أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرزوق الحلبي - المنافحون عن نظام بشّار الأسد: ماذا ستقولون لمحمّد الماغوط إذا عاد؟















المزيد.....

المنافحون عن نظام بشّار الأسد: ماذا ستقولون لمحمّد الماغوط إذا عاد؟


مرزوق الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصرّ أناس "مؤمنون" و"حتميون" و"ماركسيون" و"ثوريون" من خارج سورية على الدفاع عن جرائم النظام فيها، رغم هول المشاهد المهرّبة من الريف والمدن وعموم المحافظات، وأفظعها قتل حوالي ألف مواطن. وهم في ذلك إنما يُشيدون خطوط دفاع لفظية موزّعة على ثلاث مستويات، الأول ـ تبرير القمع والقتل والعقوبات الجماعية، والثاني ـ تقديم شهادات حسن سلوك في النظام وتاريخه! والثالث ـ اصطفاف عقائدي أيديولوجي مع النظام السوري.
نستعرض هنا خطوط الدفاع الأساسية. ثم نحاول استيضاح أسباب التورّط في دفاع عن نظام قمعي بامتياز.
من الدفاعات التبريرية: أن قيادات التحرّك الشعبي لا تريد الإصلاح، كما صدر عنها بدايةً، وإنما إسقاط النظام! فما وجه السوء في مطلب حقّ بدأ خجولا فإذ هو وأصحابه يُقابلون بالحديد والنار والدبابات التي دفع الشعب السوري نفسه ثمنها؟ وما وجه الخطأ في انطلاق أماني الناس على مداها وطرح مطلب جذري مثل إسقاط النظام؟ ولماذا لا يسقط النظام ما دام بهذا الاستبداد وهذا التفرّد في السلطة والموارد؟ ومن الدفاعات التبريرية، تبني ادعاءات من النظام تتصل باستعمال نشطاء معارضين للسلاح. بمعنى، أن المنافحين مستعدون لتبني رواية النظام ـ فقط هنا تحلو في أعينهم علامة السؤال ـ علما بأنه هو الذي قتل حوالي ألف مواطن وليس العكس! ولا يرتدع هؤلاء من ترداد روايات النظام عن "عصابات" و"مسلحين" علما بأنه ضُبط منذ العام 1963، في سلسلة مستمرة من الادعاءات الكاذبة ومن الروايات الزائفة كشفتها على مرّ السنين أعمال ونتاجات مبدعين وكتاب وفنانين سوريين على جيلين أو ثلاثة! فهي كادعاء حكومة إسرائيل مثلا أنها قتلت 13 شابا فلسطينيا وأصابت العشرات وحاصرت قرى ومدنا عربية، في أكتوبر العام 2000، لأنهم أغلقوا مفرق طرق أو هتفوا ضد الاحتلال!
أما في المستوى الثاني، فإن المنافحين يذكرون للنظام السوري "دعمه للمقاومة"! يبدو أن هناك من يفترض أن ذاكرتنا قصيرة إلى هذا الحدّ أو أننا مصابون بالنسيان المبكّر! نذكر مثلا، أن أول ما فعله الجيش السوري في لبنان العام 1976 هو دكّ مخيم تلّ الزعتر والمقاومة الوطنية اللبنانية فيه! وثاني ما فعله هو اغتيال كمال جنبلاط في محاولة لضرب المقاومة الوطنية ورأسها المفكّر. وثالث ما فعله لا يُمكن حصره في واقعة لأنه امتدّ إلى كل شبر داسته قدم الجندي السوري وعناصر المخابرات. تحكّم بمصائر البشر ورزقهم وحيواتهم كما عرفت مخابرات عنجر فقط القيام بذلك! ثم أتت الحرب على عرفات ومنظمة التحرير التي أصرّت على استقلال القرار الفلسطيني، وجاءت قوات فلسطينية تدار من دمشق وعنجر وبإشراف مباشر من القوات السورية في لبنان لتحاصر عرفات من جديد في البداوي ونهر البارد بعد أن حررته الدبلوماسية من حصار إسرائيل له ولقواته ولبيروت، قبل ذلك بقليل. أما الدعم لحزب الله، فهو دعم لحليف وليس لمقاومة. هو أداء لمتعهّد توتير مقابل أجر إيراني أكثر منه دعما لـ"مقاومة" لا تقاوم إلا على إيقاع المشروع الإيراني! ولنذكر أن دعم هذه "المقاومة" كان بثمن إضعاف لبنان ودولته ومؤسساته ومنع تطوره ونموه. وما الحكمة في دعم "مقاومة" لبنانية يتحمّل تبعات نشاطها لبنان وعاصمته وأهله وتضمن الهدوء التام لإسرائيل على جبهة الجولان، أكثر الجبهات هدوءا واستقرارا منذ اتفاقيات فصل القوات في العام 1974، كما كان يتساءل قادة لبنانيون وبحقّ؟
أما شهادة حسن السلوك الثانية فتتعلّق بـ"ممانعة" النظام السوري و"وقوفه في وجه المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي"! نشير، بدايةً، إلى أن سورية انضمت إلى هذا المشروع في الحرب الأولى على العراق، وكانت جزءا من التحالف ضده! لكن قبل هذا وذاك، فقد توصّلت مع إسرائيل إلى تفاهمات ـ وليست إلى تفاهمات ضمنية فحسب ـ على تقاسم لبنان واحتلال مناطقه. وكانت الحدود بين مناطق النفوذ واضحة تماما كما خبرها اللبنانيون على جلودهم! وكان هذا الترتيب مريحا للسوريين الذين تذرّعوا بـ "الممانعة" لتكريس احتلالهم للبنان والتصرّف بمقدرات البلد وصولا إلى تعيين رئيس الجمهورية ـ كما حصل مع التمديد لإميل لحود مثلا ـ أو تسمية رئيس الحكومة! أما عندما واجهت مشاريعهم نزعة لبنانية للاستقلال والتخلّص من وصاية سورية ـ إيرانية بأداة حزب الله، قوبل أصحاب النزعة في ظلّ الوجود السوري بسلسلة من الاغتيالات طالت رئيس الحكومة وقادة أحزاب وتيارات!
أما خط الدفاع العقائدي فيتلخّص في كون النظام السوري مناهضا للسياسات الأمريكية! في هذا الادعاء أكثر من ثغرة. الأولى، مبدئية ـ فهل يكفي أن يكون طرف سياسي مناهضا لأمريكا كي نكون معه؟ إنه معيار سياسي من إرث حقبة الحرب الباردة والخطاب الثوروي المغالي القائم على الرواية السوفييتية التي خسرت معركة التاريخ! هل يُمكن بناء تصوّر للعالم قائم من اعتبار واحد هو معاداة أمريكا أو إسرائيل! هل يُمكن أن تقوم "أيديولوجيا" ويستوي مشروع سياسي، مهما يكن كبيرا أو صغيرا، على هذه النقطة! إنه الوقوع في "أثر المرآة"! صحيحة ادعاءات إدوارد سعيد في "الاستشراق" بشأن شَرْقنة الشرق بأعين الغرب بُغية إحكام السيطرة وتسهيل فرض الهيمنة ونقوده لهذه الرواية المعبّر عنها في سلسلة من النصوص من لدن المستشرقين وسواهم. لكن صحيحة، أيضا، الادعاءات التي أعقبت أطروحات سعيد من أن الشرق ردّ بـاستشراق معكوس فرأى نفسه نقيضا لـ "المركز الغربي". وهي رؤية غير ممكنة دون افتراض "الغرب" حالة نهائية نحن نقيضها على نحو نهائي! ولأن في الأيديولوجيا كما في الأيديولوجيا، لا بدّ من نقيض ورواية نقيضة لتصحّ روايتنا وتستقيم! فإذا أسقطنا أمريكا وروايتها، انسحب البساط من تحت أرجل المنافحين. وعليه، ينبغي تثبيت أمريكا مركزا ومشروعا للتمترس قبالته وإلا فما الداعي لوجودهم! إنه المتخيّل الأيديولوجي وليس سواه. وهو متخيّل يستبدل الروابط الوشائجية القبيلية والعشيرية بالوشائج الأيديولوجيا ولسان حالهم يقول: "كن من عقيدتنا وسنغفر لك كان ما تأتي به من قتل واستبداد وتخريب دول ومجتمعات"!
وأخيرا، تتجلى الثغرة الأخلاقية للمنافحين الأيديولوجيين. وقد سبق وأشرنا إليها. فما معنى المنافحة عن النظام السوري وهو يحتلّ بلاده بالحديد والنار ويقتل مواطنيه؟ هناك معنى واضح وإن جاز التأويل. يقول لنا المنافحون: لتذهب حريات السوريين أو اللبنانيين إلى الجحيم، بل إن حياتهم وتطلعاتهم وكراماتهم غير ذات أهمية في سبيل "ممانعة" مدّعاة كاذبة و"صمود" لفظي! أو أنهم يقولون لنا: "لا شأن بالمواطنة في سوريا ولا بالكرامات الإنسانية ولا بالحقوق ولا بحياة الناس وتطلعاتها في دمشق وريف دمشق ما دام النظام في سوريا يعرف كيف يُدغدغ نزعات المنافحين وأحلامهم الدفينة ويعزف على وتر "مناهضة" الرأسمالية أو أمريكا! لا بأس إن طلع النظام على قرى بدباباته وحرسه الجمهوري وآلياته وقناصته، فيبدو أنهم يستحقون ذلك خاصة أن النظام المؤدلج يقف للمشاريع ألأمريكية بالمرصاد! إنه السقوط المدوّي في ثلاث هوى سحيقة، الوعي الزائف والتعصب الأيديولوجي والتبلّد الأخلاقيّ! حالة، يكون فيها كل منافح على هذه الطريقة وفي هذه الظروف وعلى مرأى من المشاهد الدموية الوافدة من سورية، مستبدا أو حاكما جائرا لو قُيّض له أن يحكم أو يقود! أنتم، المنافحين، عن تنكيل النظام السوري بمواطنيه، ماذا ستقولون لمحمّد الماغوط إذا عاد معاتبا؟



#مرزوق_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ثورات تفتح أبواب الأمل الموصدة !
- أفكار في نقد الضحية،
- يسار عيّ على الطريقة العربية!
- في ذكرى 11 سبتمبر:الإرهاب الإسلاموي حين يكون بديلا للسياسة!
- نظريات وحقيقة بسيطة!
- هدايا من باريس
- وحده المزيّن!
- بوابات فاس
- عن المسألة الإيرانية: كيفما اتفق وليس أبعد من ذلك
- عن أسر الإسلام والتمثيل به!
- لو أني عرفت!
- سنوات
- عن محاكم التفتيش العربية
- تعب من الذاكرة
- أحاديث في الحالة السورية!
- الإرهاب في مومباي: نهاية دولة العقد الاجتماعي!
- -الصحوة الإسلامية- كطور من أطوار الهوية
- العرب والتأثير على النُخب في إسرائيل!
- الحرية من الدين الآن!
- قوميون بعمامة!


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرزوق الحلبي - المنافحون عن نظام بشّار الأسد: ماذا ستقولون لمحمّد الماغوط إذا عاد؟