أشرف الحزمري
الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 04:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قد يكون العنوان إشكالية أكثر من كونه سؤالاً. لكن طرحه في هذه الصيغة العدمية والإنكارية الإستفهامية يشحذ العقل للبحث عن الحقيقة في التاريخ.
في كتابه "حياة يسوع" ـ الذي أدانته السلطات الدينية و السياسية الرسمية ـ انتقد الفيلسوف الألماني دفيد فريدريك شتراوس كتاب "حياة يسوع" للفيلسوف الهرمنيوطيقي شلير ماخر, وانتهى إلى أن هناك فرقا معرفيا بين يسوع التاريخ ويسوع الإيمان, فالمسيح لا يمكن الوصول إلى وجوده التاريخي لانعدام الوثائق عنه. أما الثاني فهو يمثل ويعكس التطلعات الإيمانية للجماعة المسيحية الأولى.
لكن صنوه في المسار الإيديولوجي الفيلسوف برونو باور انتهى في كتابه "نقد تاريخ الأناجيل المتقابلة" إلى أن المسيح أسطورة من أساطير البيئة الدينية أفرزه الوعي الديني الراغب في الخلاص ولهذا تصوره كل كاتب وفق أسلوبه و طريقته.
في مشهدنا الثقافي العربي لم تخضع أحداث السيرة النبوية للمساءلة التاريخية والمناولة العلمية الموضوعية الإبستيمولوجية المتحررة من شوائب الأحكام المسبقة والتصورات الإيديولوجية , وإذا تجرأ أحد على ذلك ودفعه حب المعرفة إلى البحث عن الحقيقة واتخاذ موقف عقلاني, فأدنى تهمة يمكن أن نلصقها به هو أنه بوق المستشرقين, هذا إذا لم يتم تقديمه للمحاكمة والإستبعاد الثقافي وأيضا الإقصاء الإجتماعي ورفع شعار "إلا رسول الله" في وجهه.
لكنني أقترح فكرة فلسفية حتى نكوّن موقفا وجوديا من شخصية الرسول, هو أن نبدأ من الصفر في البحث ونطرح سؤالاً أوليا نبحث من خلاله على الجواب اليقيني. هذا السؤال هو :
هل النبي محمد شخصية تاريخية حقيقية ؟
قد يكون هذا السؤال ساذجا بالنسبة للعقل الإجتراري الذي اعتاد وتأقلم على الصور الجاهزة والذي نبت في حقل الثقافة الشعبية التلقينية. لكنه بالنسبة للعقل الذي تمرس بآليات البحث سينتهي على الأقــل إلى تصحيح وحذف الكثير,
وما الحضارة الغربية إلا ثمرة سؤال ساذج : هل أنـا موجود ؟!
#أشرف_الحزمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟