|
شركاء في المسؤولية
خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 1004 - 2004 / 11 / 1 - 09:35
المحور:
القضية الفلسطينية
من المؤكد أن لا جريمة اكبر من جريمة الاحتلال، وانه أسّ البلى ومنبع كل الجرائم التي ترتكب ضد شعبنا، وهو المستفيد الأكبر من انعدام الأمن والامان الداخلي عندنا …. هذا أمر بديهي لا يختلف عليه اثنان من شعبنا ، فالاحتلال عدونا المتربص بنا ، الذي يعمل ليل نهار للنيل من صمودنا ، سواء بيديه مباشرة أو بواسطة أدواته وأعوانه المنغرسين في صفوفنا ، ونحن بالمقابل نقاومه ونستعد لمواجهة كل خططه الإجرامية. لكن إذا اعترفنا بأننا لسنا مجموعة من الأطهار = كما كنا نقول دائما عن أنفسنا ونستفيض في مدح ذاتنا لدرجة القول بأننا نحن شعب الله المختار وليس غيرنا = …. سندرك عندها بان فينا وفي الداخل منّا ، كمّ كبير من الأشرار ، الذين يرتكبون جرائم لا تقل خطورة عن جرائم الاحتلال … وهذا سيقودنا للحقيقة المرّة …. أننا نتعرض لحرب شرسة من قبل عدوّين : أولهما ظاهر وهو الاحتلال – وثانيهما كامن متغلغل فينا ، وهم الأشخاص والجماعات والجهات الباحثة عن السيطرة والمكانة والنفوذ والثروة ، وهذا عدوّ ماكر خسيس قد يتلبّس أحيانا العباءة الوطنية مع أن الوطن والعمل الوطني منه براء . إن التشخيص الصحيح للواقع يساعدنا جيدا في تحديد مرامي سهامنا ويصوّب مسارنا ويجعلنا اكثر حرصا ويقظة عند مواجهة الأعداء ، إذ أن الطعنات الآتية من الخلف وقت المعركة تكون اشد إيلاما وخطورة ، وعلينا أن نوجه دائما لانفسنا سؤال مهم --- من المستفيد من استمرار تحميل الاحتلال دون غيره مسؤولية كل الجرائم المنفذة ضد شعبنا ؟؟؟ والجواب الأكيد المفترض = هو انهم الأشرار المجرمين من أبناء شعبنا ، الذين يستغلون وجود الاحتلال كستارة يخفون وراءها كل جرائمهم = ، يساعدهم ويطيل عمرهم المنهج الخاطئ لبعض القادة الوطنيين الذين يعطلون ويجمدون كل مساعي الإصلاح والتغيير، وضبط الوضع ، ووقف الانفلات الأمني ، والتصدي لحالة الفوضى العارمة التي تسود بلادنا ….. بحجة أن الوقت غير ملائم لهذا العمل ويجب تأجيله لأننا في معركة وطنية ضد الاحتلال ، ويتناسون أن تعزيز الصمود يتطلب تصليب الجبهة الداخلية ، وان تصليب الجبهة الداخلية يتطلب توفير المناخ الذي يجعل المواطن يشعر بمواطنته الكاملة ، وان هذا الوطن وطنه ، وحرية هذا الوطن ستجلب له الحرية والامان الذي يفتقده بسبب الاحتلال ، وان ثمار نضاله سيجنيها هو وليس حفنة من تجار الوطنية زعماء مليشيات القتل والخطف والابتزاز … مناخ الديمقراطية والحريات …… مناخ يوفر للمواطن الأمن والامان ، ويسود فيه القانون ، وتتحقق العدالة والنزاهة والشفافية . نحن نعيش اليوم زمن استفحال الجريمة وشيوع الفوضى ، أرواح بريئة تزهق كل يوم واملاك تنهب وابتزاز يمارس وإرهاب يسلّط ، القانون غائب ومغيّب ، شريعة الغاب تسود ، القوي والمدعوم بقوي يفتري على الضعفاء ، عصابات وجماعات أشرار تعمل بشكل منظم ومخطط ، مراكز نفوذ وأجهزة أمنية تتصارع وتدوس في صراعها كل شيء في طريقها !!!! فمن يتحمل المسؤولية ومن بمقدوره إن شاء أن يضع حدا لكل ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 1- القيادة العليا مسؤولة = لأنها لم تتخذ قرارا استراتيجيا في المواجهة مع الأعداء الداخليين ، ولأنها تتصرف بلا مسؤولية تجاه ما يجري ، وتستعر في داخلها حرب ضروس على المكانة والنفوذ والأدوار .... غذّت إلى حدّ بعيد حالة الفوضى والانفلات الأمني . 2- السلطة الوطنية بأجهزتها الأمنية ودوائرها المدنية مسؤولة = لان رجالها يتصرفون بدافع المصالح الذاتية أو الانتماء العائلي أو لخدمة مراكز القوى والنفوذ أو بالعقلية الفئوية البغيضة ---- كما وان السلطة مسؤولة عن تصرفات رجالها الذين تدفع لهم الرواتب والمخصصات وتمنحهم كل الدعم ولا تحاسبهم على تصرفاتهم المخالفة للقوانين ولا تعاقبهم حتى عند التحقق من أخطائهم وجرائمهم . 3- السلطة التنفيذية ( مجلس الوزراء ) مسؤولة = لأنها لم تضع ولم تنفذ السياسات الحازمة ، التي تكفل حماية حقوق المواطنين ،وأولها حقهم بالحياة ، ولان تلكؤها وتراجعها في كثير من الأحيان عن تنفيذ القرارات ، افقدها المصداقية أمام شعبها ، كما وان سوء أداءها المالي والوظيفي طيلة السنوات السابقة عزز انعدام الثقة بها وجعلها غير مؤهلة للقيام بدور حامل لواء الإصلاح والتغيير 4- السلطة التشريعية ( المجلس التشريعي ) مسؤولة = لعدم قيامها بدورها المطلوب في الرقابة على أداء السلطة التنفيذية ومحاربة الفساد ونهب المال العام وفي الدفاع عن مصالح المواطنين وتلجا بدلا من المواجهة الى نهج المساومات والرقص على الحبال . 5- حركة فتح مسؤولة = ومسئوليتها عظيمة ليس لأنها التنظيم الأكبر على الساحة الوطنية ، ولكن لأنها الحزب الحاكم ، فحركة فتح أولا : مسؤولة عن تصرفات ممثليها في السلطة وبما أنها تهيمن واقعيا على السلطة والقرار ، فهي تتحمل المسؤولية الكاملة عن أداء وسياسات السلطة وثانيا : مسؤولة لان استمرار خلافاتها الداخلية تعطل تنفيذ أي قرار كما وان هذه الخلافات تتحول أحيانا إلى صراعات مكشوفة لا ينحصر تأثيرها على الحركة بل إن المواطن والوطن يكونا دائما الضحية لها ويدفعان الثمن الغالي لتفاقمها . 6- الأجهزة الأمنية مسؤولة = لأنها متصارعة فيما بينها ، ولأنها لا تحرص الحرص الكافي على تنفيذ القانون ، وتقوم أحيانا بتنفيذه بصورة مشوّهة ، وبمراعاة فجّة للمحسوبية والعائلية والفئوية ، وهي أجهزة رسّخت أحيانا في أذهان عناصرها الانتماء للجهاز وكأنه القبيلة قبل الانتماء للوطن ، كما أنها أجهزة متداخلة الصلاحيات الأمر الذي يسبب إرباكا كبيرا للحياة العامة والخاصة للمواطنين 7- مراكز النفوذ من قيادات أمنية ومدنية مسؤولة = لأنها حولت جزءا كبيرا من الأجهزة الأمنية والمؤسسات العامة إلى اذرع وأدوات تنفذ مآربها ، وتقوم بدور موفّر الحماية والتغطية لمرتكبي الجرائم والمخالفات ، وهي التي ترعى وتستزلم الجماعات المسلحة والمليشيات ، التي تمارس الإرهاب والابتزاز ضد المواطنين ، وتقوم باستخدامها كأدوات في صراعاتها ضد بعضها البعض . 8- المتدخلون بالقضاء -- الذين افرغوا هذا الجهاز من مضمونه وافقدوه هيبته – حيث تفرض الهيمنة والوصاية بشكل سافر على القضاة والنوّاب العامّون ، ويتم التدخل بالأحكام بالإرهاب حينا وبالتهديد حينا اخر . 9- مجموع التنظيمات والفصائل مسؤولة = لأنها لم تثقف عناصرها الثقافة الوطنية الصحيحة ، بل ربّتهم على الفئوية وعززت لديهم الشعور بأنهم محصّنون داخل تنظيماتهم ، وتعمل على توفير الحماية الكاملة لهم ، وتقوم بالتغطية على مخالفاتهم ، --- وكذلك تلك التنظيمات التي لا تفعل أي شيء لمواجهة هذه الحالة ، وتنأى بنفسها جانبا وكأن ما يحدث في الوطن يحدث في قطر شقيق ، وان ذاتها التنظيمية هي الوطن وأحوال الشعب آخر ما تفكر به ، == كما وان هذه التنظيمات مسؤولة عن أداء مجموعاتها المسلحة وعن الظاهرة الخطرة التي غذتها وهي تتحدث عن المقاومة والسلاح == تلك الظاهرة المتمثلة بالهيمنة التامة للمسلحين على الحياة ، وشيوع اللجوء لاستخدام العنف والعنف المفرط عند حصول أي خلاف ، وحالة الإرهاب التي يفرضونها على المؤسسات العامة والخاصة وعلى المواطنين . 01- الإعلاميون مسؤولون ( عدا الأحرار المؤمنون برسالتهم السامية ) = لان الكثيرين منهم لا يعملون ما يكفي لفضح الجرائم ومرتكبيها ، يخضعون للإرهاب ، يتحاشون الدخول في القضايا التي قد يكون أحد أطرافها من ذوي المراكز والنفوذ ، أو أن تلك القضايا تطال عصابات الشر والجريمة ، ولان جزءا هاما منهم يتطوع ليمارس الرقابة الذاتية على كتاباته قبل أن تخضع للرقابة الرسمية ( إن وجدت ) ولان جزءا ليس بالقليل ينافق على حساب المبادئ والقضايا !!! ،---- فللإعلام دور في غاية الأهمية ورسالة سامية يجب أن يؤديها تجاه الجماهير المتعطشة للحقيقة والمكويّة بنار الفساد والجريمة . 11- الجماهير العريضة مسؤولة = لأنها بصمتها تشجع المجرمين والعابثين بأمن هذا البلد ، ولأنها لا تمارس الضغط الكافي المنظم على أولي الأمر لإجبارهم على التحرك الفعلي والجاد .
خالد منصور عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني 29/10/2004
#خالد_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عفوا معالي الوزير
-
من قصص المعاناة الفلسطينية .. يوم في حياة موظف
-
زيتنا احمر
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|