عن" الإنتقال السلمي "، المفهوم المقدم بين معقفين وكأن ماو من أنصاره وهو لم يكن البتة منهم بل كان نقيضهم و التاريخ يشهد بذلك. فعن أي "إنتقال سلمي " يجرى الكلام و ماو يصرح بأن التناقضات بين البروليتاريا الصينية و البرجوازية الوطنية إذا لم تعالجها السلطة البروليتارية بالطريقة الصحيحة أو إذا لم تقبل البرجوازية الوطنية السياسة البروليتارية " تمسي تناقضات بيننا و بين أعدائنا" ؟

و ماو وضع التحليل أعلاه فى إطار ظروف ملموسة و محددة للصين فى فيفري 1957 ، أي ثماني سنوات فقط بعد نجاح الثورة الديمقراطية الجديدة و تشكيل الديمقراطية الشعبية ،عبر البلاد بأسرها. لم يقترح سياسة المعالجة الصحيحة للتناقضات فى صلب الشعب كسياسة عامة شاملة لجميع البلدان حول "دكتاتورية البروليتاريا و التعامل مع البرجوازية فى مرحلة الإشتراكية " و إنما هو عالج مسألة تخص الصين فى مرحلة و ظروف معينين شدد عليهما ماو :" فى بلادنا ،فى الصين ، فى الظروف الملموسة لبلادنا". الدغمائيون لا يفقهون شيئا من الظروف الخاصة بالصين :
أ- الطابع المزدوج للبرجوازية الوطنية الصينية .
ب- تبدو البرجوازية الوطنية مستعدة للقبول بالتحول الإشتراكي .
ج- سياسيا ،السلطة فى الصين بين أيدي البروليتاريا و حلفائها .

إثر التحرير، غدى التناقض الرئيسي فى الصين هو التناقض بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية :" عقب قلب الملاكين العقاريين و طبقة البرجوازية البيروقراطية غدى التناقض بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية التناقض الرئيسي و بالتالي يجب أن نكفّ عن إعتبار البرجوازية الوطنية طبقة وسطى "(ماو ،المجلد الخامس ،ص 80)
وهذه البرجوازية على حد كلام ماو " تبدو مستعدة للتحول الإشتراكي ."لاحظوا " تبدو" فهي مسألة إستعداد ظاهر فى ظروف معينة (صينية و عالمية أيضا: مناسبة للشيوعية عموما) لم يخدع ماو ليجعله يلغى إمكانية تحول التناقض معها إلى تناقض عدائي. غير أن الحل الصحيح للتناقض مع البرجوازية الوطنية يتطلب طبعا نضالا شاقا "وحدة و نقد و تربية" وليس مسألة أمنيات أو تحول ميكاننيكي آلي . و حتى لا يظل الشأن مطلقا ،لم يغفل ماو تحديد مقاييس على البرجوازية القبول بها و إن لم تفعل صار التناقض عدائيا و التناقضات المختلفة تحل بطرق مختلفة كما شرح ماو .

"كيف يمكننا فى مجرى حياة شعبنا السياسية التمييز بين الخطاء و الصواب فى أقوالنا و أفعالنا ؟ إننا نرى أنه ، بالإستناد إلى مبادئ دستور بلادنا و إرادة الأكثرية الساحقة من شعبنا و بالإستناد إلى المواقف السياسية المشتركة التى أعلنتها جميع الأحزاب و الجماعات السياسية فى بلادنا فى مناسبات مختلفة ، يمكننا أن نضع لذلك ،على وجه عام ، المقاييس الآتية :
1- أن تساعد أقوالنا و أفعالنا على توحيد الشعب من مختلف القوميات فى بلادنا ،لا أن تعمل على تفريقه .
2- أن تساعد على التحويل الإشتراكي و البناء الإشتراكي ،لا أن تضر بهما .
3- أن تساعد على توطيد الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية، لا أن تقوضها أو تضعفها .
4- أن تساعد على توطيد المركزية الديمقراطية، لا أن تهدمها أو تضعفها .
5- أن تساعد على تعزيز قيادة الحزب الشيوعي، لا أن تحاول التخلص منها أو تضعفها.
6- أن تساعد على التضامن الأممي الإشتراكي ، و التضامن الأممي بين جميع الشعوب المحبة للسلام فى العالم ، لا أن تلحق بهما ضررا أو أذى.
وأهم هذه المقاييس الستة هو مقياس الطريق الإشتراكي و مقياس قيادة الحزب " ("حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب"، فيفري 1957).

و المطلع على تاريخ الصراع الطبقي فى الصين يعلم أن ماو تسى تونغ مضى على رأس الحزب الشيوعي الصيني فى التقدم فى التحويل الإشتراكي فى الريف (الكمونات ) وفى المدينة (مشركة وسائل الإنتاج و التضييق على البرجوازية الوطنية نحو نزع أو تعويض تدريجي لملكيتها) وتعزز ذلك فى غضون حركة التربية الإشتراكية إلى 1965 ثم الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى إلى 1976 ضد البرجوازية الوطنية و كذلك بعد تقريبا إضمحلال هذه الأخيرة ضد البرجوازية الجديدة (أتباع الطريق الرأسمالي فى الحزب و الدولة) خاض ماو أعظم المعارك البروليتارية العالمية و لا يستحى أعداء الماركسية-اللينينية-الماوية المحترفين للكذب فيزعمون أن ماو مارس "الإنتقال السلمي " !!!

2) "الثقافة و الإيديولوجيا فى مرحلة الإشتراكية "

نطق الجماعة ب:" إن مفهوم ماو اللاماركسي عن التعايش السلمي مع البرجوازية يظهر كذلك فى المجال الثقافي و ذلك بالسماح للأفكار الرجعية بالظهور و الإنتشار :" فلا خوف من الإيديولوجيا البرجوازية " و " يجب أن يوجد تعبير حر عن الآراء " "لتتفتح مائة زهرة "..."هنالك دائما أشياء خاطئة و نحن علينا ألا نخاف منها . و قد عرضت فى هذه الأزمة الأخيرة مسرحيات ضارة و أشباح. وقد قلق بعض الرفاق من ذلك أيما قلق. و فى رأيى فإن الأمر ليس بالخطير إذ عرضت بعض هذه المسرحيات ...لقد إنتصرنا إنتصارا تاما فيما يخص تحويل ملكية وسائل الإنتاج . و لكن فى ما يخص الجبهتين الإيديولوجية و السياسية... و على الصعيد الإيديولوجي فإن مسألة من ينتصر البروليتاريا أم البرجوازية لم تحل بعد".
"إن على الطبقة العاملة ألا تترك سموم البرجوازية و الإقطاع تنشر. فليس هنالك فن [كلمة غير مفهومة] بل للفن محتوى طبقي، و تشجيع الفن الرجعي هو تشجيع للثورة المضادة. يقول ماو :" هل يجب أن "نشجع "التعبير عن الآراء فى سبيل أن نجمع حولنا ملايين المثقفين و أن نبدل سماتهم الحالية"(1)[ماو تسى تونغ ، المجلد الخامس من المختارات بالفرنسية ص469] ."

الكلام أعلاه جميعه للجماعة وفيه شذرات و تأويلات يفندها النص الأصلي . كلام ماو الحقيقي يمتد على ثلاث صفحات هي 469و 470 و 471 من المجلد الخامس ،ضمن " تدخل فى الندوة الوطنية للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية" ، مارس 1957.

" لقيادة بلادنا ، يمكننا إتباع طريقتين أو أيضا سياستين مختلفتين :"تشجيع " التعبير أو "تضييقه" . "تشييع " التعبير هو إعطاء حرية للصوت العام بشكل يسمح لكل الناس بالتجرء على الكلام و النقد و النقاش ، هو عدم الخوف من الأقوال الخاطئة ، عدم الخوف من السم ، هو تطوير الخلاف و النقد فى صفوف الذين لديهم آراء مختلفة و القبول بالنقد مثلما القبول بالنقد المضاد، هو القضاء على الآراء الخاطئة ليس عبر الإكراه و لكن عبر الإقناع عن طريق المناقشة. و "التضييق " هو عدم السماح بالتعبير عن وجهات نظر خاطئة تحت طائلة التعرض "للضرب بالهراوة". بعيدا عن حل التناقضات ،فإن هذه الطريقة الأخيرة لا تفعل سوى الزيادة فى خطرها. "تشجيع" التعبيرأو "تـضييقه" يجب إختيار سياسة من هاتين السياستين . نحن نتبنى الأولى لأنها تساهم فى تعزيز بلادنا و فى تطوير ثقافتنا.

نقترح على أنفسنا "تشجيع" التعبير عن الآراء من أجل أن نتحد مع ملايين المثقفين وأن نغير سماتهم الحالية. كما سبق و أن قلت ، فالغالبية العظمى من المثقفين يريدون أن يحققوا تقدما ، إنهم يريدون أن تتم إعادة تربيتهم و بإمكانهم ذلك . و السياسة التى ننتهجها هنا تمهض بدور هام للغاية. مسألة المثقفين هي قبل كل شيئ مسألة إيديولوجيا وإستعمال الطرق العنيفة و الإكراهية لحل المشاكل الإيديولوجية ليس مفيدا ،إنه ضار. و إعادة تربية المثقفين لا سيما حين يتعلق الأمر بتغيير رؤيتهم للعالم ،سيرورة طويلة. على رفاقنا أن يفهموا أن إعادة التربية الإيديولوجية مسألة طول نفس يجب مواجهتها بصبر و بدقة فلا يتعين إنتظار إمكانية أن تغير بعض الدروس و بعض الإجتماعات إيديولوجيا تكونت خلال حياة عشرات السنين. و لا يمكن الإقناع إلا عبر القدرة على الإقناع و ليس عبر الإكراه ذلك أن للإكراه نتيجة واحدة هي الإجبار دون إقناع . البحث عن الإجبار من خلال القوة غير معقول . من الممكن أن نستعمل هذه الطريقة مع العدو لكن لا يمكن أبدا إستعمالها إزاء الرفاق والأصدقاء. ما العمل إذا كنا لا نعرف إقناع الغير ؟ يجب التعلم . علينا تعلم تجاوز كل فكرة خاطئة عن طريق الحوار و المناقشة ."(ص 469-470 التسطير من وضعنا) .

هكذا يتطرق ماو تسى تونغ لإشكالية التعامل على المدى الطويل مع المثقفين الذين فى غالبيتهم العظمى يودون تحقيق تقدم و من أجل الصراع الإيديولوجي لتربيتهم و تغيير رؤيتهم للعالم يقترح طريقة "تشجيع " التعبير أما الجماعة و هم يهاجمونه يدافعون بصفة غير مباشرة عن ما سماه ماو "الإكراه " و"الإجبار دون إقناع" وذلك إزاء "الرفاق و الأصدقاء " لأن ماو كان دقيقا فالإكراه يستعمل مع العدو و ليس مع الرفاق و الأصدقاء . إنهم كمثاليين يريدون إفهامنا أن دكتاتورية البروليتاريا إكراه وعنف فقط و ضد الجميع تقريبا .و هذا الفهم اللينينية منه براء . قال لينين :"إن دكتاتورية البروليتاريا هي نضال عنيد دام و غير دام ،عنيف وسلمي ، عسكري و إقتصادي ، تربوي و إداري ،ضد قوى المجتمع القديم و تقاليده"و يريدون منا أن نرمي الرفاق و الأصدقاء وفما بالك بالأعداء الطبقيين فى البحر عكس ما صرح به لينين متحدثا عن المنتجين الصغار- أي نعم المنتجين الصغار يدعونا لينين لأن نكون على وفاق معهم و أن نعيد تثقيفهم بعمل طويل جدا: "القضاء على الطبقات ليس معناه فقط طرد الملاكين العقاريين الكبار- الأمر الذى كان سهلا علينا نسبيا - بل معناه القضاء على منتجي البضائع الصغار ،و هؤلاء لا يمكن طردهم و لا يمكن سحقهم ، فيجب أن نكون على وفاق معهم ،يمكن و"يجب" أن يتغيروا ، وأن يعاد تثقيفهم - و لكن فقط بعمل تنظيمي طويل جدا ،فى غاية التمهل و التبصر" (ذكرهما ستالين فى "اسس اللينينية وحول مسائل اللينينية" ،دار الينابيع ،دمشق1992 ،ص 52 و 51) .

و نسترسل مع ماو .
" لا يجب أن نخشى لا التعبير الحر عن الآراء و لا النقد و لا الحشائش السامة . الماركسية حقيقة علمية ،لا تخاف النقد و لن تسقط تحت ضرباته. ستوجد دائما أشياء خاطئة و لا يتعين أن نخاف منها . فى المدة الأخيرة ، عرضت على ركح المسرح وحوش و أشباح . بعض الرفاق قلقوا شديدا لذلك. فى رأيى ، ليس عرض بعض تلك المسرحيات بخطير الى هذا الحد ،ذلك أنها جميعا ستندثر من على الركح فى غضون بعض عشرات السنين و لن تجدوا بعدها مناسبة لمشاهدتها حتى إن أردتم ذلك. علينا أن نشجع ما هو صحيح و أن نعارض ماهو خاطئ لكن لا يجب أن نخشى أن يدخل الناس فى تماس مع الأشياء الخاطئة . لن نحل أي شأن بإستعمال الأوامر الإدارية فقط لمنع الناس من الدخول فى تماس مع الأشياء المؤذية و البشعة ، مع الأفكار الخاطئة و الذهاب لمشاهدة وحوش و أشباح على الركح . بديهيا ، لا أسعى إلى تشجيع المسرحيات الضارة ، فكرتى هي "ليس عرض بعض تلك المسرحيات بخطير إلى هذا الحد " ليس ثمة داع للإستغراب و لا للتخوف إن وجدت بعض الأشياء الخاطئة لأنها يمكن أن تعلمنا أن نقاتلها بشكل أفضل. الرياح و الأعاصير كذلك لا يجب أن تخيفنا . إنما عبر الرياح و الأعاصير تطور المجتمع الإنساني."

[ ماو يؤكد أنه لايسعى الى تشجيع المسرحيات الضارة بل الى تعلم ان "نقاتلها بشكل أفضل" و الجماعة يقولونه ما لم يقل : كذب فى وضح النهار .]

" إن إيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة ، الإيديولوجيا المعادية للماركسية ، ستظل باقية فى بلادنا لفترة طويلة . لقد تم تأسيس النظام الإشتراكي بصورة أساسية فى بلادنا . و قد كسبنا النصر الأساسي فى تحويل ملكية وسائل الإنتاج ، و لكننا لم نحرز بعد نصرا كاملا فى الجبهتين السياسية و الإيديولوجية. و مسألة من سينتصر فى النضال بين البروليتاريا و البرجوازية فى الميدان الإيديولوجي لم تحل بعد حقا. فلا يزال أمامنا نضال طويل الأمد علينا أن نخوضه ضد إيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة. و نحن سوف نرتكب أخطاء إذا لم ندرك هذا و تخلينا عن الصراع الإيديولوجي. إن كل الأفكار الخاطئة ، وكل الأعشاب السامة و كل الشياطين و الغيلان يجب أن تعرض للنقد و لا يسمح لها بتاتا بأن تنتشر بلا رادع ، إلا أن النقد هنا يجب أن يجري بإقامة الحجج كاملة وأن يقوم على التحليل و أن يكون مقنعا ،و ليس نقدا فظا ، بأسلوب بيروقراطي ، أوميتافيزيقي ، أو نقدا قائما على الجمود العقائدي ." (التسطير مضاف و ما وضع تحته سطرا يفضح الخداع الرخيص للجماعة) .

و الى المقارنة بين تعريب و إدعاءات "الجماعة" من ناحية وحقيقة مواقف ماو و منهجه البروليتاريين .
monstres بداية ، عند التعريب ،أسقط الجماعة بعض الكلمات فكلمة
أسقطت لتعوض ب"ضارة" و من جملة "مسألة من سينتصر فى النضال بين البروليتاريا و البرجوازية فى الميدان الإيديولوجي لم تحل بعد حقا " غيبوا "حقا "تغييبا تاما . و من جملة "و فى رأيى ليس عرض بعض تلك المسرحيات بخطير الى هذا الحد" حذفوا "الى هذا الحد" أي حد قلق الرفاق قلقا شديدا و من جديد المقصود هو إصباغ صبغة مطلقة على حكم ماو و موقفه تقولبه "الجماعة" حسب قوالبها الجاهزة. الى هذا يضيفون لمسة تحريفية فى شكل جملة يوحون أنها كلمات ماو :" فلا خوف من الإيديولوجيا البرجوازية " وهي غير واردة فى النص الماوي .

و لا شك أنكم لاحظتم مثلنا الجملة ذات التركيب المختل لنقص جزء منها وهي : " ولكن فيما يخص الجبهتين الإيديولوجية و السياسية ... وعلى الصعيد الإيديولوجي فإن مسألة ..."(فى حين يتحدث ماو عن الميدان الإيديولوجي يلحق "الجماعة" ،كرما تحريفيا منهم ،الميدان السياسي به فتغدو الصيغة مطلقة . كم يعشقون المطلق ! كم هم مثاليون !) ترى ما الذى تحجبه الثلاث نقاط المسترسلة بعد "السياسية" ؟ إنها تحجب بالضبط ما يكرهون منتهى الكره ، إنها تحجب حقيقة موقف ماوتسى تونغ وواقع الصراع الإيديولوجي بالصين :" لم نحرز بعد نصرا كاملا " مما يعني أن إنتصارا جزئيا تحقق فى الصين على حساب الإيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة إلا أنه يبقى جزئيا و ليس نصرا كاملا". و الهدف الماركسي-اللينني-الماوي هو النصر الإيديولوجي عبر النضال ضد المنظور و الأفكار و المنهج البرجوازيين ("جميعا ستندثر " ) . و الشيئ ذاته تخفيه الثلاث نقاط المسترسلة إثر "المسرحيات : فى جملتهم : "فى رأيى ،فإن الأمر ليس بالخطير إن عرض بعض هذه المسرحيات ..." أسقطت عمدا أكثر من فقرة وهي تمتد من "ستندثر " الى "لم نحرز نصرا كاملا" . فى رأي ماو "المسرحيات الضارة " جميعا ستندثر من على الركح فى غضون بعض عشرات السنين" و لن تجدوا بعدها مناسبة لمشاهدتها حتى إن أردتم ذلك". غاية الماويين و الحزب الشيوعي الصيني الماوي آنذاك هي فى نهاية المطاف القضاء على المسرحيات البرجوازية غير أن الإشكال المادي الواقعي هو كيفية التوصل الى ذلك. بالملموس "علينا أن نشجع ما هو صحيح و أن نعارض ماهو خاطئ " أي بالنضال فى صفوف الرفاق و الأصدقاء ،عبر الإقناع من أجل غلبة الصحيح على الخاطئ ، فى ظل دكتاتورية البروليتاريا .

وضمن ما حذف أيضا ملخص موقف ماوتسى تونغ لأنه يفضح مباشرة و بجلاء إدعاء الجماعة" فكرتى هي : ليس
عرض بعض تلك المسرحيات بخطير الى هذا الحد".(التشديد على بعض من وضعنا و أنتم فهمتم الغرض و لا ريب ). و على ماذا بنى ماو فكرته هذه ؟ تعليلاته تعمل لصالحه و ضد أعداءه وهي:
أ- لأنها يمكن أن تعلمنا أن نقاتلها بشكل أفضل.وهذه هي الإستفادة من الشيئ السيئ لتحويله الى شيئ حسن و الغاية مقاتلة السيئ و هنا المسرحيات البرجوازية و على نحو أفضل. وبصيغة بسيطة ،مثلما إستعمل الطب السم لمحاربة لسعات العقارب و الأفاعي و فى التلاقيح و يستعمل ماو بعض و نؤكد بعض المسرحيات البرجوازية لتلقيح البروليتاريا و الشعب ضدها .
ب- الأفكار البرجوازية المعادية للماركسية "ستظل باقية فى بلادنا لفترة طويلة". و بالفعل هذه حقيقة عالمية. مقاتلة الأفكار و الإيديولوجيا البرجوازية بألوانها المتنوّعة و إلحاق الهزيمة بهما لا يتم فى ليلة و ضحاها بعد إنتصار الثورة و إفتكاك السلطة فى بلد أو إثنين ،إنما يكون نتيجة نضال أجيال و أجيال و عالميا وهوما أكده لينين:" بعمل تنظيمي طويل جدا ،فى غاية التمهل و التبصر". و تجارب الإتحاد السوفياتي و الصين و غيرهما تثبت ذلك.
ج- "تشجيع" التعبير عن الأفكار "يساهم فى تعزيز بلادنا و فى تطوير ثقافتنا " وهذا مفاده توطيد الدولة التى تقودها البروليتاريا و تطوير الثقافة البروليتارية بالذات من خلال صراعها ضد الثقافة البرجوازية و الصراع هو مولد الحركة و النمو و التطور، جدليا.

يقول ماو حاثا على النضال الحازم ضد الإيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة :" و نحن سوف نرتكب أخطاء إذا لم ندرك هذا [و هذا يشير الى " فلا يزال أمامنا نضال طويل الأمد علينا أن نخوضه ضد إيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة] و تخلينا عن الصراع الإيديولوجي. إن كل الأفكار الخاطئة ، و كل الأعشاب السامة ، و كل الشياطين و الغيلان يجب أن تعرض للنقد و لا يسمح لها بتاتا بأن تنتشر بلا رادع ". فمن أين أتى الجماعة ب"السماح للأفكار الرجعية بالظهور و الإنتشار "؟ أكيد ليس مما صرح به ماو . إنه من إختراع خيالهم المريض ليس إلا .

زد الى ذلك ، هدف "تشجيع " التعبير عن الآراء " هو بالذات، وفق ماو،"القضاء على الآراء الخاطئة ليس عبر الإكراه و لكن عبر الإقناع عن طريق المناقشة ". إذن هو يرمى الى الإطاحة بالإيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة و ليس فى ذلك "تشجيع للثورة المضادة". و الإتحاد مع المثقفين لا يساوى الإنبطاح أمام الإيديولوجيا البرجوازية الصغيرة .على العكس من ذلك هو يعنى دون أدنى شك "تبديل سماتهم الحالية" و "أن تعاد تربيتهم " و ملخصه تغيير رؤيتهم للعالم حسب الإيديولوجيا البروليتارية . ذلك هو الطريق الثوري اللينيني حقا.

و لئن نقد ماو فى 1957 ،الطريقة أو السياسة المتبعة لتحويل المثقفين و تربيتهم و المعتمدة على العنف و البيروقراطية و الميتافيزيقا و الدغمائية فلأنها سياسة أثبت التاريخ أنها خرقاء من ناحية فهم التعاطى الطويل الأمد مع المثقفين و المسائل الإيديولوجية و من ناحية أخرى لأنها بينت و بالملموس فشلها فى أكثر من بلد إشتراكي سابقا و أجلى الأمثلة حينذاك ،المجر و بولونيا (الإنتفاضات فيهما سنة1956) و حتى فى الإتحاد السوفياتي. الأوامر الإدارية لم تعالج المشكل و الرأي اللينيني كما مر بنا يدعو لإستعمال الأوامر الإدارية من ناحية و ليس مطلقا و بالأساس يدعو إلى خوض صراع إيديولوجي على مدى طويل و إلى النهاية كي نتمكن من تحويل و تربية المثقفين بروليتاريا. لا سبيل غير هذا.

و ماو لم يستبعد نهائيا اللجوء الى طريقة ال"تضييق " بيد أنه حدده فى التعامل مع العدو إذ من "الممكن أن نستعمل هذه الطريقة مع العدو لكن لا يمكن أبدا إستعمالها تجاه الرفاق و الأصدقاء ". حين تتحول مجموعة من المثقفين (لا ننسى أن "الغالبية العظمى من المثقفين ،قال ماو ،يريدون أن يحققوا تقدما ،إنهم يريدون أن تتم إعادة تربيتهم و بإمكانهم ذلك") إلى عدو حين يتحول التناقض فى صفوف الشعب إلى تناقض عدائي يجرى اللجوء إلى "التضييق". و من هو العدو ؟ فى الصفحة 418 من المجلد الخامس ،أي نفس الصفحة التى منها إقتطف الجماعة شذرات كلمات نعثر على تعريف لماو تسى تونغ ذاته :" كل القوى الإجتماعية و كل المجموعات الإجتماعية التى تعارض الثورة الإشتراكية و التى تناهض البناء الإشراكي أو تعمل على تخريبه هي أعداء الشعب ".

و فى نفس السنة ،1957 ، ألف ماوتسى تونغ "حول المعالجة الصحيحة للتناقضات فى صفوف الشعب "(شهر فيفري 1957 أي شهر قبل خطابه الذى عرضنا) و فيه مقطع هو عصارةالفكر الماركسي-اللينيني –الماوي آنذاك حيال قضية التعامل مع المثقفين و الإيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة .
" من المؤكد أن البرجوازية و البرجوازية الصغيرة ستعبران عن إيديولوجيتهما ،و من المؤكد أنهما ستعبران عن أنفسهما فى المسائل السياسية و الإيديولوجية بعناد ،و بجميع الوسائل الممكنة ،و لا يمكن أن يتوقع المرء منهما غير ذلك . و لا يجوز لنا أن نلجأ إلى أسلوب الضغط لمنعهما من التعبير عن نفسيهما ،بل علينا أن ندعهما تفعلان ذلك ،و متى فعلتا ناقشناهما و وجهنا لهما النقد الملائم . و مما لا شك فيه أن من واجبنا نقد الأفكارالخاطئة بجميع أنواعها. و لا يجوز بطبيعة الحال أن نتركها دون نقد و ننظر إليها بلا مبالاة وهي تنتشر فى كل مكان ، و ندعها تحتكر السوق كما تشاء . إن الأخطاء يجب أن تنقد و الأعشاب السامة يجب أن تكافح حيثما ظهرت، إلا أن مثل هذا لا يجوز أن يكون متصفا بالجمود العقائدي و لا أن نستخدم فيه الأسلوب الميتافيزيقي ،بل ينبغى أن نستخدم فيه الأسلوب الديالكتيكي جهد طاقتنا ، و ينبغى أن نبني النقد على التحليل العلمي و الحجج القوية الإقناع ". (التسطير من وضعنا)

و بعد هذا كله يأتى الجماعة لينكروا الوقائع و يشيعوا أكاذيبهم . حقا ليس هنالك أعمى ممن لا يريد أن يرى.

3) "العلاقة بالأممية البروليتارية ،بالأحزاب و بالحركات الثورية : الحركات الإشتراكية ،الحركات الوطنية فى العالم".

هنا سنتطرق بالأساس الى "د" من هذه النقطة فمسألة نظرية العوالم الثلاث تستحق بحثا خاصا ليس هذا مجاله.
أعرب الجماعة فى الصفحتين 59 و 60 من "هل يمكن ..." :
"د- القطع مع الأممية البروليتارية : ففى آسيا إنطلقت سياسة ماو و زمرته من الشعار المنادى ب"إعتماد الشعوب الثورية الآسيوية على قواها الخاصة."
و فيما يخص الثورة الفيتنامية و العدوان الإمبريالي الأمريكي عليها : "أحاط ماو تسى تونغ الولايات المتحدة علما عن طريق الصحفي الأمريكي إدغار سنو فى كانون الثاني - جانفى 1965 بأن "الصينيين لن يدخلوا الحرب إلا إذا هاجمهم الأمريكيون " و قد أدلى ماو تسى تونغ بهذا التصريح فى نفس اللحظة التى كانت فيها حاملات الطائرات الأمريكية قد هرعت إلى شواطئ فيتنام و فى نفس الوقت الذى كانت فيه أحذية جنود مشاة البحرية الأمريكية تدق أرصفة موانئ فيتنام الجنوبية".(1) [طارق زيدان :السياسة الخارجية الصينية منطلقات وممارسات ،طبعة دار الفرابي ،بيروت دون تاريخ ص18] .

و الذريعة التى قدمها ماو و حكام بيكين لتبرير هذه السياسة هي شعار :" الإعتماد على القوى الذاتية" و قد جاء فى الصحيفة الصينية "جن من جبهاو" الصادرة فى تموز 1966 : "على الشعب ألا يعتمد إلا على نفسه لإنجاز الثورة و خوض الحرب الشعبية فى بلاده لأن هذه القضية تخصه وحده".
إن شعار "الإعتماد على القوى الذاتية "صحيح إلا أن الإستفادة من الدعم و التضامن الأمميين أمر ضروري . فكيف نتجاهل التدخل الإمبريالي الأمريكي فى الفيتنام و نتخلى عن الدعم الأممي ؟ و ندعو إلى الإعتماد على القوى الذاتية "؟
أين شعار :"يا عمال العالم و شعوبه المضطهدة إتحدوا "؟
أين شعار :" التضامن الأممي البروليتاري"؟
إن ماو بدأ مسيرته بعد تحرير الصين بالحديث عن الإمبريالية بوصفها "نمر من ورق"(1) و ينعت نيكسون ب"الرئيس الأول لعصابة "قطاع الطرق الإمبرياليين " كما كانت تسميه لافتات الثورة الثقافية . "من الشعارات المغامرة "اليسارية " المتطرفة الى التراجع أمام الإمبريالية ...موقفان متناقضان فى الظاهر و لكنهما يشكلان مظهرين لشيئ واحد : المنطق البرجوازي الصغير ، المنطق القومي الضيق ، الطلاق مع الماركسية فى أهم موضوعاتها " (2)[ألبار فرحات :أضواء على التقارب الصيني الأمريكي ،ص 35 طبعة دار الفرابي ،بيروت].

قبل كل شيئ ، لاريب أن الجماعة هنا يلوكون الأفكار التحريفية السوفياتية و إن قدموها فى محاولة خداع على لسان "طارق زيدان "و "ألبير فرحات " اللذان يصوغان عربيا أفكار التحريفيين السوفيات التى وردت فى "نقد المفاهيم النظرية لماوتسى تونغ، دار التقدم ،موسكو 1971 " بالصفحة 103:
" و لا ينحصر الأمر فى أن الماويين لم يقدموا العون العسكري و الإقتصادي الكافي لشعب فيتنام المناضل بل أعاقوا بشتى الطرق البلدان الإشتراكية الأخرى فى القيام بذلك...أما تقييم الجهود المشتركة للأحزاب الشقيقة فى تقديم العون لفيتنام المناضلة من وجهة نظر القادة الصينيين فهو "شوفينية " و "خيانة" فى الوقت الذى أبرزوا فيه خطهم الموالي للإمبريالية و المتسم بروح الدولة العظيمة كنموذج للأممية البروليتارية ".

ثم إن الجملة الأولى للجماعة توجه أصبع الإتهام للمنطلق الماوي فى التعاطي مع شعوب آسيا و حركاتها الوطنية : ففى آسيا إنطلقت سياسة ماو و زمرته من الشعار المنادي ب"إعتماد الشعوب الثورية الآسيوية على قواها الذاتية " و كأن الشعار خاطئ و المنطلق خاطئ فى حين أن الجماعة فى ما بعد يعترفون بأن هذا الشعار صحيح : "إن شعار "التعويل على القوى الذاتية "صحيح". هذه واحدة : منطلق ماو صحيح و بإعترافهم.

و صحة هذا الشعار الماوي مستمدة من الفهم العميق للديالكتيك و حركة التطور من وجهة نظر المادية الجدلية فالتناقضات الداخلية عموما هي المحددة و الرئيسية أما الظروف و التناقضات الخارجية فهي مساعدة و ثانوية .وهذا الشعار السليم رفعه الماويون قبل إنتصار الثورة الصينية عينها و رفع من جديد فى وجه التحريفية السوفياتية التى كانت تنشر فكرة أنه لا إمكانية لإنتصار أية حركة تحرر وطني دون التعويل على مساعدات الإتحاد السوفياتي و ذلك بغية وضع حركات التحرر تحت كلاكل التحريفية السوفياتية و الإمبريالية الإشتراكية . والجماعة إذ يقدحون فى ماوتسى تونغ و الموقف الصحيح من منطلق صائب ،يدافعون بلا أدنى شك عن الأطروحات التحريفية السوفياتية - فى هذا الحقل و فى غيره كما رأينا.

هل ينفى شعار "التعويل على القوى الذاتية" المساعدات الأممية حسبما يريد إفهامنا "الجماعة"؟

من منظور ماوتسى تونغ البروليتاري لا تضارب فى ذلك و إنما الرئيسي هو التعويل على الذات و المساندة يرحب بها إن أتت و إن لم تأت فدائما التعويل على الذات و من الخطأ التعويل أساسا على العون الخارجي و من الخطاء المميت التعويل على معاضدة الإمبريالية ،أية إمبريالية . يقول ماوتسى تونغ فى "علينا أن نتعلم العمل الإقتصادي "سنة 1945قبل ظفر الثورة الصينية بأربع سنوات، المجلد الثالث من "مؤلفات ماو تسىتونغ المختارة " : " نحن ندعو الى الإعتماد على النفس . و نأمل فى العون الخارجي ، و لكن لا يجوز لنا التعويل عليه ، و إنما نعول على جهودنا الخاصة ، على القوة الخلاقة فى الجيش كله و الشعب قاطبة."

و مفهوم ماو للتعويل على الذات أو الإعتماد على النفس صيغ كما يلى فى 1945 ، ضمن "الوضع و سياستنا بعد النصر فى حرب المقاومة ضد اليابان "،المجلد الرابع :" على أي أساس ينبغى أن ترتكز سياستنا ؟ على قوتنا الخاصة ، وهذا ما يسمى الإعتماد على النفس . إننا لسنا منعزلين ،لأن جميع بلدان العالم و شعوبها المناضلة ضد الإمبريالية هي صديقتنا ،بيد أننا نؤكد الإعتماد على النفس . فبإعتمادنا على القوى التى ننظمها نحن بأنفسنا ، نستطيع الفوز على جميع الرجعيين الصينيين و الأجانب".
و لئن أعدنا للأذهان أن هذا الشعار الماوي طبق فى الصين قبل أن ينصح به للفتناميين فلأنه ،إضافة إلى كونه صحيح تماما ، فقد أثبت بما لا يدع مجالا للجدال أنه أساس السياسة التى حققت للثورة الصينية النصر العظيم الذى غير ميزان القوى العالمية بين القوى الإشتراكية من جهة و الإمبريالية من حجهة ثانية . وجماعة "هل يمكن..." يطلبون منا بإلحاح نبذ السياسة السليمة و التى أدت إلى إنتصار الثورة تاريخيا وتبنى الأطروحات التحريفية السوفياتية.

إنهم لا يفهمون الجدلية و موقع التناقضات الداخلية المحدد فى الشيئ أو الظاهرة . بالنسبة لهم "الإستفادة من الدعم و التضامن الأمميين أمر ضروري". هذه صيغة هلامية تعويمية فإلى أي مدى هي أمر ضروري؟ هل إلى مدى الرئيسي و المحدد؟ هل إلى مدى الثانوي و المساعد ؟ التوضيح و التحديد لا يهمهم فمنهجهم مثالي و شغلهم الشاغل هو القدح فى ماو و الماوية و بأي شكل مطبقين هكذا الرؤية الماكيافلية "الغاية تبرر الوسيلة". إنهم ماكيافليين و ليسوا ماركسيين .

"الصينيون لن يدخلوا الحرب إلا إذا هاجمهم الأمريكيون ". تصريح ماو هذا ،سنة 1965، إعتبر خيانة للفتناميين و إستسلام أمام الإمبريالية وهو فى الواقع عكس ذلك. التصريح الماوي يترجم سياسة الصين الدفاعية مقابل السياسة الإمبريالية العدوانية . فالصين الماوية ليست بلدا عدوانيا يقيم الحروب خارج نطاق حدوده من أجل مناطق نفوذ و تقسيم العالم و إعادة تقسيمه لنهب و مزيد نهب الشعوب و الأمم المضطهدة. الصين بلد إشتراكي يدافع عن أرضه و شعبه و عن الأممية البروليتارية ولنكن متفقين فالأممية البروليتارية لا تعنى مطلقا أن نقوم بالحرب عوضا عن الآخرين و فى الحال الذى نحن بصدده الآن ، لا تعنى بالنسبة للصين الماوية أن تحارب بدلا عن الفتناميين . أن تحارب عوضا عنهم فلا ،أن تساندهم فى حربهم ضد الإمبريالية فنعم. غير مطلوب ،بروليتاريا ، من الصينيين أن يدخلوا الحرب على غير أراضيهم وهو شيئ لم يفعله أيضا لا لينين و لا ستالين ( إلا أثناء الحرب العالمية الثانية و فى ظروف يطول شرحها و ليس هذا إطارها ) فما رأيناهما يدفعان بفيالق الجيش الأحمر لتحارب عوضا عن الألمان سنة 1918 خلال ثورتهم التى لم تكلل بالنجاح و ما رأيناهم يدخلون الصين بجيشهم الأحمر ليحاربوا عوضا عن الثوريين الصينيين . و ليعلم الجميع أن سياسة تصدير الثورة على هذا النحو (المحاربة عوض شعب آخر) ليست سوى سياسة تروتسكية طالما أدانتها اللينينية و هاهم "الجماعة" بقدحهم فى سياسة ماو يعيدون إحياء الأطروحة التروتسكية فهنيئا لهم بتروتسكيتهم!

أجل قد قدم الثوريون البروليتاريون الدعم المادي و الفكري إلا أنهم أبدا لم يعوضوا نضال الشعوب الأخرى فى قتالها للإمبريالية و هذا بالضبط فحوى "التعويل على القوى الذاتية" و فحوى السياسة الدفاعية الماوية. وهذا المبدأ لم يتخل عنه ماو تسى تونغ لأنه صحيح و لينيني و أعاد تأكيده فى 28 أفريل 1969 فى "خطاب فى إجتماع اللجنة المركزية التاسعة للحزب الشيوعي الصيني " (ص 273 من "ماو يتحدث الى الشعب " أستوارد شرام ،الصحافة الجامعية الفرنسية ،باريس 1977) :" آخرون يمكن أن يأتوا لمهاجمتنا بيد أننا لن نقاتل خارج حدودنا . لا لن نرد على الإستفزاز . حتى لو إستدعيتمونا للخروج ، فإننا لن نخرج و لكن لو أتيتم لمهاجمتنا فى عقر دارنا عندئذ سنعرف كيف نستقبلكم ..." و يعلق شرام عن هذه السياسة الدفاعية :" هذا التصريح متناغم تماما مع ما قاله ماو إلى إدغار سنو فى جانفى 1965 فى ظرف جد محدد من تصاعد حرب فتنام و يتماشى مع إستعمال الدبلوماسية الصينية خلال هذه السنوات الأخيرة و يؤكد أن حذرموقف الصين فى الهند الصينية كان من فعل ماو و ليس من فعل ليوتشاو تشى ".

و" نقاد ماو" يوافقون مثلهم مثل بقية الخوجيين المفضوحين منهم و المتسترين ومنهم محمد الكيلاني فى "الماوية معادية للشيوعية" ،على نعت شعارات "التعويل على الذات" و"الإمبريالية نمر من ورق" بالشعارات المغامرة "اليسارية " و" المتطرفة" شأنهم فى ذلك شأن التحريفيين السوفيات الأصحاب الأصليين لتلك النعوت الموجهة ضد ماوتسى تونغ فى "نقد المفاهيم النظرية لماو تسى تونغ" .

و يظل سؤال ينتظر إجابة ألا وهو هل قدمت الصين الإعانة الأممية البروليتارية للفتناميين ؟ التاريخ لمن يريد أن يري و يسمع يزخر بالمعطيات الدالة على المساندة الماوية على جميع الأصعدة بالعتاد و العباد و لكن نود ليشهد شاهد من أهلها أن يجيبنا عن هذا السؤال عدو لدود لماوتسى تونغ ،أنور خوجا ذاته وهو مرجع "الجماعة" و ملهم هجومهم على ماو و من كتابه "تخمينات حول الصين "الذى إعتمده "الجماعة" سنقتطف حقيقة تاريخية موثقة ،لا تخمينا من تخميناته العجيبة : " الصين ساعدت و تساعد الفتناميين فى حربهم . إنها حتى كانت مستعدة لإرسال متطوعين فى أية لحظة . كان الصينيون ضد المفاوضات الفتنامية - الأمريكية . وقد أعلموا بذلك الفتناميين فى مناسبات متكررة و أعلمونا نحن بذلك رسميا. كانوا يعتبرون هذه المفاوضات غير مبررة و غير مثمرة و حتى ضارة و شائنة بيد أنها هنا قضية الفتناميين لوحدهم بينما بقي موقف الصين تجاه حرب الشعب الفتنامي هو هو و بقيت الإعانة التى كانت تقدمها هي هي " (ص614).

هذه الفقرة المكتوبة فى 1971 تنطق بعدة حقائق منها أن الصين فى الماضى أعانت الفتنام (عكس ما يدعيه "الجماعة") و فى الحاضر تساعد الفتناميين وهكذا تضطلع الصين بواجبها الأممي . و المساعدة تمت و أكثر من ذلك مثلما أرسل الصينيون متطوعين بمئات الآلاف إلى كوريا فى حربها ضد الإمبريالية الأمركية فى 1950 -1953 (أنظروا م5 من "مؤلفات ماوتسى تونغ المختارة "ص41) كانوا على إستعداد لذلك و "فى أية لحظة".

و إن إعتبر الماويون التفاوض مع الإمبريالية الأمريكية ضارا و مشينا و إختلفوا فى ذلك مع الفتناميين ،ف إن الصين الماوية إحترمت قواعد التعامل الرفاقي فلم تضغط عليهم من ناحية و من ناحية ثانية واصلت رغم ذلك نهوضها بواجبها الأممي البروليتاري و ثابرت على تقديم الإعانة ذاتها و بإعتراف عدو الماركسية-اللينينية-الماوية ،أنور خوجا.

و فى مناسبة أخرى ،خلال لقاء إستقبل فيه ماو لجنة من ممثلي الصحافة الشيلية ، فى 23 جوان 1964 (الكتاب الأحمر الكبير "،فلاماريون ،باريس 1975 ،ص 98-99) لخص القائد البروليتاري الصيني السياسة الأممية للصين الماوية فقال : " الصين تريد السلم . لكل الذين يصرحون أنهم مع السلم تقديرنا. لسنا دعاة حرب . نحن نساند ،وهذا صحيح ،حرب الشعوب المضطهدة ضد الإمبريالية. إننا نساند كوبا مثلما نساند الحرب الثورية للجزائر و أيضا نساند حرب شعب جنوب الفتنام ضد الإمبريالية الأمريكية. هذه الثورات قاموا بها هم ذاتهم . لسنا نحن الذين دفعنا فيدال كاسترو إلى الثورة ،هو ذاته الذى نهض ليقوم بالثورة . هل هذا يقنعكم ؟ أمريكا هي التى دفعته للثورة ، كلاب الحراسة الأمريكيين دفعوه للإنتفاض . هل نكون قد دفعنا بن بلة للثورة ؟ فى الماضى لم نكن حتى نعرف هذا الرجل و لم نلاقيه بعد أبدا. عندما شكلوا حكومة مؤقتة إعترفنا بها. و عندما إحتاجوا مساندة قدمناها لهم. و الإمبريالية تدعى أننا "معتدين" و "دعاة حروب" . بمعنى ما هذا ليس خاطئا تماما لأننا نساند فيدال كاسترو و بن بلة و شعب فتنام الجنوبي فى حروبهم ضد الولايات المتحدة . مرة أخرى ، فى السنوات 1950 -1953 ،قامت [الولايات المتحدة ] بمحاصرة كوريا و نحن ساندنا حرب الشعب الكوري ضد الإمبريالية الأمريكية . لقد عرفنا بموقفنا رسميا و لن نغيره . سوف نساند حرب كل شعب ضد الإمبريالية ، إذا لم نقم بذلك نكون مخطئين و لن نكون شيوعيين". (التسطير مضاف )

فالمجد للماوية مرحلة جديدة، ثالثة و أرقى فى علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية- اللينينية -الماوية و الخزي و العار لكافة أرهاط التحريفية !



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء.( مقتطف من العدد3 من - ...
- طريق الثورة الديمقراطية الجديدة : حرب الشعب أم الإنتفاضة الم ...
- الديمقراطية الجديدة تطوير لعلم الثورة البروليتارية العالمية ...
- إنتفاضة أم ثورة ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغي ...
- الديمقراطية / الدكتاتورية ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجو ...
- ديمقراطية أم ديمقراطيات - مقتطف من- الديمقراطية القديمة البر ...
- إصلاح أم ثورة ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة ...
- الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية
- الشيوعية، لا البلشفية
- - طليعة المستقبل ينبغى أن نكون!=====طليعة المستقبل لتحرير ال ...
- - قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين- ال ...
- -فى الردّ على الوطد-- الحلقة الأولى_لا حركة شيوعية ثورية دون ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!( عدد 1 / مارس 2011)القلب على ...
- تونس : قراءة فى بيانات المجموعات- اليسارية- حول العدوان على ...
- بعض النقد لبعض نقاد الماوية ( ملاحظات نقدية ماوية لوثيقة - ا ...
- تونس : مسرحية وزارة الداخلية (1 فيفري )
- أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبية فى ت ...
- مواصلة الإنتفاضة الشعبية فى تونس: نقاط عملية
- الديمقراطية القديمة البرجوازية أم الديمقراطية الجديدة الماوي ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - مسألة ستالين من منظور الماركسية-اللينينية -الماوية