أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي مارد الاسدي - في حضرة صباح السهل














المزيد.....

في حضرة صباح السهل


علي مارد الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 01:56
المحور: الادب والفن
    


أستحضرت روحك النقيه بعد ثمانيه عشر عاما من تاريخ رحيلك ( 17 - 5 - 1993 )وانا أصغي لشجن صوتك الجنوبي الهادر بالحنين الموجع للأفئده ...أستحضرتها وأنا أقرأ لائحة الاتهام التي ستقودك لقمة المجد والخلود في قلوبنا ...تخيلتك وانت تصعد وترتقي المشنقه وحدك حيث لا أحد يهتف لك أو عليك..ترى بماذا كنت تفكر في تلك اللحظه الكونيه؟
في الشطره حيث شهدت ولادة هذا الفنان المتعدد المواهب يتطلع الناس ويتذكرون جداريه خطها بأنامله تحكي مقوله لأمير المؤمنين علي عليه السلام...اذ عرف عن صباح السهل انه اضافه الى صوته العذب كان وكأنه مسرح متجول لشخص واحد على حد قول احد اصدقاءه...فقد عمل خياطا وحلاقا ورساما ومصمما وخطاطا..وقد شارك ايضا في بعض المسلسلات الاذاعيه كونه كان يمتلك مقدره ملفته على الالقاء الجميل المعبر..
نتعجب ونحن نصغي لأغانيه...مزيج من نبؤات وتراتيل باكيه من الحزن المقدس على نفسه التي سيزهقها الطاغيه بعد ان تنتهي آخر أغنيه على شفتيه...كأنه كان يرثي نفسه قبل ان تختطفه عصابات البعث وتقدمه لمحاكمه صوريه سريعه وتنهي حياته...هذه الحياة التي لم تكن منصفه معه حتى بعد رحيله
غنى ( بلايا وداع) ثم رحل بلا وداع..لم يمهلوه لكنه ترك لنا الكثير من الاغاني التي لا نفهم الى الان سر امتناع القنوات العراقيه عن بثها
يتحسر صديق رحلته الاولى الى أمريكا الفنان قحطان العطار كلما يدور الحديث عن اغنيته ( متى الجيه ) ويردد متأوها ان هذه الاغنيه كانت المفضله لدى الشهيد صباح السهل
كانت أغنيته الاخيره والتي لم تبصر النور الا بعد رحيله بأكثر من عقد ونصف من الزمن هي ( تريد ابعد ) حيث رحل وترك التسجيل مركونا في مجرات ستوديو حكمت ولحسن الحظ لم ينتبه له أزلام صدام آنذاك الى ان سقط النظام حيث قدم لي شقيقه عبد الرحمن النسخه اليتيمه من هذه الاغنيه والحمد لله ولمن أوجد موقع اليوتيوب الذي لولاه لما كان لهذه الاغنيه او سواها ان تنتشر ويسمعها الناس
يتذكر الشاعر عبد الرحمن الشطري...شقيق الفنان صباح السهل اللحظه التي دخل فيها غرفة الطب العدلي لأستلام جثة أخيه...يقول لقد عرفته وميزته من بين عشرات الجثث المغطاة بيده التي تكاد تلوح لي وتقول أخرجني
هذه اليد الجميله التي تبدو في تناسق وكأنها خلقت على هواه صارت هي الدلاله اليه في زمن أغبر يعدم فيه حتى الفنان لو شتم الشيطان في غرفة نومه
كانت رقبته التي قدمت لنا دون مقابل العديد من الاغاني المؤثره... كانت ويا لهفي عليه محزوزه ومدماة من أثر الحبل الذي-ولعدالة السماء- عاد وألتف بحق على رقبة قاتله الجبان بعد أعوام لم تطول كثيرا
رحل صباح عن عالمنا لكنه ما مات وها هي جذوة صوته باقيه لم تنطفأ وستبقى تذكرنا أن فجر الحريه آت وان طال ليل الطغاة....
ضاع الحلم برحيلك...
تلاشى في الفضاء....
حيث اللامكان ولا زمان...
وحده صوتك الحنين...
أعاد لأحزاننا اليقين
********



#علي_مارد_الاسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل ان يغادرنا فؤاد سالم


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي مارد الاسدي - في حضرة صباح السهل