أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالكريم صالح المحسن - حضارة عربية أم حضارة أسلامية















المزيد.....

حضارة عربية أم حضارة أسلامية


عبدالكريم صالح المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 16:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في احد التعليقات حول مقالة الحضارة العلمية في الاسلام المنشورة في الحوار المتمدن من القاري الكريم"تحسين خليل" جاء فيه :" السيد الكاتب , تحيتي لك ,قلت ان سكان العراق وسوريا ... دخلوا ودانوا بالإسلام طوعا , فلماذا اذا كان الغزو؟ أنت وانا والجميع نعرف ان الدماء أريقت والجزية دفعت فأين الطواعية؟ هل تستطيع يا سيدي ان تقول لنا متى بدأت الحضارة الإسلامية ومتى انتهت أم أنها لازالت قائمة؟ من ترجم العلوم اليونانية والفارسية ومن الذي أدار شؤون الدولة الأموية لبضعة عقود؟ لا احد ينكر دور الحضارة العربية العظيمة والتي ساهم فيها غير العرب وغير المسلمين ولكن لماذا تسميها بالإسلامية؟ هل سمعت يوما بالحضارة المسيحية او البوذية او اليهودية ؟ ابتداء من الخليفة الخامس أصبحت الدولة علمانية في العموم واستخدم الاسلام وسيلة لحكم الناس فقط ( لعبت هاشم بالملك) احترامي لك ولجهدك الكبير في كتابة الموضوع".

في البداية اشكر القاري الكريم على تعليقاته البناءة والمهمة حول موضوع الحضارة العلمية في الاسلام وحقيقة ان الموضوع غاية في الأهمية وحساس ووجدت لزاماَ علي ان اكتب موضوعاَ خاصاَ حول الاجابة على هذه التعليقات.

فيما يخص موضوع اراقة الدماء ودفع الجزية في موضوع فتح العراق وسوريا لابد ان أوضح بان سوريا"بلاد الشام" كانت من أهم الأمصار للدولة البيزنطينية وفي بداية عصر انتشار الاسلام كانت سوريا "بلاد الشام" تشكل مركز الإمبراطورية الرومانية الشرقية وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب تم فتح سوريا بعد طرد الروم منها ولم تكن الفتوحات لسوريا معارك مع أهل سوريا حتى تراق دمائهم بل كانت طرد الروم من سوريا ولك في معركة اليرموك "15 هجرية" خير مثال على ذلك اما في موضوع الجزية فكانت الجزية تفرض على أهل الأديان السماوية من غير المسلمين اما من كان مشركاَ فلاجزية عليه اما ان يدخل في الاسلام وأما ان يوضع عليه الحد ففي سوريا والعراق فرضت الجزية بعد دخول أهلها الاسلام على أهل الكتاب اما مايخص العراق فقد كان تحت حكم الإمبراطورية الفارسية الساسانية وقد أخرجهم المسلمين بفتح العراق في العديد من المعارك التي دارت بين المسلمين وبين الفرس الساسانيين مثل معركة ذات السلاسل ومعركة نهر الدم ومعركة اليس ومعركة القادسية ومعركة جلولاء ومعركة نهاوند ولم تدور تلك المعارك بين أهل العراق والمسلمين كما ترى .

ان الحضارات عموماَ ترتبط بمن صنعها وقام بها وأوجدها كالحضارة الفرعونية نسبة الى الفراعنة والحضارة البابلية نسبة الى أهل بابل والحضارة السومرية نسبة الى السومريين والحضارة الرومانية نسبة الى أهل روما ولان الدين الإسلامي لايختص بالمسلمين العرب وحدهم ولان نبي الاسلام لم يأت للعرب وحدهم فقد جاء نبياَ للعالمين من عرب وعجم وللحقيقة أقول ان العرب بعد الاسلام قد نبذوا كل ماكان قبل الاسلام باعتباره تراثاَ وثنياَ وتمسكوا بكل ماجاء بعد الاسلام على اعتبار انه تراثاَ إسلاميا ناهيك عن ان المسلمين يؤمنون بأن العقيدة الاسلامية ليست مرتبطة بشعب او جغرافيا وعليه فقد كان مسمى "الحضارة العربية "مسمى لايتناسب مع نسق الدين الإسلامي وجوهره وسيكون محرجاَ لمفهوم الأمة الاسلامية لذلك لم نسمع من المسلمين العرب من يقول بالحضارة العربية لان لهم مايبرر ذلك فالمسلمون لايستطيعون ان يلصقوا او ينسبوا الانجازات والاكتشافات لهم كأفراد او كقوميات ويقسمونها فيما بينهم على أساس القبيلة والعرق والمساحة الجغرافية التي أتوا منها فالأمة الاسلامية التي نادى بها محمد"ص" لاتستطيع ان تحصرها في العرب وحدهم خصوصاَ ان دين النبي محمد "ص" كما هو معلوم لم يأت لجزيرة العرب فقط حتى وان كان الدين قد نشأ منها وقام عليها لكنه جاء ليشمل العالم بأسره اما بالنسبة لأسباب ان الاسلام لم يكن دين فحسب بل هو حضارة ايضاَ فهو يختلف عن الديانتين "اليهودية والمسيحية" فهما نزلتا على فئة معينة ومحدودة وكانتا محصورتان ومقيدتان بشريحة معينة في الخلق ولم تكن تلك الديانة او تلك الأخرى معنية ان تشمل العالم بأسره ولم يكن في الديانتين نبياَ او رسولاَ كمحمد جاء للعالمين اجمع فكل نبي كان يبعث لقوم معينين الا رسول الاسلام كان للعرب والعجم "واقصد بالعجم كل غير الناطقين بالعربية" اما عندما اعتبرت ان الاسلام هو لتنظيم الإدارة والحكم فهذا مجافي للحقيه فالحكم هو الخلافة "الخلفاء الراشدين مثلاََ" وليس الاسلام بالرغم من الاستناد الى أحكام وتعاليم الاسلام كدين .

لم تكن الأديان السماوية في يوم من الأيام تحض على كراهية العلم بل على النقيض تماماً فالعلماء هم أكثر الناس إدراكاً لعظمة الوجود والخلق والجاهلون هم الذين يسقطون في درك البشرية الأسفل، القرآن يحث على العلم في العديد من الآيات والسور :"شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط "آل عمران 3: 18" فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلا وقال الله تعالى: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات و قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون و الرسول "ص" قال: من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل له به طريقاً إلى الجنة وقال الرسول"ص": من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع وقال رسول الله"ص": لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه مالاً فسلّطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ومما يدل علي تكريم الإسلام للعلم أنه جعله فريضة على كل مسلم في قوله"ص"طلب العلم فريضة على كل مسلم ، ويقول الرسول"ص": إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له : وعن رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليْه وسلمَ قالَ ;فَضْلُ العَالِمِ على العَابِدِ كَفَضْلِي على أدْنَاكًمْ ، وفي الحقيقة أنا لا أعلم آية أو حديثاً يحض على عدم التعلم، المشكلة ليست في الأديان أو الخروج منها وعنها .

ولا شك اكتسبت اللغة العربية عند القوم مكانة مرموقة فهي لغة التعبد في الإسلام وقد نزل بها القرآن يقول تعالى "إنا أنزلناه قرآناً عربيا "فقد صان القرآن الكريم اللغة من الذوبان في لغات البلاد المفتوحة كبلاد فارس والترك ولكن لا الفارسية ولا التركية ولا أي لغة أخرى استطاعت أن تبلغ هذا المدى لأن العربية كانت تلوذ بالقرآن فحفظها وحماها وكما ظل الرسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بمهمة التعليم فكان يعلم أمور الدين بها وكذا في عصر الخلافة الراشدة فكانت خطبهم بها كما استخدموها في كتابة رسائلهم ومواثيقهم وقام الصحابة والتابعون بتدريس التفسير وعلوم الحديث بها كذا في العصر الأموي كان الخلفاء يحرصون علي تعليم أبنائهم الدرس الأدبي كما عنوا بدراسة النحو ومعاني اللغة ، ولقد ظل الفكر العربي قائماً علي الوحي قرآناً وسنة حتى عهد الفتوحات الإسلامية فما أن خرجت الجيوش الإسلامية فاتحة حتى حدث الاختلاط بين الحضارات وتزاوجت الثقافات ولقد تم ذلك دون قهر أو إجبار فقد كان العرب متعطشين لنشر الدين علي العالم أجمع .

نعم لا احد يمكن له ان ينكر دور العرب الكبير في بناء الحضارة السلامية ويكفي ما اشرنا اليه من ان اللغة العربية هي الأساس في ترسيخ بل وقيام الحضارة الإسلامية لكننا هنا نتحدث عن دور الحضارة العلمية في ظل الاسلام وتأثيراتها في الحضارة الإنسانية ولابد من التمييز بين الأمة والحضارة فالعرب هم امة والإسلام هو بالتاكيد دين قد أسست الحضارة الإسلامية عليه ومن تعاليمه ودعمه ازدهرت العلوم والفنون والادآب في تلك الفترة الزمنية التي اضطلع بها للقيام بدوره في البناء الحضاري الإنساني .

وأقول هل ان وأد البنات وزواج او توريث الأرملة كالمتاع للابن الأكبر وحرمانها من الميراث وشرب الخمور و تحليل الزنا وزواج الإستبضاع والتفاخر بكثرة العبيد والاستعباد والربا وأكل مال اليتيم هل هذا وغيره كثير من أشكال الفسق والتخلف الجاهلي بأفضل مما جاء به القرآن لآرساء دعائم الحضارة الإسلامية . العلم في القرآن هو من تعاليمه والحث على طلبه وليس الركون والكسل والاكتفاء بحفظ الآيات دون العمل بها والسعي في طلب المعرفة واستكشاف المجهول ،لم يكن لدى العرب قبل الاسلام أي تراث حضاري يذكر باستثناء اهتمامهم بالشعر الذي لعب دوراَ بارزاَ في حياة العرب لهذا قاموا بعمل الأسواق التي يتخللها التنافس الشعري وكان ذلك في الأشهر الحرم حيث لاحروب ولا اقتتال فيها وكانت الأسواق ميدانها ومن أشهرها سوق عكاظ وسوق ذي المجاز والحقيقة ان السبب في التخلف والجاهلية آنذاك قبل مجيء الاسلام هو الصراع الكبير بين الأديان التي كانت في الجزيرة العربية وهي الوثنية"عبادة الأصنام"والصابئة"الكواكب والنجوم " والمجوسية "النار" والسماوية"اليهودية والمسيحية".

اما حول متى بدأت الحضارة الاسلامية فقد بدأت مع بداية الفتوحات الاسلامية وانتهت تلك الحضارة مع نهاية الدولة الاسلامية وتفككها ، اما حول علمانية الدولة الاسلامية فكان أمرائها وخلفائها هم من انحرف عن النهج الإسلامي نتيجة مؤثرات السلطة ومزاياها ونفاق الحاشية والمستشارين ووعاظ السلاطين لكن كانت الدولة الاسلامية أسلامية بأهلها وبعلمائها فلم تتوقف شعائر الاسلام ولم تتوقف مساجد المسلمين من حلقات الدرس والتفكر بالدين والعلوم الحياتية ،اما الذي يقول "لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل" فهو ليس بمسلم"بالمعنى الإيماني" وليس بعلماني فالعلمانية ليست الحاد وهذا الذي يقول هذا القول اقل مايقال عنه انه" ملحد" لذلك هو ومن كان من شاكلته فهؤلاء شواذ في مسيرة الاسلام كأي شواذ لأي مسيرة وأحببت ان أوضح انه ليس الخليفة الخامس كما ذكرت انما هو يزيد بن معاوية ا بابي سفيان وهو ليس الخليفة الخامس ويعتبر الخليفة عمر بن عبدالعزيز هو الخليفة الخامس عموما لشدة مقاربته لأهل الخمس حروف العين " عبدالله بن عثمان بن عامر"أبو بكر الصديق" وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب" في العدل والدين وإحقاق الحق .



#عبدالكريم_صالح_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان وجمهورية جنوبه
- الحضارة العلمية في الإسلام
- الاستعمار الإعلامي والخداع الاستراتيجي
- العلاقات الروسية – الهندية التاريخ والأفاق المستقبلية- الحلق ...
- العلاقات الروسية – الهندية التاريخ والأفاق المستقبلية- الحلق ...
- ساعات الحقيقة تقترب
- الاختراق الناعم ...الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- الحرب الباردة الثانية الثلاثية الأقطاب
- الاستبداد والحكم الصالح
- جامعة الدول العربية بين الواقع والإصلاح
- من بغداد الى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال ...
- من بغداد الى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال ...
- من بغداد الى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال ...
- صعدنا معاَ الى الشجرة ومن ثم نزل هو وأنزل السلم
- من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال ...
- من بغداد الى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال ...
- من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال ...
- من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال ...
- تونس الثورة وفرنسا المستعمر القديم


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالكريم صالح المحسن - حضارة عربية أم حضارة أسلامية