لحظة تحول

المختار الفرياضي

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 21:18
المحور: الادب والفن
    

ذات يوم، خرجت من المنزل متجها إلى جبل يدعى "جبل نتورخت"، وكان يبعد عن منزلنا ببضع كيلومترات, ، وبينما أنا منهمك في جمع بعض الأحجار الزاهية المختلفة الألوان، رأيت شيئا ما قادما نحوي، وكان يشبه شجرة وهي تتحرك.
- ترى ماذا يحدث؟
تبادر إلى ذهني أن هناك شخصا يدعى "علي وامان ضرنين" يتصف بأعماله الشريرة، فانتابني خوف عارم، لكن هذه مجرد أساطير أمازيغية كانت أمي تحكيها لي، ولا شيء يسعني أن أقوم به الآن وأنا على هذه الحالة. بدأ يقترب مني أكثر فأكثر، وبدأت معالمه تتضح شيئا فشيئا، اقترب مني، وقال بصوت غليظ:
- ما الذي جاء بك إلى هنا أيها الفتى؟
ـ أجبته وأنا أرتعش خوفا وهلعا: كنت ذاهبا في نزهة.. والله نزهة فقط.
ـ وماذا حل بك؟ هل تخاف مني.. أنا مجرد إنسان، ألا ترى ذلك؟
لا... نعم... بالطبع أنت إنسان ....-
ـ هذا غير منطقي يا بني، لا تخف مني، اقترب مني وستحس بذلكٍ .
اقتربت منه وأنا أشك في كلامه. لمست يده، وكانت عبارة عن جذع شجرة... ويا للعجب.. إنه حقا إنسان من لحم ودم. هذا أكيد.. قلت، وأنا مستأنس بكلامه: على ما يبدو أنت إنسان حقا.
ـ بالطبع، أرأيت ذلك؟
نعم، ولكن ...-
- ـ ولكن ماذا؟
- جسمك... أقصد أن شكلك الخارجي لا يبدو كذلك .-
ـ نسيت، فأنا أتحول إلى أشكال مختلفة، وعادة أختفي، لكن كيف أبدو لك الآن؟
ـ آه ماذا عساني أن أقول لك ياسيدي؟... ربما تبدو كشجرة
ـ يا للعجب!.. إنني أتأسف على ذلك.. لكن على العموم لا تخف يا بني.. فأنا مثلك
ولكن أريد أن أسألك سؤالا، هل لي بذلك؟
- نعم..بكل سرور, تفضل
-ـ من أين أنت، ومن أين جئت، وعم تبحث؟
ـ جئت من بلاد بعيدة.. من جزيرة..كنت فقط مارا من هنا، فرأيتك تجمع شيئا، أو تبحث عن شيء
. -ـ كنت فقط أبحث عن خاتم وقع من يدي
-ـ ولكن، ما الذي تخبئه في جيبك؟
ـ مجرد حجارة
ـ هل لي أن أراها؟
ـ نعم، بكل سرور.. هاك إياها
ـ شكرا، ولكن هذه أحجار مهمة، من أين لك بها؟ـ
ـ قرب تلك الشجرة( أشرت إلى شجرة بالقرب منا) أتراها يا سيدي؟
ـ نعم، هيا بنا لنقترب منها
- لنذهب إذن ....

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل