أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - الإستبدادُ مقدّمةٌ للإحتلال














المزيد.....

الإستبدادُ مقدّمةٌ للإحتلال


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((كما حرّيةُ الكلمة والرأي مقدّمةٌ للدّيمقراطيّة/ جمال عبد الناصر/))
محمد الحاج إبراهيم

تتميز الأنظمة الاستبدادية أنها تعتبر نفسها فوق الجميع ،ثقافة ووعيا وعلما ومعرفة ،وتخطيطا وحكمة ،وكل ما دونها متلقي وخاضع لشارتها ،لأنها صاحبة الحقيقة المطلقة ،والمعرفة الكلية، رغم ملل الجمهور من مثل هذه الصفات ،ويعيش أزمة ثقة بكل هذه المواصفات، التي كانت من الخيال وهي منه فعلا، لأنها غير مبنية على أسس حقيقية ،إذ كانت وهماً ضيعت من عمر العديد من شعوب المعمورة التي خضعت لمثل هذا النوع من الأنظمة سنوات كان يمكن أن تتقدم بها لولا تمترس هذه الأنظمة .
تتميز أيضا أنها تعتمد على القوة التي تتحكم بها ، وبها تستبيح المجتمع والمواطن والثروة ،حتى أنها تتصرف بثروة الوطن وماله وكأنها تمتلكها فعلا ،فالعقارات تتصرف بها وكأنها ورثتها عن آباءها، أو أجدادها دون مرجع قانوني، وتتصرف بالمال العام وكأنه حاصل من جهدها الخاص ،وبالتالي يتحول المجتمع الذي تحكمه إلى مزرعة أو بنك خاص ،وعبيد مأجورين ببدل نقدي ،كالموظفين في دوائرها الحكومية حسب ما تسميها ،وهم عبيد عند بشر مثلهم لاحق لهم في امتلاك هذه الثروة أو جزء منها ،أو الاعتراض ،ولإحساسها المرهف بما تفعله ،تعيش حالة من الخوف ربما لا يصلها المواطن العادي الخائف منها أصلا بحكم الضغوط التي تمارسها عليه، لكن الخطِر في هذا الشكل من إدارة البلدان والدوله ،أنه يُضعف المجتمع ويوصله إلى درجة من الاستسلام، تجعله غير معني بكل ما يدور حوله ،كالذي حدث في العراق، حين ضاع المواطن بين قبوله شرّا استرحمه على الشر الذي كان فيه ،وبالتالي أخّر فعل المقاومة الوطنية بالمعنى المعهود ،وهذا يتحمّل أسبابه النظام الاستبدادي، إذ لم يحُتل بلدا في العالم كله إلا وأفرز مقاومته من رحم الاحتلال ،باستثناء المجتمعات المقموعه التي تفقد مقاومتها نتيجة للإذلال الذي يعيشه المواطن بفعل الاستبداد الذي يذرر المجتمع إلى طوائف وفئات متوجسة من بعضها البعض ، ويفقدها أية صلة بأرضها وتاريخها وأمجادها ،لأن المجد يكون بهذه الحالة للدولة الاستبدادية ناهبة بلدها ومغيرة معالمه بما يخدمها،والدولة الاستبدادية هي الوحيدة في العالم التي تهجر (هجرة قسرية)من خيرة كوادرها العلمية والأخلاقية نتيجة للاختلاف معها، وربما يستكفي المواطن في هذه البلدان ،أن يرى القائد الملهم وصاحب الحكمة الذي يرسم صورته على أوراق طلاب العلم من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة ،بالتشفي عندما يجد ه في زنزانة المحتل بكل ذل ،ومع ذلك عندما يستفيق هذا المواطن بعد انهيار النظام الاستبدادي واجتياح الوطن ،يبدأ بتشكيل مقاومته بظل الاحتلال ،وهنا لابد من التأخير بسبب التوجس الذي يصنعه المستبد بين فئات المجتمع الواحد فتتشكل بؤر مقاومة مبنية على إحساس وطني عالي بدلا من مقاومة عامة منسقة على أرض البلاد مرتبة في مرحلة التهديدات قبل الغزو تعيد الكرامة لكل من ينتمي إلى هذا البلد ،وهذا يتحمل مسؤوليته النظام الاستبدادي الذي لم يفكر بلحظة من اللحظات ،أن بلده معرّض لخطر حقيقي ،ولو كان هذا النظام به ذرة من وطنية ،لتدارك الوضع وفتح المجال للقوى والقدرات الوطنية من التفعيل ،حتى يبقى هذا الوطن وأبنائه محترمين في الخارج ،ورافعي رأسهم بدلا من أرجلهم، لتعاطي جرعة ((الفلقه)) ،المتعارف عليها فقط في الدول المستبدة ،عقوبة لطويل لسان قال كلمة حق، أمام سلطان جائر أو نصف سلطان أو ربع سلطان، وبدل أن يقبع السلطان الجائر في زنزانة المحتل ،كان يمكن أن يجعل ساحة بلده نارا قاتلة في وجهه، من هنا يأتي توصيف المستبد بالخائن ،ويخرج التوصيف على قاعدة الشافعي : (كلامك خطأ يحتمل الصواب) لأنه استثناء قاعدة الشافعي .
ميزة ثالثة وهي إخفاء العديد من القضايا التي تعني المجتمع، فمثلا تفجيرات طابا كشفت وضعا لم يكن المواطن العربي يعرف عنه شيئا ،وهو أن سيادة مصر على طابا منقوصة ،حيث ومن اللحظات الأولى وهذا ما جعل كل مواطن عربي يتساءل حوله نتيجة للمظاهر التي رآها على شاشة التلفزة ،إذ لم نعد نعرف إن كانت طابا موقعا مصريا أم محمية إسرائيلية ،نتيجة لحجم الحضور الإسرائيلي (على مستوى السياحة 2500سائح إسرائيلي لحظة التفجيرات أنهوا استجمامهم وعادوا لإسرائيل مباشرة)،وحجم الحضور العسكري والأمني وفرق الإنقاذ من اللحظات الأولى، هذه تساؤلات المواطن العادي، وسمعت افتراضا مبني على عدم المعرفة ،وهو أن هناك طابتين واحده مصريه وأخرى اسرائيليه ،/رغم أن طابا واحده فقط/لأن المواطن ضيعته المظاهر التي رآها على شاشة التلفزة ،من أعلام اسرائيليه ،وحضور عسكري وأمني إسرائيلي كثيف ورئيسي، وحضور مصري ثانوي مساعد كما بدا ،ولا أدري إن كان شعر الشابي لازال صالحا لهذا الزمان حين قال :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
لأن الكرامة والسيادة المنقوصة للمواطن ،تجعل سيادة الدولة على أراضيها منقوصة أيضا،وعندما يكون المواطن منقوص الكرامة والسيادة ،يكون التفاوض بين حكومة لاتمثل هذا المواطن ،وبالتالي تكون المفاوضات على ضوء تحقيق وجود هذا النظام ،الذي يمثل نفسه بالقوة عن شعبه ،وبالذل والتراخي أمام القوى العظمى المتغطرسة.
الدولة المستبدة كالأب المستبد ينغلق على رأيه وربما يأخذ برأي أحد أولاده الذي يحقق مصلحته وليست مصلحة الأسرة ولا يأخذ برأي أولاده الآخرين الذين يحققون مصلحة الأسرة وبالتالي يستثني أولاده ويعتمد فردا منهم تكون مواصفته نفعية أو يكون أنانيا همه تحقيق مصلحته من خلال الوالد المستبد والتي ربما تحقق تهلكة للأسرة بكاملها



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاع النفسي للتشكيل السياسي
- درس في الحرية والديمقراطية


المزيد.....




- لطفي لبيب في المستشفى.. آخر تطورات وضعه الصحي
- الأردن يواجه -سماسرة الحجز الإلكتروني- بإجراءات جديدة على جس ...
- السويداء تشتعل: اشتباكات دامية تودي بحياة 13 شخصاً على الأقل ...
- حصيلة القتل والدمار والتجويع بغزة منذ العدوان الإسرائيلي
- فرضية تعمّد حرائق الساحل السوري.. شهادات ميدانية ونفي حكومي ...
- صحفي فرنسي: أوروبا فقدت توازنها أخلاقياً وسياسياً بموقفها من ...
- إجراءات للحكومة الأردنية لضبط تجاوزات على جسر الملك حسين
- تفاؤل أميركي بالمفاوضات وحماس والجهاد تتمسكان بشرط إنهاء الح ...
- إسرائيل تهاجم 150 هدفا في غزة.. وسقوط مئات القتلى والجرحى
- بين مساعدي الملك تشارلز وهاري.. ماذا وراء -الاجتماع السري-؟ ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - الإستبدادُ مقدّمةٌ للإحتلال