أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - بن لادن ـ أمريكا














المزيد.....

بن لادن ـ أمريكا


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1006 - 2004 / 11 / 3 - 07:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحـــرب البارده
محمد الحاج إبراهيم
الخطاب الأخير لأسامه بن لادن والرسالة التي بعث بها للشعب الأمريكي موضوعان بغاية الأهمية ،إذ بعد غياب طويل كثرت التكهنات حوله : موت ،اختفاء.... بدا الرجل بصحة جيدة لابسا عباءة فاخرة ليس عليه ملامح التعب أو الترحال بل على العكس كان يتحدث كزعيم لقوة عظمى بمواجهة أمريكا بلغة سياسية مفاجئه دون ظهور ملامح عسكرية عليه من ثياب أو سلاح برفقته كما اعتدنا أن نراه .
هذه المرة اختار طريقا آخر وتوقيتا دقيقا .إذ كما يبدو قرّر الرجل دخول اللعبة السياسية الأمريكية دون مقدرة الإدارة الأمريكية ومخابراتها على منعه من هذا التدخل في شؤونها الداخلية الانتخابية. وموجز رسالته (ارحلوا عن بلادنا يتحقق الأمن لكم ) وقد حدد فيها طبيعة صراعه مع الأمريكيين و أعطاهم فرصة لاتخاذ القرار المناسب . هذا الميل لطرح مشروعه السياسي قبل العسكري شغل العالم كله بهذا الصراع الدائر بينه وبين الإدارة الأمريكية كما كان الصراع العالمي قبل انهيار الاتحاد السوفييتي .والمستقبل يحدد نتائج هذا الصراع على ضوء ما سيحدث في الساحة العالمية بعد الانتخابات الامريكية وخاصة ساحة الشرق الأوسط وما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي ودور الأمريكيين فيه ،واللغة التي تحدث بها كانت لغة محرجة لأمريكا لأنها تتعلق بتدخلهم ببلادنا و قتل مواطنينا و نهب ثرواتنا و دعم إسرائيل في تقتيلها اليومي للشعب الفلسطيني وهي تقوم بقتل يومي لأبناء الشعب العراقي وتفسر الإرهاب والحق على هواها بما يحقق مصلحة إسرائيل
غطرسة أمريكا في المحافل الدولية وحصرا بما يتعلق بالعرب - فما من قرار عالمي كان لمصلحة العرب إلا واستخدمت حق الاعتراض عليه (الفيتو)- تشكل ارضية لهذه الجماعات المناوئة التي تبرر حقها في الدفاع عن عالمها العربي والاسلامي بضرب المصالح الامريكية في أي مكان تطاله أيديهم وهذا مايؤسس لثقافة جديدة لدى المواطن في هذه البلدان المتضررة من أمريكا تدفعه للوقوف إلى جانب هذه الجماعات التي يعتز بها.و هذ ا بحد ذاته، خسارة كبيرة لامريكا : ازدياد مساحة الكراهية لها في العالمين الاسلامي والعربي.
ما حدث من ردود أفعال على ذلك أن المرشحين، الجمهوري والديمقراطي، قررا في حال الفوز، النيل من بن لادن، وهذه بحد ذاتها لغة تشير إلى أن الفائز، أياً كان ،خاضع لمفهوم الحرب على العرب والإسلام ، إذ رغم اتفاق جميع المحللين على أن أمريكا هي المسؤولة عن وجود ابن لادن وأمثاله لكن هناك طرحا محرجا وهو اعتداءهم علينا وعلى بلداننا وثرواتنا ودعم أنظمة وإسقاط أنظمة وتدخل في شؤوننا الثقافية والدينية وعاداتنا وتقاليدنا ولم يبق أمامهم إلا أن يعلمونا كيف نصوم وكيف نصلي . وقد وصل الامر إلى أن دولاً عدة منها السعودية(راعية الإسلام في العالم) غيرت بمناهجها التعليمية والدينية بإملاءات أمريكية .هذا وغيره من الملاحظات يحدد صانع الإرهاب في العالم، وهو العنف الأمريكي والظلم الأمريكي والغزو والاحتلال الأمريكي. فأمريكا صنعت هذه الثقافة وُتحمّل تبعاتها للشعوب التي دفعت ضريبة باهظة ثمنا لهذه ا لثقافه . رد فعل الأمريكيين على خسارتهم المرتّبة سوفييتيا في ُوحول فيتنام جعلهم يرتّبوا لفخٍٍ يوقعوا السوفييت به فطرحوا فكرة الجهاد في سبيل الله ضد الكفرة السوفييت واستقطبوا العديد من الشباب العربي المنهك في بلاده بسبب اضطهاد حكامه له. ومن ُقتِلَ في تلك المعارك خسرته عائلته دون نتيجة لأن كل ما حدث في أفغانستان كان صراعا بين قوى عالمية وقودها الشباب العربي والمسلم ومن بقي منهم على قيد الحياة أدرك اللعبة التي حاسب أمريكا عليها فيما بعد فضرب مصالحها في العديد من المواقع في العالم انتهاء بالأبراج ولازال الصراع قائما طالما حكام أمريكا لازالوا في نفس النهج العدواني على الشعوب ،ولابد من ذكر مفارقة تتعلق بخطاب الإسلاميين الذين كنا نخوض معهم حوارات في الثمانينات من القرن الماضي حول أمريكا فكانت مواقفهم مع الأمريكيين ضد السوفييت الكفره، وحين التقيتهم في أوائل القرن الحالي أصبح الأمريكيون بوعيهم أعداء الأمة الإسلامية وكفره: هذه الصناعة مسؤولة عنها الإدارة الأمريكية حصرا .
بن لادن شرح لهم مسببات حربه عليهم باستفاضة القائد لمعسكر مناهض لسياستهم وكان هذا بمثابة هدنة معهم أي حربا باردة يمكن أن تتحول إلى ساخنة على ضوء تغير الظروف والمواقف إذ أن الفارق بين الاتحاد السوفييتي والقاعدة أن مواقع السوفييت أو الجيوش النظامية محددة بينما قوات القاعدة غير محدده، ما يُنهك القوات المقاتلة لها على طريقة حرب العصابات، لكن بشكل اكثر تطورا من ذي قبل .إلا انه ترك لهم فرصا للمساهمة بتحقيق العدل في العالم بإعادة الحق لأصحابه وحل مشكلة الشرق الأوسط التي أرهقت شعوبه بالحروب التي أشعلوها هم وقبلهم الأوربيون وخاصة بريطانيا العظمى التي أسست لهذه الحروب يوم دعمت وساهمت بشكل فعال بخلق كيان إسرائيل على حساب الشعب العربي وخاصة الفلسطيني. فقد كانت المشكلة الفلسطينية ولاتزال من أصعب المشاكل الدولية بالمعنى السياسي والحربي والاجتماعي والإنمائي الممنوع على شعوب المنطقة خدمة لهذا الكيان. إن كانوا يبغون السلام والأمان فالحق أساسه وإلا فالحرب قائمة ومن يدري كيف ستكون عليه الأمور إن اختار الطرفان الموت بدلا من تحقيق العدل، وأثبتت الوقائع أن أمريكا غير عاصية على القاعدة المنتشرة في أرجاء العالم كله وغير محددة بمكان كما المصالح الأمريكية.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف السياسي بين التكفير والتحرير
- قانون الطوارئ _ من الإستثناء إلى القاعدة
- الإستبدادُ مقدّمةٌ للإحتلال
- القاع النفسي للتشكيل السياسي
- درس في الحرية والديمقراطية


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - بن لادن ـ أمريكا