أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد شاهين - لا أصلَ للورد لا فصلَ له














المزيد.....

لا أصلَ للورد لا فصلَ له


زياد شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 06:42
المحور: الادب والفن
    


-1-
الواحـدُ منا يـَخـْـرُجُ من موانـئ الوردْ
والآخـرُ يـدْخـُـلُ في مضيق الزمـن ْ
يَنـْهـَشـُـهُ بأسـنانـهِ ، يركـُلـُهُ بأحلامــهِ
ـ إنـي أتحـدى الزمــن .. !
الواحدُ منا كالآخر والآخرُ كالآخر والآخرُ كالآخر
يخـْرجُ من موانئ الوردْ
يخرجُ ليلا ً ، يـَحْبـِسُ أنفاسـَهُ الملوثــهْ
منتشيـا ً .. منتفشـا ً .. مشتعلا ً ..
منتشرا ًأريجـُهُ فوقَ السماءِ وتحت الأرض.
فوقَ السماء :
تتصـدع ُ أقبيـة ُ السماء ْ
تنسكبُ النجوم ُ ، ينسكبُ القمرْ
وتنسكبُ فروع ُ الشمس ِ أشـلاءَ .. أشـلاءْ
ترتبـكُ الفصـولْ
يتجـهـّمُ جبينُ الفجـر
وتهلـعُ أسـرابُ العصافير فـَـزعـة ً من الندى
تـُـغـرّدُ في الليل
تبحـثُ عن جـدول ٍ أخضـرَ
وعن وطـن ِ نـورْ
تحـت الأرضْ !

وفوق الارض :
تنبـتُ ورودٌ لا تـَصْـلـُح للعطـر
ولا تصلـُـح للياقات البيضاء المنتصبهْ
ولا تصلح للضفائر ولا للأنامل المرتعشـه ْ
بيضـاءَ كانت أم حمـراءَ أم صفـراءَ لا تصـلح
لا تصلـح لمزهريـة على منصـة جـرح الشهداء !
يا سادة يا خطباء يا شرفاء:
- لا أصل للورد لا فصل له
لا أصلَ للورد في زمـن الروث لا فصـلَ لـه
لا أصل للورد ، لا لون له ، لا عطر له
فارتجلوا مرثيــة ً للإصص ..للباقات والحدائق
وافرغوا بطونـَكم من القرنفل والنرجس والفـل
وهديل الحمائم البيضاء
وروّضـوا حدقاتِ عيونـِكـم
يا سادة يا شرفاء:
- آن لكم أن تنزلوا من الشوارع إلى السماء
وتصعدوا من السماء إلى الرصيف
وتنزلـوا .. وتصعدوا
وتصعدوا .. وتنزلوا
هو ذا عطرُ الورود قـَـيـْحٌ ونزيفْ
هو ذا زمـنُ الورود زمـنٌ مخيــفْ !
-2-
الواحدُ منــا
لا واحـدَ منـا .. ولا آخـرَ لنــا
كالآخـر
فحديثـُنـا آخــرُ
وعالمـُنا آخــرُ
وفكـرُنا آخـرُ
وحتى جنتـُـنا مثلَ جحيمــنا آخـرُ
الرائحون علينـا يرشـون قبورَنـا بالوردْ
والغادون علينا يُطـعّمـون جراحـَنـا بالشهــدْ
ونحن .. نحن لا نحتـدْ
شـجرُ الزيتون يختنقُ الآن في رئتينـا
وفي أوردتنا
سـِرْبُ الحمام يـَرِفُّ مذبوحـا ً
يقـطـّرُ دمـُّـهُ يقطـّـرُ دمـَـنـَا
ونحن لا نحتدْ
ظلالـُنا تتفـّـسـخُ .. تـنحني
لكنها تمتـدُّ .. تمتـدُّ .. تمتـدُّ
تلتهـمُ أشـلاءَ جذورِنـا
ونحن لا نحتدْ
السيفُ في جرابنـا تخــّرمَ
التاريخُ في جرابنا تخـرّمَ
وصمتـُـنا بكاؤنـا
وصبحـُنا مساؤنا
وصحـْوُنـا رُقـادُنـا
أضلاعـُنا قيودُنـا
أنفاسـُنا نشـيجُـنا
ونحن لا نحتدْ
وقبورنُـا لا تنتظر جثـة َ فارسـِنـا الذي طعنُـوهُ
وتنتظرُ قبورُنا
جثـة َ فارسـِنا الذي طعنـاهُ نحن بأيدينا
الملطخـةِ بدمـنـِا
بدمنـا .. بدمنــا المسـود ْ
ونحن لا نحتدْ
-3-
الواحدُ منا
لا واحدَ منا ولا آخـرَ لنــا
كالآخــر
سـتجري الجداولُ خلـفَ جنائـِـزَنا
(لا أصل لها )
سـتجري الجداولُ خلف جنائزنا
(لا فصل لها )
تسـقي الورودَ على ضفاف جراحـِنا
تجري .. وتعودُ تسقينا وتغسلـُنا على ضفاف الشوك والصدى
حيث سـرابُ جراحـِنا .. ســرى بنا
لا أصل للجداول
تـُخبئُ في خريرها محارة َ مراثينـا
وفي أعماقها ، تُـخبئُ حذاءَ فارسـِنا المبـجّـل ِ
وظـلَّ جوادِه الغالي
وصورة َ سـيفِه المغروزِ في أفــقِ الحصى
لا فصل لها
تتعانقُ الأحجارُ عند مصبـِّها السحريْ
أكلمـا تتعانقُ الاحجارُ تطمُسُــها الجداول ؟
(لا أصل لها )
تـُغـْرقـُها الجداول ؟
(لا فصل لها )
وتعودُ ، تنهضُ الاحجارُ
تتعانقُ عند مصبهـا السحريْ
تجمـحُ وتجمـحُ .. فتتبعهـا الجداول
(لا أصل لها )
وتتبعها الجداول
(لا فصل لها )
وتزمجـرُ الاحجارُ .. تلتفـتُ الى الوراء
فتنضبُ الجداول
تنضبُ الجداول
وتحْجـرُّ
تحجـرُّ
تحجـرُّ الجداول... تحجـر



#زياد_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتان
- حوارية
- يتخذ النحلُ بيوتاً من دمي
- ظلال للسقطات
- السقطات


المزيد.....




- السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال ...
- ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما ...
- -معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل ...
- طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب ...
- المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها ...
- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...
- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد شاهين - لا أصلَ للورد لا فصلَ له