أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - خالتي ام مرهج














المزيد.....

خالتي ام مرهج


رحاب ضاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 12:58
المحور: الادب والفن
    


انتشرت في السنوات الاخيرة موضة طب الاعشاب ، وراجت تجارتها وتجارها وكثر مريدوها وروادها ، وشاع استعمال فعلي اعشوشب واخضوضربعدما نسيهما النحاة واهملتهما كتب اللغة ومعاجمها وتصدرت اغنية فيروز " حلياني الدنيي حلياني بلبنان الاخضر" سباق الاغاني فكانت اغنية الموسم الزراعي بكل جدارة ، وصار بالامكان رجوع الشيخ الى صباه برشفة زلوع ، وقد يصلح العطار ما افسده الدهر!
فتملكت العطارة الاسواق في هجمة انفلاشية لامثيل لها في خطط السيطرة على اقتصاديات الاسواق مسبقا ، واغتنم المرشحون للانتخابات الفرصة فتدلوا برؤوسهم من بين الاشجار وما ينبت في الجرود والجبال ومن تحت ظلال الزيزفون بدلا من اعمدة الكهرباء ومواسير الصرف الصحي .
ونافس نجوم العطارة نجوم الفن والغناء على الالقاب الملوكية بدء من سلطان الاعشاب (اسوة بسلطان الطرب ) ومرورا بامبراطور المروج الخضراء وصولا الى شيخ البراري والمراعي .

كانت خالتي ام مرهج اول من استجاب لنداء الطبيعة والعودة للارتماء في احضان امنا الارض وعمتنا النخلة ، فأصبحت رائدة من رواد الثورة العشبية المظفرة وجهبذا من جهابذا الاعشاب وفطحلا من الفاطحل العالمين بمكنونات البراري وما تخفي المروج !
تتابع اخر " شروش الاعشاب " و " عروق الاشجار " وخلطات النباتات الموسمية وغير الموسمية وتخلت عن قهوتها الصباحية التي رافقتها مدة تربو على الاربعين عاما ، كانت خلالها لاتطيق صبرا عنها ليحل محلها فنجان المردكوش والزوفا وشلش الروباص واستغنت عن حبوب " اللوكسوتنيل " والاكزاناكس" لصالح خلطة سحرية وهاجة مبهجة براقة مكونة من مئة عشبة وعشبة : اكليل الجبل وشوك الجمل وطرفة المن وحنبلاس وخشخاش وقطع وصل وعراميش الذبيب وغيرها وغيرها واصبح تسألني : سمعت اخر عشبة!! بدلا من اخر نكتة
وحين تؤوب من الضيعة تأتي محملة ببذور وعروق الكرز " نظرا لفائدته الطبية " بدلا من ثمره الذي تشتهر به قريتنا واستبدلت اللبنة البلدية المنقوعة بزيت الزيتون والمكدوس وخبز الصاح بباقات من الاعشاب
البرية والنهرية والجوية !
وكان من عادات خالتي ام مرهج الحميدة – حين تزورني – ان تخصني بقالب كاتو او صنية بقلاوة ولكن مع تطور المعلوماتية العشبية نحت منحى رومانسيا طبيا في ان واحد فصارت تحمل لي باقة ورود قائلة لي ضعيها في " المزهرية " وعندما تذبل جفيفها وحوليها الى زهورات
" يا خالتي للسعلة وحدة بوحدة "
وافتتحت في مطبخها فرعا خاصا للاعشاب " ليس لديها فرع اخر " توزع وصفاتها وابتكارتها على الجيران واهل الحي والمنطقة (delivery) وابنهاالطبيب يحول اليها الحالات المستعصية وهاتفها لايكل ولايمل ( ام مرهج دخليك قلبي راح يوقف ، ام مرهج مصاريني راح يتقطعوا .....)

وذات مرة اصبيت خالتي بنوبة رمل ، فاستنبشت في معجم " الدر المختار في علاج العلل وتطويل الاعمار " لابي الازهار رواية مسندة معنعنة موثوقة مجربة شافية كافية جارفة كاسحة ينصح فيها ابوالازهار بالمداومةعلى شرب مغلي اوراق البقدونس فما كان من خالتي المعشوشبة الا ان اعتمدت مغلي البقدونس مشروبا رسميا لها وكان الوقت صيفا فراحت تغليه بالحلل الكبيرة ثم تبرده وتشرب منه ليتر على الريق وليتر بعد الغذاء والعشاء وبين الليتر والليتر ليتر ! وتقدمه للجارات والصديقات وكل من يسأل عنها مع قطع الثلج . وداومت على ذلك اسبوعا بلياليه ونهاراته حتى وقعت مغشيا عليها نتيجة ارتفاع "منسوب" الضغط وانقذت من جلطة في اخر لحظة . فقد تبين ان البقدونس يرفع الضغط!!!!!!!!



#رحاب_ضاهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيضاء
- لنطفئ شمس بيروت -1
- وطن
- الساعة السادسة
- زهرة الشمس - قصة قصيرة
- كوليسترول ثقافي
- مقابلة مع الكاتب اليمني وجدي الاهدل
- هل تنشب أزمة بين ليبيا وفلسطين في سوبر ستار؟


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - خالتي ام مرهج